أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - مؤخرة الكلب البائس














المزيد.....

مؤخرة الكلب البائس


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 2781 - 2009 / 9 / 26 - 12:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تعودت طوال عمرى، الهرم منذ بدايته، على مشاهد وثوابت شكلت السياق المنطقى الذى أعيشه بصرف النظر عن آثاره السلبية.
ومن المشاهد المنطقية التى طالماً لاحظتها دون أن تثير دهشتى لعدم خروجها عن السياق مشهد كلاب الشوارع فجراً وهى تطارد القطط المذعورة فتدفعها للهرولة والاحتماء أعلى شجرة أو داخل بيت عبر أسياخ الأبواب المغلقة.
وفجر يوم رمضانى كنت عائداً من المسجد لفت نظرى مشهد قطة تطارد كلباً ضخماً يحاول الهرب منها فيمنعه ترهله حتى تتمكن من مؤخرتة ليصرخ صرخة مدوية فاقت صرخات القطط المُطاردة منذ فجر التاريخ.
آثار المشهد حالة الكمون داخلى ونبهنى من التخدير المنطقى المسيطر على وجدانى وذهنى.
وتداخلت الأسئلة بشكل عشوائى لتزحم رأسى الخاوى منذ أعوام .. هل هذا انعكاس فى المنطق؟ .. أم علامة من علامات العكوسات التى ستسود العالم قبل القيامة؟ أما هو بشرى من بشريات العشر الأواخر من شهر رمضان بثورة الضعفاء والبائسين على الكلاب المفترية؟.
وتحالفت عقدى وأزماتى الكثيرة مع الأسئلة العشوائية ليشكلوا مشاهد مسترجعة فى محاولة لإبخاس لحظة الاندهاش التى أمتعتنى والإقلال من شأن الرؤية الفلسفية التى حاولت إضفائها على الحدث لإثبات ذاتى.
واسترجعت مضطراً مشاهد عديدة تؤكد أننا نعيش فى زمن العكوسات والانحدار اللامنطقى ..
استرجعت مشهد حكوماتنا وهى وأولياء أمورنا يضعون السم والمواد المسرطنة فى غذائنا مع سبق الإصرار والترصد والعلم ...
استرجعت مشاهد بين حكم محمد على الألبانى الذى حكم مصر ونهض بها ووضع نظاما زراعيا زاد به الرقعة الزراعية وارتفع بجودة الإنتاج الزراعى إلى المرتبة الأولى على مستوى العالم وبين نظام حالى ألغى زارعة القطن طويل التيلة من شمال البلاد وزرع بدلاً منه قطن أقل جودة بهدف أن تنقل الرياح الشمالية على البلاد عبر التلقيح الصفات الوراثية المتدنية للمحصول الأقل جودة إلى كل محصول القطن فى البلاد.. وكل ذلك بناء على توصيات من الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل المستفيد الرئيسى من تدمير الاقتصاد المصرى وكسر ريادتها التى كانت تمثل الخطر الرئيسى عليها.
استرجعت مشاهد الفساد والإفساد الذى مارسه تحالف النظام الحاكم والمعونات الخارجية بهدف القضاء على الحاجز المنيع للصفوة والساسة والمثقفين المصريين. استرجعت تغفيل النظام الحاكم وهو يتصور أن الأمريكان الذين دعموا فاروق حسنى للقضاء على الريادة الثقافية فى مصر سيدعمونه للقيام بنفس الدور فى اليونسكو.
استرجعت مشاهد الانحراف الأمنى والمجتمعى المتعمد والذى انتهى بحالة اللأمان التى تسود الشارع المصرى وسيطرة البلطجية وأرباب السوابق تحت حماية الشرطة ورعايتها، وانتشار مشروعات عشوائية بشكل متعمد مثل التوكتوك وتعمد نشره وإدخاله البلاد دون أى سند رسمى ليصبح وسيلة مثالية للجريمة والفوضى بعيداً عن سجلات الشرطة ومسئولياتها.
استرجعت اعترافات أحد الجواسيس لدى إسرائيل عندما قال إن إسرائيل كانت تعد فرقا لنشر الفساد داخل البلدان العربية، وكانت تجهز كل فرقة بما يتلائم مع ظروف البلد العربى الذى ستعمل فيه، أما مصر فلم تحتاج إسرائيل لتجهيز فرقة خاصة بها أو التضحية بإرسال عملاء لها لما فيها من عوامل الفساد الذاتى والعملاء المحليين فى دوائر اتخاذ القرار.
استرجعت الانهيار فى الأوضاع الصحية فى مصر حتى أصبحت أرضاً خصبة للأوبئة والأمراض وسط مواجهات من المسئولين تحمل مصالح تجارية ونفعية .. فمن يقول إن مصر التى واجهت حصار الدواء لها عام 1956بشركات الأدوية الوطنية تسعى الآن لشركة احتكارية متعددة الجنسية للحصول على جرعات أنفلونزا الخنازير بأثمان باهظة وجرعات مبالغ فى عددها وربما عديمة المفعول وكله على حساب صاحب المحل ولحساب الأرزقية والمنتفعين .. وهى محاولة سبق وأن قامت بها نفس الشركة المتعددة الجنسية مع وزير الصحة السابق إسماعيل سلام لتوريد جرعات أدوية لمواجهة الإيدز بأسعار باهظة وبكميات أكثر من عدد المرضى فى مصر بدعوى علاجها للإيدز وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك .. وكشف الوزير آنذاك المحاولة وفضحها رغم وقوف عدد من أرزقية المجتمع فى ذلك الوقت وراءها ولا داعى لذكر أسمائهم، فالله حليم ستار.
استرجعت واسترجعت وما زلت أسترجع وسأسترجع وستسترجعون ما يؤكد أننا فى زمن القطة أكلت فيه عيالها وعضت الكلب من مؤخرته ولا دهشة.




#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العضوبة كالجنسية
- اللامنتمى
- - الخاصعام - الأسير فى الصحافة المصرية
- هل يعرف وزير الرى نصر علام الأخطار التى تواجهها مصر فى ماء ا ...
- نعم صحف عريقة وليست عرقية
- يا أوباما الذى فى الشرق والغرب
- فى انتظار فرج
- فات الميعاد
- اعدام الخنازير وخيبة الطيور والاستخفاف بالعقول
- -كان بان على عرقوبه-
- الانتصار موتا
- 6أبريل .. عيد ميلاد راحل
- - قفف- الزمن
- رد على الدكتور قدرى حفنى- خيارات السلام ليست قدوة بالضرورة
- حقائق تكشفها قافلة نقابة الصحفيين لرفح
- عودوا كما كنتم
- كلام -بشوية- صراحة حول مصر وغزة
- الغرض مرض
- عاش حكام العرب الف عام -ويشيلوا شيلتهم -
- حذاء منتظر


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد منير - مؤخرة الكلب البائس