ابعاد التنزيل بين النجاة ومزبلة التاريخ

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2773 - 2009 / 9 / 18 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ابعاد التنزيل بين النجاة ومزبلة التاريخ

ان الكتب المنزله من عند الله لاتتكلم عن اعجازات علميه او نظريات فزيائيه لصناعات مختلفه يمكن ان نتفاخر بها امام العلم ... او نثبت بها على اننا اناس تقدميون ونحن غارقون في ظلمات الجهل... فان كان هناك معجزات فهي معجزات الخالق في ما خلق فهي واضحه ولا احد يستطع ان يخلق مثل ما خلق الله.. عندما نقراء كتاب الله (القران) نجد ان الله ذكر لنا قصص عن اقوام من الزمن الغابر البعيد اصابهم الخزي والعار من جراء سلوكهم المخالف والمعاند لدعوة الاصلاح في الارض... هذه القصص اخذت طابع متغير حسب سلوكيات كل قوم ... ولايمكن ان نمر من خلال قرائتنا لها مرور الكرام دون التركيز على الاسباب التي جعلتهم مثل( السؤ) او مثلا يعتبر منه كل الذين من بعدهم... حيث اصبح مثلهم ساري المفعول الى يوم القيامه وانتهاء العالم ... نجد ان دعوة الاصلاح التي يقوم بها الانبياء والرسل ... هي بمثابة نصائح تقدم الى الشعوب .. لتغير سلوكها اتجاه الخالق والكف عن الفساد في الارض.. ويحذر من عواقبه( وخيمه) تحل بالشعوب في حالة تجاهلها لهذه النصائح.. وبما للفساد من تاثيرعلى فكر الانسان حيث لايستطيع ان يتنبأ مستقبليا عواقب هذا الفساد ....الا.. الانبياء فلهم تطلعات يعرفون مصير الشعوب من خلال سلوكها على الاض من خلال ما يوحي الله اليهم في الرسالات
قال الله
{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111

اذن هي قصص لها اهداف يمكن ان (تتعض) منها الشعوب لتكون لها (اليه) تستخدمها وتطبقها على ارض الواقع .. لتنجوا بها من شرا اكيد واقع بهم ... شر لم ياتهم من بعيد انما هم الذين قدموه الانفسهم وما كان ربك بظلام للعبيد ... ولقد اخترنا مجموعة هذه الايات التي تتكلم عن سلوكيات شعب من شعوب الارض قدم له الاصلاح على يد رجل منهم ولكن (ابا) الفاسدون الا ان يكونوا في مزبلة التاريخ ... لتحمل شعوب من بعدهم لم ( تتعض) من هذه القصص عارا امثالهم

{وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ }هود60

ارسل الله سبحانه وتعالى النبي صالح الى قومه قوم( ثمود) بدعوة الاصلاح ... واراد الله سبحانه ان يمن عليهم بهذا النبي ليحذرهم من( قيادتهم الفاسده) التي سوف تفتك بهم بسبب سلوكها الفاسد... وكان سبب الفساد هي العبادات الوثنيه؟؟؟؟ لان العباده الوثنيه تخلف مضالم اجتماعيه واسعه وتفرض قيود دينيه تنهك كاهل الانسان بالظلم من كافة النواحي... وكانت الدعوه بمثابة تغير الفكر من عبادة الاوثان الى عبادة الله وحده لانه هو يستحق العباده... وتحذيرهم من عواقب القياده الفاسده( التي اعتلتهم) ان تفتك بهم ... وتحذيرهم من عذاب الله يوم القيامه لان الانبياء قدم لهم الاصلاح والنصيحة ولاكنهم رفضوها .. وكان نتيجة هذه الدعوه اصبحوا فريقين مختصمون بين مؤيد ومعارض

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ{45}

من سنن الله سبحانه وتعالى في الدعوات يصاحب دعوه الاصلاح التحذير المستمر من عقاقبة المخالفات .. قرر الفريق المعرض لدعوة صالح بان ياتيهم صالح بما يعدهم من عذاب ان كان من الصادقين .. قال لهم صالح لماذا تستعجلون بالعذاب والله يريد ان يرحمكم ويخلصكم من شر واقع بكم بسبب (قيادتكم الفاسده) بان تستغفروا ربكم من المعاصي وتكونون صالحين...وهي (اليه) يوجه الله سبحانه تعالى الانبياء في اصلاح القاعده الشعبيه من الاسفل لسحب البساط من تحت القياده لاسقاطها ... هذه الاليه لها اتجاهين اما ان تتخلى القاعده الشعبيه عن القياده فتسقط ..بعد ان تلتزم تلك القاعده الشعبيه بالاصلاح فيصبح الشعب في واد (والقياده الفاسده) في واد فتسقط تلك القياده .. او تضطر القياده ان تسايس القاعده الشعبيه وتعلن اصلاحها مع باقي الشعب

قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{46}

يعاصر دعوة الانبياء الكثير من التغيرات على تطراء على النشاط الاقتصادي داخل الشعوب من تدني المحاصيل الزراعيه او نقص نتاج الثروات الحوانيه او كواثر وقتيه تصيب البنيه التحتيه .. سببها سوء تصرف (القياده الفاسده) وهي بمثابة تحذيرات اوليه يقدمها الانبياء عن سوء تصرف تلك( القيادات الفسده) ودلائل عن بداية الكارثه التي سوف تحل بهم... وهذه التغيرات والكوارث مستمره في كل شعوب العالم وبصوره طبيعيه مثل الازامات الاقتصاديه او الماليه ... وتظهر الازدواجيه في فكر القياده الفاسده عندما نسبت هذه الازمات الاقتصاديه الى (الدعوه)التي قدمها صالح لشعبه.... لتقنع الفريق المعارض للدعوه من منطلق فكري ديني سياسي ان (الشؤم) الذي اصابهم او (الازمات الاقتصاديه) بسبب غضب الالهه وسخطها عليهم .. ولا يعلم هولاء الاغبياء ان شؤمهم وطائرهم وهو بعلم لله او من تدبيره بسبب سلوك (القياده الفاسده) وليس بسبب (الاصلاح والدعوه).. وهذا ما يذكرنا ما فعله( صدام حسين) عندما قام ( بعدام) عدد من التجار العراقين في بداية الحصار الاقتصادي عندما اصبحت الدوله عاجزه في السيطره على السوق عندما انخفضت القيمه الشرائيه للدينار العراقي اما العملات الباقيه... حيث تظهر ازدواجية عندما نسبت القياده الفاسده التدهو الاقتصادي الى هولاء التجار ... ولكن في الحقيقه هي ليس التجار انما هي سؤء ادارة الدوله الفاسده في ضل الحصار الاقتصادي عندما فقدة السيطره على الواقع الاقتصادي بعد احتلال الكويت... ولذلك قررت القياده الفاسده باعدام التجار العراقين ظلما وعدوانا... اعتقادا منهم ان السوق سوف يستقر .. من نفس هذا المنهاج وهذا المنطلق.. قرر الفريق المعارض بقيادة ((التسعة اشخاص)) القياده الفاسده بغتيال صالح والذين امنوا معه .. لقد فتنت تلك القياده نفسها امام هذا التصرف واصبحت عرضة للهلاك
} قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ{47}

من هنا نبداء في الصيغه الفكريه لصياغة الاحداث لهذه الايات وهي تحكي قصة شعب اعتلت على قيادته مجموعه من الفاسدين ليكنوا سببا في هلاكه وكان مصير الشعب من مصير القياده في الهلاك ...ان هولاء الفاسدين من القيادين لم يكن وجودهم (اعتباطيا) انما فسادهم هو من فساد شعوبهم .. هذا يعني ان دعوة صالح في قومه قد (فشلت) لانه لم تقوم باستقطاب كل الشعب الى الاصلاح.. حيث بقى الفريق المعارض يدعم تلك القياده الفسده سياسيا... ((والقاعده تقول حيث ما تكونوا يولى عليكم)) اي ان القاعده الشعبيه هي التي تفرز القيادات من نفس نمط الشعوب.. ان الفساد الفكري للمعارضين لدعوة صالح... ومن معتقدهم الفاسد ان الالهه غضبت عليهم بسبب دعوة صالح... والتشائم والتطير ما حل بهم (وانساب) التدهور الاقتصادي الى دعوة صالح... قرر القياده الفاسده قتل صالح والتخلص من دعوته..وكان القرار بيد (الفاسدين) من القياده بان تدبر له محاولة اغتيال ثم يقسمون بالله بالقول والايمان المغلظ لمن يطالب بدمه ما شهدنا مهلك اهله وانا لصادقون

} وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ{48} قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ{49}

