أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة 2















المزيد.....

قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة 2


عبد القادر أنيس

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 14:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أواصل في هذا المقال قراءة مقال السيد عليوة في الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=185180
ثم يورد الكاتب حقيقة شرعية أخرى يعتقد أن الحقيقة العلمية تؤيدها بعد أن يلوى عنق هذه الأخيرة لتنسجم مع حقيقته الشرعية، ويؤيدها بقوله:
(فقال تعالى "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"، "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" وفي مثل هذه الحالة نحمل الظني الشرعي على الحقيقة العلمية، كما تجدر الإشارة إلى أن انبساط الأرض وامتدادها لا يتعارض مع كرويتها، وذلك لأن التعبير يوضح حالتها وصورتها التي يراها الناس، وهي ولا شك تُرى مبسوطة ممدودة، أما شكلها فهي كالدحية ( كروية بيضاوية ). انتهى
وهو كلام لا يستقيم مع التصور القرآني للأرض كبسيطة ممدودة وفوقها سماء رفعت بغير عمد. والذي تتفق في شأنه كل التفاسير القديمة التي كانت أكثر وفاء لروح الإسلام وأقرب إلى معناه. مقارنة ببهلوانيات زغلول النجار.
فالمفهوم اللغوي للدحية كما جاء في هذه التفاسير (ابن كثير مثلا). الدحية تطلق على عش النعامة لانبساطه على وجه الأرض، ولا علاقة له بالاستدارة أو التكوير. وتتفق التفاسير على انبساط الأرض. والعرب تقول: دحوت الشيء أدحوه دحوا : إذا بسطته . ويقال لعش النعامة أدحى ; لأنه مبسوط على وجه الأرض (تفسير القرطبي).
كذلك في تفسير ابن كثير نجد تفسير ("وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ) بما يلي (أي وسعناها وفرشناها" وألقينا فيها رواسي "وهي الجبال لئلا تميد بأهلها وتضطرب فإنها مقرة على تيار الماء المحيط بها من جميع جوانبها "). وهو تصور يعني بوضوح أن الأرض عبارة عن رقعة مسطحة فوق الماء وتنتصب السماء فوقها مثل القبة أو هي فعلا قبة مرفوعة بغير عمد مرئية كما جاء في القرآن.
وهذا التصور الإسلامي يتناقض تماما مع الحقيقة العلمية في تشكل الجبال، كما سبق توضيحها في المقال السابق وملخصها أن أغلب الجبال نشأت من تدافع القارات (التكتونيك) أو من الحمم البركانية. كما يؤكد ابتعاد القرآن عن مقولة كروية الأرض وتأييدها لأرض مسطحة.
وفي الآية التي قبلها (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها) أي بالمصابيح " وما لها من فروج يعني من شقوق أو فتوق أو صدوع والمعنى متقارب. وهذا يعني أن التصور القرآني للسماء يعني أنها سقف مادي محكم الإغلاق، مرفوع فوق الأرض بغير عمد نراها، وهناك آيات عديدة تتحدث عن سماوات سبع طباقا أي فوق بعضها، ونرى منها السماء الدنيا (التحتية) المزينة بالمصابيح، وهي توصف أحيانا بأنها قبة مرفوعة بغير عمد أو أنها سقف مرفوع، ولا يمكن في هذا الحال إلا أن تكون الأرض مبسوطة والسماء مثل الخيمة فوقها محكمة الإغلاق محروسة بالملائكة رماة الشهب، ومن هنا يأتي معنى الآية (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان، فبأي آلاء ربكما تكذبان، يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)، وقد فسر القرآن النيازك القادمة من الفضاء الخارجي لترتطم بالغلاف الجوي وتحترق فتثير شرارات نراها في الليل، بأنها شهب رصدت للشياطين.
وهو تصور لا يقبله إلا عقل إسلامي في قطيعة تامة مع العقل العلمي والحقائق العلمية الحديثة التي لا تغيب عن تلميذ في مدرسة ابتدائية عصرية وليس طالبانية.
