أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - أبا ظفر ... الغائب .. الحاضر














المزيد.....

أبا ظفر ... الغائب .. الحاضر


بلقيس الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 01:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ابا ظفر أنا لا ارثيك لأنك لازلت تعيش في ضميري وذاكرتي وانت في سويداء قلبي لا تغيب ..

أنت معي قصة حب رائعة ، وما بيننا يا ابا ظفر تاريخ طويل .. زمن تكتظ وتتناغم فيه ذكريات وصور رائعة الجمال عن حبنا الذي عمدته الحياة بأنفاسها الخالدة .. إن جذوة هذا

الحب لازالت وستبقى تتوهج في قلبي وضميري الى أن تحين منيتي .. . أنت بالنسبة لي حديثي الدائم و “سولة سكتًي “ ، ادخل اسمك في كل حديث بشعور أو بدون شعور .و أراك في عيون ظفر ويسار ،الشمعتان اللتان نورتا ظلمة حياتي بعدك …. .



“أخاف عليك من نفسي ومني

ومنك ومن زمانك والمكان

ولو اني ضممتك في فؤادي

الى يوم القيامة ما كفاني . ”

إن إستشهادك يا ابا ظفر أدخلني في دوامة الحزن الكئيبة ، وظن البعض انه من الصعوبة بمكان

أن اتخطى حاجز الحزن الذي غلًف حياتي وانا التي عشتُ معك احلى قصة حب واحلى ايام

عمري ، لكني بصبري ( هذا الصبر الذي كنت دائما تشيد به ) إستطعت أن اتجاوز احزاني

واحوًل الألم الى عمل دؤوب من اجل ظفر ويسار .


انت في ذاكرتي وبيني وبين نفسي اعيش ذكرياتي الجميلة معك ، ولا يمر يوم دون أن أستمع الى

رسائلك الصوتية والتي في إحداها تقول :





" .. احد الكتاب ، اسمه ليس على بالي الآن ، نقل عن لقمان حكمته التي يقول فيها “ للموت وقت

وللحياة وقت . ” صحيح هذه الحكمة يمكن تعزل عزل حاد وقطعي ما بين الحياة والموت ، لكن

نحن الشيوعيون ، وهذا إحساسي ، لما نكون أحياء ما نموت ، ماكو موت في حياتنا، ولما نموت ،

الموت الطبيعي. نحن نحيا ونتواصل مع البشرية كلها بأفكارنا واعمالنا . وإذا غبتُ عنكِ جسداً،

نتواصل انا وانتِ افكار ، واتواصل معك من خلال ظفر ويسار. إذا غبتُ عنك جسداً ، انا موجود

. موجود معكِ قصة ، صرنا تاريخ ما ينلغي ، صرنا تاريخ انا وانتِ الحديث عنه يحتاج الى سنين

وسنين. انا وانت ارتبطنا بشكل مصيري وعدة اواصر تربط بيني وبينك ….. ”

أجل يا ابا ظفر انت حي رغم غيابك .

امامي الآن إحدى رسائلك والتي تقول فيها : ” تحية حب ووفاء للإنسانة التي لم تفعل الغربة إلا

أن زادتني حبا وإخلاصاً لها … للحبيبة التي اصبحت هي والوطن والناس شيء واحد ، بل فيها

يتركز ومنها يشع كل حبي لكل الأشياء الجميلة في هذا العالم . لقد أصبحتٍ يا بلقيس انتِ والعراق

وجهان لميدالية واحدة هي حبي للإنسان والحياة والحرية ، هذا الحب الذي من اجله ضحيتُ

واضحي . رسالتكِ الأولى لي في بلغاريا احتفظ بها في جيبي ولا يمر يوم دون أن أقرأها او أقرأ

بعض من كلماتها لبعض ( الأصدقاء ) * . الجميع يحسدني عليكِ يا ام ظفر ، لم يختلف الأمر ،

ففي كل قراءة لها أحسُ الدموع تملأ عيوني فرحاً بكِ يا ام الوفاء …. إن كلماتكِ تقطر صدقاً

وإخلاصاً ، واملي بل ستبقين رمزاً للوفاء ، للحب ، شجاعة أبداً .







