أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام محمد جعفر - الشيوعي الافتراضي وصالح المطلك والحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

الشيوعي الافتراضي وصالح المطلك والحزب الشيوعي العراقي


سلام محمد جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 16:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم اكترث لتصريحات صالح المطلك، ولم أعر لها ادني اهتمام، فهو مكلف بالدفاع عن العفالقة وخطابه موجه لهم, لكن استوقفني توقيت تصريحاته الى قناة الحرة عراق يوم 14/9، في فترة التحضير للانتخابات، والتشاور لإقامة التحالفات، فأي رسالة مشؤومة وجهها، وما الهدف؟

لقد أكد بذلك لسادته بأنه ماضي بتنفيذ خطتهم، بدون أدنى شك، هؤلاء الذين يجمعهم التآمر، وتوحدهم الانقلابات، حتى وان جاءت بقطار أميركيي، كما وصفهم الشاعر المبدع الكبير سعدي يوسف، في ملحمته التي سماها الغزاة (جاء أولاد العمومة، محملين من الأقاليم البعيدة، وفي الحقائب ترتفع الليرات أعناقا...... وجدتهم في دار اسطيفان يرتشفون خمرا، والبنادق تحت أثواب العواهر).

لم ولن تفارق البداوة تاريخهم، فـ ( نيرانهم الروث وضيوفهم أهل الدبابات). والبداوة هنا لسيت إساءة لإخواننا البدو، إنما هي تذكير بنظرية بن خلدون في العمران، لذا كانت حملة مشعان الجبوري الانتخابية، و(كليبات) صالح المطلك الدعائية، غجريات ترقص على أنغام الربابات، يذكر الإعلامي إبراهيم الزبيدي في كتابه ( دولة الإذاعة) كان البكر يتصل به بين فترة وأخرى، طالبا منه بث أغنيات حمدية صالح وبناتها على شاشة التلفزيون الحكومي، هي الوحيدة التي تطربه. اي ثقافة يفتخر الحرس القومي بها؟.

لا يعني المطلك في دعوته من لم تتلطخ أياديه بدماء الشعب العراقي، فالمواطن الذي اجبر على الانتماء لحزب عفلق، سواء بالترهيب او بالترغيب، إنما مارس حياته الاعتيادية منذ اليوم الأول للتغيير، وعاد الى وظيفته بشكل طبيعي دون مسائلة، او طلب اعتذار، المطلك لا يعنيه أمر هؤلاء، إنما ذهب تصريحاته، عفوا تنفيذه لأحدى صفحات الخطة البديلة، كقيادي بعثي بديل، هذه الخطة التي رسمت له دورا آخر غير دوره في البرلمان الذي احتل كأقرانه البعثيين مقعدا فيه، فأيتام عفلق، لا تعني لهم عضوية البرلمان شيئا، فثقافة ( في سبيل البعث) لا تتضمن الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والمواطنة، فالعودة التي يحلم بها (حزب العودة)، لم تكن في حيثياتها مفهوم التبادل السلمي للسلطة، انما عودة لا تختلف بشيء عن سابقاتها، عودة عبر الانقلابات التي لم يلبث ( الأبيض) منها ان يتلطخ بدماء الأبرياء.

ستبقى انقلاباتهم مكلله بالسواد مثل تاريخهم، الذي فشلوا في إعادة كتابته، فالعار والشنار يلاحق حاضرهم، وسيبقى يؤرق مستقبلهم، فالجرائم المشينة التي يشهدها العراق اليوم هي استمرار لتلك الجرائم الشنيعة ذاتها التي تذكر العراقيين بانتهاكات الحرس القومي، وعصابات الجيش الشعبي، وسرسرية فدائي صدام، (لقد أضفى الباحث الرائع الراحل هادي العلوي، كلمة السرسري على الدكتاتور صدام حسين كصفة لائقة به، ولا علم لي باصل هذه الكلمة) فرق الإعدام، وجرائم وشم الجبين، وصلم صيوان الأذان، لكل رافض لحروبهم التي لم تخض باسمنا (ليس هناك من فرق يذكر في قاموسهم بين الرافض لهم والرافضي، وكذلك الفرق بين الشروكي والشيوعي). حروبهم التي لا معنى لها و التي خلفت ضحايا ( لا أسماء لها ولا ذكريات ... انها أرقام ... مجرد أرقام في الحروب المنسية) كما قال احد كبار شعراء جنوب افريقيا في وصفه لضحايا الحروب الهمجية.

لا استغرب من المطلك ان يساوي بين الضحية والجلاد، فهو باطل لم يعرف الحق ولا التاريخ، كما انه لا يفقه سوى بـ ( مداجن) ومزارع ساجدة التي لازالت الحكومة العتيدة، لم تطالبه بها، كي تعيد توزيعها، كما فعل الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، إبان نجاح ثورة الشعب.

في مقالتي الأولى وصفت صاحب المدجنة التي عمل فيها والدي وآوته من المطاردة، بالرجل بالطيب، كي استثنيه من (.... ) كالمطلك واقرأنه، حتى وان تعطروا بالعطور التي يصنعها (غرينوي) بطل رواية الروائي (باتريك زوسكنت)، كونها تصنع من جثث الضحايا. يا للتعاسة، لا استطيع التحرر من الاستطرادات، لا باس فذكر شيء من تاريخ العفالقة الشفهي الذي لم ينكب عليه لحد هذه اللحظة باحث جاد او مؤرخ موضوعي لكتابته، فهناك صفحة من تاريخ المطلك المجهول، وعن ساديته، يتذكرها كل من عرفه، ومنهم عمال مزراعة الواسعة، ويتناقلون ما فعله يوما بشيخ وعجوزه، دفعهم سؤ الطالع الى بيع نشارة الخشب لإحدى مداجنه، لغرض فرشها على أرضية المدجنة، في وقت كان المطلك سكرانا ( درنكة).
وما ان رأى زيهم الجنوبي، حتى بدأ الاستهزاء بهم بكلمات بذيئة، تخرج من فمه مع دخان سكارته التي لا تفارقه، وشتائم نابية على (الشروكية الذين أستوردهم القائد محمد القاسم من الهند مع الجاموس). وكانا يستنجدان بشاربه، ولم يعلما ان سليلي عفلق قد فقدوا الرجولة في اليوم الذي انهار فيه رجال الحرس القومي، وهربوا في ملابس النساء.

