أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سردار زنكنة - حوار مع الشاعر لطيف هلمت















المزيد.....

حوار مع الشاعر لطيف هلمت


سردار زنكنة

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 22:09
المحور: مقابلات و حوارات
    


الشاعر لطيف هلمت:
وقع كثير من النقاد العرب في خطأ فادح، حين صنفوا الكثير من قصائد الزهد في قائمة الشعر الصوفي.
حاوره: سردار زنكنة
لطيف هلمت شاعر كوردي من كوردستان العراق، غني عن التعريف، فهومن رواد الأدب والشعر، يفوح من شعره، عمق الأدب الأصيل، يقطف لنا من مشاعره، أعذب الكلمات. تذوق حلاوة الشعر وهو في سن الصبا وأصبح أسمه لصيق الشعر الحر.
وفي لقاء معه دار الحديث التالي:
* يرى البعض أن قصيدة النثر هي تطوير لحركة الشعر الحر، بالتالي فهي شعر أكثر حداثة من الشعر الحر رغم أنها بلاوزن ولاقافية وبلا ايقاعات منتظمة ؟
- قصيدة النثرصيغة شعرية قديمة قدم القصيدة الموزونة والعمودية في معظم لغات العالم، بما فيها اللغة الكوردية. ففي جميع الكتب المقدسة السماوية، التوراة والأنجيل والقرآن الكريم..الخ، ثمة نصوص شعرية منثورة، على سبيل المثال، في التوراة، عشرات النصوص أعدها من روائع قصائد النثر منها:
انزلي واقعدي على التراب
أيتها البكر.. يا ابنة بابل
اقعدي على الأرض بدل العرش
يا ابنة الكلدانيين
فلا أحد بعد اليوم
يدعوك المرهفة المغناج
خذي الرحى وأطحني الدقيق
انزعي ثيابك وشمري الثوب
وأكشفي عن ساقك وأعبري الأنهار
لتنكشف عورتك ويظهر عارك
فأنا أنتقم ولا يعيقني أحد.
ومن أمثلة قصيدة النثر في الأنجيل:
لكن من يأكل هذا الخبز النازل
من السماء لايموت
أنا هو الخبز الحي الذي
نزل من السماء
من أكل هذا الخبز يحيا الى الأبد
والخبز الذي أعطيه، هو جسدي
أبذله من أجل حياة العالم.
وان سورة الرحمن في القرآن الكريم، هي أحدى أروع قصائد النثر الى جانب عشرات السور ومئات الآيات القرآنية المقدسة الأخرى، منها سورة –ق – وسورة القمر وسورة الواقعة وسورة النبأ .. الخ. وكذلك يمكن اعتبار نصوص كتاب الطواسين للحلاج نصوصاً من روائع قصائد النثر وعلى سبيل المثال جاء في طاسين النقطة:
رأيت ربي بعين قلب
فقلت من أنت قال أنت
فليس للأين منك أين
وليس أين بحيث أنت
وليس الدهر عنك وهم
فيعلم الوهم أين أنت
أنت الذي حزت كل أين
بنحو لا أين فأين أنت
وان معظم النثر الصوفي المكتوب باللغة العربية، يمكن اعتباره بصورة من الصور قصائد نثرية تتوفر فيها الجماليات الفنية التي تتوفر في القصيدة النثرية المعاصرة. والجدير بالذكر ان النصوص التراثية الكوردية المسماة ( اللاوك أو الحيران) هي نوع من أرقى قصائد النثر في الأدب الكوردي. فالشعر شعر سواء أكان موزوناً مقفى أم منطلقاً متمرداً منها. والفتاة الجميلة، جميلة سواء أكانت محجبة بالجلابيب الأفغانية الطاليبانية أم كانت سافرة كسباحة بريطانية على ضفاف نهر التايمز.
بوصفك شاعراً متصوفاً أين يقع التصوف في شعركم؟ وهل يوجد شعر التصوف في الشعر الكوردي؟