. كانت كلماتكِ كما انتِ شفافة … حلوة … حبيبة … وفية ، وكنتُ أخالك

بين حروفها باسمة مغازلة ، تغمزين من وراء كلمة هنا وتقهقهين بجرس ضحكتكِ الرائعة وراء

كلمة هناك … تكفكفين دموعكِ الغالية عند سطر وتقفين صلبة واثقة من المستقبل خلف سطر

آخر وأراكِ …أراكِ .. اراكِ … الحب الذي إفتتن به قلبي كالإشعاع هي ذكرياتي عنكِ......

كنتُ اليوم في حديث مع رفيق حول زوجاتنا ووفائهن وإخلاصهن ، وكان رأيي أنه لم يكن هناك

من إنسان له أثر بالغ في حياتي أو إني مدين له ما حييت كما انا مدين لكِ . لهذا ينتابني أحيانا

شعور بالذنب لأني لم اقدم لكِ شيئاً يعادل حتى ولو جزء بسيط لما قدمتيه انتِ لي ولحبنا

ولإطفالنا، وكل ذلك أساسه إخلاصكِ وحبكِ الصادق ووفائكِ غير المحدود . قلتها واقولها دائماً

إني تعلمتُ على يديكِ اموراً كثيرة اعتز وافتخر بها . لكن الشيء الأكيد عندي هو حبي لكِ و

ووفائي للعهد الذي بيننا … احبك يا ام ظفر واتمنى من كل قلبي أن القاكِ لقاء دائم وبعد أن تزول

قيود الذل عن وطننا الحبيب وان اعيش معكِ بقية عمري وأن نعيد كل ما هو جميل من حياتنا …. ”




أجل “ الظالمي لم يمت “ وكما الأوطان والشعوب لاتموت ، فأنت ليس ميتاً بل حياً في

ضمائر كل الطيبين الذين يحلمون بالوطن الحر والشعب السعيد .رحلت عنا جسداً ، لكنك تركت

ماضٍ مكتنز بمحبة الناس والرفاق الأوفياء . تركت الحياة المرفهة التي عاشها الأطباء في

زمانك ورحت تشدو ترنيمة الحب للوطن والشعب وبقيت تحمل العراق وشعبه في قلبك المفعم

بالعطاء والإنسانية .


لن تنساك عتق وعدن وجبال كردستان ، والراية التي ناضلت تحت لوائها لاتزال خفاقة في سماء

العراق .ومن يسقط في معركة الحرية لا يموت .


ام ظفر

27 ـ 9 ـ 2009



…........................................................


* حين كنتُ في العراق كان يذكر لي كلمة “ اصدقاء “ ويضعها بين قوسين ويعني بها “ رفاق “ خوفا من أن تقع الرسالة بيد المخابرات



#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبا ظفر ... اقسم بالله العظيم إننا لم ننساكم
- في الذكرى الخامسة والعشرين لإستشهاده الأنصار يتحدثون
- قصيدة الى زوجة الشهيد
- ارسمي زهرة
- قصيدة لنزار قباني
- لحظات خوف
- اثر المدرسة في التكيف عند الطفل
- اثر الأسرة في التكيف عند الطفل
- رابطة المرأة العراقية في عيدها السابع والخمسين
- المرأة العراقية ... والتحديات
- وتمضي الأيام وحبي لكَ باقٍ
- في تأبين البطل د. ابو ظفر
- الظالمي لم يمت
- الى شهداء العبور د. أبو ظفر أبو هديل أبو إيمان أبو سحر نا ...
- ابو ظفر ذكراك باقية الى الأبد
- هدية الوداع .... - وعد - قصة قصيرة
- ما حكاية المسلسلات المدبلجة ؟ !
- ذكرى ليست خاصة
- حين يصبح المرء وحشا كاسرا
- اقوال مأثورة ( 3 )


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - بلقيس الربيعي - أبا ظفر ... الغائب .. الحاضر