أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - ألثريد والبريد














المزيد.....

ألثريد والبريد


محمد جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 846 - 2004 / 5 / 27 - 03:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كان العام الاول للحرب على الجارة ايران الفصل الثاني من مسرحية المسلخ العراقي للمخرج الكبير الصهيونية العالمية ولا ضرورة لذكر المنتج فهو معروف. ازمات لا حصرلها تشغل الشارع أما الوظيفة الحكومية البالية فكانت شر لابد منه وإلا جبهة القتال. نقل الينا حيث نعمل من مكان مجهول رجلٌ ازرق اللون يرتدي سفاري ازرق مرصعٌ ببقع صفراء كانها انواط من معارك الثريد التي تميز بها (الثريد اكلة عراقية شعبية تستخدم احيانا في الامثال للدلالة على الانتفاع). ايام قلائل حتى صار وكيلاً لضابط الامن اضافة الى وظيفته المعتادة في توزيع البريد الرسمي وتهديد حياة الآمنين من الناس اضف الى كل ذلك فانه كان الصارخ الرسمي و الوحيد في احتفالات الحزب القائد المتعددة فهولا يكف عن الهتافات المملة حتى يحضر الطعام فيسكت ثم يتصدر الخط الاول للمواجه و كانه البطل القومي لاكل الثريد . كان لزاما علي استكمال عملي والذي يتطلب البقاء لبعض الوقت بعد ساعات الدوام الرسمي والذي انتهيت منه لتوي ويداي ما زالت ملطختان بدماء المكائن العنيدة حتى رايته وجها لوجه مبتسما لي خجلاً وكانه يحاول ان يصارح من يحب عما بداخله. سألني هل لديك بعض الوقت فاجبته وانا على عجل بان الامر يعتمد على طبيعة ما يريد. ابتدا الكلام دون تصريح مني متصاعدا بالحديث بعد كل خطوة اسير فيها عن ان زمان المستقلين قد ولّى ولا مفر من الانتماء للحزب القائد ووو .... بطريقتي البليدة اعربت له سعادتي وانا بعيد عن السياسة حتى امسك بيدي وانا مستمر بالمسير جاهلا اداب الحديث وعلاقة الحزب بالوطن والوطنية فأخذ يهدد ويزبد ويوعد، انتابني شيء من الارتباك ولكني كنت قد قررت العيش سعيداً. واردني الحرص على مصير الاسرة في تلك الليلة حتى لم اهنأ بنومة معتادة ولكن الصباح رباح. افرغت ما بداخلي من هواجس في صباح اليوم التالي لبعض الزملاء حتى باركوا لي عن تأخر حامل اوسمة الثريد عن مصارحتي للمدة المنصرمة كلها فهو احد اسباب اختفاء المهدئات في الصيدليات العامة والخاصة بل انه السبب المباشر في الهجرة المعاكسة للطيور في النصف الشمالي للكرة الارضية. تغيب حامل اوسمة الثريد لليوم الذي تلاه والسبب مجهول حتى عن عائلته التي شككت بوجودها يوما واستمر الغياب لاكثر من عشرة ايام ثم عُرفَ السبب. كان حامل الاوسمة يصل بالبريد الرسمي للدائرة الذي يتضمن مستندات في غاية الاهمية ترتبط بأرزاق و مصائر مئات العوائل وعشرات الشركات الوطنية يوميا الى منتصف الجسر بين الكرخ والرصافة فيفتح الحقيبة المثقلة ويقلب محتوياتها في نهر دجلة كي يسير خفافا بعد ان يتلذذ برؤيته الاوراق طافية على وجه الماء ثم يتفرغ لنشاطاته الخاصة والمتعلقة بالثريد و الهجرة المعاكسة للطيور. كان قد حالفه الحظ في ذلك الصباح لان كافة الدوائر الامنية كانت في حالة انذار يبحثون فية عن افراد تنظيم معادٍ قاموا بتوزيع بعض المنشورات السياسية ولم يهتدوا اليهم ثم تيقن لهم بعد ان شاهدوا فعله هذا من انه هو الذي يبحثون عنه وها هي المنشورات تتأرجح فوق مياه دجلة. كانوا بامس الحاجة الى الخيط الذي سيصلهم باعضاء التنظيم المعادي والا فالويل لهم. تجلت اعلى مستويات الكرم معه اذ لم يستغرق مكوثة في المشفى بعد التأكد برائته لاكثر من شهر حتى تمكن من المشي وعاد الينا وكأن شيئا لم يكن وانواط الثريد على كتفيه.
واليوم نشبع حديثا معسولا من قوات التخالف عن الاعمار والازدهار والحرية و بريدك يا عراق ينثر في الهواء الطلق فوق بحور الاحتكارات البترولية وابنائك طوابير تفترش ارصفة العاطلين ودعك عن العزة والكرامة و الامن فانها قد درجت اليوم تحت صنف الكماليات الغير ضرورية. فهل من جديد؟؟ لك الله يا عراق.
محمد جهاد



#محمد_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعتذر النواب؟
- علمونا قبل ان تضربونا
- أشراف منتصف ليل بغداد
- العراقييون و كلاب لندن
- رسالة مفتوحة الى الدكتور خالد السلطاني


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد جهاد - ألثريد والبريد