أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية















المزيد.....

مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 844 - 2004 / 5 / 25 - 03:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل القمة العربية السادسة عشرة التي اختتمت أعمالها في تونس امس بداية لصحوة عربية من غيبوبة طال امدها حتي تصورها الكثيرون استقالة عربية جماعية من التاريخ، ام انها نهاية الاحلام، أو الاوهام، التي تعاطاها العرب طويلا عن جامعة الدول العربية والتضامن العربي.. بل والقومية العربية ذاتها؟
البعض يري - كالعادة - ان انعقاد القمة السادسة عشرة هو في حد ذاته »انجاز« كبير، خاصة بعد رحلة »التيه« التي قطعتها وهددتها بالالغاء. ولهذا فإن نجاحها في تجاوز العراقيل والعقبات التي وضعتها في مهب الريح من قبل يعني الكثير في رأي المتفائلين والفرحين بمجرد الانعقاد وبصرف النظر عن نتائج هذا الانعقاد.
فما بالك وان هذا الانعقاد قد ترافق - من وجهة نظرهم - مع »قرارات« مهمة تغطي أربعة ملفات رئيسية تعالج القضايا الكبري التي ناقشتها القمة وهي وثيقة عهد ووفاق وتضامن بين قادة الدول العربية، وتطورات القضية الفلسطينية، والصراع العربي - الإسرائيلي، وتطورات الوضع في العراق، ومسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي.
بيد ان هذا التقييم المتفائل لقمة تونس لم يعد يكفي علي الارجح لتبديد الشكوك العميقة للمواطنين العرب في النظام الاقليمي العربي الرسمي بكل مؤسساته، وبما فيها مؤسسة القمة العربية.
وربما عمقت قمة تونس هذه الشكوك المتأصلة والتي سوغتها عشرات ومئات وقائع العجز والفشل والتقاعس لهذا النظام العربي الرسمي.
فرغم جسامة التحديات التي تواجه العرب اجمعين، وتهدد وجودهم ذاته، احجمت نسبة كبيرة لا يستهان بها من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو وملوك ورؤساء وأمراء العرب عن حضور هذه القمة التي اطلق عليها البعض اسم »قمة مواجهة التحديات«.
وفي ظل هذا الغياب العجيب تساءل البعض عن المشاغل الاهم التي جعلت هؤلاء »الزعماء« يغيبون عن القمة؟ تري هل كانت جليسات أطفالهم في اجازة ولم يجدوا بديلا سوي القيام بوظيفتهن؟!
المهم.. ان غياب اكثر من 43 في المائة من »الزعماء« العرب جعل بعض المراقبين يطلق علي قمة تونس اسم »قمة وزراء الخارجية«!
وعلي أية حال فان هذا التمثيل الضعيف للزعماء العرب في قمة تونس ليس هو المصدر الوحيد للشكوك.
المصدر الاكبر هو ما اسفرت عنه هذه القمة.
فوثيقة العهد والوفاق والتضامن التي يتعهد فيها القادة العرب بـ»ضمان مستقبل افضل للدول العربية وشعوبها، وتجنبا لويلات الفتنة والتناحر، والعمل متضامنين ومتحدين لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقتنا،..، واسترجاع الحقوق العربية المشروعة والاراضي المصرية المحتلة«، هي بمثابة وثيقة اخري، تضاف الي العديد من المواثيق السابقة التي وقعها القادة العرب واقسموا بأغلظ الأيمان علي انهم سيلتزمون بها، لكنهم لم ينفذوا منها حرفا واحدا، واثبتت التجربة المريرة ان هذه المواثيق، وفي مقدمتها اتفاقية الدفاع المشترك، كانت حبرا علي ورق. فما الذي يجعل وثيقة »العهد والوفاق والتضامن« افضل حظا، وما الذي يجعل الشعوب العربية تعتقد ان الموقعين علي الوثيقة الجديدة لا يخدعونهم للمرة الألف؟!
وما الذي يبعث علي الثقة في هذه التعهدات الجديدة خاصة وانها تنطلق من نفس الارضية الفكرية والسياسية التي افرزت الاخفاقات المتتالية والتي جعلت قمة تونس تنعقد بينما اثنان من الرؤساء العرب معتقلان احدهما في غرفة ونصف في رام الله والثاني في مكان مجهول بالعراق وربما خارجه، وبينما القوات الاسرائيلية لا تعطي للقادة العرب ادني اعتبار وتواصل قصف رفح بينما هم مجتمعون في تونس، وبينما القوات الامريكية لا تحسب لهم أي حساب وتواصل ضرب العتبات المقدسة والشعب العراقي رغم قبول الجامعة العربية بجلوس ممثل الحكومة العراقية التي عينها المندوب السامي الامريكي بول بريمر بينهم أو علي رأسهم، وبينما الكونجرس الامريكي والبيت الابيض يستبقان قمة تونس باصدار قانون محاسبة سوريا، وبينما يحيي الرئيس جورج بوش الزعماء العرب بضمانات إلي إسرائيل وصفها المحللون بانها افظع من »وعد بلفور« وأكدها بتصريحات بالغة الفظاظة في اجتماعه مع اللجنة العامة الاسرائيلية الامريكية »الايباك«.
