أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - مكان بدون فراش














المزيد.....

مكان بدون فراش


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 21:37
المحور: الادب والفن
    


ليت لحظة واحدة يفد فيها علينا رامبو أو مالارمية ويرى أشباحنا التي ترافقنا في المنام واليقظة فهذا شبح الخوف في الجانب الأيمن من الجسد وهذا شبح الموت في الجانب الأيسر من الجسد وهذا شبح القنوط واليأس في أعلى الرأس وهذا ملَك المرار في الحلق والبلعوم وهذا وذاك بحيث لم نرث من أجسادنا إلا مسميات جلودها ونكاد نجزم بأننا لسنا منها وأننا مجرد أوهاماً لأشباح أتت من وقت عقيم لاهم له سوى جمع المزيد من النتف البيض وطلاء رؤوسنا بها ، أي زمن هذا الذي كلما أردنا التوقف كي نستريح :
إمش ..
تابع سيرك
ليس هذا مكانا
تتوقف فيه


لذلك جهلنا المكان ، بعد أن كان لنا في كل شئ مكان ،مكان في البيت في الشارع في الرصيف في الأكف التي تتصافح في الأعياد وحتى في المأتم
مأتم تليق بالراحيلن ، مكان في عيون الإخوة في عيون الوالدين في أنامل الأطفال، في الأسواق ، عند الأضرحة ، فوق الأعشاب ، في باصات النقل العام ،في الغيم في الصفصاف أماكن أمينة ودافئة ومقدسة في عيون النسوة
أماكن تضئ لمن ينقطع فيه الدرب ،أماكن لم يكن بها (أولاد الزنا )أماكن كانت يقتبس منها وتقتبس من من كان عليها ولم يكن الزمن أنذاك رعديدا أو مهزوما أو خائفا كان يرتب يديه على الظهور ويقول إطمئنوا ، لذلك كان لي الحق ليلة السبت أن أعتذر من بعض أصدقائي لعلاج جسدي علاج ذاكرتي عبر وحدتي التي ستختار وستسير قدميّ وأنا سأطيع وأتجه أينما تريدان ،،ومشتا بي وتجولتا بي في السوق الإيراني ثم إنعطفت بي الى مدخل سوق واقف وكان مزدحما بجنسيات مختلفة وعامرا بالأبهة وعند نهايته مطربٌ يعزف على آلة العود ويستعد لأغنية أمام حشد كبير من الجلاس .كانت ملامحه تقول لي هذا المطلب وهذاالمراد فالمطرب من بلدي وهذا ماأحتاج وبالتاكيد سينشد الأغاني العراقية التي ستعيدني الى الأمكنة التي أشتهيها ،
جلست الى أحدى الطاولات
وطلبت الماء والقهوة ، وبدا المطرب العراقي يعزف وتوقف وحيا الحضور وقال سأبدأ بأغنية للمطرب القطري فرج عبد الكريم : وقلت في نفسي إصبر ياقيس إصبر وغنى وبدأ الحضور يحييه وهو يناوب في الإداء بين القطرية والعراقية وقد طغى صوته على مساحة بعيدة من المكان حيث بدأت أعدادا أخرى وعديدة بالحضور ورفعت رأسي وعرفت جزئيات سميتها وقلت هنا مكان الكاميرا كان فوق السطح لكنني عويت على روحي وقلت السطح ليس بالمكان الآن ثم عرفت مكان الصوت الذي كان خلفي ومكان المطعم ومكان السفينة الأثرية ومكان الحلى ومكان الأعشاب ومكان المكسرات ومكان الخبز الأفغاني وهكذا رحت أعدد أمكنة خالية من زمن فيه عقارب الساعة لاتتوقف ولاتسير ،وأستمر المطرب بالأداء وفي هذه اللحظة مرت ناقة طويلة من وسط الحشد شطرت المتجمهرين شطرين وشعرت بأن المطرب لم يخلو من ذلك الإنشطار فقد قطع أغنية فرج عبد الكريم على منتصفها وغنى وبالمباشر بعد أن رفع رأسه صوب تلك المرأة الفاتنة غنى :
غزال وما يصيدونه .. ومالاحه سهم صياد

لمحتها ولمحها الأخرون وقد أحنت قليلا رأسها له وأهدته عيونها قبل السلام وكانت ثقتها عالية من أنها المعنية رغم مئات النسوة الجميلات وبعضهن العاريات الصدور والظهور ،سميت جمالها بالمكان وسميت بديهيتها بألفة المكان وقد سرح ذهني صوب (باشلار ) حين وصف في جمالياته مايشبه التفسير لهذا الموقف عبر موقف مضاد وهدأ المطرب وعاد والتحم إنشطار الجمهور وجلست على مقربة مني وأزاحت جزءا من خمارها وحين رايت الوجه تيقنت بأن المطرب العراقي لورأه لأستمر بتلك الأغنية غزال
حتى يلتحم رأسه بآلته الموسيقية ،
طلبت صحن هريس كي أنشط ذاكرتي السفلية ذات النزوات وسميت في تلك اللحظة كل مافي إفتتاح لتجويف أخر في مكان أخر وطلبت صحنا أخر من الهريس بعد أن بدأ المطرب العراقي بأغنية حزينة وكأنه كذلك شَمَ رائحة لفراش في مكان سابق وهو يجزم بحزنه ويغني على البطئ :

إشلون أشوف الفرح .. وأنت علي بعيد
يوميه أودع حزن ..وأبتدئ بحزن جديد

شاعر عراقي- مقيم في قطر



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كآبة بودلير ..حن تنبح السماء الثقيلة فوق روح موجعة
- بورخيس .. والكلمات التي لاتنتهي
- سان جون بيرس .. من نصف لغة واضحة إلى نصف لغة غير واضحة
- ورثة النعيم ...
- موجز للفردوس
- هسون تسو ...الكونفشيوسي الذي على درجة ما من الترندنتالية
- مالارمية : المخيلة التي تقدم معان لاتُفهم
- المهم في ذلك
- من على المنبر
- أين إتجاهي الذي سأسلكه
- الأفكار الفلسفية ..أم طبيعة ما يتوارثها الإنسان
- جبرا إبراهيم جبرا ... السنوات لي ماكانت لغيري(2 )
- جبرا إبراهيم جبرا ...السنوات لي ماكانت لغيري
- أليوت في رباعياته الأربع .. التدقيق في الزمن يعني عدم الإكتر ...
- اللحظة الخالده التي تصاحب قفزات المنتج
- من غيبوبة لأخرى
- الديانات القديمة .. مايحقق للإنسان الخلود وما يلقي به للجحيم
- هل تريدها بلا باخوس
- نريده ذكرا
- رينيه ماريا ريلكه .كل الذين يبحثون عنك يغرونك


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - مكان بدون فراش