أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق















المزيد.....

دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 16:00
المحور: الادب والفن
    


انتهي موسم رمضان التليفزيوني، وبقي الجدل قائما حول مسلسلاته التى بدا تنافس القنوات التليفزيونية حولها بمنطق الكم وليس الكيف، لدرجة ان التليفزيون المصري وحده عرض مايزيد عن 60 مسلسلا دفعة واحدة ، بلا بريق لاي منها.
وثمة ملاحظات اساسية تخرج بها بعد شهر كامل من المشاهدة المكثفة ، اولها ويجمع عليها كثيرون ان الزحام الكبير في العرض ليس في صالح المشاهد ولا الاعمال الدرامية ذاتها ،كونه مرهقا للغاية ومشتتا للانتباه ،ما يجعل الجمهور في كثير من الاحيان يعزف عن المتابعة باهتمام جراء حالة التخمة الدرامية ، فضلا عن كونه يزيد من صعوبة التمييز بين الغث والسمين ، فتضيع الاعمال الجيدة وسط زحام العروض ولا تعلق في الاذهان.
والملاحظة الثانية مرتبطة بالاولى ، اذ ان الكم الهائل من المسلسلات يأتي على حساب الكيف دون ادنى شك ، فلا يزال صناع الدراما الرمضانية متمسكين بالملامح التى طبعت شكل المسلسل المصري لسنوات و جعلته اقرب الى الحكايات الساذجة المعادة ، مع المساوئ التي صارت معتادة من قبيل المط والتطويل والحبكات المفككة ، مع بطء الايقاع لدرجة مملة للغاية ، فلابد ان ننتظر غالبا ما يقرب من 25 حلقة حتى نصل الى الذروة الدرامية، وبعدها يبدأ الايقاع في التسارع بشكل مغال فيه ،للوصول الي النهاية وحل الازمة ، رغم اهدار وقت طويل في احداث ومواقف هامشية لا تعمل على تطور منطقي وطبيعي للاحداث.
بالاضافة الى تصدر النجم الاوحد لمسلسل يكتب خصيصا لاجله ليظهره بمظهر بطولي فج ، ولعل ابرز النماذج على هذا النهج السلبي نور الشريف الذي فقد ظله في مسلسله" متخفوش" ، حيث لا يزال يصر على البطولة المطلقة وصناعة نص لاجله فقط ومن حوله ليس سوى "سنيدة" مع الاصرار على لعب دور المعلم ذى الخطاب التوجيهي المباشر، المترافق مع بناء درامي هش ينهض علي الافتعال والمبالغة الفجة ، كصراعه كاعلامي مع الجماعات الصهيونية وانتصاره عليهم ، بعيدا عن منطقية الاشياء والضرورات الدرامية وكذلك القيمة الفكرية والفنية.
ورغم تكريس ظاهرة حضور مخرجي السينما هذا العام الى الاعمال التليفزيونية ، غير انها لم تضف جديدا لهذه الاعمال التى لا تزال تركز على ديالوجات مطولة تستهلك الوقت ، ومشاهد وشخصيات غير ضرورية تملأ المساحات وتسهم في العبور الي حاجز الثلاثين حلقة المحدد سلفا من قبل كل من شركات الانتاج والاعلان ، بعيدا عن الحبكات المتماسكة والتطور الدرامي المتلاحق وتقنيات التشويق ، فضلا عن صناعة صورة مختلفة تبرز حرفية وابداع المخرجين القادمين من حقل السينما.
وللاسف خسرنا الرهان على هؤلاء المخرجين من امثال على عبد الخالق ونادر جلال ومحمد عبد العزيز ومحمد النجار وسعيد حامد وكاملة ابو ذكري الذين دخلوا لحصد المكاسب التليفزيونية المليونية دون الاضافة اليها ، خاصة هؤلاء الذين تلاشي حضورهم السينمائي.
ولعل من المساوئ المتواصلة للدراما المصرية والتي تأكدت في هذا الموسم الرمضاني كذلك الدوران في ذات المربع الضيق من الافكار المستهلكة ، والمعالجات المباشرة ما يدل على افلاس درامي حقيقي ، يبرزه اكثر استسهلال كتابة اعمال عن السير الذاتية لفنانين مثل " ليلي مراد" او " اسماعيل يسن " رغم انها صعبة التناول وتحتاج الى حنكة ورؤية لتحظى بالاهتمام.
وما يؤكد كذلك حالة الافلاس ، اعادة انتاج اعمال سبق عرضها سينمائيا مثل " الباطنية " او "ادهم الشرقاوي " او حتى الذهاب الى منطقة الكوميديا السهلة التى تبدو تافهة وساذجة في معظمها كونها تركز على الاضحاك المجاني من خلال الافيهات وليس عبر المفارقات وكوميديا الموقف ،وذلك على نحو متكرر ومتشابه مثل مسلسل" 6 ميدان التحرير" و" بيت العيلة" و" حرمت يا بابا" و"كريمة كريمة" و"فؤش"، الى جانب استثمار نجاحات سابقة لبعض الاعمال مثل "راجل وست ستات"و " تامر وشوقية" و " عائلة ونيس" في استنساخها من جديد ، وعدم مراعاة حالة التشبع التى وصلت للمشاهد منها ومن اجزائها السابقة وانتهاء صلاحيتها الكوميدية.
ولعل ما يرتبط بفكرة النمطية والاستسهال كذلك استحضار نماذج وبيئات مكررة ، مثل البيئة الصعيدية وشخصية الرجل القوي الفاسد وعوالم العائلات الكبيرة وصراعاتها على النفوذ مثلما اعتاد في معظم اعماله محمد صفاء عامر وكررها هذا الموسم ايضا في مسلسله"افراح ابليس" وكأن الصعيد خلا من مشاكل وصراعات من نوعية اخرى وكأن الصعيد فقط هم طبقة الاثرياء وليس المهمشين ، وان محرك الصراع وحده هو الثأر والتنافس على المكانة ، دون التفات لطبقات اخرى وهموم اخرى اكثر درامية واكثر قيمة في تناولها .
