أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج4















المزيد.....

المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج4


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2775 - 2009 / 9 / 20 - 15:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد عمل المنظرون البورجوازيون على محاولة إيهام العالم على أن تطور الرأسمالية يتجه إلى إسعاد البشرية بنشر الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و سعوا و معهم حلفاؤهم من الإنتهازيين التحريفيين إلى محاولة طمس حقيقة الرأسمالية الإمبريالية بمحاولة طمس الحقائق التي توصل إليها لينين ، و هم يدعون أن علم الإقتصاد البورجوازي تجاوز الماركسية اللينينية في الوقت الحاضر بوضع كلمات لمنظمة التجارة العالمية و العولمة و الشركات متعددة الجنسيات ، معتقدين أن كلماتهم الفضفاضة يستعاض بها عن مفاهيم الإمبريالية و اتحادات الإحتكاريين ذات الدلالة الإستعمارية السمة الأساسية للرأسمالية الإمبريالية ، في الوقت الذي أصبح فيه اتحاد الرأسماليين الإحتكاريين و اتحاد شركاتهم أمران ضروريان في الإستغلال في مرحلة الرأسمالية الإمبريالية ، بعد سيطرت الكارتيلات و التروستات و السندكات على السوق التجارية العالمية في مرحلة الإستعمار القديم و إعادة تقسيم العمل و لم يبق للمزاحمين مجالا في هذه السوق حيث تشكل المشاريع الضخمة السمة الأساسية للرأسمالية ، التي يلازمها تناقضات الأزمات التي شكلت فيها أزمة 1900 "نقطة تحول في تاريخ الإحتكارات الحديثة" كما يقول لينين ، و لعبت البنوك دورا هاما في تمركز الرأسمال بعد تمركز الإنتاج في مرحلة الإحتكارات الكبرى حيث تتحول البنوك إلى وسطاء احتكاريين عبر التحكم في الرأسمال النقدي على نطاق واسع و يقول لينين :
" ومع تطور الشؤون البنكية وتمركزها في مؤسسات قليلة العدد، تتحول البنوك من وسطاء متواضعين إلى احتكارات شديدة الحول والطول تتصرف بمعظم الرأسمال النقدي العائد لمجموع الرأسماليين وصغار أصحاب الأعمال وكذلك بالقسم الأكبر من وسائل الإنتاج ومصادر الخامات في بلاد معينة أو في جملة من البلدان. وتحول الوسطاء الكثيرين المتواضعين إلى حفنة من الاحتكاريين هو وجه أساسي من وجوه صيرورة الرأسمالية إلى امبريالية رأسمالية."
و عمل تمركز الرأسمال على إزاحة البنوك الصغرى من طرف البنوك الكبرى التي حولت مجموعة منها إلى فروع تسيطر عليها ، و هذا الشكل من التمركز من خاصية "التمركز الرأسمالي الحديث" كما يقول لينين ، و تحول دور البنوك من "الوسيط" إلى "اتحاد لحفة من الإحتكاريين" عبر "الإشتراك" في رأسمالها لعقد الإتفاقيات و تبادل الأسهم أو شرائها عن طريق القروض و غيرها من العمليات ، التي تتعدى العمليات المالية البسيط إلى عمليات مالية كبرى كمنح القرون للدول لتتسع شبكات الإحتكار المالي و تشمل العديد من البلدان عبر العديد من المشاريع الكبرى ، و يقول لينين في هذا الصدد :
" وهكذا نرى كيف تتسع بسرعة شبكة القنوات الكثيفة شاملة البلاد من أقصاها إلى أقصاها ومركزة جميع الرساميل والمداخيل النقدية وجاعلة من الألوف المؤلفة من المشاريع المبعثرة اقتصادا رأسماليا وطنيا موحدا ثم اقتصادا رأسماليا عالميا."
هذه العمليات المالية التي وصلت حد التحكم في توزيع وسائل الإنتاج و احتكارها و يضيف لينين :" ولكن هذا التوزيع لوسائل الإنتاج ليس/ من حيث مضمونه، «بعام» فقط، بل هو خاص، أي أنه يتم وفق مصالح الرأسمال الضخم، وفي الدرجة الأولى الرأسمال الأضخم، الإحتكاري، الذي يعمل في ظروف يقاسي فيها جمهور السكان شظف العيش ويتأخر فيها تطور الزراعة برمته تأخرا يدعو للقنوط عن تطور الصناعة، بينما يتقاضى فرع واحد منها، «الصناعة الثقيلة»، الجزية من سائر فروعها الأخرى."
و تطور الرأسمالية من المزاحمة الحرة إلى الإحتكارات الكبرى حول البنوك إلى مركز الصدارة بدل البورصات في عصر المزاحمة ، حيث لم تعد البورصة وسيطا كما هو الشأن قبل الإحتكارات الكبرى التي جعلت البنوك قادرة على توزيع الأوراق المالية بين زبنائها ، و أصبحت البنوك السمة الأساسية للرأسمالية الجديدة بدل البورصة و تم انتقال الرأسمالية إلى المرحلة العليا الإمبريالية و يقول لينين :
"بين العدد الضئيل من البنوك التي تبقى في رأس الاقتصاد الرأسمالي بأكمله بحكم سير التمركز يظهر بصورة طبيعية ويشتد أكثر فأكثر الميل إلى الاتفاق الاحتكاري، إلى تروست بين البنوك."
و مع تطور الرأسمالية الإمبريالية سيطرت البنوك على الرأسمال الصناعي عبر مزيد من العمليات البنكية الضخمة و تعدى البنك دوره كوسيط ، من خلال تملك الأسهم بين اتحاد البنوك و المشاريع الصناعية و التجارية و نتج عن ذلك نشوء الرأسمال المالي و يقول لينين :
" تمركز الإنتاج؛ الاحتكارات الناشئة عن هذا التمركز؛ اندماج أو اقتران البنوك والصناعة – هذا هو تاريخ نشوء الرأسمال المالي وفحوى هذا المفهوم."
