مأساة الوكيل عمّار الدريدي.(مآذن خرساء 39/48)

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 22:27
المحور: الادب والفن
    

الساعة الحائطية تشير الآن الى الحادية عشرة و ثلاث دقائق، اسرعت الى التلفزيون فاغلقته ... كان عليّ ان اغلقه في تمام الحادية عشرة ... سارتاح ساعة كاملة استردّ فيها حريتي المفقودة و اكون سيد نفسي في اختيار ما افعله. دون أن اترك ذلك الإختيار بيد معدي البرامج التلفزيونية، هكذا قررت منذ ثلاث سنوات، حين نهضت فجأة و الصقت اعلانا بجانب التلفزيون كتب عليه " يغلق التلفزيون من الساعة 11الى الساعة 12 . و من الساعة الخامسة الى السادسة . و من الثامنة الى الساعة التاسعة. كما يغلق نهائيا على الساعة الحادية عشر ليلا"
كانت زوجتي مشغولة بغسل الصحون . ياسين كان أول من قرأ الإعلان . القى بكتابه المدرسي على الحائط . ثم قال :
ــ اي دكتاتورية نخضع اليها في هذا البيت اللعين؟ .

علاقتي بياسين ساءت الي حد كبير. انقطع بيننا حبل الود منذ زمن بعيد .
كعادتها في كل صدام. وقفت زوجتي في صف ياسين. القت بدورها صحنا كانت تغسله. غادرت المطبخ . جلست على اقرب كرسي اليها وهي تقول :
ـــ لم يبق لك الا تحديد وقت نومنا وعدد ساعاته، تماما كما يفعل بصغار الأطفال .
كنت ادرك ان زوجتي كاذبة، لأنها تتمتع بحرية شبه مطلقة .
تصنعت الهدوء :
ــ كلنا اطفال صغار امام اغراء التلفزيزن . و انا اصغر طفل فيكم .
حين لم تردّ زوجتي، سألتها:
ـــ اخبريني عن آخر مرة قرات فيها القرآن كاملا؟
ـــ ما دخل القرآن في التلفزيون؟
ــ التلفزيون هو الذي يمنعك و يمنعني ايضا من قراءة القرآن ..

القرآن يحتوى على ستين جزء كل جزء يحتاج الى عشرين دقيقة من القراءة ... قراءة عادية للقرآن تستغرق عشر ساعات. كمسلمين نحن مكلفون بقراءته كاملا في مدة لا يجوز ان تتعدى اربعين يوما ... ياسين و امه يعلمان هاته الحقائق .
كما يعلمان ان التلفزيون الذي يستهلك كل اوقات فراغنا هو المسؤول عن اهمالنا ذلك الواجب
ــ انتبها جيدا الحظر .. ينطبق عليّ ايضا .
ثارت زوجتي من جديد، انحنيت للعاصفة و تركتها تمر. تعودنا على الحظر بغير صعوبة تذكر. بعد شهرين سمعت زوجتي تكلم صديقتها في الهاتف. كانت تلومها على ترك اطفالها يشاهدون التلفزيون بصفة مسترسلة. كلامها كان لا يخلو من فخر.
ــ نحن نغلق التلفزيون ثلاث ساعات في اليوم !

أحيانا استسلم للتلفزيون فاصير عبدا حقيقيا له، مرات كثيرة كنت اتورط في متابعة مسلسل مصري يحتوي على ثلاثين حلقة . حصيلتي اليومية تكون احيانا تسع ساعات من المشاهدة التافهة، كنت أشعر بقهر و عجز شديدين، و لم يكن في امكاني فعل شيء حيال طغيان الشاشة اللعينة .
حين شكوت لرشيد ضعفي امام المسلسلات المصرية نصحني:
ـــ اترك الثلاث حلقات الأولى تمر، سيبطل بعدها سحر المسلسل. سيكون مملاّ... كأي خطبة صلاة جمعة يلقيها سلفي ... اذا تابعت الحلقات الموالية لن تفهم شيئا ، ستتركه حتما.
عملت بنصيحة رشيد ولم انجح، رغم انني لم اكن افهم شيئا، بفعل جهل سياق الأحداث و خلفياتها، فان جمال الممثلات هو الذي كان يشدني .

ذات يوم، و أنا ادخل عمارتي الموبوءة ... التقيت بامراة جميلة جدا.. اصابني اكتئاب حاد فور مقارنتها بزوجتي...وافق اكتئابي دخولي على ياسين و هو يتفرج على فيلم امريكي تبدو فيه البطلة نصف عارية. اسرعت الى اغلاق التلفزيون.
ـــ لقد تحول البيت الى مبغى حقيقي.
رمى ياسين بجهاز التوجيه عن بعد على الحائط فتناثرت أجزاؤه و بطرياته. دون شعور، أخذت جهاز التلفزيون و رميته على الأرض. كانت تلك بداية القطيعة .
الف مرة قلت لياسين:
ـــ أرجوك ياسين، كف عن مشاهدة الأفلام و المسلسلات... شاهد ناشيونال جيوغرافي أو أي برامج وثائقي .
ـــ ....
ـــ افهم روعة و اثارة ما تشاهده، لكنك ستحصل على ذنوب كثيرة بسبب ذلك . لأنك ستنظر الى جسد إمرأة غريبة.
ـــ دعني اذنب لوحدي... لقد كبرت و صرت مسؤولا عن اعمالي .
و كنت أجيبه :
ـــ لكنني سأذنب معك، لأن البيت بيتي. و انا الذي وفرت فرصة هاته الفرجة .
ـــ انت ايضا تشاهد المسلسلات احيانا .
ـــ انا مثلك، بشر ضعيف، لأجل ذلك اسقط احيانا. و لكنني لا ابقى ساقطا بل اسارع بالتوبة ...الخطورة ليست في السقوط و لكن في البقاء حيث سقطت.
في حقيقة الأمر. لم استطع التخلص من مشاهدة المسلسلات اعتمادا على يقظة ضميري الديني، بل حين كنت اقسم باني ساصوم اسبوعا لو تفرجت في فيلم أو مسلسل ما . فاذا هممت بالتفرج تذكرت القسم فعدلت عن ذلك . بتلك الطريقة استطعت ان اكف عن مشاهدة الأفلام و المسلسلات، احيانا كنت استهين بصوم اسبوع، خصوصاو ان الصيام في اشهر الشتاء يكون سهلا . لأجل ذلك اصبحت اقسم بان اتصدق بالف كرونة لو تفرجت علي فيلم فيه امراة فاتنة .

لسنوات طويلة ظللت أعاني عجزا، حتى خطرت لي فكرة اغلاق التلفزيون بصفة مؤقتة. أنا المتضر الأكبر من التلفزيون. بالإضافة الى قراءة جزء واحد من القرآن كان علي أن اراجع جزءا آخر من حفظي حتى لا انساه... و لأني احفظ القرآن كاملا وجب علي ان راجعه يوميا ، كما كان علي ايضاان اهتم بكتبي التي تحتاج الى تنقيح.

ـــ هذا سجن حقيقي ، سارحل عن هذا البيت اللعين في اقرب فرصة .
قالها ياسين و هو يغادر الصالون .. كنت اعلم ان ذلك مجرد تهديد. في الماضي كان يزعجني ذلك كثيرا، ذات مرة وضع ياسين تهديده موضع التنفيذ. جمع بعض ثيابه و كتبه المدرسية ثم اتجه نحو الباب ، حين سالته" الى أين ؟" قال لي " الي بيت صديقي " غمزتني امه مشيرة بيدها كأنها تقول لي " دعه يذهب ".
ـــ صديقه باكستاني مسلم .
سيطرت على نفسي و ادخلته الى غرفتي حاولت اجلاسه بجاني فرفض .. اصر على الوقوف جلست على السرير ثم قلت ــ لم تستعجل الهروب من البيت؟ امامك العمر كله كي تنفرد بنفسك و تكون حرا في مملكتك الخاصة. اعدك باني ساتركك حرا و لن اقاسمك السكن حين تـتزوج .. فكر في الأمر جيدا... لا ينقصك شيء في هذه الشقة لك غرفة خاصة فيها كل ما يتمنى شاب في نفس عمرك . حينما كنت في مثل سنك، كنت محشورا في غرفة اصغر من غرفتك مع سبع من اخواتي. لم تكن لنا اسرّة و كان الواحد منا اذا استيقظ ليلا و ذهب الى التواليت ثم رجع الى فر اشه احتاج الى جهد كبير حتى يستعيد مكانه الذي اقتسم اثناء غيابه . كما لم اكن املك مذياعا خاصا.
بعد ذلك سألته:
ـــ هل لزميلك الباكستاني صديقة ؟
اجابني باقتضاب :
ــ لا
كنت اود ان يخبرني أن له صديقة. حتى اطمإن الى عدم شذوذ صديقه. كان يروّعني كثيرا مجرّد التفكير في ان يكون ولدي شاذ أو ملحد. خطيئتان غير قابلتان لأي اعتذار أو تبرير.
بغباء شديد وجدتني اساله:
ــ أعني هل ان صديقك مثليّ جنسي؟ .
نظر الي بعينين مفتوحتين ثم صاح :
ــ انت تعتقد اذن انني شاذ لأنني لا صديقة لي ؟!
لم يترك لي مجالا للكلام اندفع كتسونامي خارج الغرفة ثم خارج الشقة، اردت ان اقول له" اني اثق فيك لأني أعرفك جيدا، بخلاف صديقك الباكستاني الذي لا أعرف عنه شيئا "

