أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله مشختى - الانفتاح التركى على الكرد والافاق المستقبلية















المزيد.....

الانفتاح التركى على الكرد والافاق المستقبلية


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 23:39
المحور: القضية الكردية
    


ظهرت فى الاونة الاخيرة بوادر انفتاح للحكومة التركية على الكرد والقضية الكردية ، وبذلك تجاوزت الحكومة التركية الخط الاحمر الذى كان يرسم سياسة الدولة التركية منذ تأسيسها ازاء الكرد وهو عدم التحدث عن قضية يكون اسم حقوق الكرد واردا فيها .حتى ان اللغة الكردية كان يمنع التحدث بها اضافة الى انكار وجود قومية باسم الكرد فى تركيا ،مما حدى بالكرد فى تركيا الى القيام بسلسلة من الثورات والانتفاضات ضد الدولة التركية الحديثة منها ثورة ديرسم بقيادة الشيخ سعيد بيران وثورة اغرىداغ بقيادة الجنراتل احسان نورى باشا وغيرها ولكنها اخمدت اوارها بالجيش والسلاح .وسادت كردستان تركيا جو من القمع ومصادرة الحريات وتولد كبت شعبى لدى الكرد واستمر نضالهم من اجل التوصل الى حقوقهم بشتى السبل وكان اخرها النضال الذى بدا بها حزب العمال الكردستانى فى ثورة مسلحة بدات منذ 1983 ولايزال مستمرا الى اليوم .
ان هذه الثورة قد اصابت تركيا بخسائر بشرية ومادية كثيرة على مدى 26 السنة الماضية ن ناهيك عن الخسارة السياسية والمعنوية للحكومات التركية السابقة وتشويه وجه تركيا فى المحافل الدولية نظرا للقسوة الكبيرة التى كانت تتعامل تركيا مع هذه القضية ، وكانت هناك مبادرات عديدة للخروج من هذا المأزق سابقا ولكنها لم تودى الى نتائج ايجابية نظرا لسياسة الانكار للوجود الكردى فى تركيا من قبل الساسة والاحزاب التركية المتشددة انذاك علما بان هذا الانكار لم يبرر استمرار تركيا فى هذا الانكار لوجود شعب تعداده ما يقارب ال25 مليون كردى داخل الدولة التركية .ورغم محاولة الحكومات التركية احتواء الحركة الكردية وبمساعدة مباشرة وغير مباشرة من عدد من الدول كادخال الحركة الكردية بقيادة حزب العمال الكردستانى فى لائحة الارهاب الدولى من قبل امريكا ودول اوربية اخرى ،ورغم الاتفاقيات الامنية التى وقعتها تركيا مع ايران والنظام العراقى البائد من اجل القضاء على الحركة الكردية عسكريا الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل ولحد اليوم ولم تزد الدولة التركية الا مزيد من تدهور الاوضاع الامنية والخسائر البشرية والمادية .
ان تغير الظروف والمناخات السياسية الدولية بعد انهيار المعسكر الاشتراكى واحداث ال11 من ايلول وسيادة القطبية الواحدة لفترة ثم حلول القطبية التعددية بعد ذلك قد ساهم فى تغيير الكثير من المفاهيم والاستراتيجيات التى كانت تتعامل بها بعض الدول ، وخاصة بعد سقوط النظام العراقى بمساعدة القوات الامريكية وما رافقها انذاك من تشنج فى العلاقات الامريكية والتركية ، وكذلك قيام كيان شبه مستقل فى كردستان العراق ومن ثم تحوله الى اقليم فيدرالى معترف به فى الدستور العراقى وكذلك من المنظمة الدولية ومعظم دول اوربا وامريكا والعالمين العربى والاسلامى .كلها كانت لها نتائج ايجابية لتغيير مسار السياسية التركية تجاه الكرد .
ان الحكومات التركية منذ 1992 وهى سنة تشكيل اقليم كردستان بذلت كل الجهود والمستحيل من اجل منع اقامة كيان كهذا فى كردستان العراق كونها كانمت تخشى ان يصبح منطقة او ملاذا للكرد الاخرين فى تركيا وايران وسوريا للمطالبة بحقوفهم واثارة المشاكل لهذه الدول ، لذا لجأت الى عقد اجتماعات دورية بين الدول الثلاث للتصدى والوقوف بوجه هذا الكيان الذى ينع فى كردستان .ولكن هذه السياسات لم تنجح ايضا فى احتواء او القضاء على المقاومة الكردية فى اى من الدول الثلاث .
وقد بادرت حكومة اقليم كردستان باتباع سياسة متزنة ومرنة مع هذه الدول ومنحت تركيا التى كان اقتضادها يمر باسوء الظروف بالافضية لشركاتها فى مجال الاستثمارات فى جميع القطاعات واصبحت لتركيا اكثر 450 شركة تعمل فى اقليم كردستان فكانت هناك صعوبة كبيرة فى اقدام تركيا على القطيعة مع الاقليم فى الوقت الذى كانت تركيا منقطعة سياسيا مع اقليم كردستان وتهددها دائما بالاجتياح بالقوات العسكرية .
بعد مجئ حزب العدالة والتنمية الى راس السلطة فى دولة تركيا تغيرت سياستها تجاه القضية الكردية بمسافة 180 درجة وبدأ رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان وكذلك رئيس تركيا عبدالله كول والذى ينتمى الى نفس الحزب باطلاق تصريحات وابراز مواقف تفتح السبل لمناقشة القضية الكردية فى اروقة ومؤسسات الدولة التركية وامسى الحديث عن الكرد ومشكلتهم مدار بحث حتى فى الاوساط الشعبية ايضا .لكن العقبة الوجحيدة التى كانت تجابه الحكم هى المؤسسة العسكرية التركية التى كانت ولازالت متمسكة بالمبادئ الكمالية التى كانت قد تضمنهخا الدستور التركى وكان لابد للحكومة الحالية ان تحاول ايجاد مبررات وثغرات وقوة من اجل تحديث بنود ومواد دستورية لا تلائم العصر الحالى والاستراتيجيات فى هذا العصر هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ان كل المحاولات وجهود الحكومات التركية قد ذهبت سدى بشأن طابها الانظمام الى الاتحاد الاوربى والسوق الاوربية المشتركة والتى اشترطت فى كل دورة من دوراتها على تركيا بأن تحسن من صورتها من حيث حقوق الانسان وان تتعاطى مع هذا الملف بالشكل الذى يتلائم العصر من حيث منح الحقوق للشعوب والقوميات الغير التركية فى تركيا وكان يقصد بها الكرد والارمن وغيرهم .
