أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - 3 دجاجات ...وديك ؟














المزيد.....

3 دجاجات ...وديك ؟


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 16:21
المحور: كتابات ساخرة
    


ألا لعنةُ الله على ذلك اليوم الابيض الذي طاوعتُ نفسي فيه و ابتعت الدجاجة الحمراء منذ ذلك الحين وحياتي تسير من سيء الى اسوأ‘ كثيرا ما كنت اُتساءل كيف تستطيع مواضيع صغيرة تافهة أن تُحدًث تغيرات كبيرة مهمة في مجريات كائنٍ له من الخبرة والحيطة والحذر مدى ثلاث تجارب سياسية انتهى منها بهيئة لا ادري وقضى ردحا من الزمن يترقب جزئيات الشأن الاجتماعي عن قُرب حتى صار عراب اهله وعشيرته ‘ لكنه الهاجس إياه ما فارقه يوما في مخيله يوم امسكهُ ابيه بالجرم المشهود في ساعة مُتأخرة من الليل جالسا القرفصاء في الحمام ممسكا بقلم الرصاص الصغير ويدون ويداه ترتعشان ما لم يستطع دفعه ساعات النهار من تنامل المُتهامسات وثعلبية اهل الطرقات في تكعيبة جمجمته الحمراء... لا يستطيع نسيان تلك التعويذة عندما نظر اليه كبير العائلة وهو يمسك بشيبتهِ الرمضانية واطلق حكمته:
شيءٌ غير عادي فيك ياولدي سيقلب حياتك راسا على عقب !
منذ صغري ارتبطت والحيوانات الأليفة وغير الأليفة بوشائج المراقبة والإمعان لدرجة كنت اقارنها بطريقة مبتكرة بينها وبني البشر صعوداً من الشحاذين حتى اعلى مرتبة في سلم الدولة من الاصدقاء والاعداء ‘ من خلال حركة العينين والاطراف كذلك هي الحركات والسكنات حتى في حالات الصمت والكلام كان ذهني يقفز بلمح البصر للمقارنة والمقاربة لذلك احتوت موسوعتي النفسية على كم هائل من المعلومات أرشيف بلا حدود غير ملتزم بقراطيس وفعلا كنت افرد صفحات في دفاترافكاري اشكال حيوانات يقابلها صور لبشر لا اعرفهم حتى ولكنه الهاجس الذي يدفعني بقوة ويجعلني اشعر بالسعادة والطمانينة كلما افعل ذلك لسببٍ اجهل منابعهُ ‘ وفي مناماتي المُقلقة كنت ألتف بثنايا الوسائد والاغطية فابعثرريشها لانهض سريعا وأُعدِل من تجانسات ما كنت اراه متطابقاً بين الحيوانات الناطقة وغير الناطقة فتعود لي الطُمانينة فاغط في سبات نوم عميق...
اليوم وعلى ابواب العقد الخامس من عمري تحول بيتي في منفاي الاغترابي الى مسرح للحيوانات وكلما دفع العالم من حولي بسخريته الكسيحة اجدني افترش الارض قبالة تناثر مملكة البراءة اتنفس من خلالها ما يجعلني على قيد الحياة لكني ولسوء طالعي زوجتي متزمتة اصولياً لدرجة ان قَسمًت مملكتي الضحوك الى نجاسات وطهارات فهذا حرام وذلك مكروه او مستحب وبالاستعاضة جربت كل الوسائل بما فيها الغرامية لثنيّها والصاقها في عالم الصير خاصيتي حالت دون جدوى فاكتفيت بدجاجتين بياضتين وديك وجميعهم من سلالة واحدة واللون الابيض يشع والتقاء السماء. وفي يوم من الايام خرجت وولدي الصغير نتبضع في سوق للخضروات وكانت المفاجاة بانتظاري حين انفلت صغيري على هواه حتى استقر مقامه عند دجاجة حمراء صغيرة وجميلة فيما انسابت يده اليمنى تمسد على ريشها الناعم واليسرى تعبث برؤية بمنقارها ‘ لحقت بهِ وبعد دقائق وجدتني اُلبي رغبته بل رغبتي الدفينة بشرائها ثم قفلنا عائدين الى البيت والدجاجة الحمراء معنا وعلى مرمى تراقص عيوننا اطلقنا العنان لها لتجد طريقها وسط اهلها من بني جنسها ومن هنا كانت الواقعة ومربط الفرس... فقد انطلق الديك الابيض باقصى سرعته صوبها مُخلفاً وراءه تركتين بياضتين وبدورها ولت هاربة ونحن نتابع تراكضهما وما ان تعبت المسكينة وقد اختلى بها في ركن ضيق وراح ينقرها وينقرها كيفما اتفق وبشراسة لم نتوقعها وهي تُجاهد ممتنعة تقاوم حتى ابتلًت وتكورت مُسلمة امرها لفارسها المُنتظر‘ اشفقنا عليها وظَنَنا انها هالكة لا محال...
تمكن منها اخيراً وقفزها بدل المرة مرتين فيما كانت الدجاجتان تُعاينان المشهد عن قرب بانكسار وذُل بعد ان حاولتا التغنج وجلب انظار الديك دون جدوى ومنذ ذلك اليوم ترك الديك الدجاجتين وراح يتغزل وينفش ريشه ويفرد جناحيه كلما باغته الهيام وهي الى اليوم تُمانع ولكن لا تملك حيلة لثنيه عما كان مُبيتاً...
بعد ايام اشفاقا عليها قررت فرد زاوية لمبيتها غير قفص الدجاج لكنه في الليل كان يزعجنا والجيران باطلاق استغاثاته حتى الصباح فوكلنا امرنا لله وجمعنا بين الاربع بالحلال.. .
المشكلة انتهت من جهة الدجاجات لكنها ابتدأت في بيتي فقد راحت زوجتي تنظرني بزاوية عينها حتى ان العدوى انتقلت لاطفالي فقد راحوا يختلون مع انفسهم ويتحاورون مع امهم في اسئلة تتفتق اسئلة وكأني المسؤول المشكوك ولاؤهُ عما آلت اليه الامور حتى جاء اليوم الذي يطوقونني فيه جميعا في نزالات استجواب قسرية ِعن اسئلة لا املك اجابات ناجعة لها فما ادراني في ما يحصل...
تدرجت عدوى الشكوك تدريجيا لبيتي وفكرت في طريقة اتخلص بها من احراجات بيتي غير ذبح الدجاجات والديك فذهبت الى صديقي الحكيم الاعزب صاحب المزاج والهوى اشرح له بطريقة المظلومية ما حال بي على حين غرة فأجابني بعد التفكير والتمعن بسيطة وجدتها ‘ صرخت كيف؟ اجابني : هل الدجاجات بياضات؟ قلت نعم قال اجمع في عش 13 او 17 عشر بيضة وبعد مدة سترى النتيجة سالته ولماذا العددان الفرديان؟ اجابني مازحا : اسأل جدتي الثانية ... ولم اطل عليه كم عدد زوجات جدك سارعت على فوري بتنفيذ تعليماته حرفيا وبعد اقل من شهر خرج عشرة وصاويص يسرحن ويمرحن ويملآن الباحة بهجة وسرورا عندها وضعت الجميع امام الأمر الواقع الجديد فخفت نظرات زوجتي وانطفأت اسئلة اطفالي وهم يتمايلون يحضنون تارة ويطلقون الوصاويص وكأنهم اخوتهم فعلا ومن فصيلة واحدة....

كريم الثوري





#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول الكلام آخره
- رحلة الملتاع في عراق الجياع
- متى تكسر أنياب التماسيح
- الطرة والكتبة
- صديقي سيد
- الصحافة العراقية ... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة 3
- الصحافة العراقية... ضغط الواقع وإستيلاء النقابة القسم الثاني
- مراتب البايات
- الطريق الى مدينة المحرمين الثورة الصامدة 2 يافقراء العراق وم ...
- سرابيت العام شقاوة السنة
- سررت بكم
- بين البائع والشاري يفتح الله
- الصحافة العراقية
- حوار مع خوذة جندي قتيل
- الاقليات في العالم
- سليل الدمعة الساكبة
- غِبارٌ العراق والوجوه الغابرة
- تفهامية المقهى المحاصر عابر في التيه
- حوار مع حيوان زاحف
- حين يوظف المال لا حين توظف المبادىء


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - 3 دجاجات ...وديك ؟