اي إنسان هذا الذي هزأ ذات يوم بعجوزين، يعيلان أطفال أبنائهما الثلاث الذين زج بهم في الحرب دون ان يتركوا لهم معيل، واضطرا الى جمع نشارة الخشب التي يجمعوها من معامل النجارة في الصالحية، التي ملكها او دارها أشقائنا المصريين، بعد ان دفع رفاق الملطك، بأصحابها الى أتون الحرب الهمجية، ربما وجدت العذر في هذا الاستطراد، كوني دونت شيئا عن التاريخ المشين لنائب الشعب.

العفلقيون تأسسوا دون ذاكرة: لذلك هم لا يتعظون، فما نفع ان تكتب لهم الفرق بين سلام عادل وناظم كزار، وبين اغنية ( صدام يا صدام كل العرب) وبين (ذوله احنا الي سرجنا الدم على صهيل الشكر يسعود... خلينا ظهر لنجوم من جدح الحوافر سود)
يكفي ان اميل حبيبي خلد عارهم في احد روياته:

دم ددم دم واحدة ذات رسالة خالدة
قتل تلل نل واحدة ذات رسالة خالدة

سؤالي الم يكن في توقيت هجومهم على الشيوعيين معنى وهدف محدد؟ فان كان الحزب الشيوعي العراقي ضعيفا، وغير مبادر، ولا أفق له، كما يحلو لبعض الأحبة الديمقراطيين الكلام حين يطيب لهم نقده؟ اذا ما لسر في هجوم الصداميين على الحزب دائما، وتكريس هجومهم عليه وتشديده في الوقت الحاضر؟

أرى ان السر ما في ذلك هو لان الحزب صاحب المشروع البديل، لذا فمراقبة نشاطه وتوسعه هو هاجسهم الأول، فالحزب يحضى بتأييد نوعي، من وطنيين ديمقراطيين، التفوا حوله، أعضاء وأصدقاء عن قناعة الاشتراك في بناء البديل، والصداميون يعلمون ما ان تستتب الأحوال، حتى تصبح المشاركة النوعية تأييدا نوعيا وعدديا له، هكذا يحدثنا تاريخ العراق المعاصر.

الصداميون لم ينسوا خطتهم في تصفية الحزب، وملفات السجناء السياسيين، التي اطلعت عليها، تؤكد سعيهم للنفاذ في مختلف الأحزاب القومية والطائفية واختراقها. نجحوا بذلك بعض الشيء، ووجدوا لهم في بعضها مرتعا، لكن يبدو انهم لم يجدوا منفذا للتسلل في الحزب الشيوعي العراقي واختراقه، فلم يبق للمطلك سوى تصريحات لا تهدف الى الإساءة والتشويه والافتراء، هي اقرب للنعيق، او كما استهزأ بريخت من شراذم الصراخ العالي لأعداء التقدم بـ ( نقيق الضفادع أصاب مني مقتلا)


ملاحظات:
1- بقيت لحد هذه اللحظة شيوعي افتراضي، ولم أقدم ورقة الانتماء كوني لم أفارق الكومبيوتر، لمكاتبه أصدقاء جدد،غير افتراضيين، هذه المرة، حول مقالتي الأولى.
2- كتبت هذه المقالة، لا برهن على ما ذكرته في مقالتي الاولى، من الخطة التي رسمت لمعاداة الشيوعيين، وحذرت من فخ الوقوع فيها دون قصد.
3- استجبت لملاحظات عدد من الأصدقاء في عدم الإطالة.
4- قرأ احد الأصدقاء هذه المقالة قبل نشرها، ونصح بعدم ذكر اسمي، خوفا علي من حقد الصداميين، وذكرني بما قاله شمران الياسري في رباعيته (تره هذا طك فشك مو شيل...) فقلت له (المن تريد الحيل يا أبو سكينه!).
5- أخوتي الشيوعيين، لا تضيعوا وقتكم بالرد على المطلك، فتصريحاته لا تساوي ( ضرطة عنز) انما عليكم واجب توضيح سياسة حزبكم والدفاع عنها، والعمل على حشد القوى الديمقراطية والتبشير بمشروعها.
6- اخي الديمقراطي، ان رغبت بصناعة تاريخ آخر للعراق، اقترب من الشيوعيين، وتعاون معهم قدر ما تستطيع دون تحسس، ليس هناك شرط ان تصبح عضوا في حزبهم، ساهم في الترويج للقيم الخيرة، اعمل بما تستطع من اجل استنهاض القوى الديمقراطية وتوحيدها وفق برنامجها الواعد، لنقطع الطريق أمام اي تهديد لذوق العراقيين من اي قوة غاشمة. من اجل كل ذلك:
(أناديكم
واشد على أياديكم
وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم)







#سلام_محمد_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعي الافتراضي وكاظم حبيب والحزب الشيوعي العراقي


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام محمد جعفر - الشيوعي الافتراضي وصالح المطلك والحزب الشيوعي العراقي