و في عصر الرأسمالية الإمبريالية يتحكم الإحتكاريون في "الوضع العام للإنتاج البضاعي" و وسائل الإنتاج الخاصة و برزت الطغمة المالية ، عبر تمركز الرأسمال المالي في أيدي أقلية من الرأسماليين الإحتكاريين بتأسيس الشركات و إصدار الأوراق المالية و منح القروض للدولة و عيرها ، مما يذر عليهم أرباحا طائلة من خلال تعميم الجزية على المجتمع برمته لصالحهم و يقول لينين في هذا الصدد :
" إن جسامة عائدات إصدار الأوراق المالية، بوصفه إحدى عمليات الرأسمال المالي الرئيسية، تلعب دورا هاما للغاية في تطوير وتوطيد الطغمة المالية. وتقول المجلة الألمانية «البنك»: «لا يوجد في داخل البلاد مشروع يعطي، ولو على وجه التقريب، مثل هذه الأرباح العالية التي تعطيها الوساطة في إصدار القروض الأجنبية»."
و تتعاظم أرباح الطغمة المالية خلال مراحل انتعاش الإنتاج الصناعي حتى خلال الأزمات التي يتم تجاوزها عبر هلاك المشاريع الصغرى التي تشترك البنوك في شرائها بأبخس الأثمان ، و تلعب المضاربات المالية العقارية دورا هاما في مضاعفة أرباح الإحتكاريين بواسطة اندماج احتكار البنوك باحتكار الريع العقاري ، و لم يبق للمشاريع الصغرى مجالا و لا للمزاحمة الحرة مكانا كما يحلم البورجوازيون بذلك ، إنما تطور نحو السيطرة المكثفة للطغمة المالية على المال و الإنتاج بشكل رهيب و تكون الأزمات التي تلازمها مناسبة لهيكلة الرأسمال و فرض مزيد من الجزية على الشعوب من طرف أقلية من الرأسماليين الإحتكاريين و يقول لينين عن تطور الرأسمالية :
" من خواص الرأسمالية بوجه عام فصل ملكية الرأسمال عن توظيف الرأسمال في الإنتاج، فصل الرأسمال النقدي عن الرأسمال الصناعي أو المنتج، فصل صاحب الدخل الذي يعيش فقط من عائد الرأسمال النقدي عن رب العمل وجميع المشتركين مباشرة في التصرف بالرأسمال. والامبريالية أو سيطرة الرأسمال المالي هي مرحلة الرأسمالية العليا التي يبلغ فيها هذا الفصل مقاييس هائلة. وهيمنة الرأسمال المالي على بقية أشكال الرأسمال تعني سيطرة صاحب الدخل و الطغمة المالية، تعني بروز عدد ضئيل من الدول التي تملك «البأس» المالي بين سائر الدول الأخرى. ويمكننا أن نتبين مدى نطاق هذا السير من أرقام إحصاءات الإصدار، أي إصدار مختلف أنواع الأوراق المالية."
و هكذا يلعب تصدير الرأسمال دورا هاما في إخضاع الشعوب للطغمة المالية التي تتحكم في مصير الدول السياسي و الإقتصادي ، فبعد أن كان تصدير البضائع في الرأسمالية التنافسية التي شكل فيها الإنتاج الصناعي مركز الإقتصاد فإن الرأسمال المالي هو المسيطر في عصر الرأسمالية الإمبريالية ، و غدت الإحتكارات البنكية السمة الأساسية للرأسمالية الحديثة من خلال السيطرة على الدول الفقيرة عبر القروض المشروطة بالسياسات التبعية للإمبريالية ، من أجل جعلها مجالا لترويج السلع الإستهلاكية و تصدير المواد الخام و المنتوج الفلاحي و يزداد التفاوت بين اقتصاديات الدول المتقدمة و الدول الفقيرة ، في ظل سياسة الإقتصاد اللامتكافيء بين الدول الصناعية و الدول التابعة لها و التي تعتمد في اقتصادها على الفلاحة و يقول لينين عن هذا الوضع العام :
" الرأسمالية هي الإنتاج البضاعي في مرحلة تطوره العليا التي تغدو فيها قوة العمل بضاعة كذلك. واتساع التبادل في داخل البلاد ولا سيما على الصعيد العالمي هو السمة الخاصة للرأسمالية. إن تطور المشاريع والفروع الصناعية بالبلدان بشكل متفاوت وبطفرات هو أمر محتوم في عهد الرأسمالية ... وبديهي أن مسألة فيض الرأسمال ما كانت لتطرح لو استطاعت الرأسمالية تطوير الزراعة المتأخرة الآن عن الصناعة تأخرا كبيرا في كل مكان، لو استطاعت الرأسمالية رفع مستوى معيشة جماهير السكان، المستوى الذي يبقى في كل مكان متاخما للجوع والبؤس رغم التقدم التكنولوجي المذهل."

تارودانت في : 20 شتنبر 2009



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج3
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج2
- المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج1
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 5
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 6
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 4
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 1
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 12
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 11
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 8
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 9
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 3
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 2


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المنظور الإشتراكي للنظام العالمي الحالي ج4