أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - انطباعات اولية من المشهد العراقي















المزيد.....

انطباعات اولية من المشهد العراقي


ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)


الحوار المتمدن-العدد: 843 - 2004 / 5 / 24 - 03:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


( حواسم صدام ) نهبوا العراق و( حواسم التحرير ) اكملوا عليه

في الطريق الى بغداد بعد عشر سنوات من الغربة كنت متلهفا لسماع أي صوت عراقي والحديث مع أي كان في الشأن العراقي ..... في عمان وفي منطقة جبل لويبدة ( دوار الحاووز ) حشد من الشباب العراقيين ادركت فور الاقتراب منهم انهم من الكلدان
ماذا تفعلون هنا ؟ سالتهم بلهفة
ننتظر الفرج !!
أي فرج ؟
الحصول على موطىء قدم في أي مهجر يلمنا....
ولكن الوطن ( تحرر ) !!
هل زرته ؟
انا في طريقي اليه !!
حدثنا حين تعود الى عمان في طريقك الى مغتربك الذي جئت منه !!
انا لن اعود
اذا عدت ، ولاتنسى ان تزور البصرة فنحن منها !!
في المنطقة الحرة....نماذج من نوع آخر..يقترب مواطن عرفته من لهجته عراقي..يسأل صاحب معرض للسيارات
هذه السيارات لك ؟
نعم !!
يمكن ان تحسب لي قيمة السيارات من هنا الى هناك ويشير بيديه الى مجموعة سيارات يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة..
اسال مرافقي..لايبدو تاجرا فالتاجر المحترف لايشتري بهذه الطريقة
يبتسم ستعرف كل شيء لاحقا !!
مساء وفي احد احياء منطقة عمان الغربية، يتجول عراقيون من نوع آخر ويسفهون في الحديث باصوات مرتفعة في اماكن التسوق ، يتنقلون بسيارات المرسيدس وال بي ام دبليو الحديثة ..ومرة اخرى أسال مرافقي : ماذا يجري ؟
يومي براسه ستعرف فيما بعد ، واصر على ان اعرف فورا فيجيب ضاحكا ( حواسم )
اساله عن تعريف للكلمة التي ساسمعها كثيرا في بغداد يتجاهل سؤالي اعود لاساله أيهم ؟
المجموعتان الاولى التي شهدت من يمثلها في المنطقة الحرة ....والثانية التي شهدتها في عمان الغربية...
في المنطقة الغربية شهدت ( حواسم ) صدام حسين المئات من الذين سرقوا اموال الشعب العراقي ايام حكم الطاغية ،وباعوا كل شيء تحت حماية نظام القمع والارهاب ، وهم كما شاهدتهم مرفهون لاينقصهم شيء توزعوا على عدد من العواصم العربية باختصار كانوا قد حسبوا حسابهم لمثل هذا اليوم .
في المنطقة الحرة شهدت( حواسم التحرير) هؤلاء الذين نهبوا البنوك وممتلكات الدولة وتحولوا الى تجار بلا اخلاق..سترى كل شيء بنفسك !!
بين ( حواسم صدام حسين ) و ( حواسم التحرير ) يقف اولئك الشباب الذين هرب بهم ذووهم من قمع التطرف ومن جرائم الاختطاف التي ينفذها الحواسم ، في وقت تنشغل فيه اغلب الاحزاب بالحديث عن الديمقراطية والحرية وحقوق الطائفة او القومية ، دون الانتباه لما يجري ، وارجوا مخلصا ان لايسارع احد ( منظري ) الترف الاوربي او الامريكي من الذين لم يتعبوا انفسهم بزيارة العراق ( بشتمي ) تحت شعارات الديمقراطية والتحرير التي اصبحت اخرمايهم الناس في العراق الان ( ليشتمني ) من يشاء شريطة ان يزور العراق ، عراق المدن الفقيرة والشوارع التي تغطيها الانقاض وليس عراق ( الميرديان ) او ( الشيراتون ) وساتقبل شتيمته بديمقراطية ورحابة صدر.

2
سأل مراسل فضائية عربية امرأة طاعنة في السن عن رايها بالديمقراطية فقالت له :
يمة احجيلي انت شنهي الديمقراطية ؟
خالة الديمقراطية يعني كل خمس سنين يتغير الحاكم ، مو مثل صدام ياخذنا ( من المهد للكهف فوك الثلاثين سنة )

أي خالة وين اكو احسن من هيج يعني كل خمس سنين( حواسم )
هذه واحدة من عشرات النكات التي يتداولها البغداديون بعد ان حسم امر الحياة في بغداد ل ( الحواسم ) فهم الان الاكثر نفوذا في العراق !! هم يحكمون الشارع الذي اكتشفت منذ اليوم الاول لوصولي الى بغداد باستحالة قيادتي لسيارة شخصية ، وهذا هو حال الكثيرين الذين اصبحوا يتركون سياراتهم في بيوتهم لنفس السبب ( فالحواسم ) يقودون سياراتهم بجنون ايديهم على المنبه ، لايمتثلون لشرطي المرور وتتلقى شتائمهم اذا مارست حقك القانوني في اسبقية المرور وقد تتلقى رصاصة في مؤخرة راسك او سيارتك..يحكمون الشارع بجنون بسيارات جاوؤا بها من الخارج بعد ان ( حوسموا ) ماحوسموه من اموال الدولة يساعدهم في ايجاد الفوضى في الشوارع اجراءات القوات الامريكية وبعض الاحزاب فالقوات الامريكية تسيير دورياتها بشكل عشوائي احيانا في بداية الدوام واحيانا في نهايته ، وحين تسير هذه الدوريات او ( الهمرات ) كما يسميها العراقيون فان الجميع يتوقف ، ليس لانها تقطع الطريق ولكن لا ن اصحاب السيارات يخافون السير وراءها مباشرة او بجانبها ، فقد يصدف ان تتعرض احداها الى اطلاق نار من بعيد من سطح احد المنازل او العمارات فيطلق الجنود الرصاص بكل اتجاه ( وكل واحد وقسمته ) كما يقول العراقيون، يموت في المستشفى او يموت في المعتقل حيث ان قوات الاحتلال تلجأ الى اعتقال الجرحى والتحقيق معهم ، ليس هذا فقط بل ان قوات الاحتلال ( احتلت ) القصر الجمهوري وسكنته مع جماعة اعمار العراق مما ادى الى قطع الجسر المعلق واغلاقه مع مقترباته فتسبب ذلك بازمة لايدركها سوى المضطرين للانتقال بين رصافة بغداد وكرخها او العكس وفي مناخ كمناخ العراق وفي ظروف زيادة عدد المركبات بشكل غير مدروس ولايتناسب مع استيعاب الشوارع ، رغم انه بامكان الامريكان ان يستخدموا مجمع الرضوانية مثلا بدلا من قطع الطرق والجسور الداخلية ، اما بعض الاحزاب ( سامحها الله ) فهي الاخرى اصبحت تشكل عبئا على حياة المواطن لكثرة الشوارع التي تقطعها وتغلقها امام مقارها الرئيسية والفرعية ، واذا ماصادف خروج رئيس حزب فان الشارع يقطع وتنتشر سيارات الحماية التي يظهر فيها المسلحون نصف اجسادهم باسلحتهم الخفيفة مذكرين الناس بحمايات الديكتاتور وزبانيته ، بل ان بعض منتسبي الاحزاب يصر على ممارسات ( الحواسم ) فيفاجئك بقطع الطريق وعبور الرصيف بسيارته اللاندكروزر التي لاتحمل أي ارقام والتي ( حوسمها ) حزبه من ممتلكات الدولة التي استباحها اللصوص والقتلة وبعض الاحزاب ايضا للاسف .

