أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة ناعوت - ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربةٌ متهالكة















المزيد.....

ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربةٌ متهالكة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 10:57
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعرة فاطمة ناعوت:
الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربةٌ متهالكة

جريدة: "الجريدة" الكويتية
الجمعة 18 سبتمبر 2009 ,29 رمضان 1430


القاهرة - أحمد الجمَّال


فاطمة ناعوت شاعرة ومترجمة مصرية. تخرجت في كلية الهندسة قسم العمارة جامعة عين شمس. لها، حتى الآن، 15 كتاباً بين الشعر والترجمات والنقد. تناولت تجربتها بعض الأطروحات العلمية والأكاديمية، ومثلّت اسم مصر في مهرجانات ومؤتمرات ثقافية دولية عدة. كذلك تُرجمت قصائدها إلى لغات أجنبية كثيرة.


1- متى انطلقتْ لديك شرارةُ الإبداع الأولى وأدركتِ أنكِ شاعرة؟
* علمتُ أن ثمة ما يُسمى عالمُ الشعر قبل أن أكتبه ربما بعقد كامل. كنتُ في الخامسة، ربما، من عمري لحظةَ انتبهتُ إلى وجود شيء اسمه "شعر" في هذا العالم. كان أبي يحكي لي قصص الأنبياء؛ ولما وصلنا إلى قصة المسيح ومريم العذراء، وكيف أن السيد المسيح قد نطق في المهد، فحاورَ وجادلَ وحاججَ اليهودَ حُجّة بحجّة، ومنطقًا بمنطق، أيقنتُ أن ثمة عالمًا ميتافيزيقيًّا يحيط بنا. عالمٌ لا يشبه عالمنا الذي يكتنفه القانونُ والمنطق، وتدّثره الفيزياءُ بقوانينها ومعادلاتها وشرطها الطبيعيّ العِلميّ الصارم. تمنيتُ، في تلك اللحظة، أن أقبض يومًا على مقبض بوابة هذا العالم، لأفتحه وألج. وكان وحده الشعرُ بوابتي السحريةَ لدخول هذا العالم. في تلك اللحظة البعيدة أظن أن جرثومة الشعر قد أصابتني. لأنني بعدها طفقتُ أركضُ وراء كل ما هو سحريّ وميثولوجيّ وميتافيزيقي وسورياليّ ولا منطقيّ.

2- إلى أي مدى أفادك "المعمار" في بناء قصائدك؟
* علمتني دراسةُ الهندسة الكثير، مما أفادني في عالم الكتابة بعامة، والشعر بعامة. أولا علمتني الرياضياتُ تنظيمَ عقلي، وتحليل كل ما يقع في دائرة معارفي. ثم علمتني غرائبُ الأرقام وقوانينُها فنَّ الإيقاع والموسيقى. ثمة موسيقى في الأرقام. ثم علّمني المنطقُ ألا أقبل شيئًا كمُسَلَّمة. كلُّ قانون يكتشفه العلماءُ اليومَ، لكي يهدموه اليوم التالي، ويضعوا غيره. لا شيءَ مطلقٌ ونهائيٌّ في هذا العالم. علمونا في كلية الهندسة أن نحترمَ القانونَ العلميَّ جدًّا، إلى درجة ألا نؤمن بديمومته. تعلّمتُ ألا أصغِّر شيئًا جدًّا، وألا أُعظِّمه جدًّا. ذاك أن ذرّة الرمل الصغيرة، تشبه في تركيبها، تمام الشبه، المجّرةَ الضخمة. حبةُ الرمل بنواتها والكتروناتها وبروتوناتها التي تدور حول مركزها وتدور حول النواة، تشبه المجرّة بكواكبها وأقمارها التي تدور أيضًا حول مركزها. ومن ثَمَّ فحبّة الرمل ليست ضئيلة كما نظن، ولا المجرةُ ضخمةٌ كما نحسب. هذا على المستوى التأمليّ الفلسفي. على المستوى البصريّ، علمتني دراسة المعمار نسب الجمال والاتزان بين الكتلة والفراغ، وهو، بالقياس الشعريّ، الاتزانُ بين القول والصمت، الكلمة والفراغ، الحركة والسكون. النسب الجمالية في بناية ما، لا تختلف أبدًا عن النسب الجمالية في القصيدة. في كل ما نراه حولنا أو نسمعه أو نشمه أو نلمسه أو حتى نحسّه ونشرع به، ثمة إيقاعٌ ما. هذا الإيقاع هو صانع الجمال، أو القبح أيضًا.