- جذور التصوف عميقة في المجتمعات الشرقية وهي حالات نفسية وقلبية قبل أن تكون حالات شعرية وأدبية، وهناك متصوفون كبار لم يكتبوا عموداً أو سطراً واحداً من الشعر. وأني أنفي وانكر وجود أية قصيدة صوفية في تاريخ الأدب الكوردي. وان ما صنف ويصنف ان هي الا قصائد تنتمي الى الزهد والنسك والتعبد، وقد وقع كثير من النقاد العرب في خطأ فادح حيث صنفوا الكثير من قصائد الزهد في قائمة الشعر الصوفي، وهناك فروق جوهرية بين الشاعر الزاهد والشاعر الصوفي، فالزاهد يبتهل الى الله جل جلاله ليقيه عذاب الآخرة ويوسع له أبواب الفردوس، أما الصوفي فهو لايعبد الله خوفاً من النار أوطعماً في الجنة. واني على يقين بأن الزهد حالة فردية يعتزل فيها الزاهد المجتمع ويكتفي بكنز القناعة، أما التصوف فهو حركة اجتماعية ثورية وهي أول حركة حاولت منذ القرن الثاني الهجري تمهيد الطريق بالوسائل السلمية والثورية لبناء مجتمع مدني في الدولة الأسلامية، ولكن خوف السلاطين من زوال جبروتهم دفعهم لضرب هذه الحركة بكافة الأساليب المرعبة والالآعيب والحيل والمؤامرات السياسية، ولمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يرجى مراجعة كتابنا الوسوم ب الصوفي والتصوف المطبوع من قبل جريدة ( جاودير) في هذه الأيام في مدينة السليمانية، أكدت فيه بأن جذور فلسفة التصوف انتقلت عبر الحدود الآرية – الأيرانية الى بلاد اليونان والأغريق والحدود المتآخمة لهما بعد أن أحتل الملك الأيراني كورش الأكبرأثينا وماحولها من الدول والدويلات والجزر الستراتيجية في تلك المناطق ونقل معه كتاب الأفيستا والديانة الزرادشتية، ففي رأيي ان التراث الصوفي اليوناني، مدين للتراث الصوفي الايراني القديم.
* التمرد أحدى السمات البارزة لنتاجات لطيف هلمت، ماسبب ذلك ياترى؟
- ولدت وترعرعت بين ظهراني عائلة دينية متمسكة بمعظم التقاليد الدينية الى حد الخرافة، وقد دفعني ذلك الأسلوب التربوي التقليدي الى التمرد من دائرة التقاليد الخرافية والبحث عن فضاء أوسع للحياة والكتابة والشعر والتأمل، وكانت مجموعتي الشعرية الأولى – الله ومدينتنا الصغيرة – المطبوعة عام 1970 في مطبعة الشمال بكركوك انعكاس جوهري تام لذلك التمرد وقد استقبلت الأوساط الأدبية التقليدية تلك المجموعة بالشتائم ورجموها بالحجارة واحرقوا بعض نسخها لانها تبنت الحداثة في عهد كانت الحداثة جرماً من الجرائم يعاقب مقترفه في المجتمع الكوردي أنذاك باللعنات والطعنات، وكنت أول شهيد للحداثة الشعرية الكوردية التي انطلقت من أعماق محافظة كركوك في بداية سبعينيات القرن الماضي، واني أفتخر بأن الناقد العراقي الكبير حاتم الصكر كتب في بداية ثمانينيات القرن الماضي دراستين هامتين نشرهما في مجلة الطليعة الأدبية وجريدة الجمهورية مذكراً بالسهل الممتنع جاء في أحدهما، ان قصائد لطيف هلمت حتى القصير منها تضج بالمخلوقات التي تستحضرها ذاكرة مشحونة بالشعر، وذاكرة هلمت مدهشة حقاً في استحضار الصور، تبدأ من أبسط الصور والحقائق, ، لكن قصيدته تضع فضاءها بعد أسطر وتحلق فلا تمنع نفسها الا لمن يتابعها في طيرانها ذاك ويستنشق هواء الذرى التي تصلها، وجاء في الدراسة الثانية (بمقياس المعاصرة فلهلمت خطى بعيدة عن تراث الشعر المتوارث باللغتين العربية والكوردية، ولكن بأدواته البسيطة يركب عالماً يذكر بقول اليوت عن الشاعر الجيد، أنه ذاك الذي يعيد اليك أصوات سالفيه وهذا ممكن في حالة لطيف هلمت الذي يقول شعراً كالريح لايصادق). وقد ترجمت مجموعة من قصائدي الى اللغات العربية والفارسية والأنكليزية والفرنسية والهولندية والألمانية والسويدية، وفزت بعدة جوائز شعرية منها جائزة باباكوركور الذهبية وجائزة ابراهيم احمد الذهبية وجائزة أبيك لأحدى دور النشر السويدية بمناسبة صدور الجزء الأول من ديوان الأطفال وهو عمل شعري طبع في جزأين يقع في (500) صفحة من الحجم المتوسط، ولكن ريادتي الحداثوية لاتزال تتبعني وتخلق لي أسراباً من الحاقدين وأشباه الشعراء.
* هل أدى النقاد دورهم تجاه كل مايكتب؟
- النقد الكوردي معظمه مشحون بالحقد والتحزب والانتماء السياسي والقبلي، والنقد العربي المكتوب باللغة العربية، معظمه مشحون بالجهل والغباء، فهناك كتاب عراقيون كتبوا دراسات نقدية مفخخة بالمجاملات الأخوية عن قصائد كوردية من الدرجة العاشرة صنفوها في قائمة الابداع والتجاوز، واني أمتنع عن ذكر أي كاتب أو ناقد عراقي في هذا المجال، ولكن ثمة عدد من كبار النقاد والأدباء في العراق وقعوا في هذه الدوامة التي تنتهي ولاتنتهي، وهناك قصائد كوردية لاتتوفر فيها أبسط الخصائص الشعرية وتمتاز بركاكة اللغة وضحالة التعبير، تترجم وتنشر في بعض الصحف العربية الكوردستانية والعراقية تحت عنوان، من الشعر الكوردي المعاصر، وهناك من يدفع رشاوى لتركيز الأهتمام حوله في بعض القنوات الأعلامية.
اني أرجو من معظم الأدباء العراقيين العرب عدم تكرار مثل تلك الأخطاء وفي الوقت نفسه أعتز ببعض دراساتهم الأدبية القيمة عن الأدب الكوردي المعاصر.
* هل تعتقد عدم وجود نشاط قوي للترجمة في الأدب الكوردي، غيب على المثقف العربي فرصة الأطلاع على كل مايكتب في كوردستان؟
- هناك محاولات شبه عقيمة في هذا المجال مع بعض المحاولات الجادة التي لاتعكس الوجه الحقيقي للأدب الكوردي المعاصر.
* كيف السبيل الى عولمة الأدب الكوردي وتوصيل أدبنا الرصين الى الثقافات الأخرى؟
- النصوص السماوية المقدسة والنصوص الأدبية الخالدة كملحمة الشهنامة للفردوسي والأوديسة لهوميروس وملحمة كلكامش، مهدت الطريق منذ آلاف السنين للعولمة الحقيقية، وان اختراع الراديو والهاتف كان وسيلة جادة لاعلان العولمة، ففي رأيي ان العولمة بدأت منذ الآف السنين عن طريق الأديان السماوية والنصوص الأدبية الخالدة، وان ما تدعيه الأمبريالية الأميركية في مجال العولمة، هي مؤامرات لتخديع الشعوب والسيطرة على العالم عن طريق وسائل الأعلام والدعايات المفخخة بالأكاذيب والدجل.
* السرقة في الأدب أصبحت ظاهرة واضحة للعيان، كيف السبيل الى الوقوف وفضح هؤلاء الطفيليين القابعين على عرش الأدب؟
- من المستحيل اجتثاث جذور الجرائم الأجتماعية عن طريق القانون ووسائل الشرطة، ومن المستحيل أيضاً قطع الطريق أمام السرقات الأدبية من قبل الأدباء بصورة عامة واشباه الأدباء بصورة خاصة. والقارىء الجيد يميز بدقة الغث والسمين والشحم واللحم، ويميز بعينه الثقافية بين الذهب والنحاس.




#سردار_زنكنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارمع غادا فؤاد السمان


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سردار زنكنة - حوار مع الشاعر لطيف هلمت