أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والمسيحيين واليزيدية ؟















المزيد.....

لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والمسيحيين واليزيدية ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2777 - 2009 / 9 / 22 - 09:18
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



قبل كل شئ نقدم التهاني والتبريكات للمسلمين في العراق والعالم بمناسبة عيد الفطر المجيد ونتمنى في الأعياد القادمة ان يفكر المسلمون ان المسلم هو اخو كل البشر وليس المسلم اخو المسلم فحسب .
الغريب العجيب هو السكوت المطبق الذي يسود المنطقة والعالم في هدر الدم العراقي وكأن هؤلاء البشر خلقوا لكي يكونوا وقوداً للعمليات الأرهابية ولتصفية الحسابات الطائفية والسياسية والحزبية واصبحت اخبار القتل اليومي من الأخبار المتوقعة الرتيبة لا يريد سماعها .
ويكاد يكون وضع الأقليات الدينية في العراق بشكل خاص من اخطر وأصعب الأوضاع في العالم بالنسبة للاقليات الدينية ، فقد فرّغت هذه البلاد من سكانها الأصليين الذين قطنوا بلاد ما بين النهرين قبل الأسلام وقبل المسيحية ، وحينما دخل الأسلام الى هذه الأصقاع في مطاوي القرن السابع الميلادي كان اول عمل قام به هو جعله السكان الأصليين من الكلدان والسريان والآشوريين والصابئة المندائيين واليهود واليزيدية والذين احتفظوا باديانهم ، بأنهم اهل الكتاب ثم قال عنهم اهل الذمة ، ومعنى ان هؤلاء بذمة المسلمين وشرفهم فلا يقبل الأسلام باعتداء اجنبي عليهم ناهيك عن الأعتداء الداخلي ، هذا ما نفهمه حسب مداركنا عن اهل الذمة ، لكن هذه الفرضية قد اثبت بطلانها على مدار التاريخ بعد الحكم الأسلامي ، فإن من يعتدي على هؤلاء المواطنين العراقيين هم الأسلام العراقيين تحديداً .
إن الخلل الديمغرافي الذي ألحق بهذه الأقليات من اليزيدية والمسيحيين والصابئة المندائيين جلي وواضح لا يحتاج الى براهين .
إن أي فرد من المكونات غير المسلمة يبدو وكانه يعيش في غابة ، وهو يحلم ببلد يلجأ اليه ليشعر فيه بأمان ويحترم كرامته الأنسانية ، حيث افتقد هذا الأحترام والمواطنه الحقة في وطنه العزيز على قلبه ، فالعنف الأجتماعي ، والقوانين الحكومية وموقفها المتفرج والمتواطئ من العمليات التي تطال تلك المكونات ، قد خلق هذا الواقع المزري لتلك المكونات التي شكّلت الحلقات الضعيفة في المجتمع .
المراقب للاوضاع يتساءل : هل قدمت الحكومة شخصاً الى المحاكمة العلنية ليكون عبرة لغيره ؟ ماذا فعلت الحكومة بمن خطفوا وقتلوا المطران الكلداني فرج رحو واغتالوا زملائه المؤمنين ؟ هل رأينا وشاهدنا محكمة علنية كالتي عقدت لرجال العهد السابق حيث قدموا للمحاكمة امام الملاء ؟
لماذا تصبح قيد النسيان كل الجرائم التي تطال الأقليات الدينية من اليزيدية والمسيحيين والمندائيين ؟
لقد قرأنا خبراً مؤلماً على موقع عنكاوا يقول :
(( لقى شابان من الطائفة المندائية مصرعهما، صباح اول يوم من عيد الفطر المبارك، الاحد 20 ايلول الجاري في مدينة البصرة بعد تعرضهما الى هجوم في محل عملهما في قضاء الزبير من قبل مسلحين مجهولي الهوية، اطلقوا عليهما الرصاص، وسرقا محتويات محليهما في حين نظم ابناء الطائفة تظاهرة سلمية طالبوا خلالها الحكومة العراقية حمايتهم من العابثين.
واضاف : ان المسلحين الاربعة اطلقوا النار من خلال مسدسات كاتمة للصوت على الشاب فرقد فائق عثمان الخميسي، من مواليد البصرة 1984، وسرقوا كل المصوغات الذهبية التي كانت في المحل، ليهاجموا بعدها محل الشاب مهند قاسم غريب الكحيلي، من مواليد البصرة 1984، وسرقة محتويات محله.
واضاف اخر " استنجدنا بسيارة الجيش التي كانت تبعد عن موقع الحادث 150 متر غير ان احدهم قال لنا بأن هذا ليس من واجبنا بل من واجب الشرطة". )) .
الأسئلة تتوارد : لماذا تختار العصابة من المكون المندائي لتنفيذ جريمتها لماذا لم تختار محلات الصياغة ليكون اصحابها من الأسلام ؟
وماذا كان واجب افراد الجيش في السيارة التي تبعد عن موقع الحادث 150 متر ، هل كان واجبهم صد الهجمات الخارجية على العراق ، ام كانوا هناك من اجل اللعب في مراجيح ودولاب الهوى ايام العيد ؟
ألا يكون هنا التساؤل مشروعاً للقول بأنهم كانوا يحرسون عصابة القتل والسرقة ؟
وإلا ما هو صلب واجبهم إن لم يكن حماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم ؟
إنها اسئلة تطفو على السطح مهما حاولنا التملق والمجاملات والتزلف الفارغ .
وعلى صعيد متصل ورد في الخبر ان ابناء الطائفة نظموا تظاهرة سلمية طالبوا خلالها من الحكومة العراقية حمايتهم . وسؤالي هو :
لماذا يقوم ابناء الطائفة المندائية حصراً بالمظاهرة ؟
لِمَ لم يتظاهر معهم الآلاف من المسلمين من الجيران ومن المعارف ومن يزعم انه لا يقبل بإعمال السرقة والقتل ؟ هل يكتفي الجيران المسلمون بتعزية اقارب الضحايا وشرب القهوة في الفاتحة ؟
أهكذا تكون الجيرة ؟ اهكذا تكون الشهامة ؟
اهكذا تكون الذمة في اعناقكم ؟
هل الذمة هي فقط في تقديم التعازي والمواساة فحسب وكفى المسلمون شر القتال ؟ اما كان ينغي لاهل البصرة الكرام ان يعتصموا امام المحافظة ويطالبوا السلطات المختصة بالقبض على المجرمين وتقديمهم للعدالة ، عندها سنقول هكذا تكون الشهامة والمروءة .
انه غير مقبول من المسلمين المعتدلين والمثقفين والكتاب والأدباء ان يستنكروا الأعتداء على الأقليات الدينية فحسب ، لكن عليهم ان يدعموا هذا الأستنكار بالوقوف الى جانب هذه الأقليات فعلياً ، كقيام بمظاهرة او اعتصام ، وكان ينبغي ان تكون تلك المظاهرة التي كان عدد افرادها العشرات او المئات من الصابئة المندائيين كان ينبغي ان يكون معهم الآلاف من المسلمين ، حينذاك نقول إن الدنيا بخير ، وإن المسلمين يقومومون بواجبهم الديني والأنساني .
وياتي دور رجال الدين المسلمون والذين يجدر بهم ان يكون لهم دور فاعل في كبح جماح الحملات الموجهة لغير المسلمين ، من صلب واجبهم الديني والأنساني هو زرع بذور المحبة والتعايش بين المكونات العراقية من مسلمين وغير مسلمين لوأد كل محاولات النيل من العراق بتأجيج المشاعر الطائفية والدينية .