3- مَنْ يقرأ دواوينك الأولى يلاحظ تعاطيك مع الأجواء الكنسية المسيحية. فبِمَ تفسرين ذلك؟
* إجابةُ السؤال الأول قد تعطي بعض الإجابة عن هذا السؤال. أما البعضُ الآخر فربما كان بسبب نشأتي وتعلّمي في مدرسة قبطية ما أحاطني بأجواء المسيحية في أجمل صورها. الديانة المسيحية مليئة بالميتافيزيقا والشعرية والخيال. ومن ثم فهي نبعٌ خصب للإلهام لا ينضب أبدًا. فكرةُ أن يتحمل كيانٌ بشريّ ما آلام البشرية جميعها، من أجل فدائها، فكرةٌ شعرية بامتياز. فكرةُ أن يمشي إنسان على الأشواك ويلبس طائعًا إكليلا من الأشواك فتقطرُ الدماءُ فوق جبينه محبةً لبقية البشر، حتى قاتليه ومعذبيه، فكرةٌ طوباوية فاتنة. وغيرها من قصص الكتاب المقدس.

4- ما تقييمكِ للحركة النقدية الموجهة للشعر في العالم العربي راهناً؟
* حركة نقدية! ما معنى حركة نقدية؟ الحقُّ أنني لا أرى نقدًا بالمعنى الحقيقي للكلمة في الوقت الراهن. إن هي إلا كتاباتٌ سطحية أعتبرُها لونًا من ذرِّ الرماد في العيون من أجل تبرئة الذمة. وهذا في أفضل أحوالها، ذاك أن ثمة كتابات نقدية لا تعدو أن تكون مجاملاتٍ وفواتيرَ لقبض مغانم ما، مادية أو معنوية. الحق أن الإبداع العربي الراهن في مصر والعالم العربي هو فرسٌ جموح، فيما الحركة النقدية عربةٌ متهالكة لا تقوى أن تلحق بركبه.

5- رغم خوضك تجربة الترجمة إلا أنك دائماً تصرحين بأنك لا تعتبرين نفسك مترجمة. لماذا؟ بمعنى آخر ماذا ينقصك من أدوات المترجم المحترف؟
* المترجمُ المحترف يُكلَّف بترجمة نصٍّ ما. وأنا عصيّةٌ على التكليف. لا أترجم إلا النصَّ الذي يجعلني أغارُ من كاتبه، لأنني تمنيتُ كتابته يومًا. فأقوم بترجمته ترجمةً إبداعية، كلون من الاشتباك مع النص ومع الكاتب الأصلي.

6- ما أبرز منطلقاتكِ في كتابكِ الجديد "المغني والحكَّاء"؟
* منطلقي الفلسفيّ هو محاولة اختبار كيف يقرأ المبدعُ المبدعَ. كيف يكون ذاك المتورطُ في مطبخ الكتابة ناقدًا لنصٍّ لم يكتبه. أما منطلقي العملي فهو، كما ذكرتُ، غياب الحركة النقدية الواعية، ما يجعلنا، نحن المبدعين، نقّادًا لأعمال سوانا.

