أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - منى عبداللطيف - الزمن المخنتطف















المزيد.....

الزمن المخنتطف


منى عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 18:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أغلى ما اختطفته الجبهة الاسلامية منا هو الزمن....هذا المورد غير المتجدد والذى لا يمكن ان نستعيده بالقوة – هذه المرة ليس لاننا لا نملكها فقط، بل لخاصية الزمن نفسها.
في الزمن المخطوف ضاعت افعال كثيرة كان من شأنها وضع الوطن على مسار الديمقراطية والتنمية والسلام والوحدة (فمثلا المؤتمر الدستوري والذي يقال أن الجبهة الإسلامية فعلت فعلتها ......تخوفا منه)
وفي الزمن المخطوف ضاعت افعال كثيرة في الحياة الداخلية للحزب الشيوعي السوداني، وهذا هو ما يهمني في هذا الحيز.
عندما اعلن جورباتشوف البروسترويكا في العام 1987 كان الحزب الشيوعي السوداني مشغولا عن منقلب الحزب الأم بزهوه بما تحقق على يد الشعب السوداني في أبريل 1985، وبعلاج آلام الضربات الموجعة التي تلقاها في يوليو 1971. وقبل أن ينجز الحزب ترتيب أوضاعه الداخلية – تدشين الدور، ادارة النقاش حول مسائل عالقة، مواصلة عقد الاجتماعات الموسعة والمؤتمرات الفرعية ومن ثم مؤتمره العام...الخ–، وقبل أن تتقدم خطى النقاش داخله حول تردي الأوضاع وأزمة الحكم في الوطن، وحول ثورة البروسترويكا ولاحقا إنهيار المعسكر الإشتراكي...الخ، قبل كل ذلك انقضت علينا الجبهة الإسلامية بانقلابها المشئوم صبيحة الجمعة 30 يونيو 1989. فتعثر الحوار ليلتئم في أجواء غير مثالية على الإطلاق تحت مظلة الخوف من بطش سلطة الجبهة وسعيها المحموم لتصفية الحزب. النقاش الذي مكانه المنابر المفتوحة في قاعات الجامعات ودور النقابات واتحادات الطلاب والميادين الواسعة، انزوى في الأماكن القصية المغلقة. وبدلا من أن تأرشف له وسائل الإعلام الحديثة احتضنه باطن الأرض في أوراق مكتئبة من جراء عدم التفاعل. هذا جزء يسير من زمن اختطفته أيدي أدعياء الدين والوطنية تجار الجبهة الإسلامية.
لذلك لا أرى بادئة تدفع بالنقاش الذي يدور حول أزمة الحزب الداخلية سوى أن الحلقة الشريرة التي دار فيها الوطن حاصرتنا – نحن الشيوعيين – بإحكام ، وان بلوغ الطريق يتطلب كثير من الترتيبات أولها توسيع المنابر الداخلية لإدارة النقاش حول القضايا المختلفة. فكما ضاعف المؤتمر الخامس عدد اعضاء اللجنة المركزية – لدرء مثالب المركزية الديمقراطية – على الحزب زيادة المنابر الداخلية والإستفادة القصوى من وسائل التقنية الحديثة للتشبيك الداخلي ومن علم الإدارة الحديث لبناء كوادر نشطة مؤهلة تتناغم خطاها مع إيقاعات العصر ومن علم النفس الاجتماعي حتى يكون الحوار هو مبتدأ سيادة الديمقراطية الحزبية الداخلية الذي سيقودنا إلى المساهمة الفعالة في بناء الدولة الديمقراطية. فقطعا لا يمكن ان نسعى لهدف نعجز أن نحققه داخل الحزب.
إن ما يثار على الصحف هذه الأيام يؤكد أن انعاش المنابر الداخلية واجب ضروري ويضعنا وجها لوجه أمام النقاط الخلافية الداخلية. فهناك من يرى أن كل ما يكتب على الصحف عن أشياء حزبية داخلية هو أمر مشين مدفوعا بالفكرة البسيطة لنظرية المؤامرة: إن ذلك يصب في خانة العدو. وهناك من يكتب بدافع فك الاختناق الداخلي....