إن رجال الدين الأسلام مطلوب منهم ان يكون لهم دور فاعل في هذا التعايش . لا يكفي ان يقوم رجال الدين المسيحيين فقط بزرع بذور التعايش والمحبة بل المهمة الكبيرة تقع على عاتق رجال الدين من السنة والشيعة ، ولا نقبل بمنطق اهل الذمة بالتعامل مع الأقليات الدينية ، بل بمنطق المواطنة العراقية والجميع مواطنون عراقيون متساوون بناحية الحقوق والواجبات وجميعهم لهم نفس الدرجة من المواطنة ، وبدون ذلك سنبقى في مستنقع التفرقة في حالة الغاء وتهميش حق المواطنة من مكون مكونات الشعب العراقي .
اما موضوع الحكومة العراقية التي لحد الآن موقفها يوصف بالمتواطئ او الساكت على ما يطال المكونات الدينية الأصيلة من غير الأسلام ، فإن عليها ان تقتدي بإقليم كوردستان في هذا الصدد ، لكن يبدو ان الفرق كبير جداً بين النهج العلماني لحكومة اقليم كوردستان وبين النهج الديني او الطائفي للحكومة العراقية ، وما دامت الحكومة العراقية لها مثل هذا التفكير ستبقى الحكومة مشلولة وعاجزة عن القيام بواجبها اتجاه المكونات الدينية اللاأسلامية ، لقد افلحت حكومة اقليم كوردستان في خلق لغة مجتمعية مبنية على التعايش بين المكونات الدينية والعرقية في هذا الأقليم ، ليس عيباً ان تستفيد الحكومة المركزية من تجربة الأقليم في التعامل مع المكونات غير المسلمة .
على الحكومة العراقية ان تقدم القتلة على المحاكمات العادلة ليكونوا عبر لغيرهم ، وإلا سنقول ان الحكومة متواطئة وساكتة عن الأعمال الأجرامية التي تطال المواطنين العراقيين الأبرياء من المسيحيين والمندائيين واليزيدية .
حبيب تومي / اوسلو في 23 / 09 / 2009





#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع القرش الكلداني كفيل بحل الكثير من مشاكل شعبنا الكلداني
- الحوار الديمقراطي بين نينوى المتآخية وقائمة الحدباء ضرورة وط ...
- شهداء صوريا علامة مضيئة في النضال المشترك للشعبين الكوردي وا ...
- بعض مواقع شعبنا الألكترونية وسياسة تكميم الأفواه المعارضة
- اين الحكمة في وضع الأكراد في دائرة الأعداء وهم اصدقاء لشعبنا ...
- نحن الكلدانيون علينا مراجعة النفس قبل رشق الآخرين بحجارة
- الاربعاء الدامي رسالة سياسية للحكومة العراقية عبر المفخخات
- اخي العزيز .. لماذا تتهجم على حبيب تومي وانت لا تقرأ ما يكتب ...
- بسم الأب والأبن والروح القدس .. هل الواو هنا مفرقة ام جامعة ...
- حرب التسميات بين ابناء شعبنا من اختراع الأحزاب الآشورية حصري ...
- الاحزاب الآشورية في حلف غير مقدس لمنع أي حزب كلداني من الفوز
- لا لحماقة المواجهة بين الجيش العراقي والبيشمركَة
- فضائية عشتار قناة بروباكندا لقائمة حزب واحد يفقدها المصداقية
- نحن شعب واحد وقومية واحدة وهي القومية الكلدانية
- الشعب الكلداني في العراق تفجّر كنائسه والحكومة نائمة
- الى دعاة الوحدة القومية هلموا نستجيب للدعوة الكريمة للاب الب ...
- الأستاذ آغا جان وسياسة الجزرة والعصا مع الشعب الكلداني
- الأحزاب الآشورية تهيمن على حصة المسيحيين من الثروة والوظائف
- حملكتم الظالمة على الكلدانيين لا توحد الصفوف
- اين يقف المنبر الديمقراطي الكلداني من المعادلة السياسية لشعب ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لماذا يسكت المسلمون والحكومة العراقية عن قتل المندائيين والمسيحيين واليزيدية ؟