7- التقنية أفادت المبدعين كثيراً. الـ"فيس بوك" خير مثال. هل ثمة جيل أدبي جديد يمكن أن نسميهم "شعراء الفيس بوك" مثلاً؟! وبرأيك ما أبرز ملامحه؟
* الفيس بوك مجرد ميديا مثله مثل الصحيفة والمجلة وسواهما. لكن الفارق أن الحرية المطلقة للنشر بالانترنت سلاحٌ خطير. فثمة خاطرةٌ يكتبها شخصٌ ما، فيدخل أصدقاؤه يكيلون له المديح المفرط، فيظن نفسه شاعرًا. ثم يصطدم بالحقيقة حينما يرسلُ النصَّ إلى مجلة أدبية متخصصة فترفض نشره.

8- الشاعر يكتب همَّه أم أحلامه أم واقعه؟
* الهمُّ والواقع يتجسدان معًا فيما يسمى الحُلم. حلم الشاعر بعالم أجمل وأنقى وأكثر عذوبةً وسلامًا ورغدًا وحبًّا مما نحيا. تلك هي قصيدة الشاعر.

9- متى تشعر قصيدتكِ بالانهزام؟
* إذا سلّمنا بأن القصيدةَ حُلمٌ، فهي لا تنهزم. ذاك أن الحلم لا ينهزم. حتى ولو لم يتحقق. مادام ما يزال في خانة الحلم فهو حيٌّ، فإن تحقق، تحوّرَ وصار واقعًا، وإن لم يتحقق يظلٌّ حُلمًا مُنتظَرًا. فكيف له أن يموت؟

10- متى تبدأ علاقتك بالقارئ ومتى تنتهي؟
* تبدأ علاقتي بالقارئ بعد صدور الديوان أو الكتاب، ثم تلقّي أول ردة فعل من قارئ حوله. وتنتهي حينما أبدأ في كتابة نصٍّ جديد.

11- تُرجمت العديد من قصائدكِ إلى لغات عِدة، كيف ترين هذه التجربة؟ وهل في الترجمة خيانة للنص الأصلي وبخاصة للشعر؟
* الترجمةُ هي أجمل الخيانات وأنبلها. وفي هذا كلام كثير تضيق عنه مساحةُ هذا الحوار. بخصوص ترجمة أشعاري سأكون أكثر صدقًا معك، وربما أصدمك، حين أقول إنني لا أعترف بأية ترجمة لنصوصي. الشعرُ لا يترجمه إلا شاعرٌ كبير جدًّا. وحدث أن قرأتُ ترجمةَ قصائدي للإنجليزية ولم ترُق لي أبدًا. فماذا يا ترى واقعٌ في بقية اللغات التي تُرجمت إليها ولا أقدر على قراءتها. لذلك قررتُ أن أعترفَ، وحسب، بالنسخة العربية من قصائدي، وما عدا ذلك يُحسب على المترجم.

12- أخيراً بماذا تحلم فاطمة ناعوت؟
* أحلُم بأن أترك هذا العالم وهو أكثر جمالاً مما هو عليه الآن.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحيةٌ للشيخ طنطاوي
- بالأمس فقدتُ مَلاكيَ الحارسَ
- مينا ساويرس، موحِّد القطرين!
- شوارعُ تُغنِّي بالفرح
- ذاك الذي غبارٌ عليه
- القتل صعب يا هنادي!
- يا صغيرتي، ليس كلُّ فأرٍ -جيري-
- أنا في طبلة المسحراتي!
- كيف يقرأ هؤلاء؟
- ترويعُ الأطفال، والاسمُ: مُلْتَحٍ
- الحضورُ موتًا،
- المِصَحْيَاتي
- السلطانُ والخُّفُّ الجِلديّ
- يا مباحثَ بلدنا، أحبيِّنا
- أنا أستطيعُ، والناسُ تحبُّني
- الفِتْنةُ ليست دائمًا أشدَّ من القتل!
- للجريدةِ مآربُ أخرى
- لغةٌ -قايلة- للسقوط
- حتى الضفدع!
- أوباما، وغرفةُ الجلوس


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة ناعوت - ناعوت: الإبداع العربي الراهن فرسٌ جموح والحركة النقديّة عربةٌ متهالكة