لم يكن في سلوك ياسين ما يشيرالى أي شذوذ. لكني كنت اخشى عليه من الرفقة السيئة. بعد خروجه بساعة اتصلت به والدته. كان قد هدأ ... وعدتها بالعودة بعد ساعتين .بعد ساعة فقط عاد معتذرا.

فور انصراف ياسين من الصالون، وصلني صوت خشب يتحطم، حينما التحقت به وجدته جالسا على سريره وهو ينظرالى ارضية الغرفة حينا و يسترق النظر اليّ حينا آخر .. كان باب غرفته مهشما!
ــ نحن لم ندفع المال و نعلمك الكاراتي كي تكسر باب غرفتك.
كان هذا الثقب السابع الذي يحدثه ياسين في باب غرفته خلال اربعة سنوات .في كل مرة كنت اغطي الثقب برقائق خشبية اختلفت الوانها حتى صار الباب كثوب مرقع .
قلت مهددا :
ـــ المرة القادمة سارمي الباب في الحاوية و أدع غرفتك بلا باب .
في تعاملي مع ياسين اسقطت الضرب من حسابي تماما. لأن ضربي له زيادة على كونه مهينا و غير مجد، فانه سيقطع حبل المودة بيننا بصفة نهائية، الضرب هو اول سلاح يلجأ اليه الآباء، لأجل ذلك، يفر الأولاد من الببت ليقعوا في خطايا أشد من التي ضربوا من اجلها .

كثيرا ما كنت انصح الأولياء " لو كنت تعلم ان ولدك يسكر فلا تضربه، و لا تطرده من البيت، لو طردته من فسيحتضنه شخص يعلمه المخدرات و ربما الشذوذ .

لو سألت ياسين: متي ضربك والدك آخر مرة. لأجاب فورا" لا اذكر"... لكنه سيخبرك حتما، عن عقوبة لن ينساها ابدا . كان ذلك منذ اربعة عشر عشر سنة، اي حين كان في السادسة .
العقوبة التاريخية في سجل ذكريات ياسين، وثيقة الإرتباط بزيارتنا الي المانيا، حيث يقيم الرقيب أول توفيق الجبالي، الشخص الطريف الذي حدثتكم عنه آنفا .

كانت لصديقي توفيق الجبالي ابنة في مثل عمر ياسين اسمها سمية، فور وصولنا بيت صديقي توفيق الجبالي، بدات المشاكسات بين الطفلين، لم يحتمل احدهما مجرد النظر الى الآخر. كل منهما كان وحيد ابويه، و كل منها تعود على تسليط كل الأضواء عليه لوحده، لأجل ذلك كره كل واحد منهما حضور الآخر الي جانبه.