3

قبل سقوط النظام الدكتاتوري على يد القوات الامريكية قلت في مقالة على ( ايلاف ) كان عنوانها من يكتب بيانا لفقراء العراق اخشى مااخشاه من ان يترحم العراقيون على اسوأ نظام حكم عرفه العالم كما يترحم الرومان اليوم على نظام شاوشيسكو اسوأ حاكم عرفته اوربا بعد هتلر وموسوليني ، يومها اتهمني العديد من الزملاء بالتشاؤم اليوم يقف العالم كله احتجاجا على مانشر من صور لتعذيب السجناء في سجن ابي غريب ، ولن اتحدث عن الصور التي اشبعت حديثا ولكني ساتحدث عن ظاهرة اخرى يشهدها الوطن العراق .....
روى لي الزميل كريم سلمان وهو احد اقدم خطاطي الصحف العراقية انه استيقظ على صوت انفجار قوي في مدخل منزله قال الزميل :سارعت الى الطابق الاسفل كي ارى مايجري وكانت الساعة تقارب الثانية صباحا فوجئت بعدد من الجنود الامريكان قد خلعوا الباب المودي الى غرفة الجلوس وصرخوا بي لارفع يدي عاليا فعلت ذلك مذهولا وسالت السيرجنت الذي يرافقهم هل يمكنك ان تخبرني بما يجري هنا ؟
اجابني اين فلان ؟
لااعرف وهو ليس هنا وكان بامكانكم ان تفتشوا بطريقة اخرى !!
لم يجبني وانما انتشرت عناصر الدورية لتفتيش المنزل ولما لم يجدوا احدا اقتادوني الى معتقل المطار ، بعد اربعة ايام اطلق سراحي وقل لي السيرجنت نفسه نحن نعتذر انها وشاية كاذبة...يضيف سلمان خلال التفتيش سرقت من منزلي مصوغات تساوي عشرة الاف دولار...
رويت الحكاية لزميل آخر اكتفى بالابتسام ثم عرفني على شخص كان بمعيته وطلب منه ان يروي لي ماحصل معه قال الرجل : حصلت لي حادثة اصطدام مع عربة عائدة لقوات الاحتلال وكان في العربة ضابط كبير قال لي ان سائقه هو السبب واعتذر مني حين علم بانني استاذ جامعي واعطاني بطاقته الشخصية ثم طلب مني مراجعة المطار لتعويضي وفعلا ذهبت في الموعد وفوجئت بوجود عشرات الاشخاص يقفون في طابور طويل فوقفت في آخر الطابور ووجدت احد الواقفين يسالني : عندك اخبارية ؟
اجبته كلا !! اطلب تعويضا
اذهب الى الشبا ك الاخر
وفعلا ذهبت الى الشباك ووجدت اسمي هناك ودفعت لي الموظفة مبلغ 400 دولار اخذتها شاكرا ومتجها الى الخارج ليستوقفني احد الواقفين في الطابور قائلا : لازم عندك خوش اخبارية ، لان اكبر اخبارية اليوم 100 دولار اكتشفت ان الطابور الاول هو لمخبرين يبدو ان صاحبك كان ضحية احدهم !!
ترى من سيسأل قوات الاحتلال عن مثل هذه الممارسات التي تعيد الناس الى ايام الدكتاتورية وجيش الوشاة والمخبرين الذين يهددون رقاب الناس
يتبع


الحواسم : لقب يطلقه العراقيون على اللصوص الذين سرقوا اموال الدولة


ليث الحمداني
رئيس تحرير صحيفة ( البلاد ) الكندية



#ليث_الحمداني (هاشتاغ)       Laith_AL_Hamdani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الكذبة الكبيرة
- التخصيص بين (صديق الرئيس فولي) وصديقنا - يعقوب
- بعيدا عن أحاديث الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان ما زال ف ...
- دفاعا عن فضائية أبو ظبي محاولة لفهم العمل الإعلامي وظروفه بع ...
- اتحاد الصحفيين العرب البيان المتأخر.. والتغيير المطلوب!
- مواقع الإنترنت العراقية ´- مطلوب قطع الطريق أمام الراقصين في ...
- ملاحظات حول مستقبل العمل الصحفي في العراق
- البحث في أعماق الزمن عن زعامات نظيفة اليد
- موسيقى الأغنياء التي تذبح الفقراء
- العراقيون يكرهون الدكتاتورية، ولكنهم يكرهون الاحتلال أكثر


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ليث الحمداني - انطباعات اولية من المشهد العراقي