أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح عليوة - إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (2)














المزيد.....

إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (2)


محمد عبد الفتاح عليوة

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما زلنا حول الإشكاليات التي يقع فيها العلمانيون في بلاد العرب، والتي تنبثق كلها من إشكالية واحدة هي الأصل كما أسلفنا قبل ذلك، ألا وهى أن مصدر التلقي هو الفكر الاستشراقى والثقافة الغربية..
والإشكالية الجديدة والتي تنضح بها كتاباتهم، بل ويعتبرونها سبة في الدين الإسلامي والفكر الإسلامي يرمونه بها كل حين، قولهم إن الدين الاسلامى يناقض العقل، ويحارب الإبداع، ويدعو إلى التخلف والجمود، حتى بلغ الأمر بأحدهم أن كتب فقال: إن العلوم كانت مزدهرة قبل الإسلام، وأن الإسلام لم يسهم في ازدهار الحركة الفكرية والعلمية، بل كان سببا في توقفها وانحطاطها، وبالتالي كانت الدعوات المتكررة إلى نبذ الدين إذا أراد المسلمون أن يلحقوا بركب الحضارة، ومواكبة التقدم والتطور.
والحقيقة أن هذه الشبهة ساذجة ومضحكة في آن واحد، ولا تحتاج في الرد عليها أكثر من أن نذهب إلى الدراسات الاستشراقية التي لبست ثوب الموضوعية إلى حد ما، والتي لا تخلو منها الدراسات الاستشراقية، فإن فكرة السيطرة على العالم الإسلامي، والتي تمثل الهدف والغاية من نشأة الاستشراق، لم تمنع يوما أن يتجاوز الاستشراق هذا الهدف في مسيرته التاريخية إلى أهداف أخرى علمية، أو حضارية، أو ثقافية .
واستشهادنا بأقوال المستشرقين أنفسهم لا يعنى خلو مبادىء الإسلام والفكر الإسلامي ومسيرته العلمية عبر التاريخ من الأدلة الدامغة لدحض هذه الشبهة- كلا- ولكن من باب قولهم: والفضل ما شهدت به الأعداء، ولأن العلمانيين في بلادنا لا يطربهم إلا أقوال أساتذتهم وأولياء نعمتهم وأرباب فكرهم.
يقول جوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب":
"إن العرب أول من علم العالم كيف تتحقق حرية الفكر مع استقامة الدين."
وقال المستشرق "سبانسر فاميري":
"لا يستطيع عالم واحد أن يتأمل القبة الزرقاء دون أن يلفظ اسما عربيا، ولا يستطيع عالم طبيعي أن يحلل ورقة من الشجر، أو يفحص صخرة من الصخور، دون أن يذكر درسا عربيا، ولا يقدر أي قاض أن يبت اليوم في خلاف، دون أن يستدعي مبدأ أنلته العرب، ولا يسع أي طبيب أن يتأمل دائرة أحد الأمراض المعروفة منذ القدم، إلا أن يهمس بآراء طبيب عربي، ولا يستطيع رحالة أن يدلف إلى أبعد زوايا آسيا وإفريقيا، دون أن يعمد عن اللغة العربية"

وفى كتاب عندما تغير العالم The Day The Universe Changed
تأليف جيمس بيرك James Burke
يقول الكاتب ص48: (( و لكن من حسن المصادفات أن جاءت لحظة تاريخية مذهلة أعيد فيها اكتشاف المعرفة، ففي عام 1085 سقطت قلعة توليدو العربية في أسبانيا، لتجد القوات المسيحية المنتصرة بين أيديها كنزا أدبيا، كان أبعد ما يكون عن كل أحلامهم، فمنذ ما يزيد على مائة عام، لم تكن أوروبا تعرف شيئًا عن العرب الأسبان إلا القليل .... و منذ ذلك الوقت انتشر الحديث في أوروبا عن الحضارة القائمة خلف جبال البرانس ))

و يقول ص50: (( و قد تميز موقف هذا المجتمع الثري الحضاري ذي الثقافة الرفيعة بالتسامح مع العقائد الأخرى، حيث عاش في ظل حكم الخلفاء المسلمين آلاف اليهود و المسيحيين في سلام و انسجام كامل، و استخدمت عوائد الأرض لتطوير مستوى الحياة، و الأهم من ذلك كله، أن الدين و الثقافة تعايشا معًا في تواؤم، فحيثما وجد الإسلام، وجد معه التعطش إلى المعرفة و تطبيقاتها على شتى مناحي الحياة ))

و يقول ص54: (( استمر تدفق طلاب العلم على أسبانيا في طوفان منتظم فاستقر بعضهم هناك، و تفرغ آخرون لترجمة النصوص التي كانوا يبحثون عنها، ثم عادوا مرة أخرى إلى بلادهم في الشمال، غير أن الجميع أصابه الذهول من تلك الحضارة التي وجدوها في الأندلس. . لقد كان العرب ينظرون إلى الأوروبيين الشماليين على أنهم لا يزيدون في مستواهم الفكري والثقافي على مستوى الصوماليين... أما المثقفون الشماليون فقد وجدوا في أسبانيا، مجتمعا ثقافيا على درجة عالية جدا من التفوق، بالمقارنة مع مستوى المجتمع الثقافي في بلادهم؛ مما ترك لديهم إحساسا بالغيرة من الثقافة العربية التي ظلت تؤثر في الفكر الغربي مئات السنين ))

وفى الثاني من يوليو 1951م عقدت شعبة الحقوق الشرقية من " المجمع الدولي للحقوق المقارنة" مؤتمرا في كلية الحقوق جامعة باريس للبحث في الفقه الإسلامي تحت اسم "أسبوع الفقه الإسلامي" برئاسة المسيو (ميو Montet) أستاذ التشريع الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة باريس، دعت إليه عددا كبيرا من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية وكليات الأزهر، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما، وعددا من المستشرقين كذلك..
وفي خلال بعض المناقشات وقف أحد الأعضاء وهو نقيب محاماة سابق في باريس، فقال:
" أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلوحه أساسا تشريعيا يفي بحاجيات المجتمع العصري المتطور، وبين ما نسمعه الآن في المحاضرات ومناقشتها مما يثبت خلاف ذلك تماما ببراهين النصوص والمبادئ؟."

وفي ختام المؤتمر وضع المؤتمرون بالإجماع التقرير التالي :
1- إن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة (حقوقية تشريعية ) لا يمارى فيها.
2- وإن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة الحقوقية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات، ومن الأصول الحقوقية، هي مناط الإعجاب، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة، والتوفيق بين حاجاتها."

لقد أثمرت الحركة الفكرية والنهضة العلمية الإسلامية حضارة عريقة أذهلت الأوربيين أنفسهم، فتوافدوا أفرادا وجماعات ينهلون منها، ويعبون من فيضها، ما أنار لهم حياتهم بعد ظلمة، وعلمهم بعد جهل.
وهذا ما سنتعرف عليه في مقالة لاحقة بإذن الله
يتبع



#محمد_عبد_الفتاح_عليوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (1)
- أيها العلمانيون افرحوا: سيد القمنى يصوم رمضان ويصلى التروايح
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- الضيف الثقيل
- الإسلام والديموقراطية
- إذا صلحت العين صلحت سواقيها
- العلمانيون المغفلون
- مصيبة موت العلماء بين الموت الحقيقي والموت المعنوي
- هل الدولة الإسلامية دولة مدنية؟
- الاستبداد وجريمة القتل العمد


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح عليوة - إشكاليات العلمانيين ..رشا ممتاز نموذجا (2)