ذات مساء، حين يمّمنا وجوهنا شطر حديقة مجاورة لبيت صديقي توفيق الجبالي، كانت نعتزم استغلال تلك الفسحة، لفك الإشتباك المتواصل بين الطفلين.لأجل ذلك أخذنا ياسين معنا. وتسللنا خارجين... لكن سمية تفطنت لخروجنا.. رغم إصرار والدها بان تبقي مع النساء باعتبارها أصبحت بنتا كبيرة بدأت تلبس الحجاب .أصّرت على الذهاب معنا .

كنت جالسا رفقة صديقي توفيق الجبالي على بساط اخضر من الحشائش فيما كان ياسين وسمية يلعبان على ضفة نهر صغير. كانا منسجمين على غير عادتهما. و كنا نسترجع ذكرياتنا في الجيش التونسي . حدثني توفيق الجبالي عن الوكيل عمار الدريدي زميلنا في السلاح... كان قد بلغه خبر موته إثر"عملية عسكرية " فاشلة .

الوكيل عمار الدريدي مولع جدا بتقليد بورقيبة، كان يقلد مقاطع من خطبه بشكل يثير ضحكنا و اعجابنا ، كان موت الوكيل عمار الدريدي هزليا بعض الشيء، لنقل بالضبط: ميلودراميا. الوكيل عمار الدريدي الذي يشتغل مساعد آمر فصيل السلاح الجوي لم يشارك في عملية عسكرية من أي نوع، فتونس ليست في حالة حرب مع احد جيرانها. خصوصا بعد ان كف عقيد ليبيا المختل عن التحرش بها.... العقيد القذافي يمثل النموذج الصارخ للعداء المسرحي و المبرمج بين أمريكا و فزّاعاتها ... امريكا هي التي ساعدت القذافي على الوصول للسلطة ... أمريكا نفسها هي التي ظلت تشكو من ممارساته و شذوذه و ارهابه وكانه عدوها الحقيقي ... عداوة ايران لأمريكا كعداوة بيل كلينتن لمونيكا ! هكذا كان يقول رشيد... ايران ايضا لا تكف عن الإعلان بانها ستمحو اسرائيل من الخريطة، لكنها لا تكف أيضا عن تزويد الدولة العبرية بالنفط، و بالفستق الإيراني ايضا!


كان الوكيل عمار الدريدي مصابا بالتهاب مزمن في القولون، لأجل ذلك كان دائم التردد على المستشفى العسكري بالعاصمة. تردد الوكيل عمار الدريدي على المستشفى العسكري، كان مجرد تهرّب من واجبات مهنة بغيضة لم يخترها، بل فرضتها عليه ظروف الفساد الإداري و محاباة المسؤولين أقاربهم بوضع من لا يستحق منهم في وظائف لا تجدر بغير اصحاب الشهادات . لما كانت حالة الوكيل عمار الدريدي لم تكن تحتاج الى مشرط الجرّاح, فقد كان صديقنا الوكيل متأقلما مع مرضه، خصوصا بعد زواجه الذي هيأ له فرصة اختيار الأكل الصحّي الذي يناسب قولونه المجهد.

كان التوجه الى المستشفى العسكرى بالعاصمة يضمن للوكيل عمار الدريدي تذكرة سفر مجانية تتيح له جولة في العاصمة تتلوها اجازة مرضية قصيرة. ذات صباح، فيما كان الوكيل عمار الدريدي منخرطا في جدال ساخن حول شرعية هدف سجله الفريق المنافس ضد فريقه المحبوب . دعي الى مكتب آمرالسّريّة. حين خرج الوكيل عمار الدريدي من مكتب آمره كان مصفرّ الوجه مكفهر الملامح، و كان يضرب كفا بكف:
ــ هل من المعقول أن اجري عملية جراحية لست في حاجة اليها ؟! طبيبي نفسه اكد لي قبل اسبوع ان حالتي مستقرة!

باختصار شديد، اعطيت للوكيل عمار الدريدي مهلة ثمان و أربعين ساعة لتجهيز نفسه و
توديع زوجته الحامل، قبل توجهه الفوري الى المستشفى العسكري بالعاصمة لإجراء عملية جراحية على قولونه المريض! لم ينفع احتجاج الوكيل عمار الدريدي ولا تأكيده لأمر سريته، و للمرة العشرين ان حالة قولونه ليست مستقرة فحسب، بل و تحسنت كثيرا بعيد الزواج.

