أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 6















المزيد.....


الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 6


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 00:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


شكل الاستعمار و الحرب في الأطروحة الماركسية اللينينية تناقضين أساسيين ملازمين للرأسمالية الإمبريالية مما جعل لينين يعتمدهما في دراسته لعصر الإمبريالية على المستوى السياسي ، ساعيا إلى تحديد ملامح تطور الرأسمالية خلال العقدين الأول و الثاني من القرن 20 ، و تشكل سيطرة الرأسمال المالي على السوق العالمية تناقضا أساسيا على المستوى الإقتصادي ، انطلاقا من تطبيق الدياليكتيك الماركسي الذي يحدد قوانين تطور المجتمعات الرأسمالية عبر العلاقة الجدلية بين القوى المنتجة و علاقات الإنتاج باعتبار الإقتصاد الأساس المادي للتطور ، و يعبر لينين أن أساس الصراع بين الإمبرياليات ليس دبلوماسيا و لكنه يرتكز إلى التنافس الاقتصادي الذي أفضى إلى الاحتكارات الكبرى و استعمار الدول الفقيرة ، و بالتالي بروز الإحتكار الاقتصادي الذي يرتكز إلى تصدير الرساميل و تقسيم العمل عالميا و أن الحرب الإمبريالية ما هي إلا نتيجة هذا الصراع ، و هكذا اكتشف أن الإمبريالية ما هي إلا أعلى مراحل تطور الرأسمالية التي لا يمكن لها أن تحقق هذا الكم الهائل من وسائل الإنتاج إلا باضطهاد الشعوب الفقيرة من منطلقات امبريالية ، و اعتبر أن تطور وسائل الإنتاج في الدول الإمبريالية أدى إلى اضطهاد الشعوب الفقيرة و تعتبر السكك الحديدية و الكهرباء من بين هذه الوسائل التي سخرتها الإمبرياليات لاضطهاد هذه الشعوب.
و يقول لينين:" يبدو مد السكك الحديدية أمرا بسيطا وطبيعيا وديموقراطيا وثقافيا وتمدنيا، وهو يبدو كذلك في عيون الأساتذة البرجوازيين الذين تدفع لهم الأجور لكيما يجملوا وجه العبودية الرأسمالية، وفي عيون البرجوازيين الصغار التافهين الضيقي الأفق. أما في الواقع فإن الخيوط الرأسمالية التي تربط بألوف الشباك هذه المشاريع بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج بوجه عام قد جعلت من مد السكك الحديدية أداة لاضطهاد مليار من الناس (أشباه المستعمرات إضافة إلى المستعمرات)، أي لاضطهاد أكثر من نصف سكان الأرض في البلدان التابعة، وعبيد الرأسمال الأجراء في البلدان «المتمدنة».
واستنتج أن التطور الهائل لوسائل الإنتاج تسخرها الرأسمالية الإمبريالية لمزيد من الاحتكارات عن طريق تصدير الرساميل و جلب المواد الخام من البلدان الفقيرة ، و الذي نتج عنه سيطرت المال على التجارة العالمية التي تعتبر فيها السكك الحديدية " حاصل جميع الفروع الرئيسية في الصناعة الرأسمالية" كما يقول لينين ، نظرا للدور الذي تقدمه للرأسمالية الإمبريالية عبر تسهيل الاتصال بين جميع فروع الصناعة الرأسمالية و تطور التجارة العالمية و الحضارة البورجوازية ، هذه الوسيلة من وسائل الإنتاج التي تعتبر حاصل الرأسمالية الاحتكارية على المستوى العالمي و التي تعتمد علية الرأسمالية العالمية في بسط سيطرتها على الشعوب الفقيرة ، و لا يمكن للإستعمار أن يتم إلا بالحرب الإمبريالية ضد القوة الوطنية المناهضة له و توفير دعم الرأسمال المالي للحرب كما علمتنا تجارب الشعوب المضطهدة .
فخلال بداية القرن 20 تم انتقال كاهل الشعب المغربي بالديون التي تسلمتها السلطة القائمة بالبلاد من طرف فرنسا كمدخل لاستلاله ، و تحالفت الإمبرياليتان فرنسا و إسبانيا لتقسيم المغرب فيما بينهما بدعوى فرض الحماية و تصدى لهما الفلاحون الذين هبوا للدفاع عن الوطن ، و كانت الثورة الريفية بشمال المغرب أروع ما أنجزته حرب التحرير الشعبية ضد إسبانيا من 1919 إلى 1921 التي تم فيها طردها من جميع أراضي الريف بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي و بالتالي إقامة الجمهورية الريفية ذات مقومات الدولة الديمقراطية الحديثة من 1921 إلى 1926 ، و لم يكن بد أمام الإمبرياليتين إلا أن تتحالفا ضد الجمهورية الريفية و تدمرها بالحديد و النار في حرب شرسة استعملت فيه شتى أنواع العتاد العسكري المدمر بلع حد استعمال قنابل الغازات السامة ، لقد استطاعت حرب التحرير الشعبية الريفية انطلاقا من عدد محدود من الفلاحين المسلحين بالأسلحة التقليدية الصمود إلى حد تشكيل جيش بلغ 5/1 سكان الريف الذي بلغ آنذاك مليون نسمة ، و استطاعت حزم جيوش جزارة قادتها ماريشالات و جنرالات و أعداد غفيرة من الجيوش المجهزة بأحدث الآليات العسكرية من مدافع و طائرات.
إن الاستعمار و الحرب ملازمان للرأسمالية الإمبريالية و لا يمكن لأي تطور هائل لوسائل الإنتاج أن يحقق الديمقراطية في ظل الرأسمالية الإمبريالية ، ذلك لأن الإمبريالية تسخر هذه الوسائل من أجل اضطهاد الشعوب هذا ما نراه اليوم في الحرب الإمبريالية الثالثة التي بدأت منذ الحرب على العراق/حرب الخليج الأولى و و الثانية ، التي تقودها الإمبريالية الأمريكية ضد جميع الشعوب بما فيها الشعب الأمريكي الذي يعاني اليوم 40 مليون من سكانه من الفقر حسب الإحصائيات الرسمية ، و ما يميز الإمبريالية اليوم عن الإمبريالية في عصر لينين هو الشكل أما المضمون فهو قائم لم يتغير و هو صفتا الحرب و الاستعمار الملازمتان لها ، فإذا كانت بريطانيا قائدة الإمبرياليات في عصر لينين فإن الإمبرياليات اليوم تقودها أمريكا منذ نهاية الحرب الإمبريالية الثانية ، أما من ناحية الشكل فإذا كانت السكك الحديدية هي وسيلة الإنتاج التي استعملتها الإمبريالية منذ سنوات 1890 و 1913 عبر العالم للسيطرة على الشعوب و الكهرباء الطاقة الأساسية في ذلك ، و قال عنها لينين ك" إن الصناعة الكهربائية هي الصناعة الأكثر نموذجية بالنسبة لأحدث نجاحات التكنيك ولرأسمالية نهاية القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين. وقد تطورت بوجه خاص في أرقى بلدين من البلدان الرأسمالية الجديدة ."
أما وسائل الإنتاج التي تعتمدها الإمبريالية اليوم في بسط سيطرتها الاقتصادية و العسكرية فهي الأسطولين الجوي و البحري و الطاقة النووية ، أما علوم الإعلاميات فما هي إلا آلية حديثة لخدمة وسائل الإنتاج المعتمة في السيطرة الإمبريالية على الشعوب و هي الطيران و البحرية والطاقة النووية التي أخذت احتلت الصدارة أمام البترول ، و قد علمتنا الحرب الإمبريالية الثالثة في كوسفو و العراق و أغانستان و لبنان و غزة و غيرها من مناطق العالم مدى أهمية الطيران و الأسطول البحري في بسط السيطرة العسكرية على الشعوب ، و تطوير الماركسية لا يمكن أن يتم خارج المنطلقات الأساسية للماركسية اللينينية التي لا يمكن تجاوزها بالرجوع إلى الخلف باستنباط الفكر من المذهب البورجوازي، هذا أول ما يمكن أن اعتباره قبل أية محاولة لتطوير الماركسية باعتبار الماركسية اللينينية نقيض أسس الرأسمالية الإمبريالية ، فما هي إذن الخصائص التي تميز الإمبريالية اليوم عن خصائص الإمبريالية في عصر لينين ؟ سؤال جوهري لابد للجواب عنه من الرجوع إلى منطلقات لينين لتحديد الرأسمالية الاحتكارية و الرأسمال المالي ، و ذلك بتطبيق الديليكتيك الماركسي باعتبار وسائل الإنتاج أساسية في تطوير النظام الرأسمالي و التي لعبت فيها السكك الحديدية دورا هاما في بداية القرن 20 و الكهرباء كطاقة أساسية ، فما هي الوسيلة التي استعملتها الإمبريالية في مراحل متقدمة ؟ و قبل أن نصل إلى دراسة الإمبريالية في عصرنا هذا لابد من الوقوف في ما قبل الحرب الإمبريالية الثانية ، التي اعتبرت نتاج الأزمة الخانقة للإمبريالية العالمية نتيجة الصراع بين الإمبرياليات حول إعادة تقسيم العمل بعد بروز النظام الإشتراكي بالإتحاد السوفييتي نقيض الإمبريالية ، فما هي وسيلة الإنتاج الجديدة التي ميزت مرحلة الحرب الإمبريالية الثانية ؟ لا يمكن أن تكون غير نتاج التطور الهائل الذي عرفه الطيران و الأسطول البحري ، و الذي لعب دورا أساسيا في قلب موازين القوى خلال الحرب الإمبريالية الثانية بسبب هذه الوسائل الجديدة المتطور في مجال الملاحة الجوية و البحري و الطاقة النووية التي أرعبت العالم بعد كارثتي هيروشيما و ناجازاكي ، و برز المنتظم الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفييتي الذي انتصر في الحرب ضد المنتظم الإمبريالية بقيادة أمريكا.
لا بد لنا من مقارنة تعريف لينين للإمبريالية مع شروط الحياة المادية للمجتمعات الرأسمالية اليوم للوقوف عند مميزات هذا العصر ، من هنا لا بد من جرد بعض أهم أقول لينين بشكل مستفيض يسمح لنا بالوقوف عند أهم الإشكالات التي طرحتها نظرية "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" ، و أستسمح القاريء عن طول السرد لأقوال لينين نظرا لأهميتها في تحليل الأوضاع الإقتصادية العالمية اليوم ، و سأعرض هنا بشكل مركز أهم التعاريف التي وضعها لينين و الإشكاليات التي طرحها و خلاصاته النهائية وهي :
ـ مدخل إلى تعريف الإمبريالية :" ينبغي علينا الآن أن نحاول استخلاص بعض النتائج، تعميم ما قلناه فيما تقدم عن الإمبريالية. لقد نشأت الإمبريالية باعتبارها تطورا واستمرارا مباشرا لما فطرت عليه الرأسمالية بوجه عام من خصائص أساسية. ولكن الرأسمالية لم تصبح إمبريالية رأسمالية إلاّ عندما بلغت في تطورها درجة معينة، عالية جدا، عندما أخذ يتحول إلى نقيضه بعض من أخص خصائص الرأسمالية، عندما تكونت وظهرت على طوال الجبهة كلها سمات مرحلة انتقالية من الرأسمالية إلى نظام اقتصادي اجتماعي أعلى. والأمر الأساسي في هذا السير هو من الناحية الإقتصادية حلول الاحتكارات الرأسمالية محل المزاحمة الحرة الرأسمالية. فالمزاحمة الحرة هي أخص خصائص الرأسمالية والإنتاج البضاعي بوجه عام؛ والاحتكار هو نقيض المزاحمة الحرة المباشرة، ولكن هذه الأخيرة أخذت تتحول أمام عيوننا إلى احتكار، منشئة الإنتاج الضخم ومزيحة الإنتاج الصغير، مُحِلَّة الأضخم محل الضخم، دافعة تمركز الإنتاج والرأسمال إلى درجة نشأت وتنشأ عنها الاحتكارات: الكارتيلات والسينديكات والتروستات والرأسمال المندمج فيها لنحو عشرة من البنوك التي تتصرف بالمليارات. وفي الوقت نفسه لا تزيل الاحتكارات المزاحمة الحرة التي نشأت عنها، بل تعيش فوقها وإلى جانبها، مولدة لهذا السبب جملة من التناقضات والاحتكارات والنزاعات في منتهى الشدة والقوة. فالاحتكار هو انتقال من الرأسمالية إلى نظام أعلى.

ـ التعريف الأول : " ولئن كانت هنالك ضرورة لتعريف الإمبريالية تعريفا غاية في الإيجاز، ينبغي أن يقال: الامبريالية هي الرأسمالية في مرحلة الاحتكار. ومثل هذا التعريف يضم الأمر الرئيسي، لأن الرأسمال المالي هو رأسمال بضعة من البنوك الاحتكارية الكبرى اندمج في رأسمال اتحادات الصناعيين الاحتكارية، هذا من جهة؛ ومن الجهة الأخرى، إن تقاسم العالم هو إنتقال من سياسة استعمارية تشمل دون عائق أقطارا لم تستول عليها بعد أية دولة رأسمالية إلى سياسة استعمارية تقوم على احتكار حيازة بقاع الأرض المقتسمة بأكملها."

و رأى لينين أن هذا التعريف لا يكفي لفهم معنى الرأسمالية الإمبريالية لهذا عمقه بقوله :

ـ التعريف الثاني :"ولكن التعاريف الموجزة للغاية وإن كانت ملائمة لأنها تلخص الأمر الرئيسي، لا تكفي مع ذلك ما دامت ثمة حاجة لتستخلص منها سمات في منتهى الأهمية تصف الظاهرة التي ينبغي تعريفها. ولذلك، ودون أن ننسى أن جميع التعاريف بوجه عام هي ذات طابع شرطي نسبي وأنها لا تستطيع أبدا أن تشمل جميع وجوه علاقات ظاهرة في حالة تطورها الكامل، ينبغي إعطاء الإمبريالية تعريفا يشمل علاماتها الخمس الأساسية التالية:
1) تمركز الانتاج والرأسمال تمركزا بلغ في تطوره حدا من العلو أدى إلى نشوء الاحتكارات التي تلعب الدور الفاصل في الحياة الاقتصادية.
2) إندماج الرأسمال البنكي والرأسمال الصناعي ونشوء الطغمة المالية على أساس «الرأسمال المالي» هذا.
3) تصدير الرأسمال، خلافا لتصدير البضائع، يكتسب أهمية في منتهى الخطورة.
4) تشكيل اتحادات رأسماليين احتكارية عالمية تقتسم العالم.
5) انتهى تقاسم الأرض إقليميا فيما بين كبريات الدول الرأسمالية.
فالإمبريالية هي الرأسمالية في مرحلة من التطور تكونت فيها سيطرة الاحتكارات والرأسمال المالي واكتسب تصدير الرأسمال أهمية كبرى وابتدأ تقاسم العالم بين التروستات العالمية وانتهى تقاسم الأرض كلها إقليميا بين كبريات البلدان الرأسمالية.

و حاول لينين وضع نظرية حول الإمبريالية انطلاقا من المعلومات الإقتصادية الدقيقة وفق النظرية الماركسية و قال :

"لابد لنا أن نتناول فيما يأتي «نظرية الإمبريالية العليا» هذه لكي نبين بالتفصيل إلى أية درجة تنفصل هذه النظرية بصورة قاطعة نهائية عن الماركسية. أمّا هنا، فينبغي علينا، وفقا للبرنامج العام الذي نتمشى عليه في هذا المؤلف، أن نلقي نظرة على المعلومات الاقتصادية الدقيقة المتصلة بهذه المسألة. «من وجهة النظر الاقتصادية الصرف» أيمكن وجود «ما فوق الإمبريالية»، أم أننا أمام ما فوق الهذر؟"

و يسير في تعميق نظريته بالقول :

"إذا فهم المرء وجهة النظر الاقتصادية الصرف على أنها التجريد «الصرف»، فكل ما يمكن قوله حينئذ يؤول إلى ما يلي: يسير التطور في اتجاه الاحتكارات، وعلى ذلك في اتجاه احتكار عالمي واحد، تروست عالمي واحد. هذا لا جدال فيه، ولكنه كذلك خال من كل معنى كما لو قال المرء أن «التطور يسير» في اتجاه إنتاج المواد الغذائية في المختبرات. و«نظرية» ما فوق الإمبريالية هي بهذا المعنى لغو لا طائل تحته كما لو قال المرء بـ«نظرية ما فوق الزراعة»."

و لم يكتف بهذا القدر نظرا لرغبته في تعميق نظريته حول الإقتصاد السياسي قائل :

"ولكن إذا تناول الكلام الظروف « الاقتصادية الصرف» لمرحلة الرأسمال المالي باعتبارها مرحلة محددة تاريخيا تقع في أوائل القرن العشرين، فإن أحسن رد على الصيغ المجردة الميتة بصدد «ما فوق الإمبريالية» تلك الصيغ التي لا تستهدف إلاّ أمرا رجعيا للغاية: إلهاء الأنظار عن عمق التناقضات القائمة ، هو معارضتها بالواقع الاقتصادي الملموس في الإقتصاد العالمي الراهن. إن أقاويل كاوتسكي عما فوق الإمبريالية، هذه الأقاويل الخالية من كل معنى، تشجع، فيما تشجع، الفكرة المغلوطة في عمقها والتي تصب الماء في طاحونة مداحي الإمبريالية، الفكرة القائلة بأن سيطرة الرأسمال المالي تخفف التفاوت والتناقضات في داخل الاقتصاد العالمي في حين أنها تشددها في الواقع."

و يشكل الرأسمال المالي المعطى الإقتصادي الأساسي في الرأسمالية الإمبرالية و يقول عند :

ـ " إن الرأسمال المالي المتركز في أيد قليلة والذي يمارس الاحتكار فعلا يبتز أرباحا طائلة تتزايد باستمرار من تأسيس الشركات وإصدار الأوراق المالية ومنح القروض للدولة الخ، موطدا بذلك سيطرة الطغمة المالية وفارضا على المجتمع بأكمله جزية لمصلحة المحتكرين."

و يضيف عن دور الرأسمال المالي في الإحتكار :

ـ " إن جسامة عائدات إصدار الأوراق المالية، بوصفه احدى عمليات الرأسمال المالي الرئيسية، تلعب دورا هاما للغاية في تطوير وتوطيد الطغمة المالية. وتقول المجلة الألمانية «البنك»: «لا يوجد في داخل البلاد مشروع يعطي، ولو على وجه التقريب، مثل هذه الأرباح العالية التي تعطيها الوساطة في إصدار القروض الأجنبية»"

و يقول عن الأزمة في الرأسمال المالي :

ـ " وإذا كانت أرباح الرأسمال المالي في منتهى الضخامة أثناء النهضات الصناعية، ففي أثناء مراحل الانحطاط تهلك المشاريع الصغيرة وغير الوطيدة؛ أما البنوك الكبرى فـ«تشترك» في شرائها بأسعار بخسة أو في «إشفائها» و«إعادة تنظيمها» جانية الفوائد من ذلك. وفي حالة «إشفاء» المشاريع المصابة بالعجز «يخفض الرأسمال المساهم، أي توزع المداخيل على رأسمال أقل وتحسب في المستقبل على أساسه. أو يجري، في حالة هبوط العائدات إلى الصفر، اجتذاب رأسمال جديد يحمل عائدات كافية بدمجه بالرأسمال القديم ذي العائدات القليلة». ويضيف هيلفردينغ قائلا: «ولنلاحظ في سياق الحديث أن جميع عمليات الإشفاء وإعادة التنظيم هذه هي، في نظر البنوك، ذات أهمية مزدوجة/ أولا، باعتبارها عملية رابحة وثانيا، باعتبارها فرصة ملائمة لتجعل الشركات المحتاجة في حالة تبعية لها»"

و يقول عن المضاربات العقارية باعتبارها من ميزات الرأسمال المالي :

ـ " ومن عمليات الرأسمال المالي الرابحة للغاية كذلك المضاربة بقطع الأراضي الموجودة في ضواحي المدن الكبرى التي تتسع بسرعة. وفي هذه الحالة يندمج احتكار البنوك باحتكار الريع العقاري وباحتكار طرق المواصلات، لأن ارتفاع أسعار قطع الأراضي وإمكانية بيعها بصورة مفيذة قطعا صغيرة الخ.، يتوقفان بوجه خاص على سهولة المواصلات مع مركز المدينة؛ ووسائط المواصلات هذه هي في أيدي الشركات الكبرى المتصلة بهذه البنوك ذاتها عن طريق نظام الاشتراك واقتسام مناصب المدراء. ويكون الحاصل ما أطلق عليه الكاتب الألماني ايشفيغه، المحرر في مجلة «البنك» والذي انصرف بصورة خاصة إلى دراسة عملية التجارة بقطع الاراضي ورهنها والخ.، اسم «المستنقع»: مضاربة مسعورة بقطع الأراضي في ضواحي المدن، إفلاس شركات البناء كشركة «بوسفاو وكناور» في برلين التي اكتسبت من النقود ما بلغ 100 مليون مارك بواسطة «البنك الألماني» «الضخم المعتبر» الذي كان يعمل بطبيعة الحال بموجب نظام «الإشتراك»، أي سرا، في الخفاء، والذي تخلص من الورطة ولم يخسر سوى 12 مليون مارك؛ ثم خراب صغار الملاكين والعمال الذين لم يقبضوا شيئا من شركات البناء المزيفة؛ وصفقات غير قانونية مع هيئات الأدارة والشرطة «النزيهة» في برلين من أجل وضع اليد على معاملات أعطاء شتى المعلومات عن قطع الأراضي ومنح رخص البلدية لتشييد الأبنية وغير ذلك وهلم جرا."

هذه بعض الإشكاليات التي تناولتها نظرية لينين حول الرأسمالية الإمبريالية و التي مازال تلازم الرأسمال المالي اليوم مما يفند أصحاب نظرية ما فوق الإمبريالية ، التي فندها لينين في قوله "الإمبريالية عشية الإشتراكية" بمعنى ليس هناك نظام ما بعد الإمبريالية إلا النظام الإشتراكي الذي وضعت الماركسية اللينينية أسس بناء ، عكس أقوال الإنتهازية التحريفية التي تروج للإنتقال السلمي للرأسمالية الإمبريالية إلى الإشتراكية من أجل طمس حقائق الإمبريالية الإستعمارية ، و ما الأزمة المالية الراهنة إلا جزء من أزمات الرأسمالية في أعلى مراحلها الإمبريالية التي يعتبر فيها الرأسمال المالي المحرك الأساسي للإقتصاد ، و أغلب أطوار هذه الأزمة التي نعيشها اليوم ما هي وسيلة أمام الإمبرياليين لتعطيل الثورة الإشتراكية العالمية لبسط سيطرتها على ثروات عبر العالم ، حيث لم تبق هناك بقعة لم يتم استعمارها عبر القروض المستخلصة من المال الذي حصدته الإمبريالية من عرق و دم البروليتاريا و الفلاحين ، بالدول العالمثالثية التي عرفت الإستعمار و شبه الإستعمار خلال القرن 20 و الذي تم تعميقه بعد سقوط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي شرق أوربا ، لتكتمل السيطرة الإمبريالية على جميع بقاع العالم و تشتعل نار المنافسة على تقسيم أسواق العالم و سرقة أموال الشركات و البنود التي تم حصدها عبر المضاربات و الإحتكارات.

تارودانت في : 16 شتنبر 2009
امال الحسين





#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 4
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 1
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 12
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 11
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 8
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 9
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 3
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 2
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 1
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 8
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 6