أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - دروس في الوطنية للصحافيين السوريين















المزيد.....

دروس في الوطنية للصحافيين السوريين


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 18:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بشكل ملفت للنظر هاجمت صحيفة البعث مراسلي الصحف العربية السوريين في دمشق ووصفتهم بالمخبرين وغيرها من الأوصاف والنعوت القاسية وذلك في مقال بعنوان (كي لا أزيد الطين بلة) على صفحتها الأخيرة كتبه حسن حميد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، و كانت السلطات السورية قد شددت الرقابة على الصحافة على أثر صدور قانون المطبوعات في أيلول 2001 و لم تسمح بالعمل الا للصحافة التي تعبر عن وجهة نظر النظام في الشؤون العامة و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، الا أن النظام قام بخطوات خجولة خلال العامين المنصرمين و ذلك بالترخيص لجرائد أعضاء الجبهة الوطنية ولبعض المجلات التي لا تتحدث بالشأن العام و لاذاعة اعلانية محلية، الا أن فترة السماح تلك كانت قصيرة جدا، فعلقت الحكومة صدور صحيفة الدومري الاسبوعية الخاصة و تعرض رئيس تحريريها و مالكها علي فرزات لحملة شديدة من المضايقات و تشويه السمعة من الصحافة الرسمية على خلفية عدم تعبيره عن وجهة نظر السلطة بل عن وجهة نظره المستقلة المتناقضة مع وجهة نظر السلطات.
عادة ما تكون هكذا مقالات اشارات و مقدمات لحملات تأديب ستقوم بها الأجهزة الأمنية. هل حان دور الصحافيين السوريين الذين وصف المقال كلامهم بالهراء لاعادتهم للخط و تعليمهم الروح الوطنية السامية (كما يقول كاتب المقال)، حيث لم تنفع الانتهاكات الممنهجة لحريتهم و لا حملات اجهاض حركات المجتمع المدني، و لا توجيه رسالة قاسية للمعارضين السوريين باسكات صوتهم و منعهم من الدفاع عن حق الشعب السوري بالعيش بكرامة و روح وطنية و هي نفس الأهداف التي يدافع عنها كاتب المقال. دأبت الأجهزة الأمنية السورية طوال الفترة الماضية ارسال رسائل التنبيه للصحفيين السوريين فنفذت وزارة الاعلام موجة من الاستدعاءات و التوقيفات طالت المدافعين عن حقوق الانسان و الصحافيين و المحامين و استجوبتهم حول مضامين مقالاتهم التي اعتبروها تمس بالأمة و تهدد أمن الدولة مما أثار استغراب الصحافيين ، وكأن ذلك كان مقدمة أولية لما يرغب كاتب المقال القيام به من ناحية تعلييم الصحافيين السوريين دروس الوطنية التي قد تكون فاتتهم في دروس الفتوة التي يتعلمها الطلاب السوريين من ضمن المنهج التعليمي الدراسي كأحد أدوات صقل شخصيتهم ليكونوا وطنيين نجباء حسب مقاييس و تعاليم حزب البعث .
لقد تنبه القادة الصهيونيون مبكراً الى دور الصحافة العربية، وأدركوا انها تحتل مكانة هامة في التأثير على الرأي العام في الأقطار العربية. وازداد إدراكهم هذا على أثر الثورات و الانتفاضات في فلسطين حيث غطت الصحافة العربية هذه الثورات، وأوصلت ما يدور من أحداث في فلسطين إلى الرأي العام العربي لذلك جعلوه أحد أهدافهم.
مما لا شك فيه أن عصر الحداثة لم ينغلق في نمط نهائي، بل هو في تطور متواصل، بهدف الإجابة على التحديات التي تواجهها المجتمعات البشرية، عبر عقلانيته النقدية. فهو العصر الذي حققت البشرية فيه أثمن مكاسبها وأعظم إنجازاتها في المجالات السياسية والاجتماعية والمعرفية و من هنا أهمية نقطتين على الدول العربية التحلي بها :
• استيعاب و قبول النقد الفكري الآتي من الطرف الآخر المعارض للدولة .
• النقد الذاتي للأنا و قبول الآخر و نبذ شعار لا صوت فوق صوت الدولة .