قبل انقضاء اسبوع واحد من لحظة دخول الوكيل عمار الدريدي مكتب آمر سريته. كان وكيلنا الشابّ يحتل قبرا جديدا على يسار الداخل الى مقبرة مدينة تستور.... لقد مات تحت المشرط !

لم أدر أأضحك أم ابكي.
كنت مشغولا بما اصاب الوكيل عمار الدريدي حين مر امامنا ياسين وهو يمسك بفرع من نبات الحرّيقة . كان يطارد سمية... لم ابال بهما .
سألت توفيق الجبالي عن سبب حرص وزارة الدفاع الوطني على اجراء عملية على الوكيل عمارالدريدي:
ضحك توفيق الجبالي ثم أجابني و هو يمسح صلعته السمراء التي زادتها اشعة الشمس بريقا :
ــ كل ما في الأمر، أن وزارة الدفاع الوطني كانت قد ارسلت قبل الواقعة بستة اشهر، شابين من اطبائها الى فرنسا لأجراء تربص حول احدث كيفية لجراحة القولون .لقد احتاجت وزارة الدفاع الي فأر تجارب، ليس إلاّ .
رايت ياسين يسقط سمية على الأرض ثم يدني نبات الحريقة من ذراعها .حذرته :
ـــ ياسين يكفي .
حين اقبلت علينا سمية باكية، كنت متأثر لموت الوكيل عمار الدريدي، كان ياسين يسير وراءها . و هو لا يزال يمسك بآلة تعذيبه .
بصوت يقطعه النشيج شكت سمية الى ابيها كيف الهب ياسين ذراعها بنبات الحريقة .
دعوت ياسين ثم وبخته... بعد ذلك اجلسته بجانبي بعدما اخذت منه النبات الحارق.... حين اطمان الي نجاته من العقوبة و على حين غفلة. أخذت نبات الحريقة ثم مرّرته على ذراعه، حين شرع يصيح قلت له:
ــ واحدة بواحدة ! ستعلمك هاته العقوبة عاقبة الظلم !
بكاء ياسين أنسى سمية بكاءها فطقت تضحك شامتة .
تلك هي العقوبة الوحيدة الذي يذكرها ياسين مقرونة بذكري الطفلة سمية. و أتذكرها أنا مقرونة بذكري الوكيل عمار الدريدي. رحمه الله.

في مثل هذا اليوم استقلت النرويج عن الدنمارك .
الشعب النرويجي .. كغيره من الشعوب الأروبية ، ليس مناضلا أو عبقريا الي درجة تجعله يستحق ما ينعم به من حرية و أمن و رفاهية.
الشعوب الغربية لم تنعم بحريتها لأنها قاومت واستسلمنا، و ثارت و أستكنا، بل لأنها فتحت أعينها لتجد نفسها عضوا في الجبهة المقابلة للمعسكر الإسلامي ...هل قدمت شعوب الغرب جزء من مائة مما قدمته شعوبنا من شهداء من سبيل الحرية...قبل 1350 سنة و في معركة دير الجماجم قدم المسلمون مائة الف شهيد، كلهم كان يعارض استبداد الدولة . في عصرنا الحديث. و في افغانستان ما قبل الغزو الروسي قدم الأفغان 250 الف من المدنيين داستهم دبابات الشيوعيين المحليين. في سوريا دفع المسلمون 60 الف شهيد... شعب النرويج محظوظ... لأنه وجد نفسه في عائلة الجلاد، و لم يجد نفسه في عائلة الضحية .

لو وجدت النرويج في العالم الإسلامي، لما تمتع اهلها بحرية و لا برفاهية و لا بامن، مهما بذلوا من جهد، و مهما قدموا من قرابين في سبيل الحرية. ما لم ينجحوا في القضاء على الكهنوت السلفي المتأمر مع الحكام. المهمة التي فشل الثوار في تحقيقها في عالمنا الإسلامي المنكوب .

كون النرويج ليست جزءا من بلاد حكم عليها ان تقاسي الدكتاتورية وشظف العيش ،لأنها تشكل تحديا كبيرا للغرب وتهديدا ماحقا لمصالحه، هو الذي جعلها تنعم بما هي فيه... فليدم أمن ورفاهية النرويج.

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات