أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - انا الخريف .. من طين وماء!!















المزيد.....

انا الخريف .. من طين وماء!!


زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)


الحوار المتمدن-العدد: 843 - 2004 / 5 / 24 - 03:36
المحور: الادب والفن
    


انا الخريف .. من طين وماء!!
لوحة بالكلمات مهداة الى الرسام مروان ابو الهيجاء بمناسبة افتتاح معرضه "الخريف"

كتبها : زاهد عزت حرش
كانز المعرض

يحضرني قول الشاعر اللبناني جورج غانم في الجزء الاخير من قصيدة بعنوان "الخريف" حين يقول :

"يا للخَريف .. يا للضياء الغاربِ
يا للشباب الشاحبِ
غداً اذا مررت بالترابْ ..
وعدت بالرياح والضبابْ..
ونامَ في جفونك الغبارْ
غذاً .. وانت تعبر الديارْ
خولِّدتَ اذ تعود .. وثرْ بدنيانا
وحطم القيودْ .. وذكر القيود
بالانسان
وكَفّر الايمان. حُييت اذ تعود
فأنت للخلود .. ونحن للنسيان."

ابى الزميل مروان حين لبى دعوة رابطة سوا للفنانين التشكيليين في شفاعمرو, والفاعلة ضمن جمعية سوا بدير راهبات الناصره.. الا ان يطلق على معرضه الربيعي.. اسم "الخريف".. فوجدت في الكلمات التي اختتم بها الشاعر اللبناني جورج غانم قصيدته.. وخاصة البيت الذي يقول فيه "وكَفّر الايمان. حُييت اذ تعود فأنت للخلود .. ونحن للنسيان." تعبيراً لحوارية اسم هذا المعرض وحال الفنون التشكيلية.. وهو حالك ايضاً اخي مروان.. فهذه الاعمال التي ستبقى لتنتقل على جدران بيوت ابناء اسرتك وابناء شعبك, ستحمل لمسات فرشاتك الى الزمن والايام الاتيات.. فلا خريف هناك ولا نهاية.. بل بداية شروق لوني مع كل جيل جديد .


زاهد حرش يفتتح المعرض, على يساره احد مؤسسي جمعية سوا الاستاذ عصام نصرالله وعلى يمينه رئيس بلدية طمره الرفيق عادل ابو الهيجاء


مروان ابو الهيجا
من مواليد قرية الحدثة سنة 1942
هجر مع اسرته وسكنت العائلة في طمرة منذ سنوات النكبة .
درس الرسم من خلال دورات فنية في “بيت الكرمة“ في حيفا. اضافة لدورتين في الفنون التشكيلية لدى الاستاذ عبد عابدي. شارك في العديد من المعارض الجماعية للفنانين العرب الشباب منذ اوائل الثمانينيات.
اسلوبه تعبيري يرسم بواسطة الباستيل والطباشير الجيرية على الورق, موضوعاته مرتبطة بشكل وثيق بمأساة شعبنا الفلسطيني, واعماله تتحدث عن المعاناة الفلسطينية وعن القرية والمشاهد الطبيعية والتراثية الفلسطينية. في الاونة الاخيرة اتبع اسلوب اخر في تشكيل عمله الفني, وذلك من خلال استمعال المواد الطينية والكلسية الاسمنتية وصبغها بالالوان الزيتية.. لتحمل في تقنيتها نوعية من التعبيرية الفطرية, الى ان اصبح عمله الفني (اللوحة) عبارة عن شكل ثلاثي الابعاد, كنوعية الحفر على الالواح الخشبية او الرخام.. مما يذكر بالنقوش والحفر على اقواس البيوت والقصور العربية القديمة.. وخاصة التي ابنية الفاطميين في مصر, التي امتازت بنقوشها المحفورة على الجسور الموصلة بين اعمدتها, وتقويسات الابواب والقناطر عند مداخل البيوت والقلاع والقصور والمعابد.

ا
لوحة "خان الفرسان في عكا" الوان زيتية على قماش – رسم مروان ابو الهيجاء

لرسام مروان ابو الهيجا يمارس الرسم بقدر ما تسنح له ظروف الزمان بذلك.!! فهو عامل يعطي من ساعات يومه 8 ساعات عمل اسوة بمعظم عمال هذا العالم, وهو انسان نشيط في الحياة الاجتماعية, يشارك الناس في اتراحها وافراها.. فما تبقى من الزمن هو عمر يعطيه بعد عائلته وبيته لهذه التي نسميها "الفنون التشكيلية".. ومروان لم يستطع ان يتثقف فنياً بتاريخ الفن ومدارسه ومشاربه واساليبه وتقنياته كما يجب, او بما يسمح له لان يفجر كافة مكنوناته الذاتية وهواجسه ومشاعره المرهفة, من خلال المعرفة الواعية القادرة على انجازها باسلوب مدروس متمكن من العلاقة بين العناصر المكونة للوحة, وارتباطها البصري مع الفكرة التي تحملها.. الا ان احساسه الفطري بالوعي والمعرفة الاشعورية, زوداه بتلك القدرة العفوية على التعبير القادر على ايصال افكاره ومشاعره الانسانية للمتلقي, من خلال ما انتج من اعمال في هذا السياق.. هذه التي ولدت على قارعة الزمن المتبقي ما بين حياة العمل وعمل الحياة.!!

"سوا" نستضيف "الخريف"

جمعية "سوا" الوجه العلماني الثقافي لدير راهبات الناصرة والعاملة من مقرها الواقع في دير الرهبات في شفاعمرو.. هي صاحبة المكان الذي اتاح لي وللزمان ان نتوافق على تنظم معرض "الخريف" لصديقي مروان ابو الهيجاء.. ففي جاليري سوا للفنون افتتح مساء الثلاثاء 11 الجاري.. هذا المعرض الذي ضم 14 عشر لوحة.. منها ثلاثة اعمال قديمة بالوان الباستيل "الشمعية", والباقية اعمال جديدة يعود تاريخ انجازها لبداية عام 2001. وهي تنقسم الى قسمين, اعمال بالالوان الزيتية على قماش, واعمال بالطين والمواد الكلسية الاسمنتية الموشاة بالوان زيتية ايضاً.

تمتاز اعماله الزيتية التي استوحاها من واقعنا المكاني, بالوانها البنية المعبرة عن تلك العلاقة الوجدانية بالارض والتراب.. وقد اختارها لتحمل صور من "عكا وطبريا وقروية ما".. حتى ان الماثل امامها يستطيع ان ينساب مع الوانها وبعدها المنظوري مندفعاً في رحابها بفعل الاحساس, وليس بفعل التقنية البنيوية التي امتاز بها الرسم الكلاسيكي منذ الاغريق, ومنذ عصر النهضة الايطاليا "الرينيسانس".. وبذلك تذكرك بالتعبيرية الوجدانية التي تنقل المشهد اليك من خلال قدرات الفنان ورؤيته الذاتية..بعيداً عن ذلك التصوير الفوتوغرافي المثبت مسبقا لمكان محدد بالشكل والابعاد والالوان.!! وبذلك النمط العفوي لعلاقة الذاكرة بالمكان تصبح اعماله مميزة به وهو مميز بها.


اما الاعمال المجبولة بيديه.. من طين الارض واسمنته المستخرج من صخر هذا الوطن.. فهي موال وقصيدة جبلية تحكي قصتها بذاتها.. لا تطلب من احد ان يترجمها او يقرأ ابعاد جدليتها مع الزمان والمكان!! هذا هو مروان, العامل البسيط الذي حول الطين الى عمل فني رائع. ليؤكد مصداقية المعضلة القائمة بمطلقها منذ فجر التاريخ البشري.. بان قامت كافة الحضارات الانسانية على مر العصور باستعمال ادواتها التشكيلية المستخرجة من طبيعة الارض.. ليمارس الانسان عملية الخلق بيديه كانه يعيد تمثيل الخالق في خلق الطبيعة والخليقة والحياة على الارض.. هي اذاً عملية مستوحاة من باطن الذاكرة في الذات المتوارثة منذ الاف القرون.. ان تكون يد الانسان عنصر خلق تشبه في مداها يد الله وهي تمتد نحو ادم كي يستيقظ من سبات الطين الترابي, في لوحة خلقت منذ خمسة قرون على يد النحات العظيم ميكلانجلو.!!

هكذا ولدت لوحات مروان النحتية .. بكلتا يديه وبقليل من طين وماء.. الا انه لصلته الوثيقة بالارض ثبت في مساحات منها حجارة طبيعية مجردة كما خلقتها الطبيعة.. لتصبح جدلية المواد والتقنية والاسلوب, والموضوع ايضاً.. حالة من العشق الفطري للطبيعة وللوطن وللانسان.!!

ردني الى ترابك ايها الخريف.. اعصفي بي ايتها الرياح.. ورددي اغنية الغيوم وبكاء السماء .. فانا ان مت يوماً ساعود.!! اغنية على وتر.. ساعود زورقاً للعشق تحت حبات المطر.. ساعود كما تعود الارض في فجر الربيع .. ساعود يا وطني لوناً على حجر.!!

تستوقفني اعمال مروان النحتية بفطريتها.. بولادتها العذرية البكر كميلاد الشمس كل صباح.. وهي التي ستجدد ربيع بقاءك ايها الصديق العزيز كل عام من جديد.. في عيون من يتوارثونها من بيت الى بيت ومن جيل الى جيل.... لتروي قصة بقاء هذه الارض وبقاء هذا الوطن.. وطن التراب والحجارة.. الى اخر الدهر, والى ابد الابدين.



#زاهد_عزت_حرش (هاشتاغ)       Zahed_Ezzt_Harash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا الخريف .. من طين وماء!!
- نص البيان الذي اصدرته الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
- البيان الذي اصدرته الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة – الح ...
- والله زمان يا عرسان بيك!! ليست هذه من علامات القيامة .. انما ...
- طريق النحل- في -فتوش-.!
- قوافل الدموع مهداة الى العراق.. ولقوافل الجوع والدموع!!
- رسالة شخصية, ليست الى محمد بكري فقط؟!!
- موجز من تاريخ الفن التشكيلي في شفاعمرو
- كاندنسكي .. ثورة لم تخمد بعد!!
- نزيه نصرالله .. هذا هو ميلادك الاخير؟؟
- اغنية للسنة الجديدة قــوافـل الــدمـوع
- الحرية للمناضل السياسي ابو علي - محمد مقبل
- عريان وابي عريان في اخر الزمان قصة لم تنتهي - من تراثنا العر ...
- رابطة سوا للفنانين التتشكيليين في شفاعمرو
- اتمنى لشمعة -الحوار- ان تبقى مضيئة به وبكم ابد الدهر
- عملاق اللون الفلسطيني.. اهلاً بهذا الحضور كلمة لم تلقى في حف ...
- مساهمة بصوت مسموع في نقاش استوفى كافة حالات الهمس عمداً
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- الباص.. في مهرجان المسرح الآخر رائعة الموسم المسرحي لهذا الع ...
- شفاعمرو .. تاريخ واسماء ووطن-7


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زاهد عزت حرش - انا الخريف .. من طين وماء!!