أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - تلك النهاية المروعة














المزيد.....

تلك النهاية المروعة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 12:05
المحور: حقوق الانسان
    


لم يخطر ببالى قط أن صديق عمرى الروائى الكبيرتوفيق عبدالرحمن سوف تنتهى حياته هذه النهاية المروعة ، ....طول عمرى وأنا أعرف أن توفيق دائم الحلم بمثل عليا مستحيلة التحقيق .. وأنه رحمه الله كثيرا ما كان يتوه بين جماليات الحلم الجميل ومتطلبات الواقع المرير مما كان يضعه أحيانا فى مآزق بالغة الصعوبة .. لكننى لم أتصور قط أن محاولته لتجاوز للحدود الفاصلة بين جماليات الحلم وقبح الواقع ، أوأن محاولته لكسر السدود التى تزداد فى كل يوم فى مصر سمكا وجسامة بين: ما هو كائن بالفعل وبين ما ينبغى أن يكون( حتى فى أبسط مستوياته ) ، لم أتصور قط أن إصراره على ما ينبغى ولو فى حده الأدنى سوف ينهى حياته بتلك الطريقة البشعة التى انتهت بها . ....مساء الجمعة الماضى ( طبقا لمانشرته الصحف) وقبيل الإفطار بقليل كان توفيق عبدالرحمن عائدا بسيارته إلى منزله بمنطقة المهندسين عندما صدمته بعنف من الخلف سيارة ميكروباص لا تحمل لوحات ولا أرقاما ... عندما نزل توفيق وشاهد ما حل بسيارته .....حاول أن يوجه اللوم إلى السائق ....لكن الأخير واجهه بعبارات نابية طبقا لما هو متوقع من سائق ميكروباص لا يحمل أرقاما (و بالطبع لا يحمل ترخيصا )، وكأنما هو نسخة من الحكومة ذاتها!، أومن النظام السياسى نفسه !، أو من بلطجية الشارع المصرى ... لافرق ... وقف توفيق أمام الميكروباص لكى يجبره على التوقف وأخرج الموبايل لكى يتصل ( لا ندرى على وجه التحديد بمن ، وهل ما زالت هناك جهة فى مصر بوسعها أن تتدخل تدخلا سريعا لكى تحمى شيخا عجوزا فى الوقت المناسب ؟؟ ) ... المهم أن السائق المستعجل الذى رأى ذلك العجوز المستميت والمتشبث بالوقوف أمامه لعرقلة مسيرته، هذا السائق فعل ما تفعله الحكومة عادة فى مثل هذا الموقف، أعنى الدهس !! .. قام السائق بدهس توفيق عبدالرحمن!! ... طحن رأسه وهشم عظامه وهو مازال ممسكا بالموبايل حالما بأنه ما يزال فى مصر من يمكن أن يستجير به صاحب حق .... لا شك أن الكثيرين من القراء ممن لم يسمعوا من قبل بإسم توفيق عبدالرحمن يتساءلون الآن من هو ذلك الكاتب وماذا أضاف إلى الرواية العربية وللإجابة على تساؤلا تهم أسمح لنفسى بأن أقتبس السطور الآتية من مقال عنوانه : " العاشرة صباح الإثنين " وهو مقال كان صديقنا المشترك الناقد الكبير الدكتور ماهر شفيق فريد قد كتبه ونشره فى الأهرام بتاريخ 5 أغسطس 2009 بمناسبة صدور آخر إبداعات الروائى توفيق عبدالرحمن ... يقول ماهر شفيق: " هذه آية فنية من آيات فن الرواية القصيرة تنشرها دار البستاني ويضيفها الروائي توفيق عبدالرحمن إلي آيات له سابقة في هذا الشكل الفني الصعب الجميل‏.‏...... الخطاب السردي هنا يتحرك علي التخوم الفاصلة بين فن الرواية وفن الأقصوصة في توازن حرج رهيف مهدد بالسقوط ـ في كل لحظة ـ بين هاويتين‏:‏ هاوية الإطناب الزائد وهاوية الاختصار المخل‏.‏ لكن حس الفنان المرهف يقيه خطر الوقوع في هذين المزلقين ويمكنه من السير مثل لاعب أكروبات ماهر علي الحبل المشدود بين حبلين دون أن يختل توازنه يمنة أو يسرة‏.‏ هذا درس في إحكام البناء ورشاقة الحركة يحسن بالكثيرين من القصاصين أن يتعلموا منه .
أكثر من نصف قرن تغطيها هذه الصفحات السبعون‏,‏ بل هي ترتد إلي الوراء ـ من خلال إشارات سريعة خاطفة إلي ولاية محمد علي في مطلع القرن التاسع عشر‏,‏ واللورد كتشنر السردار الإنجليزي للجيش المصري ثم قائد الجيش البريطاني في حرب البوير بجنوب إفريقيا في نهاية ذلك القرن‏,‏ حتي إذا كان القرن العشرون وجدنا إشارات إلي ثورة‏1919,‏ وطلاق الملك فاروق والملكة فريدة‏,‏ وزيارة الأميرة فايزة مبرة محمد علي في الزقازيق‏,‏ وقبول الملك استقالة وزارة إبراهيم عبدالهادي‏,‏ ونزول الحلفاء علي ساحل نورماندي في آخر سنوات الحرب العالمية الثانية‏,‏ ومبدأ أيزنهاور لملء الفراغ في الشرق الأوسط‏,‏ وتأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي علي مصر في‏1956,‏ وإعلان جمال عبدالناصر وشكري القوتلي مولد دولة الوحدة العربية الأولي‏,‏ وصولا إلي يومنا هذا‏:‏ عصر الوقوف في طوابير الخبز‏,‏ والغرق في بحار الهجرة الشرعية وغير الشرعية."
رحم الله توفيق عبدالرحمن الذى أحتسبه عند ربه شهيدا من الشهداء .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - تلك النهاية المروعة