هذا التصور الساذج صنع منه رجال الدين وأشباه العلماء المسلمين الانتهازيين علما غزيرا، فقالوا للناس إن السلطان هنا معناه العلم كدليل على أن القرآن كان سباقا لعلوم كثيرة منذ 15 قرنا، وبرهان على أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون قد ألفه بشر، وأمي فوق ذلك، وأنها إشارة سابقة لإمكانية غزو الفضاء بواسطة المركبات الفضائية.
ثم يقرر الكاتب: (وإن كانت النصوص الشرعية ظنية، والقضايا العلمية ظنية، وقفنا في صف النصوص الشرعية؛ لأنها تنزيل العزيز الحميد، حتى تستقر القضايا العلمية على حال، إما الثبوت، أو الانهيار).
وهذا الكلام لا يعني إلا وقوفا تسليميا إلى جانب الشريعة ولو على حساب الجهود الواجب بذلها من أجل اكتشاف الحقيقة، والتي تستند معظمها على الشك المنجي والمخاطرة. وما يبقى أمام المسلم إلا انتظار غير المسلمين حتى يقوموا بالاكتشافات ثم يأتي المسلمون ليقرروا مدى علميتها.
ويقول الكاتب: (يأتي بعد ذلك العلمانيون ويتركون مجال عمل العقل - مسائل الكون والحياة والعلوم المختلفة..- ويعملونه فيما لا طائل تحته، والغرض المعلن هو تحرر العقل وانطلاقه في آفاق التفكير الرحبة، وأما الغرض المبطن فهو التحلل من العقائد وتبعاتها من عبادات وأخلاق)
والكاتب محق في اتهام العلمانيين بأنهم يسعون إلى التحلل من العقائد وتبعاتها من عبادات وأخلاق، لأنهم يناضلون من أجل حرية الاعتقاد وحق الإنسان في أن يؤمن أو يلحد، أما الأخلاق العتيقة التي أنتجتها مجتمعات عبودية أو إقطاعية أو قبلية فهي مرفوضة وهم ينادون بأخلاق أخرى تقوم على المواطنة التامة والعدل والمساواة والاحترام المتبادل بين الجميع مهما اختلفت أجناسهم وأديانهم، مع نظرتهم إلى الأخلاق على أنها نسبية وقابلة للتطوير والتعديل والتحسين باستمرار، وليست مقدسة.
ويعتبر العلمانيون ميثاق حقوق الإنسان قمة الأخلاق.
وفي الأخير لا بد أن أطرح تساؤلات أعتبرها في غاية الأهمية: ما الفائدة المرجوة من نقاشات كهذه؟ وما قيمة أن يقرر القرآن الأرض كروية الأرض أو انبساطها؟ وما جدوى كشف الأخطاء التي وقع فيها مؤلف القرآن في الجغرافيا والتاريخ والفلك والسياسة والاجتماع؟ بل ما الفائدة من إثبات وجود الله من عدمه أصلا؟
الهدف الأسمى الذي يسعى إليه العلمانيون هو هد كل هذا البنيان العتيق الذي أقيم باسم الأديان والذي ارتدى ثوب القداسة واستعصى على التجاوز رغم أنه ظل يشكل منذ قرون أداة عرقلة في وجه التقدم والحريات وانعتاق الناس من الخرافات.
وجود الله ليس، عندنا في العالم الإسلام غير العلماني، مسالة حيادية، بل هو المطية التي يركبها كل حكام الاستبداد ورجال دينهم لتخدير الناس وجعلهم يقبلون بهم كقضاء وقدر، وما الشطحات العلمية المزعومة التي يحاولون إلصاقها بالقرآن إلا رديفا للسلطة القمعية من أجل إقناع الناس بضرورة الخضوع الطوعي لهذه الأيديولوجيا المتخلفة، بل هي لا تعدو أن تكون عبارة عن محاولات يائسة للإمساك بهذا البنيان حتى لا ينهار عليهم. ولقد آن له أن ينهار.
يتبع






#عبد_القادر_أنيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) لل ...
- قراءة في مقال: هل الذهنية العربية تقبل ثقافة التغيير والديمق ...
- دولنا إسلامية بامتياز
- شامل عبد العزيز بين الإسلام والعلمانية


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد القادر أنيس - قراءة في مقال: إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (5) للسيد محمد عبد الفتاح عليوة 2