رغم كل ذلك اعادت وثيقة »العهد« اجترار نفس الشعارات الخائبة التي لم نجن من ورائها سوي هذه الاخفاقات، مكررة التأكيد علي »التمسك بمبادرة السلام العربية، كما اعتمدتها قمة بيروت 2002«، رغم ان اسرائيل ردت علي هذه المبادرة بتصعيد وحشيتها ضد الشعب الفلسطيني ونسفها لكل الجسور المؤدية الي تسوية سلمية للصراع العربي - الاسرائيلي.
كما رددت قمة تونس عبارات مائعة عن الوضع العراقي.
وبالتالي فماذا يجعل الشعوب العربية تأمل خيرا في نتائج هذه القمة إذا كانت قد احجمت عن اتخاذ موقف واضح وقاطع ضد التطبيع مع اسرائيل التي تمارس سياسة نازية وبربرية، او موقف واضح وجاد وملزم لدعم المقاومة الفلسطينية، او رد عملي علي العقوبات الامريكية لسوريا، او سياسة جدية لمطالبة امريكا والضغط عليها لانهاء احتلالها للعراق اليوم قبل الغد وادانة الممارسات الفاشستية لسلطات الاحتلال ضد سجناء الحرية العراقيين والمطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الامريكية والبريطانية، ناهيك عن مطالبة الادارة الامريكية باقالة كبار المسئولين المتورطين في هذه الجرائم وعلي رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.
الشعوب العربية تنتظر قطيعة مع الماضي وسياساته الخائبة التي لم تجلب لنا الا اهدار الكرامة والسيادة، وتتطلع الي استراتيجية جديدة تستثمر الاوراق والامكانات العربية الهائلة المهدرة، وغياب ملامح هذه الاستراتيجية البديلة لم تظهر في قمة تونس.
ويعزز شكوك الاغلبية العربية الصامتة انه لا توجد شواهد تبعث علي الامل في استعادة الارادة السياسية العربية المفقودة.. فهناك من بين الموقعين علي الوثائق الجديدة عدد لابأس به من الزعماء الذين »يستضيفون« قواعد امريكية، ويمنحون تسهيلات سخية للقوات الامريكية تقدم لها دعما هائلا في حروبها العدوانية ضد »اشقائهم« العرب. كما يوجه بعض من يحضرون القمة العربية لغرض واحد هو كتابة »التقارير« الي واشنطن لاحاطتها علما بكل شاردة وواردة في دهاليز وكواليس بيت العرب المتصدع والآيل للسقوط.
ونتيجة لذلك كله.. أدار كثير من المواطنين العرب مفاتيح اجهزة التليفزيون بعيدا عن القنوات التي تنقل ما تيسر من قمة تونس، وثبتتها علي القنوات التي تبث وقائع مهرجان »كان« السينمائي، ولم تحفل بمسرحية مقاطعة العقيد معمر القذافي لقمة تونس بقدر احتفالها واحتفائها بفوز فيلم »فهرنهايت 11/9« بسعفة مهرجان »كان« الذهبية والموقف الرائع لمخرجه النبيل مايكل مور الذي اهدي هذا الفوز لشعب العراق موجها لطمة مدوية للرئيس بوش لم يستطع كل الزعماء العرب، الحاضرين والغائبين عن قمة تونس، الاقدام علي عشر معشارها!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحيا العدل.. الأمريكي !
- اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
- الغضب .. أفيون العرب!
- جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
- الــــــورطــــــــــة !
- - وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
- حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من ...
- بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم ...
- رسالة مفتوحة الى أصحاب الجلالة والفخامة والسموالبقية فى حيات ...
- بين -الدير- و-الشيخ- .. -ياسين- يدفع فاتورة الاستشهاد جرائم ...
- رئيس الحكومة صاحب المزاج العكر .. أول ضحايا لعنة العراق
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- من لا يقـــدر على - بــوش- وزعــانفــــه فليقــــذف نــادر ف ...
- العربى مريض .. فمن يكون - بوش - : الطبيب أم الحانوتى ؟
- صاحبـــة الجــلالة تنهـض من تحـت الأنقــاض
- بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الرابع للصحفيين مـصــــر تستـحـ ...
- حــرب - الكــاتشــب - و - النفــط - للفــوز بالبيت الأبيــض
- انتبهوا أيها السادة : تهويد التاريخ بالاحتيال بعد تهويد الجغ ...
- أمريكا فى مواجهة العالم
- صـحفـــى مصــــرى .. بــدرجــة شيـــخ قبيــلة فى العــــراق!


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية