أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جمان حلاّوي - المفهوم الماركسي للدولة















المزيد.....

المفهوم الماركسي للدولة


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 20:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


نوضح هنا أن الدولة كمفهوم متقدم في وضع المجتمع البدائي لم تكن منذ الأزل ولم تخلق بمحض الصدفة بل جاءت ضرورة حتمية لاحتدام الصراعات والتي سأقوم بتوضيحها وعلى أنقاض العشيرة .
فالعشيرة ذلك التجمع البشري المحصور بالعرق والانتماء الأبوي جاء نتيجة هيمنة جماعة على الأرض استعبدت على أثرها الجماعات المحيطة وكان الإنتاج لا يعدو سد حاجات الداخل مباشرة . وأضحت هذه الجماعة وعلى رأسها الأب مايسمى بالعشيرة البدائية .
وبتنامي الثروة وازدياد الاحتياج إلى التنوع بسبب الاستقرار بعد التشرد والبداوة ظهرت حرف ساندة للإنتاج الفعلي ( الزراعة ) إلا وهو إنتاج الزيوت من بعض البذور والحياكة وإنتاج الخمور ..الخ , فظهر مايسمى بتقسيم العمل , وانفصلت الحرفة عن الزراعة , وظهرت طبقة جديدة تختلف بمواصفاتها عن العبد . وأضحت العبودية بعد أن كانت حدثا" عرضيا" في طورها الأول أصبحت ألان جزءا" مكونا" جوهريا" من النظام الاجتماعي .. إنها الأداة التي تنتج وسائل العيش وأسبابه .
وظهر الإنتاج البضاعي على أثر الحرف وظهرت معه التجارة والتبادل البضاعي مع العشائر القوية المجاورة، وظهرت بذلك المعادن الثمينة كتبادل سلعي لكنها لم تسكّ لحد هذه اللحظة بل كان يتم التبادل بها حسب وزنها ونوعها .
وبذا ظهر صراع جديد ليس بين السيد والعبد بل بين الأغنياء والفقراء ,
وأصبحت الأرض ملكا" للعوائل حيث انتقل الأبناء مع زوجاتهم كل إلى أرضه التي اقتطعها لنفسه من ارض العشيرة وامتلكها وظهر مفهوم (العائلة ) !
( فالعائلة ظهرت كمفهوم اجتماعي بعد تفتت العشيرة ، وليست هي نواة العشيرة كما هو سائد خطأ" )..
واجتمعت العوائل على نمط جديد لا يجمعهم أب واحد ولا عرف واحد بل مصالح مشتركة لابد من الحفاظ عليها والحفاظ على التبادل السلعي فيما بينها وبذا ظهرت المجالس لإدارة الأمور، وانتخاب القادة العسكريين والذي جاء منسجما" مع تنامي الثروات وأطماع بعض على البعض الآخر ..
وظهرت المدن بأسوارها العالية !!
ونتيجة لتنامي تبادل السلع والبضائع ظهرت طبقة جديدة إلا وهي طبقة التجار وهي طبقة طفيلية من الكسالى لا تشترك بأي قسط من الإنتاج بل وسيط لتبادل السلع ، والتي تسبب الأزمات التجارية الدورية لإخضاع المنتجين إلى سيطرتها .. وظهرت معها النقود المسكوكة وهي وسيلة لسيطرة غير المنتجين على المنتجين وإنتاجهم ، وهي البضاعة التي تستطيع وحسب الطلب أن تتحول إلى أي شيء مرغوب فيه !
وبعد ظهر النقود ظهر معها قرض النقود وظهرت معه الفائدة المئوية والربا ..
والى جانب هذه الثروات من البضاعة والعبيد وثروة النقود ظهرت الثروة العقارية فالأراضي التي اقتطعها الأبناء لأنفسهم من ارض العشيرة وكما اسلفت تحولت إلى ملك وراثي للفرد والعائلة المستقلة بنفسها وليس مشاعا" للعشيرة ، ومن يتعدى عليها حتى من الإخوة الباقين يعتبر معتديا" على مالك الأرض، وغدت الأرض بضاعة تباع وترهن , وظهر الرهن العقاري ..

ونستفيد من هذا كله في توسع التبادل السلعي والتجارة والنقود والربا والملكية العقارية والرهن العقاري إضافة إلى ما تمتلكه العائلة من العبيد كبضاعة متمثلة بالجهد الجسدي للعبد في الإنتاج ظهرت مراكز قوى وتمركزت الثروات بيدها متمثلة بطبقة قليلة العدد .. وليتزايد معها عدد الفقراء الذين جاء فقرهم أما لخسارات فادحة أو أحفاد لأجانب ولاجئين لايسمح لهم بالتملك واقتطاع الأرض المحتكرة ( بفتح الكاف ) وكما يسمون في مصطلحنا الشرقي الموالي.

إن هذا التقسيم الجديد للجماعات في انفصالها عن العشيرة وبروز تقسيم العمل وظهور مراكز قوة تمتلك الثروة والعبيد والنقود وتسكن المدينة ، ظهر على اثر ذلك مصالح جديدة غريبة عن النظام العشائري القديم الذي سكن القرية فتشكلت هيئات جديدة لتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصاد الجديد وظهور صراعات أكثر عنفا" بسبب انقسام المجتمع الجديد إلى سيد وعبيد ، مستثمرين أغنياء وآخرين فقراء . وكان التوفيق ما بين هذه المتضادات صعبا" فكان لابد من ظهور هيئة عليا متفق عليها تحد من هذه الصراعات والانقسام الطبقي إلا وهي ( الدولة ) !

وهكذا فان الدولة لم تكن مفروضة على المجتمع من الخارج وليست ( واقع الفكرة الأخلاقية ) و( صورة وواقع العقل ) كما يعرفها هيغل !!( راجع أصل العائلة / أنجلس ) ...
الدولة نتاج المجتمع الجديد بعد القبلية ، وهي بالضبط إفصاح عن واقع أن هذا المجتمع قد وقع في تناقض مع ذاته لا يمكنه حله .. عن واقع أن هذا المجتمع قد انقسم إلى تضادات مستعصية هو عاجز عن الخلاص منها ..
ولأجل منع هذا التصادم بين الطبقات المتصارعة ذات المصالح المتنافرة بألتهام وتمزيق وإفناء بعضها البعض اتفقت ضمنيا" على إنشاء قوة هي فوق المجتمع تسن له القوانين وتبقيه ضمن حدود النظام وهي الدولة ( كما أسلفت ) .
وظهر مع مفهوم الدولة مفهوم السلطة العامة التي تحمي المجتمع من الداخل ومن الاعتداءات والغزوات الخارجية ولها قائد عسكري واحد وجيش يحمي جميع المدن بطبقاتها المنتظمة ضمن الدولة ،
وظهرت تلك السلطة فارضة نفسها بعدم انتمائها لأي طرف من أطراف الصراع ولا حتى للانتماء القبلي والعرفي القديم .
ولأجل ديمومة السلطة ظهر مفهوم الضرائب وجبايتها من الناس قسرا"، وفرض الاحترام عن طريق قوانين زجرية وضعت السجون والعقوبات الجزائية ضمن دستور متفق عليه ، وهناك أيضا" الأحكام العرفية للحد من الصدامات والاحتكاكات المباشرة بين الطبقات المتناحرة .

وبما أن الدولة قد نشأت من الحاجة إلى لجم صراع الطبقات , وبما أنها قد نشأت في الوقت نفسه ضمن الاصطدامات بين هذه الطبقات فهي كقاعدة عامة دولة الطبقة الأقوى السائدة اقتصاديا" وبيدها اقتصاد الدولة( فلها ثقل المال وثقل الأصوات داخل المجلس ) وبالتالي ستكون هذه الطبقة هي الطبقة السائدة سياسيا" ، وتكتسب من هذا الامتياز وسائل جديدة لقمع الطبقات المسحوقة الأخرى عن طريق استغلالها واستثمار جهودها .

ونتيجة لانحسار المعركة النهائية مع الطبقة الثورية النامية من رحم الرأسمالية والتي وقع عليها ظلم الرأسمالي .. الطبقة التي تقود عجلة العمل والإنتاج لا غيرها وهي طبقة البروليتاريا ، ينتهي الصراع بزوال الطبقة الشائخة نتيجة لانتهاء أسباب وجودها كما زالت طبقة الإقطاع وعلى يدها حينما كانت تمتلك أسباب النهوض والاستمرار
وبذا ستزول الدولة بالضرورة بزوال صراع الطبقات



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتماءات لامنطقية
- الملامح الحقيقية للفكر الديني
- ثنيوية الذهنية والسلوك البشري
- ممارسة الطقوس .. عبادة , أم تراكم مازوخي ؟
- ماهيّة ما يسمى بالثقافة الأسلامية
- أيقونات الانحطاط
- ليس هناك مفهوم حياتي لديهم غير الكذب والدعارة
- حوار الأديان أم تعريتها وتقويضها
- أزمة المثقف العربي مع ما يسمى بالمقدس
- المرأة في النص الإلهي
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين ( رد ...
- العمّ الأكبر والمجتمع اللامنطقي
- الثقافة والصرح الثقافي ، وعاصمة الثقافة !
- دروس في العلمانية 3 : (التحليل المادي للفكر الديني )
- دروس في العلمانية 2 (الايدولوجيا الدينية والصراع الطبقي)
- دروس في العلمانية
- البصرة وغزّة
- الدين الإلهي أم العلمانية هي النور المبين والحصن المتين
- في ذكرى سقوط الهمجية وولادة الحوار المتمدن
- تأبين روزخون


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جمان حلاّوي - المفهوم الماركسي للدولة