ولعل التحدي الأكبر الذي يستوجب على المجتمعات و الدول العربية مواجهته هو التحكم في نقاط ضعفها نفسها وفي مقدمتها نظمها السياسية، ومنظوماتها الاقتصادية والأمنية والإدارية والاجتماعية والثقافية، واكتشاف هذه النقاط وإدراك النقائص والسعي إلى معالجتها. هذه هي الخطوة الأولى نحو تكوين الفاعل التاريخي القادر على تحديد أهداف وبلورة استراتيجيات، والدخول في تنافس أو تفاهم مع الأطراف الدولية الأخرى إذا كانت الأزمة العامة في أقطارنا العربية، بديمومتها واستعصائها، تشكل كابحاً لتطلعات شعوبنا، وتضع وطننا أمام طريق العجز عن التعاطي الجدي مع المخاطر والتحديات حاضراً ومستقبلاً ليس من شك في ان الصحافة ، ومنذ نشأتها تقوم بدور متميز في تيقظ الأفكار ، وتنمية الوعي السياسي والفكري ، وتوسيع قاعدة المثقفين .. هذا فضلا عن مشاركتها الفاعلة في تكوين رأي عام ، والصحافة كما هو معروف وسيلة مهمة من وسائل الشعب للتعبير عن مطامحه واهتماماته من هنا جاء القول المعروف : (( ان الصحافة هي مرآة المجتمع)) .
اذا كانت الحرية هي شرط انسانية الانسان وكرامته فان ممارسة الحقوق كحق الانسان في المشاركة السياسية وحرية التعبير وابداء الرأي وحرية الصحافة والمساهمة في تحمل المسؤولية الوطنية بالصورة التي يرسمها الدستور وتنظمه القوانين هو لب الممارسة الديمقراطية .. وجوهر الالتزام بالنهج الديمقراطي الذي يرعى ويكفل كل الحقوق والحريات في ظل مساواة كاملة بين كافة المواطنين واتاحة الفرص المتكافأة بينهم.
إن التاريخ الحضاري العريق لشعوب هذه المنطقة، ورؤيتها لمستقبلها الواعد، يؤكدان إدانة الإرهاب بكل أشكاله، ومواجهة النواتج الخطرة لأنواع التعصب الديني، وتجسيد قيم التسامح والتفاعل الخلاق بين الثقافات والحضارات.إن المجتمعات العربية تملك من النضج والخبرة التاريخية ما يجعلها قادرة على الإسهام في تشكيل الحضارة الإنسانية، وتنظيم أمورها وإصلاح أوضاعها الداخلية، مع ضرورة الانفتاح على العالم وتجاربه الإصلاحية والتفاعل معها، طبقا لقائمة أولويات محددة، أهمها الإصلاح السياسي ونقصد به كافة الخطوات المباشرة، وغير المباشرة التي يقع عبء القيام بها على عاتق كل من الحكومات والمجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص وذلك للسير بالمجتمعات والدول العربية قدما، وفي غير إبطاء أو تردد، وبشكل ملموس، في طريق بناء نظم ديمقراطية.
على صناع القرار في الحكومات العربية إشراك الاعلام في التنمية عبرتحريره من القيود ومنحه الصلاحيات الكافية للبحث عن الحقيقة، والكف عن النظر الى الاعلاميين كمتطفلين او دخلاء ان الوقت قد حان لان يتحررالاعلام العربي من القيود ويؤدي دوره دون توجس أو خوف، فالاعلام الحر يعني مجتمعاً حراً، إن مفهوم الحرية يجب أن يكون في سياق عملية موضوعية ،و جزء من حالة التشريع و النظام و المحاسبة المتكاملة ، إن ضمان حرية الصحافة شرط لابد منه لضمان تطور النظام ديمقراطيا و لحماية ذلك من استغلال قوى فاشية و إرهابية أو غير ديمقراطية يجب وضع القوانين التي تنظم العمل السياسي بكل مكوناته دون المساس بحرية الإعلام و الصحافة، سوريا اليوم بحاجة الى حماية صحافييها ليشكلوا خط الدفاع الأول عن حريتها و تطور مجتمعها و ذلك يكون بمزيد من الحرية و الديمقراطية و اطلاق ورشة نقاش فيما بين الدولة و حركات المجتمع المدني اتحديد الأولويات على المستوى الوطني وليس العكس بتوجيه رسائل اللوم و التهديد لصحفييها و الحد من حرية التعبير .







#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمول الجواب التاريخي الثوري
- عون يحاضر بالعفة
- الى اليسار در
- فتح و غصن الزيتون
- الطائفة مقابل الوطن
- غزه تحت سياط الارشاد و التوجيه
- المصالحات المسيحية و روح معركة شكا الكوره
- اليمن اللا سعيد
- حكومة لبنان أولا
- الانتخابات الكردستانية و مستقبل الكرد
- حاوي الوطن
- تثبيت سلطة النظام الصفوي
- أبعد من المثالثة
- سبعة أيار المثالثة
- عيد بلا عمال
- صفحة جديدة في العلاقات الأرمنية التركية
- حزب العمال الكردستاني الى أين
- الشيوعي و الانتخابات النيابية اللبنانية
- الأشرفيه البدايه
- اليوم الجديد لدى الكرد


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود محمد - دروس في الوطنية للصحافيين السوريين