أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاعر احمد العاشور














المزيد.....

همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاعر احمد العاشور


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


شجرة الآس .. وترابٌ من أديم الأرض .. كلمات ترتفع إلى مستوى الشاعرية .. تحملنا الأيام وتنسانا السنين .. والجراح عنوان من أنغام الحزن وشجن الآه ... نبحث عن صرخة في قلوبنا التي لا تنسى حزن نجوم الليل .. كم تذوقنا الرحيل مع لحظة الأمل .. وأحزان الأرض تدور كزوبعة في طوفان الذهول ...

" آس وتراب " المجموعة الشعرية الأولى للشاعر احمد العاشور وتضم ( 37 ) قصيدة .. . لماذا اختار الشاعر هذا العنوان لمجموعته الشعرية الأولى .. فالعنوان له أهميته في فك مغالق النص ومسالكه .. فالعنوان ليس عملا ً اعتباطيا بقدر ما هو تجسيد لقصدية الشاعر .. وقد يكون الأسم يحوي دلالة او رمزا ً وكما يؤكد الدكتور " فاروق مواسي ":
( انه يقدم اشعاعا ً أوليا ً للتأمل .. يفتح آفاقا ً للحوار .. فعناوين الشعر هذه الأيام فيها أبعاد ودلالات مختلفة , وفيها اغراب وتفتيت .. ولا ندري بعد هذا كله كم يصح القول :
" يقرأ الكتاب من عنوانه " ) ..

الشاعر احمد العاشور يستوحي العبر عبر المرايا المعتمة مع سكون الظلام عندما يعانق صوت الألم .. آهات تتناثر بصمت .. وهمسات تعلن الرحيل .. تحت قطرات المطر .. تحمل أشرعة الحزن .. تسطـّر وجعا ً من رحم الذكريات ...

قبل أن ْ يُطبق َ الليل ُ
بالآمه ِ
رحلت ْ أوجاعُنا
تحمل ُ الوشـم َ
كيفما اتفقت ْ مع العابرين ,
وفي كفـّينا نحمل ُ المطر َ

بين طيات الصمت ومع ندى الجرح الدفين .. يستيقظ بين الدروب الموحشة وتتوقف الحياة مع لحظات الحزن .. ويعيش كل تفاصيل الموت .. محمود البريكان عاش غريبا , مغتربا حتى عن نفسه .. هو سر البصرة وطلسمها الأكبر ...

من صمت ِ عزلتك
مذهبة ً بموجات ٍ بحرية
كافية ٍ لترويض ِ الأرق ِ الجديد ْ
القديم ُ يأبى
الا ّ صحوا ً أبديا ً

في صباح ٍ صامت ٍ حزين .. اقتطفت وردة ٌ ولفـّت بورق الحنان .. هذا من تدابير القدر .. قلمه الباكي سطر أسطورة الحلم .. قلب مليء بالأوجاع مع تفسير مؤلم لحروف الفراق , مع الطيور المهاجرة .. انه زمن الرحيل في نهاية المطاف .. وتبقى الذكريات على أوراق الزمان .. تنبض بالأحزان , ويبقى الجرح عميق في الجسد النحيل ...

حين استأذنت ِ للرحيل
قلت ِ :
سأسكن ُ شجرة َ الآس
التي في الحديقة ِ
اعتصرت أوجاعي ,
ثم اعتصرت أوجاعي

لا يمكن أن ننكر دور الأساطير باعتبارها مظهرا ً ثقافيا ً وإنسانيا ًقادرا ً على مساعدتنا لاكتشاف ذواتنا .. وقد ألهمت الأساطير والشخصيات الأسطورية الأدباء والشعراء ..
تعتبر الأسطورة داعما ً كبيرا ً من دواعم الرموز في الأدب الحديث ..
ويؤكد الدكتور محمد لطفي اليوسفي :
" خلق رموز أسطورية , سواء مستحدثة يلتقطها من الواقع أو تاريخية يستمدها من التأريخ الثقافي , والعمل على جعل تلك الرموز تستقطب جميع مفاصل النص الشعري وحركاته وتصهرها في قالب وحدة متناغمة " ...

عند الرجوع تغرق الأشرعة وتنتظر الريح لتغتسل بالمطر .. ويستظل كظل لا تكشفه
الشمس ويجري مسرعا ً ويتسابق نحوه " ايروس " اله الحب والخصوبة والذي كان ملازما ً دائما " لأفروديت " .. و" ثاناتوس " اله الموت يتأمل الظل الساكن والملقى إليه بشيء من الوجد .. عندما يوشك المساء ويعود يمتطي كلمات طيف الواحة الخضراء ...

عند رجوعي
فاجأني ظلي
منقسما أثنين :
ظلا ً يتعرى بجناح مكسور
والآخر
ليس له ظل :
ايروس
ثاناتوس
يتسابقان نحوي
ولا وقت لنا
أسرعي
أسرعي
فأنا وأنت ِ
ظلا ّن

ترحل الطيور إلى حيث تعلو الأشجار ويبقى الظل سفينة الأمان والأمل .. فهذا زمن لا نرى فيه غير الظل .. ترهقنا الخطى وتعصف بنا ريح الوحشة .. ويتملكنا إحساس الغربة والوحدة مع جرح حنايا الروح ...

أرهقتني الخطى
والطريق ُ انحدار ,
لا أرى غير ظلـّي
جرداء ٌ هي الروح
فما جدوى الندى
مغترب ٌ
ها أنا وحدي
أتلظـّى على جمر ِ صمتي

الآم الليل تنسج حزنا ً , وغيمة تمطر أوجاعا ً .. وشمسا ً مختبئة خلف الغيم .. توقف في عينيه عقارب الزمن .. وتختصرها إلى علامة استفهام .. عندها يتوقف النبض وتتفجر الأوجاع ..

ان الغيمة في عمري تمثال ٌ أو وهم ٌ
ما عادت ْ تحمل ُ في داخلها الأمطار َ ,
والآلات الموسيقية
ما عادت ْ تـُطرب ُ
أو تتراقص ُ في داخلها الأوتارُ ,
وتسألني محتقنا ً بالأحزان لماذا ؟

وتبقى الكلمات كالينابيع النقية تسافر في أحداق الشاعر.. وينتظر صوتا ً أو صدى يأتي بما في الأرض من ظلال.. ويعانق أطراف الأمواج الخضراء التي تتداخل عبر كل عصور التأريخ في لحظة صمت .. وتكبر في رحم الليل ظلا ً منسيا ً .. ويتألم حد الجرح كطير حط عند النبع ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاعر احمد العاشور