أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - التهديدات الغربية لإيران : جعجعة بلا طحين..!!















المزيد.....

التهديدات الغربية لإيران : جعجعة بلا طحين..!!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2783 - 2009 / 9 / 28 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-273-
كشفت إيران أمس الأول عن وجود منشأة نووية ثانية لتخصيب اليورانيوم، قرب مدينة قم، وأطلقت اليوم الأحد في إطار مناورة أسمتها ("الرسول الاعظم الرابعة/ تذكر بحقبة المقبور وإطلاق التسميات على حروبه العبثية!!) ثلاثة صواريخ متوسطة المدى، فيما أعلن قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حسين سلامي " إن ايران ستقوم الاثنين باطلاق صواريخ شهاب البعيدة المدى في اطار مناوراتها العسكرية"
يأتي هذا التهديد في الوقت الذي تخلت فيه الولايات المتحدة عن مشروع الدروع المضادة للصواريخ في أوروبا، وروسياعن مشروع نشر صواريخ إسكندر في كالينينغراد، حيث بدأت العلاقة بين القوتين العظميين بالتحسن - ولو ببطء - منذ أن تولى أوباما مهامه رئيسا للولايات المتحدة، وبما أن السياسة هي تبادل مصالح ومواقف، فإن إدارة أوباما تسعى إلى دعم روسي، سواء بعدم إرسال مزيد من الصواريخ العابرة للقارات أس أم-3 إلى إيران، أو طلب موقف أكثر تشددا في مجلس الأمن لفرض المزيد من العقوبات عليها، وكذلك في إطار التحشيد الدولي للوقوف بوجه الملف النووي الايراني، ناهيك بقضايا تهم البلدين على رأسها خفض الترسانيتن النوويتين، والتخلي عن سياسة سباق التسلح للوصول إلى اتفاق قبل انتهاء معاهدة (ستارت) نهاية 2009 .
أعاد الكشف عن (المنشأة النووية الايرانية) الجدل من جديد إلى الواجهة في السياسة الدولية والاعلام العالمي، عن تحدي النظام الايراني للمجتمع الدولي ومضيّه في عمليات تخصيب اليورانيوم، وهناك شكوك كثيرة لدى الخبراء والمحللين الاستراتيجيين حول عدم شفافية التصريحات والأفعال الايرانية، وامتلاك نظام الملالي للسلاح النووي أو هو امتلكه بالفعل، ليكتمل قوس التحدي النووي ممتدا من كوريا إلى الصين حتى الهند فباكستان وأخيرا إيران.
لقد تصاعدت منذ سنوات طويلة دعوات داخل إسرائيل لضرب المنشآت النووية الايرانية، باعتبار أن الدولة العبرية هي المتضررة الأولى في خطابات نجاد بمحوها من الخارطة!، ولطالما أكدت الدول الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا ودخلت فرنسا على الخط مؤخرا بكل ماأوتيت من قوة!) على أن كل الخيارات مفتوحة لكنها تفضل الخيار الدبلوماسي.
في الواقع كان هذا كلام إدارة بوش خلال ثماني سنوات في التعاطي مع الملف النووي الايراني، ماوسع في الفرص أمام النظام مستغلا الظروف الدولية لاسيما احتلال العراق وقبله أفغانستان، زائدا اعتماده على التقنيات التي زوده بها الاتحاد السوفيتي المنهار، ليطور قدراته النووية وبناء مفاعلات جديدة مازال يصر على تسميتها، في خطابه الاعلامي والمؤتمرات الدولية وتقاريره المخادعة إلى (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بأنها للأغراض السلمية..!!
اللافت أن تهديدات إسرائيل المتكررة لضرب المنشآت النووية الإيرانية لم تجد آذانا ضاغية من الغرب، الذي أكتفى بزعامة الولايات المتحدة، على استصدار قرار من الأمم المتحدة للحد من الأسلحة النووية ومنع انتشارها، والعمل مع حلفاء أوروبيين والصين وروسيا، من أجل فرض عقوبات كبديل عن استخدام القوة، ما يعطي إشارة خضراء إضافية لنظام الملالي، للمضي في تطوير القدرات النووية وبالتالي الهيمنة على المنطقة، عبر تخويفها وفرض سياسات الأمر الواقع عليها، مايعود على مصالج الولايات المتحدة وأوروبا الغربية بالنفع، عبر إيجاد اسواق جديدة لمبيعات الاسلحة وتمرير سياسات اقتصادية وغيرها، وهاهم وزراء الدفاع الدول المذكورة بل حتى زعمائها يقومون بزيارات مكوكية إلى العواصم باعتبارهم سماسرة سلاح!، وفي حوزتهم أوراق ضاغطة على الأنظمة في المنطقة لبيع الأسلحة، في ظل غياب كامل للديمقراطية والحريات الأساسية للشعوب.
ثم أن بعبع إيران هو الوريث الشرعي للبعبع المباد في العراق، وربما أشد فتكا منه إذا ما سعى لامتلاك السلاح النووي، مايستدعي رسم خارطة جديدة للمنطقة تكون فيها إيران لاعبا رئيسيا ومهيمنا، تتعاطى معه الدول الكبرى وإسرائيل كحقيقة واقعة، ولايهمني إيران بطبيعة الحال لكن العراق الذي سيستمر ضعفه وتبعيته من خلال الأحزاب الايرانية العاملة على ساحته السياسية، الساعية دائما وتحت عناوين طائفية إلى إطالة أمد المشروع الايراني في العراق، وهيمنته على الموارد البشرية والاقتصادية، مايؤشر حالة من العجز الأمريكي وتراجعا ربما عن مشروعها الذي أسقطت نظام صدام الفاشي من أجله، وكبدت الشعب العراقي وقواتها المسلحة مئات الآلاف من الضحايا، ومالحق البلاد من تدمير هائل منذ سنة 1991 على وجه الخصوص حتى اليوم، وتقوم الولايات المتحدة بالاستناد إلى مثل هذه المعطيات بتغيير استراتيجيتها في العراق الذي ستقدمه على طاولة مفاوضاتها النووية مع إيران، وعلى طبق من ذهب إلى نظام لايرحم الشعب العراقي على خلفية العداء الذي خلفته الحروب وغيرها.
أمام تساهل الدول الكبرى ومناوراتها أمضت إيران أعواما " في بناء منشآت سرية وتوزيع مكونات برامجها النووية والصاروخية في أنحاء مختلفة من أراضيها الشاسعة، وصياغة بدائل لتجاوز مثل هذا الهجوم حال وقوعه"، ويمكن إجمال الأسباب التي تدعو لعدم ضرب المنشآت النووية الايرانية، ليبقى كلام الولايات المتحدة وأوروبا الغربية جعجعة بلاطحين..!!، حيث تقول تقارير غربية أن مراكز أبحاث البرنامج النووي بلغت أكثر من (163) مركزا انتشرت حتى بين الدور السكنية في أنحاء متفرقة من إيران، بالضبط كما فعل الطاغية صدام حينما خبأ الأسلحة والوثائق قبل وقوع الضربات الجوية في حرب الخليج سنة 1991 (الأنظمة الفاشية تتشابه في سلوكها!)، وكان روبرت جيتس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قال محذرا " إنه من غير المحتمل أن تكون ضربة مثل هذه فعالة، بل قد تضر بالمصالح الأمريكية؛ لأن إيران لديها عدد من المنشآت النووية منتشرة في البلاد؛ مما سيجعل من الصعب على إسرائيل استهداف مواقع نووية إيرانية رئيسية تقع في المدن أو بالقرب منها"، كما أن القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان مازالت تعاني من ضربات استنزفت قواها، بأسلحة وتخطيط وتحريض ومعلوماتية وتقنيات أسلحة إيرانية، بينها أسلحة استطاعت إيران تقليدها عن الأسلحة الأمريكية في السنوات الأخيرة وزودت بها أعداء العراق من الارهابيين عراقيين وعربا لذبح شعبنا، أضف إلى ذلك مواجهة الادارة الأمريكية ضغوطا داخلية لسحب قواتها وعدم التورط بالمزيد من الحروب بدعاوى الأمن القومي، الذي زاد من تشويه صورة الولايات المتحدة خارجها وأعلى موجات العداء والكراهية ضدها، من جانبها فإن إيران لاتتأخر إذا ماضربت منشآتها النووية والاستراتيجية من توجيه ضربات مماثلة وفاعلة، إلى القطع البحرية الأمريكية المتواجدة في الخليج العربي، مايعني توقف الملاحة في مضيق هرمز وتعطيل تدفق النفط إلى الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان، عدا التهديد المباشر للقواعد الأمريكية في الخليج لاسيما قاعدة السيلية في قطر وغيرها، وربما تصل صواريخ قصيرة المدى إلى عواصم الخليج العربي.!!
اطلعت مؤخرا على تصريح مضحك وينم عن الجهل بمقدرات إيران من جون بايدن نائب الرئيس الأمريكي حيث قال (إنني أقل قلقا بكثير حيال القدرات الإيرانية.. ليست لديهم قدرة إطلاق صاروخ يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة)، ولاشك ان مثل هكذا تصريحات ستجعل القادة العسكريين الايرانيين يضحكون بملء بطونهم، ففي استراتيجية الردع الصاروخي تمكنت إيران من تطوير أجيال من الصواريخ نوع (زلزال وتوندار وفاتح-110) وهي قصيرة المدى، وعدا المتوسطة التي يمكن أن تنال بسهولة السعودية وسواحل الخليج، فإن صاروخ شهاب 3 الذي يصل مداه إلى (1700كم) ويحمل ثلاث رؤوس حربية نووية، مزودة بتقنيات عالية بحيث يمكن له تضليل الدفاعات الأرضية والصواريخ المضادة، من جيل (باتريوت) العجوز التي نشرت الولايات المتحدة شبكة منه لحماية إسرائيل وأصدقاءها في الخليج، خلال قصف القوات المسلحة العراقية لها في حرب الخليج الأولى سنة 1991، ومعلوم أن هذه المسافة كافية لإيصال صاروخ شهاب إلى تل أبيب وعدد من القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، بما لايقع بحسبان السيد بايدن واكتفائه بحماية الأمريكيين داخل بلاده والتضحية بهم واصدقاءهم وحلفاءهم في أرجاء مختلفة من العالم..!!
لقد تغيرت السياسة الدولية كثيرا فالملابسات التي أحاطت بضرب مفاعل تموز العراقي سنة 1981 من قبل سلاح الجو الاسرائيلي، الذي استغل ظروف الحرب العراقية الايرانية، وكان المفاعل مكشوفا والسلاح الجوي العراقي لم يكن متكافئا آنذاك مع نظيره الإسرائيلي، قد لاتصلح مثل هذه الظروف مع الحالة الايرانية في سنة 2009 مثلا، لقد خرجت إيران من حربها ضد العراق (كما خرجت الولايات المتحدة وأوروبا بعد الحربين العظميين) بصناعات عسكرية طورتها خبرات سوفيتية وكورية شمالية، ووصلت مبيعات أسلحتها إلى عشرات الدول في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها، لذلك فهي ليست لقمة سائغة ونظامها لايمكن أن يسقط بسهولة، إن عدم وجود العيون الداخلية والخبراء الأجانب لرصد المنشآت النووية الايرانية، التي يصعب رصدها من الفضاء لأن الكثير منها مبني بناء محكما تحت سطح الأرض، زائدا قلة الجواسيس بعد فرض الحصار على إيران، والقضاء شبه التام على المعارضة في الداخل، وتحول البلد إلى ثكنة عسكرية يصعب اختراقها، كل هذه الأسباب جعلت تطلق المزيد من رسائل التشويش على مصادر المعلومات الغربية فأربكت الخطط.
ومن الأوراق الاضافية التي تلعب بها إيران وتحسب لها إسرائيل الف حساب هي ورقة حزب الله، إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار ما لنظام الملالي من قدرة عقائدية على تحريك الحزب لضرب شمال اسرائيل إضافة إلى ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة.
أخطاء الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان أودعت حلول الملف النووي الايراني لقرارات مجلس الأمن واعتبرته "الخيار الوحيد" التي لاتعترف به إيران لذلك ستستمر في برنامجها وستدخل النادي النووي بدون إزعاج وستظهر قريبا كقوة نووية مهيمنة في الشرق الأوسط، لتبقى تهديدات الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية لها مجرد جعجعة بلا طحين..!!

27/9/2009



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إئتلافات..تحالفات..تجاذبات..!!
- هوشيار زيباري رئيس جمهورية العراق القادم..!
- فيتو رئاسي ضد المصلحة الوطنية العليا!
- المبلغات والمبلغون بعثيون وإن لم ينتموا!!
- الشعر في أزمة دائمة ! و.. (قصائد مختارة)
- إئتلاف الزوية!!
- بؤس الأحزاب..بئس التمويل (الأجنبي)!
- مقال أحمد ومسلخ براثا الطائفي!
- لماذا حذر الإئتلاف من التدخل السعودي في الانتخابات البرلماني ...
- إفتتاح مقر تيار المشهداني في الناصرية ..فوك الحمل تعلاوه!!
- هل صحيح أن الحكومة لاتعارض التدخل الأجنبي إلا في موسم الانتخ ...
- ماذا بعد زيارة بايدن إلى العراق!؟
- قدر الناصرية عجيب!*
- الناصرية بين تدوير الأموال والتحضير للانتخابات المقبلة!
- معرضان في الناصرية : الأول للكتاب والثاني للأسلحة الايرانية!
- معمل الأسلحة في ذي قار..ودول الجوار!
- مجزرة ناحية البطحاء..مسؤولية الشرطة والأحزاب الدينية الحاكمة ...
- مابعد إعتقال وزير التجارة !
- جلال الصغير يطلق حملة إيمانية!
- لا -ديتول- في مستشفى الحسين التعليمي بالناصرية!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - التهديدات الغربية لإيران : جعجعة بلا طحين..!!