أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محسن ظافرغريب - خطف رقيق العراق














المزيد.....

خطف رقيق العراق


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 18:48
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ترجم شاعر النيل "حافظ إبراهيم" بيت شعر للروائي الفرنسي الشهير "فيكتور هيجو": اTuer un homme dans un bois est un crime
impardonnable
Tuer un peuple est une question: قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر/ وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر!.

و لا نقول هذي سرقة أدبية صريحة ومتوارية في آن!، فلطالما سرق (السيد الأبيض)، الأنجلو ساكسوني يانكي، في (بريطانيا العظمى) وقارتها إستراليا، ومستعمرتها أميركا الهنود الحمر، مقابل إهداء (السيد الأبيض) للرقيق الأبيض؛ الصليب!، حتى عقف الغازي النازي؛ الصليب!!.

إن كان ذاك بيت شعر مسروق، فقد سرق راعي البقر(يانكي)، بيت أب الأنبياء إبراهيم(ع) في أورأوروك IRAQ أولى حضارات بدء التاريخ
، سرق العراق!!.

وليتنا ألزمنا دعي المدنية الحديثة، ذاك، بما التزم به، أخلاقيا وأدبيا، فانتشل حرائر حرة الدنيا بغداد الحضارة والرشيد، يوم لم يكن الكومنولث والفرانكفون، وليت دعي المدنية الحديثة، ذاك، اختطف أحرار الوطن الضائع أبدا!!، من المهجر السابق لحزب (الدعوة) الحاكم الآن، ليت دعي المدنية الحديثة، ذاك، انتشل أحرار و حرائر العراق الذي حرره من وكيله حزب (العودة العميل !)، واختطفهما أحرارا وحرائرا يهيمون على وجوههم في شتات بني إسرائيل السابق!،وقد أوجد في فلسطين؛ وطنا قوميا لهم!. هكذا اجترح التبع الأسترالي!، وبقر استرالي، راعي البقر، وراعي بئر النفط، شريك إحتلال عراقنا الجريح القائح قلبا، الذبيح من الوريد للوليد وحتى كل بضعة منه في المنفى المنسى.

أختـُطفت الشاعرة الأسترالية"Lois Olney"-اسمها مُكتسب من لدن الأسرة التي تبنتها-، رضيعة في شهرها الثامن، من حُضن أمها، من سكان بلاد الملوك الصغار الأصليّين، في سني اختطاف المستعمِر الأبيض المتحضّر ، لأطفالAboriginal، ووضعهم تحت الرعاية الجبرية! لدى أسر بيضاء
، خلال قرن!، بين عامي(1869-1969م)، حتى عقد سبعينات القرن الماضي في بعض مناطق استراليا، وكانت الشاعرة"Olney" إحدى ضحايا تلكم الحقب، إذ اختـُطفت من أسرتها عام 1963م.

كما سُلبت الطفولة العراقية لاحقا!،أصبح هؤلاء الأطفال يُعرفون في الثقافة الأسترالية بـ الأطفال المسلوبـين Stolen Children أو بـ
الأجيال المضيعة Stolen Generation التي تحولت ذكراها لاحقا لـ Sorry Day !، حيث يُوقدُ الجلاد والضحية الشموع معا هذا اليوم، كاعتذار رمزي مشكل نفسي ، لسيد أنيق!، لدى إحساسه بالذنب بعد فوات الأوان، عن تلكم السني!.

تروي Sue Bobby، خالة الشاعرة Olney، ذكرى ميلاد Olney، ورحلة البحث المضنية عنها حتى التقيتا: كانت أمها صبية دون سن 17 حين ولدتها، فلم تحظ َ برعايتها بعد حين سلبوها منها، بحثتُ عنها كثيرا في كل مكان، بحثتُ عنها بعد موت أمها، وبعد زمن طويل عثرتُ عليها .
أخذتها إلى قبر أمها، لقد حاولت بشتى السبل أن أحنو عليها، كان أمرا صعبا عليّ . وطفقت الخالة تنتحب.
وتروي Olney من طرفها وبأنها لقيت معاملة حسنة من الأسرة البيضاء، رغم إحساسها بالفقد، حين عادت إلى أهلها بعد سنوات مستطيلة، وبدأت في تعلم لغتها الأم: كانوا جميعا هناك، وكنت أبحث عن أمي، وأمي لم تكن هناك، أشاروا إلى قبر في المقبرة، وقالوا لي: هذي أمك!، حينها شعرت بالانتماء، عرفت أين أمي وأين أسرتي، وأحاط بي الأهلون الذين لم أعرف بعضهم، وأخذوا يغنّون أغنية من أغانينا .
تصف Olney التي تحظى باحترام واسع بين السكان الأصليين، ذاك طبع أناس وطنها الذين يعيشون في تناغم كُلي مع الكون: لدينا وحدة مع الوجود تعود لنمط عيشنا مع النبات والحيوان والإنسان، لذلك فإن آثار أقدامنا جد صغيرة على الأرض !.

شِعر " Olney " وجداني، يتسم بالبساطة والعفوية، مثل معظم شِعر السكان الأصليين، ينحو مباشرة لموضع الألم، كلماتها حادة تفيض لوعة ومرارة، وهي ترثي الوطن الذي كان، الذي تطالب باسمه الجميع، بمن فيهم أهلوها، بأن يحترموا ثقافته ويحافظوا على جماله، فثمة فردوس مفقود تحلم الشاعرة بإقامته على أجداث أجدادها، رغم أنه يتلاشى يوميا.

يحمل شِعر Olney آلام وآمال شعبها، وحنينا لتلكم الأيام التي كنا فيها أحرارا ووطننا حر، لم نكن بحاجة لحماية أحد ، على حد تعبير شاعرة أسترالية أخرى.

ذات أمسية أنشدت لويز قصيدتها، إذ لم تعتل المنصة، وآثرت أن تشدو حافية على أرض القاعة - مثلما هي عادة المشي الحافي عند السكان الأصليين - دون أن تصتحب قصيدتها المكتوبة، فما يُكتب بالقلب يُحفظ عن ظهر قلب. كانت تروح وتجيء بنحو، كأنها بصحبة كائنات أخر غير مرئية، كان صوتها جهوريا وبه نغم شجي، ودوّت القاعة بالتصفيق حين انتهائها من الرقص، لتعود Olney صامتة إلى مقعدها!، في أمسية شعرية، في حانة مموسقة، مع شعراء السكان الأصليين والشعراء الناطقن بغير الانجليزية، أمسية شعرية ربيع 2006م، في مدينة- Perth غربي أستراليا، ضمن فعاليات مهرجان الشعر الذي يقام هناك سنويا في فصل الربيع:

قصيدة Lois Olney:

سُرِقنُا، أُخذنا
شُرِّدْنا، ضعنا.
هذا ما أخبرونا إياه
وما من سؤال سُئل
سُرقنُا، أُخذنا
شُردنا، ضعنا.
أخذ الأمر مني زمنا طويلا ً
لأجد مكاني
سُرقتُ، أُخذتُ
شُردتُ، ضعتُ.
كيف يمكنني أن أحدثكم
عن الجرح الغائر
في صدري
سُرقتُ، أُخذتُ
تهتُ، ضعتُ.
هذا هو مكاننا
من الممكن أن نتشارك فيه
سُرقنُا، أُخذنا
شُردنا، ضعنا.
سُرقتُ، أُخذتُ
تهتُ، ضعتُ
لكنني لم أضع أبدا!.





#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت صخرة singu الجبل
- تقاليد رجولة زائفة
- علم الله أكبر على إفرست
- جُند CIA
- في ظلال الخسارة والخذلان
- رشدي العامل
- بوح تفاح الطائف
- المجلس الأعلى لمياه الرافدين
- المنطقة الخضراء
- ثورة سلمية
- أصل لامية العرب
- Syriana‏
- شاعر ٌ يعتاش بقصِّه ِ مات!
- رقص على كتفي الحرب والسلم
- حين ميسرة؛ البديل عسكرة
- ما كانَ العراق الذي بين الضّلوع
- ملوك: بلوز، روك، وبوب
- من الشعر النسوي الذكوري
- متعلم العودة ومثقف الدعوة
- قصيدُ حُذامُ شِعر ٌ حَذاميّ


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - محسن ظافرغريب - خطف رقيق العراق