اضطرت تركيا وتحت الضغوط الاوربية الى اعادة النظر فى مواقفها ازاء الكرد فبادرت الى السماح للتحدث باللغة الكردية وحتى فى البرلمان التركى واقدمت الى فتح قناة تلفزيونية ناطقة باللغة الكردية، وفسحت المجال للحزب الديمقراطى الاجتماعى الكردى ببمارسة نشاطه السياسى والمشاركة فى الانتخابات التركية ،وتبدت نوعا من التعاطف الانسانى فيما يخص مقاتلى حزب العمال الكردستانى وخففت القيود المشددة التى كانت مفروضة على السيد عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال المحكوم بالسجن الؤبد فى سجن امرالى التركية ، ومن ثم التقى الرئيس التركى عبدالله كول برئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزانى عند زيارته الاخيرة للعراق فى بغداد .
والان ولاول مرة يسمح بعرض مسرحية وباللغة الكردية ، وسبق ان وافقت جامعات ماردين واستانبول بادخال اللغة الكردية فى برامجها .وكذلك قرار تركيا بفتح قنصلية لها فى اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق ،كل هذه مؤشرات على حدوث انفتاح تركى وتقريب للعلاقات بين الجانبين التركى والكردى وان كان الطريق بعيدا للان على طريق ايجاد حل ديمقراطى للقضية الكردية فى تركيا .
ان المؤسسات الامنية والعسكرية لازالت تاخذ بيدها العديد من مفاتيح الحل والربط للسياسة التركية اضافة الى بعض الاحزاب التركية الققومية المتشددة الفاعلة الان والتى ليست على استعداد لقبول حل سلمى وديمقراطى للقضية الكردية فى تركيا فى المنظور القريب. وهناك الكثير من الضغوطات على حكومة رجب طيب اردوغان من الناحيتين السلبية والايجابية تجاه الكرد .رغم ام الحكومة الحالية تعلن عن خطوات ولكنها ليست كافية بل عليها ان تخطوا خطوات كبيرة وصريحة لا ان تعلن ان تطلق تصريحا ايجابيا اليوم وغدا تعتقل انصار الحزب الاجتماعى الديمقراطى كما حدث فى الايام الاخيرة فى حملاتها المنطمة لاعتقال العشرات من كوادر ذلك الحزب الكردى والتى ستسبب فقدان الحكومة لمصداقيتها عند الكرد .
ان اقدام الحكومة التركية بحل القضية الكردية بطرق سلمية وديمقراطية وعبر الحوار والتفاهم والتى لاتملك سبلا اخرى غير ذلك ستحقق لتركيا استقرارا وامنا حقيقية وتكتمل ديمقراطية نظامها السياسى وستحقق خطوات كبيرة فى المجال الاوروبى والغير الاوربى وستنشط اقتصادها المستقبلى وستصبح تركيا دولة قوية بمصادرها الاقتصادية وخاصة المياه التى ستزود دول المنطقة بها وكذلك لتوليد الطاقة الكهرومائية .كما سيتيح لها ممارسة دورها السياسى فى المنطقة كدولة ديمقراطية من جهة ودولة قوية ومستقرة من جانب اخر،اضافة الى ما ستتحقق لها من انضمامها الى الاتحاد الاوربى من انتعاش اقتصادى وفتح ابواب تركيا للاستثمارات الدولية، وخاصة ان لها جاليات قوية من سكانها الكرد والترك فى اوربا ويمكن بواسطتها تعزيز مكانتها ودورها اكثر بين دول الاتحاد الاوربى .
ان استقرار الاوضاع فى دولة تركيا ستجعلها دولة اقليمية كبيرة ذات شأن يمكن ان يعهد اليها مهمات اقليمية مهمة من ناحية الاستقرار الامنى ومحاربة الارهاب الدولى وكذلك لاحتواء العديد من المشاكل والقضايا الاقليمية الاخرى فى المنطقة ان ارادت تركيا ذلك وكل ذلك لن يتأتى الا عن طريق تثبيت الاستقرار والامن واصلاح الاوضاع الداخلية للدولة التركية والتى لايتم الا بايجاد حل سلمى وديمقراطى للقضية الكردية عن طريق الحوار والنقاش والاقرار بالحتميات التاريخية والمسلمات القومية للكرد كشعب داخل وطن وصاحب ارض وشخصية يجب ان يحترم ارادته كباقى الشعوب التى تعيش فى تركيا ومنه الشعب التركى وغيره الذى يجب ان يتمتع بكامل حقوقه الوطنية والسياسية والثقافية كل ضمن مناطق تواجدها ليكونوا يدا واحدة للمحافظة على ارث الدولة التركية ، والتى لن تتمكن من البقاء اعتمادا على العسكر والافكار الشوفينية الهدامة للشعوب والاوطان مهما قوت ساعدها فلن تكون الا برهة قصيرة وستنهار تحت مطرقة الاحداث والحقائق التى لا يمكنه لاى كان اغفالها او اخفائها تحت اية ذرائع او مبررات .
ان الاقدام على خطى صائبة وحثيثة وواقعية لطرح الحل الحقيقى والواقعى للقضية الكردية فى تركيا تتطلب ارادة سياسية قوية ،وقد ابرزت حكومة اردوغان الكثير من المواقف التى كانت من المحرمات البحث عنها او التطرق اليها واخترقت جبهة المعارضة التركية القومية المتشددة وانتصرت فى مواقع ومنعطفات مهمة فى الواقع السياسى التركى .فهل يمكن له ان يخرج من هذه البادرة وهو محقق نتيجة لاكبر معضلة عانت ولاتزال منها تركيا منذ عشرينيات القرن الماضى ؟ وهل يمكن ان يدخل التاريخ من احد ابوابها الواسعة بنجاحه فى انهاء هذه القضية التى دوخت تركيا منذ عهد مصطفى كمال والمسمى ب اتاتورك ؟ وهذا ما يتنبأ به المستقبل القريب .



#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى السيد نوشيروان مصطفى
- العراق... فوضى المواقف السياسية
- العراق والازمة الحالية مع سوريا
- اذا لم يكن للكرد اصحاب حضارة فمن هم اصحابها ؟
- انفجارات بغداد الاخيرة ومواقف الاطراف العراقية
- قلق امريكا فى غير محله فى موضوع العلاقة بين الكرد والعرب فى ...
- من يتحمل مسؤولية الوضع فى محافظة الموصل
- الاصطفافات السياسية فى كردستان للانتخابات العراقية المقبلة
- مشاهد مؤلمة من الواقع العراقى
- يوم 25تموزعرس حقيقى فى كردستان
- مصطلحات جديدة فى الشارع العراقى
- السيد العزونى اية سيطرة يهودية على كردستان؟
- نتنياهو وحل الدولتين
- استخراج وبيع النفط من اقليم كردستان خطوة تاريخية
- باراك اوباما والقضية الفلسطينية ... بين الجدية والرغبة
- ترقيعات سياسية لقضايا فسادية
- عن اى فساد نتحدث ؟
- لماذا نتعمد تشويه الحقائق لاغراض سياسية ؟
- 1أيار عيد العمال العالمى
- حكومة الحدباء النجيفية جاءت لتحارب الكرد والحركة الكردية


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله مشختى - الانفتاح التركى على الكرد والافاق المستقبلية