قرر الفريق المعارض لدعوة صالح (والقياده الفاسده) باغتياله لقد تجاوزت هذه القياده الفاسده الخطوط الحمراء التي حددها الله لهم وعقروا ((الناقة)) ومكروا مكرهم وكان عاقبة مكرهم انهم هم الخاسرون............... {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ }القمر27
} وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{50} فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ{51} فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{52} وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{53}

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ{45} قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{46} قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ{47} وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ{48} قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ{49} وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{50} فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ{51} فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{52} وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ{53}

سوف اضرب مثلا مشابه على ارض الواقع ومن تاريخنا المعاصر الحديث حيث نجد في قصص الانبياء عبرة لااصحاب العقول النيره واصحاب التطلعات البعيده... ليحمل هذه العبرة من كان له عقل او من خاف عاقبة حياته من الخزي والعار الذي يصيبه اويتحاشى مزبلة التاريخ.... ومن شواهد واقعنا المعاصر ... حكومة صدام حسين في شعب العراق .. سرعنما قذفت الاحداث على عجل بان توصل صدام حسين الى سدة الحكم .. لنرى مشروعه السياسي وتطلعاته في قيادة الدولته وماهي الاسس التي بنى عليها حكومته
اسس (صدام حسين) اسس الدوله على العناصر الفاسده من ابناء شعبه واختار الفاسدين ليكونوا سببا لهلاك شعبا باكمله ....عندما اسس صدام حسين الاجهزه الامنيه مبتدا من جهاز المخابرات المركزي ولاستخبارات العسكريه وشعبة الامن السياسيه وافواج الطواري وجهاز الامن الخاص وجهاز الحرس الخاص
لم يختار صدام حسين المثقفين والواعين من ابناء الشعب من خرجي الكليات او المعاهد او ابناء العوائل المخلصه الاصيله لتاسيس هذه الاجهزه انما اختار ابناء الفلاحين ورعاة الغنم من ابناء العشائر المتخلفه الفاسده ... وقام بافساد هولاء بتعمد ليكونوا باعي الضمير عن طريق قلب كيانهم من الخارج والداخل .. فمن الخارج استبدل مظهرهم الخارجي من (الدشداشه) الى البطلون والقميص ... مع هويه عدم تعرض مع مسدس يكون محمول بشكل ظاهري.. ومن الداخل علمهم شرب الخمور مع رواتب عاليه حتى يعتادون اماكن الزنا والاباحيه والملاهي ودور الدعارة...وبداء مكر صدام حسين بحكومته ((اولا)) حيث مكر بالقيادين المتطلعين من البعثين ...(( وثانيا)) مكر بالقيادات المتطلعه من ((الحزب الشيوعي))(( وحزب الدعوه))(( وبعض الاسلامين)) .. كان التعداد السكاني لشعب العراق في ذلك الوقت 18 مليون نسمه وكان عدد افراد الاجهزه الامنيه حولي 1 مليون ... كان المليون الواحد هي القياده الفاسده ميسطر على 17 مليون بفسادهم واجرامهم المليون الواحد فتك في 17 مليون ... المليون الواحد هم نفس سلوكيات ((9 اشخاص))هم القياده الفاسده في قوم صالح الذين كانوا يفسدون في الارض ولا يصلحون...... وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ{48} ولقد مكر صدام بالشعب العراقي بأكمله عندما انهك البلاد بحرب دامت ثمان سنوات ...... المفروض بعد هذه الحرب الطاحنه على صدام حسين ان يتجنب كل حرب لان واقعها اصبح مرير ... لكن فساده وشره المستطير عاد وكرر وقام بغزو الكويت ... وبامكانه تجنب الحرب ولانسحاب من الكويت.. ولكن فساده وفساد من يدفع به من قيادة اركانه الفاسده وهم(( يحلمون بقيادة)) الامه العربيه واعادة امجاد امة ليس لها امجاد غير الغزوات والسلب والنهب... وعلى مدى(( ثلاثة عشر عاما)) يمكنه تغير مساره وتغير سياسته بالاتجاه الافضل وانقاذ شعبه من هلاك اكيد.. يفتك باهله.. وياخذ بجريرته المجرم والبرئ .. ومكر مكره الاخير وكان عاقبت مكره الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اخزى لو كانو يعلمون... الا ان صدام كفر بربه الا بعدا لصدام كما بعدت ثمود........ {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ }هود95
قال الله
{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ }النحل26

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات