أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - الإنتقال من الظواهر ألى مواجهة باطن العالم وأسراره














المزيد.....

الإنتقال من الظواهر ألى مواجهة باطن العالم وأسراره


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 23:27
المحور: الادب والفن
    



بقيت اللغة في الشعر العربي القديم لغة الواقع ضمن ضرورات الحاجات المعبرة عنها ونتفهم هذا القول حين نتفهم ماتعنيه إيصال الرسالة الشعرية وكذلك نتفهم ماكان عليه الشعراء إزاء قواعد النحو وفقه اللغة (الفيلولوجيا ) وفي دراسة اللغة لابد من الإجابة عما يتعلق بالمشكلات الفلسفية اللغوية والسوسيولوجية وكذلك التحولات التي شهدتها اللغة الشعرية ،
ولاشك أن حركة الحداثة الشعرية قد أوجدت ضمن حراكها المتشعب العديد من التراكيب المغايرة سواء لقواعد اللغة أو مفهوم وظيفة اللغة وعملها ومنها على سبيل المثال إذابة الجملة الشعرية وكذلك إستبعاد الحدود الفاصلة بينها والتعامل مع إشارات الفصل والتنقيط وتقويض سلطة حروف العطف والجر وكيفية توزيع النص
وهذه أشياء مغايره في البناء التقليدي للقصيدة القديمة
وتدخل من باب التجريب اللغوي
ورغم إحتجاج نازك الملائكة على بعض هذه المغايرات اللغوية فلاشك بأن هناك من الشعراء قد تقبل هذه التقنية الكتابية ،
فاللغة في الشعر العربي القديم وكما عبر أدونيس عنها والتي كما ذكرنا ولأنها تكتفي من الواقع فأنها تمس هذا الواقع بقول أدونيس مسا عابرا رفيقا أي أنها لغة تعبير تقدم الأشياء بدلالاتها المألوفة وفيها أثر عال من التوازن والهدوء كما أن نظام المفردات والعلاقات مابينهما يتحكم به في أغلب الأحيان الميزان النحوي ويأتي الإنفعال والتجربة والقدرات التصورية وأختراع الوهم وخلقه في المرتبة الثانية وبذلك تكون هناك محددات واضحة ضمن القاموس الشعري للغة في الشعر القديم ،
لقد ذكر يوسف الخال أن الشاعر الحديث ليفضل التضحية بالقيمة الأصلية أو القيمة المفروضة للكلمة بغية إعطائها معنى جديدا (إيحائيا وخلاقا )
أما اللغة المستخدمة في الشعر القديم فقد أجبرت الشاعر على الولوج الى التشبيه والإستعارة والتجريد اللفظي والفذلكة البيانية الأمر الذي إنسحب على بقاء الإيقاع الشعري العربي على مغذيات مضامينه القديمة وأوزانه التقليدية التي وصلت حد التقديس لذلك دعا رواد الحداثة الشعرية الى إبدال كل المفردات والتعابير التي يبست حيويتها إستبدالها مع ماينسجم من تطورات التجربة الشعرية لكي تكون مساحة الجو العاطفي مساحة غير محدده بقوالب صياغية وعاطفة وصفية وهذا يستدعي أيضا تقويض مهمة العقل التتابعية وأي شكل من أشكال التسلسل المنطقي في وحدات البناء الشعري ،
لقد وجدت حركة الحداثة الشعرية أن هناك العديد من المحددات في اللغة المستخدمة في الشعر القديم وهذه التحديدات تشكل تحديدا لحرية التعبير وقدرة اللغة على الإكتشاف والتحول والنمو كما أنها قيدا على تطور الوعي الشعري والفكري
أن معطيات العصر الحديث إستوجبت في البدء برقعة ثوب اللغة القديمة ولكن بالمحصلة إستوجبت هذه المعطيات تمزيق ذلك الثوب والتمرد على المنحى الصوري وإحلال مرونة فائقة في الحركات التعبيرية مابين مدلولات اللغة الجديدة وهذا ماأشار إليه محمد الماغوط قبل إنظمامه للكتابة في مجلة شعر ،
بلا شك فقد تحقق التجديد وعمل الشعراء بمبدأ تفكيك اللغة وفككوا الصورة الى أجزاء بحيث يأخذ كل جزء معناه ضمن كلية المشهد وأصبحت الفرادة الجمالية الشكل المميز للتجربة الشعرية وأصبحت ضوابط الشعر القديم إختيارية وليست إجبارية ،
لقد شحنت اللغة الجديدة نفسها بشئ من الغرابة التي إستطاع الشاعر بها من الإنتقال من الظواهر الى مواجهة باطن العالم وأسراره ،

[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً...
- حوبة العاهرات
- 1/2
- وسيط
- رحلة طويلة بين اللامبالاة والحقيقة الغامضة
- لندع الإنفعال يقلق النفس ويسلبها وقارها
- وهذا يعني...
- مكان بدون فراش
- كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة
- بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي
- سان جون بيرس .. من نصف لغة واضحة إلى نصف لغة غير واضحة
- ورثة النعيم ...
- موجز للفردوس
- هسون تسو ...الكونفشيوسي الذي على درجة ما من الترندنتالية
- مالارمية : المخيلة التي تقدم معان لاتُفهم
- المهم في ذلك
- من على المنبر
- أين إتجاهي الذي سأسلكه
- الأفكار الفلسفية ..أم طبيعة ما يتوارثها الإنسان
- جبرا إبراهيم جبرا ... السنوات لي ماكانت لغيري(2 )


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - الإنتقال من الظواهر ألى مواجهة باطن العالم وأسراره