وقد سار عديد من كتاب الدراما الرمضانية على نفس النهج ، باستحضار مزيج نمطي من عوالم الجهات الامنية والبيزنس والمحاماة و الصحافة ،مع تنويعات طفيفة ، للوصول الي حالة صراع تقليدية سهلة مثلما حدث في حالة مسلسل" حدف بحر" و" قانون المراغي" و"تاجر السعادة".
اما مسلسل "الادهم" فلا رأس له ولا قدم وليس الا تقليدا او اعادة انتاج لعمل مبهر جرى انتاجه منذ سنوات هو الشهد والدموع ، حيث يدور في نفس الفكرة ونفس السياق الابن المطرود من جنة الاب الثرى جراء زواجه من بنت فقيرة ، ثم تآمر اخوته عليه لسرقة حقوقه ومحاولة ابنائه استرداد ميراثهم ، مع دخول العلاقة العاطفية علي الخط بين ابنة السارق وابن المسروق ، وان سعى صناعه للعب على قضية مثارة تجمل هذا المسخ تتمثل في هجرة الشباب غير الشرعية وركوبهم قوارب الموت هربا من جحيم المجتمع ، الا ان هذا المحور المهم لم يحظى بمعالجة معمقة وتموضع في الهامش وليس في متن البناء الدرامي.
وسعى البعض للتمايز عبر مغازلة الجمهور بورقة العدو الصهيوني ، تماشيا مع التطورات السياسية الاخيرة ومنها حرب غزة ، مثلما جرى في مسلسل" حرب الجواسيس" و"متخفوش" و"البوابة الثانية" غير ان الاختلاف كان فقط في الشكل وليس في المضمون الهزيل والافتعالي في ذات الوقت.
واذا ما توقفنا عند المضامين التى بثتها مسلسلات رمضان هذا العام نجدها في اغلب الاحيان سلبية ، ففي مسلسل" افراح ابليس" يتم تكريس قيمة الثأر وان المكانة تستمد من القوة حتى ولو كانت بالدم ، فضلا عن التسامح مع فكرة الخيانة الزوجية
والترويج لتعدد الزوجات ، وليس بعيدا عن هذا المضمون ما قدمه مسلسل" قانون المراغي" مع ترويج لمبدأ اكثر خطورة وهو الانتهازية واعتبار ان البراجماتية هي الطريق للنجاح والشهرة وحصد الثروة وان الغاية تبرر الوسيلة بصرف النظر عن اية قيمة او مبدأ مثلما جسدها بقوة (خالد الصاوي)هشام المراغي المحامي، وهي ذات النهج الذي اتضح بشكل كبير كذلك في " ابن الارندلي" من خلال شخصية (يحي الفخراني )عبد البديع المحامي الذي سعي لاسترداد الثروة التى حرمه عمه من الجزء الاكبر منها عبر لعبة الاحتيال والنصب على من ذهبت اليهن الثروة واللجوء الى الزواج المتعدد بهن لاعادة الملايين.
ولم تبتعد شخصية (خالد صالح) الشيخ مصباح في "تاجر السعادة" عن تكريس المفهوم الانتهازي واعلاء المصلحة الخاصة والنزعة الفردية والسعى للصعود والثراء ولو من باب الدجل والشعوذة ، حتى عندما تخلى عنه الداعمون له في الصحافة واهتزت مكانته نراه يتحالف من جديد مع شخصية نافذة فاسدة ليعاود الحصاد رافعا شعار اني ساعمل من اجل نفسي فقط وليس من اجل اي احد فماذا استفدت من الناس
ونجده في المحصلة النهائية يعلو ويعلو لدرجة انه بعد ان كان صاحب برنامج صار صاحب قناة فضائية باسمه.
ونفس السياق تكرر في مسلسل"هانم بنت باشا" التي تساقط الجميع امام اغراء المال وابدى حتى الاخوة الاستعداد للمغامرة بالشرف والمتاجرة بالاخت مقابل الخروج من مأزق الفقر ، حتى الضابط الكبير عرض ابنه للبيع للمليادير طمعا في المزيد ولو ضحى بكرامته ومستقبل ابنه المهني ونسقه القيمي.
وان بدا مسلسلا " ابن الارندلي" و"افراح ابليس" افضل الاسوأ ، الا انهما تملقا الجمهور بنهايتهما الاخلاقية غير المتسقة مع معطيات العمل ومنطقه الخاص ، اذ سعى الاول الى المعاقبة الفجائية لعبد البديع الارندلي باضطراره الي اهدار الثروة التي حصل عليها بالخداع لانقاذ ابنائه من الضياع او السجن ، وتصويره على انه قام بما قام به مضطرا الا انه في النهاية رجل المثل الذي يضحي من اجل اسرته واستقرارها وسعادتها.
بينما في "افراح ابليس" سعى صناع العمل الى ارضاء رغبة المشاهد بنهاية تنحو نحو القصاص من الظالم وجاءت ايضا بشكل مفتعل وفجائي وفيها قدر من المبالغة في تصوير الموقف والباسه الثوب التراجيدي لمزيد من ابتزاز مشاعر الجمهور.
وان جاز ان نصنف الاداء التمثيلي فان الابرز كان من نصيب ليلي علوى في جزئي مسلسها " حكايات بنعشها" او بالاحرى في المسلسلين الهزيلين الذي جرى وضع عنوان واحد لهما ليكونا واحدا مؤهلا لشروط الانتاج الرمضاني التي ابرزها عدم الابتعاد عن المعدل الثلاثيني .
يليها في الترتيب باسم ياخور في "حرب الجواسيس" ثم جمال سليمان في " افراح ابليس "مع الانحراف احيانا عن الخط والمبالغة في بعض الانفعالات ومشكلة ضبط اللهجة ، وبدرجة ما يأتي تميز اداء خالد الصاوي وعلاء مرسي.
وبدا يحي الفخراني اقل تأقلا عن ذى قبل ، بينما نور الشريف ويسرا ونبيلة عبيد بلا حضور يذكر ، واهدر اشرف عبد الباقي رصيده التمثيلي بتقليد اسماعيل يسن كما شاهدناه في السينما دون ان يبذل جهدا في تجسيد روح الشخصية وتمقصها في المواقف المختلفة بعيدا عن الطريقة الاسهل من التقليد الحركي الاجوف.
وفي جيل الشباب ، تبدو سماح السعيد وهبه مجدي واتين عامر الافضل بين بنات جيلهن ، بينما الاسوأ اداء محمد رمضان وشريف سلامة واحمد فلوكس الذين يبدون بلا موهبة ، رغم الفرص الكبيرة التي نالوها دون ان يستحقوها.
*ناقد مصري



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة
- -الغرباء- سؤال الهوية المهددة من الذات والاخر
- صيف الصحراء:استدعاء ماضوي يمزج المدح بالبداوة
- يوليو2009: عن اي ثورة نتحدث؟!
- جوته والشربيني .. خيارا التواصل والقطيعة
- - احكي يا شهر زاد -:اختزال الحياة في امراة حمل ورجل ذئب
- مروة الشربيني .. خطاب الايدلوجية الدينية والتحريض الاعمى
- -حكايات عادية- تضع المصريين أمام مرآة الذات والآخر
- حين تذكرنا السينما ب -جدار الفصل الصهيوني- الذي نسيناه
- -متعة اوربية- للمصريين على ايقاع -الزجاجات الفارغة-
- اوباما الذي يخدع الاغبياء العرب ويجدد الولاء الامريكي للصهيو ...
- نكبة العرب الثانية: نقد الذات واستعادة المفقود
- باكستان والمعارضة المصرية.. نجاح هناك واخفاق هنا
- ملاحقة البشير .. عودة للسياسات الاستعمارية الشريرة
- حين يتوهم عادل امام انه -زعيم - الانهزاميون وثقافة المقاومة ...
- اردوغان .. درس في الدهاء السياسي الغائب عن قادة العرب


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق