أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - سعيد مضيه - اليسار حركة وتغيير وليس مجرد تسجيل مواقف















المزيد.....

اليسار حركة وتغيير وليس مجرد تسجيل مواقف


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2780 - 2009 / 9 / 25 - 20:50
المحور: ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟
    


صفعة على القفا نالها النظام المصري من إدارة اوباما كانت المكافأة على مجمل سياسات مصر الداخلية والخارجية. النظام المصري يداري الخيبة فيحمل تدخل السياسة مسئولية نتيجة التصويت ؛ والثقافة والعلوم والتربية قضايا سياسية بامتياز. وتفوق إسرائيل في هذه المجالات يسوغ لها اقتراف جرائمها في نظر السياسات الأوروبية. و بنفس التسويغ تحسب مصر النظام أدنى من أن تتصدر منظمة دولية للثقافة والتربية والعلوم. وإذا جاملت الامبريالية النظام نفاقا لدفعه في طريق الانحطاط الاقتصادي والسياسي والثقافي، فإنها تتخذ ذلك مسوغا لتخفيض سقف التعامل مع النظام وتقليص نفوذ مصر ومكانتها الدولية. ألقت عملية انتخاب مدير عام اليونيسكو الضوء على مكانة النظام المصري والعربي عامة لدى إدارة العولمة والقوة الوحيدة المهيمنة على العالم. وربما سيلقى نفس التحية أو أسوأ منها كل من تغريه السذاجة السياسية للثقة بنوايا الإدارة الأميركية، أيّ إدارة، ويقعد على الرصيف منتظرا أعطياتها.
أصرت إدارة أوباما على إقحام الموضوع الفلسطيني على رأس جدول أعمالها، رغم الأهمية الاستراتيجية للبنود المدرجة الأخرى ورغم خطورتها على مستقبل الولايات المتحدة ومستقبل اوباما السياسي. في الموضوع الفلسطيني الشائك تتعامل الإدارة الأميركية مع السلطة الفلسطينية جهة خارجية؛ بينما تتعامل مع حكومة إسرائيل باعتبارها عنصرا داخليا يخضع الصراع معها لتوازن القوى داخل الولايات المتحدة بين اليمين واليمين المتطرف. وإن بدا أوباما متجهما وآمرا تجاه شريكيه في لقاء نيويورك فذلك لتأكيد واقع العولمة الجديدة ونظام القطب الواحد. أما بالنسبة لموضوع الصراع على فلسطين فقد تم إلزام الرئيس الفلسطيني بالتخلي عمليا عن شرط وقف الاستيطان، وبالذات في مدينة القدس ؛ بينما ألزم نتنياهو بالتخلي عن المماحكة الكلامية بالاعتراف العربي بيهودية الدولة، ومواصلة فرض ذلك كأمر واقع في الممارسة اليومية. في الحقيقة والواقع اجبر الجانب الفلسطيني عن هجر أهم أرصدته: فتوى محكمة العدل الدولية و مرجعية القوانين وقرارات الشرعية الدولية؛ بينما كسب الجانب الإسرائيلي الحق في مواصلة الاستيطان رغم نفي اوباما شرعية الاستيطان. فاعتبار الأراضي الفلسطينية منطقة محررة ظل الموقف الثابت لجميع حكومات إسرائيل منذ حزيران 1967 . اشتم نتنياهو حراجة موقف أوباما مع الكونغرس وأدرك أن الرئيس الأميركي لن يغامر بإغضاب اللوبي اليهودي ذي النفوذ القوي داخل الكونغرس وأصر على الموقف الإسرائيلي التقليدي من التوسع الاستيطاني؛ وتعزز بالنتيجة التوجه العنصري والتطرف اليميني داخل إسرائيل. وما الذي يلزم إدارة أميركية بمواقف مبدئية والتمسك بموقف لا يشكل بندا جوهريا في المصالح الأميركية؟

حسب تحليل الدكتور سمير أمين، تشكل أطماع الهيمنة الأميركية معلما أساسيا في الحياة الدولية الراهنة، إذ "تشكل القوة السياسية للنخب المسيطرة، والعولمة المتوحشة، والرأسمال المالي، وهيمنة الولايات المتحدة، وعسكرة إدارة شئون العولمة في خدمة الاحتكارات عابرة الجنسية ، وتراجع الديمقراطية، والتبديد الافتراسي لثروات كوكبنا ، وكذلك التخلي عن تنمية دول الجنوب، قضايا متلازمة". هذه المعالم تنسجم مع توجه المحافظين الأميركيين(فلم يعودوا جددا)، وتنسجم مع التصميم على إنفاذ المشروع الصهيوني على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية، لتحويل إسرائيل إلى قوة إقليمية متنفذة ومهيمنة في المنطقة تمارس التفوق العرقي على العرب المحيطين. يقول الباحث الاقتصادي المشهور على الصعيد العالمي إن نظام العولمة " هذا النظام، الذي أسميته ’الأبارتهايد على الصعيد الكوني‘ ينطوي على حروب متواصلة ضد الدول والشعوب الممانعة في الأطراف، وهي سلسلة الحروب التي استهلت في تسعينات القرن الماضي مع إقامة السيطرة العسكرية على الكوكب الأرضي من قبل الولايات المتحدة وأتباعها في حلف الناتو". إن كل مراقب للأوضاع العربية، نظم حاكمة ومعارضة، لا بد وأن يلحظ حالة صمم وجداني عام، خدر واستسلام تام لمنطق نظام العولمة ؛ حيال هذا الخضوع يغدو من المشروع التساؤل: بأي حكمة سياسية تكسر العلاقة العضوية مع إسرائيل، وتهيج مدبرة اليمين الأميركي واللوبي اليهودي كرمال عيون غافلة في غيبوبة لا يعرف متى تتبدد الغشاوة عنها ؟

أفاقت فصائل اليسار الفلسطيني، سجلت موقف معارضة لتوجه رئيس السلطة الفلسطينية إلى اللقاء الثلاثي في نيويورك، ثم عادت تغط في نومها الهانئ على الفراش الوثير! مجرد تصريحات على الورق كافية لإبراز الرؤية اليسارية! خلال الأسبوعين الأخيرين لم يطرق مسامع قيادات اليسار الفلسطيني دوي مناسبات يهيب بإعادة ربط الذاكرة الوطنية واستعادة ألق المقاومة الشعبية؛ فاتت الفرصة لتحديث وعي الجماهير وحثها على الانطلاق في حركة مقاومة شعبية تحفز لنهوض حركات احتجاج ومقاومة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. جملة أحداث تواترت من شأنها، لو استغلت، أن تنقل عدواها إلى البعدين الإقليمي والدولي بتحرك جماهيري مناهض لنهج إسرائيل العدواني. كانت الفرصة مهيأة لاستنفار تحرك جماهيري قد يؤسس لحركة جماهيرية متصاعدة: الذكرى السابعة والعشرون لمجزرة صبرا وشاتيلا، جولة المبعوث الأمريكي ميتشل وما واكبها من سيل متدفق لتصريحات قادة إسرائيل تصر على مواصلة الاستيطان وتحركات استفزازية للمستوطنين؛ ثم تقديم تقرير غولدستون إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والتواطؤ على وأده.

في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا وصلت وفود من ايطاليا وفنلندا وألمانيا وإيرلندا وبريطانيا وكندا وأميركا في مهمة لكسر الحصار المفروض على المخيمات الفلسطينية في لبنان. وحضرت مجموعة من الحاخامات اليهود من ولاية واشنطون العاصمة ؛ وضعوا الأكاليل على قبور ضحايا نادي الحولة ممن قتلهم جيش الاحتلال داخل مخيم البرج الشمالي مع بداية حرب الأرض المحروقة عام 1982 وقتل فيها واحدا وخمسون من الأطفال والنساء. وكان النادي قد سمي على إثر مذبحة نفذت ضد أهالي بلدة الحولة بين 24 و28 أكتوبر 1948. بعد ذلك نظم مهرجان خطابي انتقد فيه المتحدث الفلسطيني غياب وفود عربية إلى المناسبة فصدر من الصفوف الخلفية صوت امرأة يقول إنها قدمت من المغرب. شاهد أعضاء الوفود معالم الفقر والاضطهاد والعنف المتزايد وتسرب التلاميذ من مدارسهم وخيبة أمل الشباب العاجز عن تدبير تكاليف الدراسة الجامعية ورسومها في أرجاء مخيم شاتيلا. تأثرا بالمشهد قالت الأكاديمية الإيطالية، ستيفاني ليميتي، وهي تعجز عن حبس دموعها ، " سوف لن نتوقف عن العمل حتى تعودوا إلى دياركم!"
وغير هذه الفعالية مضت الذكرى الأليمة دون أن تفطن لها قوى السلطة والمعارضة في أرجاء العالم العربي الممعن في الصمت والاسترخاء.
وأطبق الصمت حيال موجة عارمة من التحريض العنصري وإعمال الحرق والتدمير من جانب المستوطنين تؤججها تصريحات نتنياهو المصممة على مواصلة الاستيطان، استقبلت إسرائيل بها ميتشل في جولته الأخيرة . وإذا أضفنا إجراءات تهويد مدينة القدس بكاملها، وإشاعة الحقد العنصري ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، ثم الهجمة الجديدة للاستيطان والمستوطنين في الضفة يتجلى بسطوع مشهد بانورامي لعملية اقتلاع وإحلال تنفذ فوق الأرض الفلسطينية، تنتهك خلالها مبادئ الشرعية الدولية والقانون الإنساني الدولي. تصدر من أنحاء العالم تصريحات تنديد بالهيجان العنصري، بينما لا تتحرك في الزعامات العربية أوهى بوادر الاعتراض، وأوهنها فتورا. فقبل عقود كفت القضية الفلسطينية عن كونها قضية العرب الأولى.
حيال مثل هذا الضعف يغفل أوباما ، (رجل التغيير )مجزرة غزة ، بل يواصل التزامه بمنطق "الدفاع عن النفس" الذي تذرعت به إسرائيل للتستر على تعطشها الدائم للدم الفلسطيني. فقد كلف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ريتشارد غولدستون، الحقوقي اليهودي من جنوب إفريقيا، المعروف بتعاطفه مع الحركة الصهيونية، برئاسة لجنة تقصي الحقائق في غزة إبان العدوان العسكري في كانون أول وكانون ثاني الماضيين. عمل غولدستون مدعيا عاما في قضيتي رواندا ويوغوسلافيا وأبدى نزاهة استثنائية، الأمر الذي أوجس منه حكام إسرائيل خيفة، خصوصا وقد ضمت إليه هينا جيلاني المحققة سابقا في دارفور . قدم عولدستون تقريره وفيه يطالب بتحويله إلى الهيئة العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، كي يجري البحث في تحويل المشرفين على العدوان إلى محكمة الجرائم الدولية .
وفي الحال شرعت الإدارة الأميركية ممارسة الضغوط على الأنظمة العربية كي تشارك في اغتيال التقرير بمؤامرة صمت ما زالت متواصلة . وتساهم الصحافة والإعلام العربي في مؤامرة الصمت وتشارك قوى المعارضة العربية كذلك. لا يراد للجماهير العربية أن تطلع على معطيات تقصي الحقائق تقوم بها جهات حقوقية نزيهة ، إنما يراد لها أن تغرق في تأثيم الذات وإزجاء الوقت في تقريع الذات ولطم الخدود . ونجد الأنظمة العربية تمعن في إذلال شعوبها وهدر كراماتها وسلبها حقوق المواطنة والحق في حماية القانون والمؤسسات. تهدر وعي الإنسان وعقله وتسحق إرادته فتهدر بذلك مكانتها الدولية وتعطل بالنتيجة مأسسة التضامن الشعبي مع الشعب الفلسطيني في محنته. باتت المجتمعات العربية جراء الهدر المنهجي الذي تتعرض له منذ عقود تغرق في غيبوبة سياسية، و ينوس الانفعال والتفاعل العربي مع كوارث الشعب الفلسطيني.
بالمقابل نلحظ حساسية عالية بالعزة القومية لدى القوى الإقليمية غير العربية بالمنطقة، تكسبها الهيبة والاحترام. استطاع الفكر الإسلامي العقلاني في تركيا الخلاص من ذهنية التمترس خلف شعارات العصور القديمة وقيمها لتغيير وجه تركيا من حكم العسكر إلى تنمية وعدالة . بدّل إسلام العدالة والتنمية حكم الشرع من تطبيق قوانين جزائية توغل في اضطهاد ضحايا أنظمة القهر والهدر، إلى تقديم برامج خدمية للشعب أكسبت النظام من خلالها المزيد من الدعم الشعبي الباعث على الجرأة في مواجهة القوى الأجنبية. هذا، بينما تغلب في عالمنا العربي مظهرية العبادات، إذ يحصر الدين في الشعائر والمظاهر الباعثة على الطمأنينة والرضى الزائف والآثم عن الذات، بينما يجري إغفال مبادئ الإسلام الحقيقية، التي هي العدل والحرية والمساواة، لأن الدعاية لها محفوفة بالمخاطر تؤدي حتما إلى السجن وقطع الرزق والتشريد. يرصد الأديب علاء الأسواني ، صاحب رواية "عمارة يعقوبيان" ظاهرة ضباط امن يصلون ويؤدون مناسك الحج والعمرة ويدعون للتقوى، بينما يمارسون تعذيب المعتقلين بقسوة. في العالم العربي يحرض رجال الأمن على أبناء جلدتهم ويمتهنون إنسانيتهم ، لتنتشر العدوى في المجتمع امتهانا لإنسانية البشر وتعلقا بالخرافة والشعوذة . وإذا أفاق العربي من غيبوبته تتولاه مشاعر الانتقام من الذات، والتلذذ بمشاعرالإحباط العميقة وتبخيس الذات القومية والعرقية تعذبه وتضغط عليه.
يتلهى العرب بشعائر زار جلد الذات، فيتجاهل اوباما الهياج العنصري من جانب إسرائيل ليطالب الفلسطينيين بوقف التحريض!!!
الأنظمة العربية عبارة عن ائتلاف المال والسلطان وأعيان الطائفية والعشائرية. يشارك أعيان العشائر والطوائف البيروقراطية المدنية والعسكرية النظرة الدونية للإنسان ؛ وهذا بدوره يفتقد حماية القانون والمؤسسات القضائية والسياسية والاجتماعية، فينشدها لدى العشيرة او الطائفة، حيث ي تخضعه النخب للابتزاز حين يشترطون حمايته بانصياعه للائتلاف وقبوله بالاستلاب والمحافظة. فقوى العشائرية والطائفية محافظة بالضرورة. ومن هنا فالتغيير الاجتماعي التقدمي ينطلق أولا من رفض العشائرية والطائفية ويشرع فين تحرير الإنسان من حالة الاستلاب ومن النظرة الدونية للبشر المحيطين وتحميلهم كل أوزار نظام القهر والهدر، إلى جانب مكافحة الشعوذة السياسية ( كأن يزعم أن ما تعانيه الجماهير عقاب على ابتعادها عن الدين) وكذلك الشعوذات الاقتصادية والاجتماعية. وهذا لن ينجز إلا بالعمل في أوساط الجماهير وتخليصها من عقد النقص وإكسابها الوعي والإرادة والتفكير العقلاني.
عنصر اليسار منذور للعمل الاجتماعي من أجل التحرر والديمقراطية والتنمية الاجتماعية والوحدة العربية. إن تحريك الجماهير وتنظيمها في هيئات أهلية وتدريبها على ممارسة الديمقراطية في نشاط الهيئات والتنظيمات النقابية والأندية والجمعيات الأخرى، وإحداث إصلاح ديني يوضح للجماهير صحيح الدين والإيمان يشكل منطلق اليسار كفكر وممارسة سياسية. وفي فلسطين كان الاستيطان المتواصل ، ولم يزل فرصة اليسار المضيعة لتحريك الجماهير دفاعا عن الأرض والوطن. اليسار يكتسب مضمونه من إدراك الجماهير لدورها الوطني والاجتماعي، وإدراك أن أوضاعها المزرية هي نتيجة نظام سياسي اجتماعي يمارس الاستغلال والجور الطبقيين. التحرك الجماهيري باتجاه التغيير الاجتماعي التقدمي مسئولية اليسار الأساسية. واليسار الفلسطيني يضم في ضفيرة واحدة الديمقراطية ، وعلى رأسها حق المواطنة لجميع أفراد المجتمع، مع التحرر الوطني والتنمية الاجتماعية والوحدة القومية. ذلك أن التحالف المعادي عمل على تفسيخ الأقطار العربية وحرض مصر، قاطرة العالم العربي، للخروج على الإجماع العربي المؤيد للقضية الفلسطينية ، فأسقطت، بالنتيجة، القضية الفلسطينية من كونها قضية قومية عربية. مفاهيم القطرية حلت محل قيم الثقافة الوطنية، حيث القطرية تحصر الاهتمام بالحدود الضيقة ، وتفشل من ثم في منع التشظي العشائري والطائفي للمجتمع، ناهيك عن حمل أعباء التحرر والتنمية واحترام حقوق الإنسان؛ بينما الثقافة الوطنية تحديث للحياة الاجتماعية والوعي الاجتماعي: تنشد الديمقراطية في إطار التحرر الوطني ، و تتطلع إلى التضامن العربي والتنمية العربية المشتركة وصولا إلى الوحدة العربية. وكان اليسار العربي حريصا على تضمين الثقافة الوطنية مبادئ الوحدة والديمقراطية والتحرر الوطني والاستقلال الاقتصادي، الذي اتخذ لاحقا مضمون التنمية الاجتماعية بشقيها: تنمية الإنتاج المادي وتنمية قدرات الأفراد المهنية والإبداعية والثقافية وتنمية طاقاتهم الروحية.

مهمات اليسار لا تنحصر في تسجيل المواقف ؛ إنما تشمل العمل المثابر والواعي في أوساط الجماهير لانتشالها من حالة الاستلاب وتبخيس الذات وإكسابها الوعي والإرادة والعقلانية، واستغلال المناسبات لربط الذاكرة الوطنية والتركيز على الاعتزاز الوطني والقومي. اليسار يقاوم هدر الكرامة الوطنية والقومية، وذلك عبر تنشيط المقاومة الوطنية والاجتماعية ضمن حركة شعبية ديمقراطية تناهض كل ضروب الهيمنة الأجنبية في إطار تحرك عالمي مناهض للعولمة المتوحشة، والرأسمال المالي، وهيمنة الولايات المتحدة، وعسكرة إدارة شئون العولمة في خدمة الاحتكارات عابرة الجنسية ، وتراجع الديمقراطية، والتبديد الافتراسي لثروات كوكبنا ، وكذلك التخلي عن تنمية دول الجنوب وإشاعة الأبارتهايد على الصعيد الكوني.

يبدو للعين المجردة أن الشعب الفلسطيني على وشك خسارة قضيته إلى الأبد ؛ ولكن إمعان النظر يبين أن قضية الشعب الفلسطيني جزء عضوي من قضايا الإنسانية ؛ ومهما عربدت إسرائيل واستأثرت بحماية نظام الأبارتهايد العالمي فستظل حية نابضة بحيوية المقاومة وقدرة التصدي .



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال والتهجير والجرائم الملازمة هي عناوين الحالة الفلسطي ...
- هذا الجدل العقيم دخان يحجب ما خلفه 3
- هذا الجدل العقيم دخان يحجب ما خلفه-2
- هذا الجدل العقيم دخان يحجب ما خلفه
- إسرائيل إذ تمثل دور الضحية
- زوبعة أبو اللطف
- تخبط وارتجال ي مواجهة المنهجية المتماسكة والمثابرة
- من اجل فلسطين نظيفة من دنس الاحتلال وجداره ومستوطناته
- لقدس مجال تدافع ثقافي
- أوباما : بشير تحولات أم قناع تمويه؟
- خطة استراتيجية للتحرر الوطني الفلسطيني
- الجدار نقتلعه أم يقتلعنا(3من3)
- الجدار ..نقتلعه أم يقتلعنا(2من3)
- الجدار ..نقتلعه أم يقتلعنا
- المجد لكم يا حراس الأرض
- الدفاع عن الأرض دفاع عن الوطن
- علم النفس الإيجابي وبناء الاقتدار بوجه الهدر
- استحالة التقدم في ظل الاستبداد
- عرض كتاب -الإنسان المهدور- الحلقة الثانية
- الإنسان المهدور


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم الطفل العالمي 2009 - كيف نبني مستقبل أفضل لأطفالنا؟ - سعيد مضيه - اليسار حركة وتغيير وليس مجرد تسجيل مواقف