اعتقد أن مبادئ الشفافية والعلانية لها دلالتها في الحياة السياسية، وإن إدارتنا لصراعنا الداخلي تنعكس على كيفية إدارتنا لقضايا الوطن، وأن ترسيخ أدبيات الصراع من صميم الهموم الشيوعية لتطوير الحياة الديمقراطية في السودان. لذلك أرى أن الاعلان عن الصراع داخل الحزب أمر يهم الجماهير ويثري الحياة السياسية. ثم أننا لا نستطع إلعاء البصمة الفردانية للأعضاء والتنوع للتعبير عن رؤاهم وأفكارهم، أما العدو فيكفي خطفه لزمن لن يعود. ويكفينا فخرا – نحن أعضاء الحزب الشيوعي – أننا لم ننهار تحت براثين بيوت أشباحه ولا دعاويه. ولا يمكن أن نكون حبيسين جبروته وأن يكون ترتيبنا للأشياء بفكرة دحره أولا ثم التفرغ للبناء الداخلي، فالحياة لا تمشي بنظام القوائم المنفصلة.
يجب ان تنطلق الخطاوي في كل المسارات حتى ننجز ما هو منتظر منّا..... ننطلق في مجابهة تداعيات خطاب العدو المعادي للحياة اليومية في السودان والذي يفرز أمثال جماعة محمد عبد الكريم لتفريخ الهوس الديني في هذا الوطن الذي يكفيه ما عليه من سهام مسلطة ومغروزة. لكن في نفس الوقت فإن إن إعلاء الشفافية والعلانية لا يعني تجاوز المؤسسية...فعلينا جميعنا مراعاة أن لا يمس المنشور سيادة المؤسسة فلا ننشر ما هو ضار من التفاصيل التنظيمية والادارية التي قد تهدد سلامة وأمان المؤسسة..ما عدا ذلك فالفكر حر بطبعه. ومرة أخرى علينا أن نتلمس الخط الرابط بين قضايانا الداخلية وقضايا الوطن. لا نفصل بين ما يشغلنا من قضايا داخلية عن قضايا الوطن، فإذا أخذنا مسألة النشر كوسيلة للنقد المعلن للمؤسسة الحزبية، كمثال، فعلينا أن نتذكر معوقات التحول الديمقراطي في البلاد ونجافي وسيلة الجلاد – المؤتمر الوطني: المنع والرقابة والتجريم...الخ. إن الرقابة المفروضة من أجهزة الدولة على الصحف خانقة ومكروهة وإن رقابة أجهزة النظام العام على الحياة اليومية للأفراد خانقة ومكروهة، وإن الخطاب الواحد الذي ظل ينفث سمومه طوال العشرين عاما الماضية...يعاني الوطن من تداعياته السالبة الآن: تدويل القضايا واحتكار السلطة ومجموعات الهوس الديني والإعياء في إدارة المهام البائن في كافة مناحي الحياة.
فليكن هذا أوآن التعدد والرؤى المختلفة، التنوع والاختلاف هما الحياة، والتماسك والتطابق من خواص الاشكال المصنوعة. وأي فكر معلن يمكن متابعته ورصده وتقييمه لرفضه أو دعمه. الخطورة تكمن في الأفكار غير المعلنة التي لا يقبل أصحابها الآراء المتراوحة بين الرفض والقبول. ونحن اليوم نعيش في عصر من سماته الأساسية تشجيع طرح الأفكار والتعبير عن الأحاسيس علانية، في المدارس والجامعات والإعلام وكل المنتديات والمنابر العامة، لقد ولّى زمن الرقيب الفكري الذي يحدد صحة الفكرة أو خطلها. وأعتقد أن جوهر و أساس التطور هو طرح الرأي نفسه والتعبير عنه بكل أريحية،ثم بعد ذلك مقارعته لتبيان الصح والخطأ فيه حتى لا يدور الفكر في الدوائر التي تؤدي لإسقاط الناس في بحور القلق والخوف.
إذا كان هنالك ألف مبرر لخوف المؤتمر الوطني من الانفتاح الديمقراطي....فلا شيء يخيف الشيوعيين السودانيين من العلانية والشفافية) لأنهم نذروا انفسهم كصناع للحياة في بلادي)

منى عبداللطيف سبتمبر 2009







#منى_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - منى عبداللطيف - الزمن المخنتطف