أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مها عبد الكريم - قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي















المزيد.....

قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي


مها عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 19:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


تسائل محمد علي محي الدين في مقاله" الفنان عزيز علي بين الواقع ورؤية الشرقية" المنشور في الحوار المتمدن(1) والذي دار حول الحلقة التي خصصت لحياة الفنان عزيز علي من مسلسل " زنود الست "الذي تبثة قناة الشرقية الان ومنذ بداية شهر رمضان , تسائل " كيف جاز للشرقية تشويه صورة هذا الفنان وقلب حياته وتاريخه رأسا على عقب،وتزييف الكثير من الأحداث "؟, ومع ان محمد علي محي الدين كان قد استهل مقاله هذا بمغازلة قناة الشرقية والاشادة بالاعمال الكوميدية التي استقطبت عدد كبير من المشاهدين الا انه عاد ليبين ان هذه الاعمال لم تكن تخلو " من دس في بعض الأحيان سواء في نقد الواقع برؤية قد تخرج عن أطر الموضوعية أو التاريخ القريب من خلال دس السم بالعسل وتزيين وجوه كالحة وإضفاء مسحة من الوطنية عليها الى تشويه لبعض الصور الزاهية في تاريخنا الحديث ومحاولتها لطمس الواقع وتشويهه من خلال صور وأحداث لا تتماشى والسياق التاريخي ،ولا تنسجم مع الوقائع التي عايشناها أو قراناها " وان ما تقدمه هذه القناة ليس الا " سياسة دأبت عليها الشرقية للترويج لمبادئها البعثية المعروفة وارتباطاتها بدول لها مصالحها في العراق لذلك على المشاهد توخي الحيطة والحذر في تلقيه لما تطرحه"
ومع ان الكاتب كان محقا في تحذيره للمشاهد مما يتلقاه من قناة الشرقية الا ان الواقع يشيرالى ان هذه القناة لاتستهدف بسياستها المشاهد الواعي المتابع للاحداث والقادر على اخذ الحيطة والحذر بل شريحة واسعة معظمها من الشباب والمراهقين, نشأوا وتميزوا باعتمادهم ما تقدمه القنوات الفضائية مصدر وحيد للثقافة غير الخاضعة للفحص والتحقيق والتي تركز على جانب التسلية والترفيه عبر مجموعة برامج تعتمد الغناء وكوميديا المشاهد القصيرة, وقد تميزت قناة الشرقية بهذا النوع من البرامج وقدمت عدد منها خلال السنوات السابقة والان , تميزت معظمها بمحتوى وبمقدمات غنائية ركزت على رؤية من يدير الشرقية للوضع السياسي في العراق من خلال اختيار مفردات عامية رائجة وسهلة الحفظ وجدت صداها الواسع وسط شريحة الشباب والمراهقين لاسباب قد لا تبدو مجهولة اهمها ان الشباب العراقي هو جزء من الشباب العربي الذي نشأ في اوضاع سياسية اهلته لهذا النوع من التلقي , اضافة الى الوضع السياسي والاجتماعي العراقي الخاص بمشاهده الدامية ولسنوات طويلة الذي تميز بغياب الثقافة وتسيد لغة العنف فأفرز جيل منهك فكريا صار يرى في مفردة الثقافة مرادف للسياسة التي بات يمقتها ووجد في هذا النوع من الكوميديا والترفيه الجرعة المخدرة التي تقفز به فوق الواقع ومشاكله التي باتت تبدو انها ستبقى دون حل قريب
ان سياسة ونهج الشرقية يبدو بشكل جلي للمشاهد المتابع , انما هو استمرار لنهج قناة الشباب التي كان يديرها عدي صدام حسين واستمرار لسياستها التي كانت موجهه الى جيل من الشباب والمراهقين الذين نشأوا فترة سنوات الحصار وبالاخص شريحة واسعة منهم طحنته تداعيات تلك الفترة وحرمته من فرص التعلم وزجت معظمهم في ميدان العمل الشاق او الفقر والحرمان وما تبع ذلك من مشاكل خطيرة وتعقيدات القت بظلالها على جيل كامل وافرزت نتائج لمسناها في السنوات اللاحقة , حيث امتازت قناة الشباب بذات النفس البعثي الذي يقلب الحقائق ويشوهها ويقدمها بطريقة سهلة التلقي والحفظ عند الجهه المستهدفه , وغير خاضعة او قابلة للكثير من النقد والتحليل لانها بالمجمل تبدو مجرد كوميديا او فن تهريج .
واخطر ما قامت به قناة الشباب – وما تقوم به الشرقية الان- هو تسطيح وتتفيه الفن والفنان العراقي من خلال تقديمه في اعمال تظهره كفنان منتديات ليلية وملاهي لا يجيد غير التهريج والصراخ والقاء النكات التي تنتقد الحكومة والواقع السياسي بطريقة السخرية واستخدام عبارات سوقية رائجه في اوساط اجتماعية متدنية, او تقديم الاعمال الفنية من خلال مجموعة "مؤديات" ظهرن لاول مرة من خلال قناة الشباب وعرفن من خلال ما سمي وقتها بالمسرح التجاري وقد قامت قناة الشباب بالترويج وتليمع هذه الوجوه وتسهيل وصولها الى الجمهور الذي كان يجد في ذلك النوع من الفن ذات الجرعة المخدرة زمن الحصار وويلاته , فبرزت وجوه مثل ميس كمر و ملايين التي ظهرت من جديد في مسلسل رمضاني على قناة الشرقية بعد ان كانت وجه معروف ودائم على قناة الشباب كونها راقصة غجرية تقدم فنها من خلال المسرح التجاري او مسرح التهريج والرقص , وتحولت في نهاية التسعينات للرقص في ملاهي بعض الدول العربية وها هي تظهر من جديد في قناة الشرقية في مسلسل اخر يعتمد المشاهد الكوميدية والغنائية التي تعزف على وتر معاناة الناس وفي نفس الوقت تقلب الحقائق وتزورها
ومثال اخر ,ميس كمر- التي ظهرت لاول مرة على قناة الشباب كفتاة اعلانات – تقدم الان من خلال مسلسل جديد اسمة" ام ستوري" وهو لا يختلف من حيث المحتوى عن مسلسلات الشرقية السابقة مثل "كاريكاتير " وهو بالمجمل ينتقد الواقع سياسي من خلال مشاهد تتناول في كل حلقة حالة, والذي يقوم بمراقبة هذه الحالات وانتقادها هي ميس كمر او "ام ستوري" .
ومعروف ان شخصية ام ستوري هذه كان قد ابتدعها وقدمها فنان الكاريكاتير العراقي خضير عباس , من خلال مجلة الف باء في صفحة خصصت لهذه الشخصية اسمها "دلالات" , وهي شخصية " دلالة" قدمها الرسام كونها رمز لكل ما يسيء الى اقتصاد الفرد العراقي ويضر بدخله , فكانت " ام ستوري" تظهر في رسوماته وهي تحتكر السلع الرخيصة التي توفرها الدولة للمواطن لتعيد بيعها بسعر مرتفع او مدافعة عن كل عمل من هذا النوع او معترضة على كل قرار حكومي او قانون يحاسب او يمنع اعمالها , لذا وللاسباب السابقة اضافة الى ما تختزنه الذاكرة الاجتماعية من صورة سلبية لهذه المهنة ومن تحترفها فأن "ام ستوري" هي شخصية سلبية, فاذا بالشرقية تعيد احياء شخصية "ام ستوري " بنفس هيأتها التي ابتدعها رسام الكاركاتير وتعيد تقديمها باعتبارها الرمز الذي ينتقد الواقع الان !
ومع ان انتقاد الاعمال الفنية التي تقدمها الشرقية قد يحسب لصالح الدفاع عن الاوضاع والحالات السلبية التي يعاني منها الناس الا انه في الواقع انتقاد لتشويه صورة الفن والفنان العراقي واعتراض على تقديمه بهذه الصورة الفجة والحط من مكانة الفن بصورة عامة من خلال استخدامه اداة لترويج سياسات مكشوفة وتجريده من رسالته الانسانية والتربوية والاخلاقية
وحتى المسلسل الوحيد الذي قدم خلال شهر رمضان على انه مسلسل غنائي يقدم الشخصيات التي تركت بصماتها على خارطة الغناء العراقي , تم اطلاق اسم غريب وغير لائق عليه وهو " زنود الست " ومع ان العبارة معرروفة بين الناس على انها اسم لنوع من الحلويات الرمضانية الا انه لا يصلح اسم لعمل فني خصوصا اذا تذكرنا ان هذه التسمية كان قد اطلقها محمد سعيد الصحاف في منتصف التسعينات على برنامج " النفط مقابل الغذاء" عندما عرض لاول مرة على العراق و قبل ان يتم الترتيب ان يتحول الى برنامج " النفط مقابل الولاء". حيث خرج الصحاف في لقاء تلفزيوني ليخبر الناس بمثالب هذا البرنامج واطلق عليه صراحة اسم برنامج " زنود الست " والسبب ان الامم المتحدة ستقوم بارسال فرق تتابع مدى استفادة الشعب العراقي من هذا البرنامج وان هذه الفرق ستدخل الى بيوت الناس وتنتهك حرماتها وستدخل على زوجة شيخ العشيرة وتقوم بلف شريط قياس حول " زندها " لترى مدى استفادتها من المواد الغذائية المقدمة لها عبر هذا البرنامج لذا على الناس ان لا يفرحوا كثيرا او يتصورا ان هذا البرنامج سيخفف من وطأة الحصار على كاهلهم لانه سيمس بتقاليدهم.
لذا تقع على عاتق العاملين في المجال الفني من ممثلين وكتاب ومنتجين ان يحموا الفن والفنان العراقي من الانجرار وراء اغراءات هذه القناة وان تبادر القنوات الاخرى الى تبني اعمال فنية وثقافية تحمي من خلالها الفنان اولا والفن العراقي من من ان يبقى مجرد اداة لاغراض سياسية.

(1)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=182793



#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش من ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- من هوامش ذاكرة لا تحفظ الأسباب
- ارتجال..
- اليوم السادس.. اليوم الحاسم
- أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!‏
- حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!‏
- سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
- احتجاج
- انتظريني..
- انتظريني ..
- وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و ...
- على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
- الحُجب
- فصل جديد في قضية مستمرة
- (تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
- ربع النفط للشعب !!
- بشهادة الصف الاول الابتدائي .. تزدهر الامم !!
- مقارنة مقلوبة ..!!
- صفية السهيل بين ( بي نظير ) وشعب بلا نظير في الاستخفاف والتح ...
- سموم وثلوث يهدد اطفال العراق


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مها عبد الكريم - قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي