عدوُّ الرجل...3

ريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 22:17
المحور: حقوق الانسان
    

للرجل...الاناني...
أهدي إليه هذه المقطوعة الصغيرة من قصيدتي :
ذهب دون أن يلتفت للوراء ...
قلتُ لابد انه نساني...
صدّقت شعارات الكذب و الهراء
و برّرت انه ... " يا حبيبة " سمـّاني
..
برحيله ... اقتنعت ان أمر الفراق ربـّاني
و لما عاد متشوقاً يتوسل ... : يالكَ من رجل أناني !!
....
عدو الرجل ... الأنانية ...لا ينزعج مني القرّاء الرجال فتلك حقيقة يدركونها جميعاً كما أن المقال لا يخصّ الجميع ... التربية تؤدي دوراً مهماً في نظرة الرجل إلى نفسه ..يعاني الرجل حالياً بنظرتي النفسية حالة كبيرة من الصراع ... ذلك الصراع الذي جعله متخبطاً في الكثير من سلوكياته ... نشأ على انه أفضل و أقوى و أذكى من المرأة و تبدأ المفارقات اليومية تقضّ مضجعه عندما يرى هناك من هي أفضل منه و أقوى منه عقليا و أذكى ، و قد تكون زميلة له أو أخته في المنزل أو أحدى منافساته في العمل ... لم يتعود رؤية منافس له في الأفضلية ... حالة الصراع هذه مردّها للبيئة الأسرية .. إلى الأم و الأب و كيفية نظرة الأم إلى بنات جنسها و الصورة التي يحملها الولد هي صورة والديه و بعض من مُخالطاته الشخصية ...الرجل أناني لأنه يفكر بنفسه فقط ... عندما لا يكون أناني أو يتخلى عن أنانيته ترى المرأة وصلت لمكان عالي و لمناصب مهمة ... برأيي هذه المناصب بحاجة إلى عقل و تفكير و ليس إلى رجل أو امرأة ...فمن يملك هذه الخصائص فأهلاً به ...لكن عند العرب ... يبغون الرجال حتى لو كانت من هي أحسن منهم امرأة ...

تذكّرني هذه الكلمات بحادثة مررتُ بها مع احد الزملاء ... عندما رآني متفوقة جدا ...قطع صلته بي بالتدريج ... عاتبته وقلت له ربما أسأت إليه يوما دونما قصد ...أجابني : و هل مثلك يخطأ و أنتِ تمتلكين كل هذا التفوق ؟؟ فعرفت انه مغتاظ مني ..أجبته : هل تغار مني ؟ قال بصراحة نعم .. لم يفاجئني موضوع الغيرة لأنها واردة ... لكن ما فاجأني ان يقطع الإنسان صلة بصديق له لأنه أفضل منه ...قد تحدث بين أفراد نفس الجنس بحكم المنافسة لكن بين الجنسين بحكم ماذا ؟

الرجل أناني لأنه يبحث عن المتعة لنفسه فقط ... ترونه يعرف أمور و مواضيع جنسية و يسلّي نفسه بها و لا يعلّم رفيقته .. ترونه يبحث عن اللهو الليلي بعيداً عن شريكته ...لماذا هذه الأنانية في الجنس ؟ حتى في أوقات ممارسته ؟

قرأت في إحدى زوايا مجلة زهرة الخليج حسبما اذكر عن شكوى من رجل يقول أن شريكته يوم الزفاف بادرته بأمور جنسية تفاجأ بها و أبدت رغبة كبيرة بالممارسة و هو يسأل المختص كيف يتعامل معها و هو يشعر بالقلق من هذه المعلومات ، كيف استطاعت الحصول عليها ؟
كان رد المختص أن المرأة شريفة و من عائلة محترمة كما ذكر في الرسالة و ظلت معه على سنة كاملة في الخطوبة فطبيعي أن تكن له مشاعر قوية كما أن المرأة المثقفة لها أوليات عن الجنس كالرجل فلماذا هو يعرف و هي لا ؟ و لا تعني معرفة المرأة بمعلومة جنسية أنها قد مارست سابقاً فهذه ليست حقيقة ...

يشك لأنها تبدي له رغبة ؟ المفروض هو الذي يكون القوي و الراغب و السد المنيع !!

الرجل أناني لأنه يكره التشبّه بالنساء ... و كأنهنّ شر ... له الحق فلا احد يريد التشبه بالجنس المغاير لكن لا يصل الأمر إلى حد النفور و الاشمئزاز ...الرجل الذي يجلس في المنزل بلا عمل أمر مكروه ...لأنه يشبه النساء؟! و لا يعلم من يقول هذا ان هناك نساء بدأن يعملن و يجدن طريقهن للحياة منذ زمن...

الرجل أناني لأنه يريد طفلاً ذكراً حكراً عليه ليحمل اسمه ...و لا يريد الأنثى لأنها ستلغي نسبه ... و لا يعلم ان الذكر قد لا يكون لديه نسب... و لا يعلم ان هناك إناث خلّدن أسماء أبائهن بشجاعتهن و ذكاءهن و أفعالهن التي أدخلتهن التاريخ .. كم من امرأة اليوم تدرس و تتعلم و تحفظ اسم أبيها في المكتبات ؟

الملاحظ في المجتمعات العربية رغبة الأهل بتزويج المرأة قبل الرجل ( للتخلّص من همها )!
الملاحظ في المجتمعات العربية ظاهرة الختان ( للتخلص من رغبتها ) !
الملاحظ في مجتمع عربي عجيب منعها من القيادة و الشبكة الدولية ( للتخلص من اطلاعاتها و من عهرها الموروث )!

الملاحظ في المجتمعات العربية حرية الولد في السفر و الإقامة في بلد أجنبي و الفتاة لا يحق لها هذا حتى من باب الدراسة!

العربي لا يخاف على ابنته من فقدان الشرف بل يخاف عليها من تفتّح الذهن ...برأيي هو فعلاً يُخيف مجتمعات مظلمة مثلنا...

هنيئاً للمرأة التي تحظى بأسرة متفهمة و ترعاها و تحسن معاملتها ... فتلك ستراها تنشد الحرية و العلم و لن تبقى أسيرة المنزل و الظلم...

رفقاً بالنساء ... ان خسرتَ المرأة خسرتَ نصفك ... و ان خسرتَ نصفك ... فلن تعثر عليه لأنه سيتبخر ... و لن تجد السعادة حينها...

أيها الرجل ... أنت شريك المرأة و حبيبها و أخيها و ولدها و أبيها .. أنت أملها بسعادة حقيقية و شراكة طيبة ... أنت الحب الذي يملأ قلبها... فلماذا تؤذيها و لا تراعيها ؟

هذه دعوتي لكل رجل آذى امرأة يوماً بلا سبب ليعتذر منها ... فهي الأولى بالحب و الحظوة في حياته...

و نلتقي...

#ريم_الربيعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات