أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3















المزيد.....


الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 15:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


و الحركة الاجتماعية التي يحكمها قانون الدياليكتيك الماركسي الذي وضعه ماركس و إنجلس تبقى في سيرورة دائمة في ظل التناقض بين العمل و النظر ، الذي يحيلنا إلى الجدلية بين النظرية الثورية و الممارسة الثورية التي وضع أسسها لينين بوضعه للنظرية الثورية للحركة الثورية البروليتارية و حقق جزءا هاما منها خلال الثورة الإشتراكية ، التي أصلها ستالين في دولة دكتاتورية البروليتاريا بالإتحاد السوفييتي و شرق أوربا ، حيث نجد أن في كل حركة اجتماعية عمل و نظر و في كل نظر عمل و نظر ، فالمفكرون المبدعون خاصة منهم البروليتاريون حينما ينجزون إبداعاتهم الفكرية تصبح عملا ملموسا يمكن بلورته في الواقع الملموس انطلاقا من الفكرة إلى الإنجاز من النظر إلى العمل ، حيث أن إدراكنا للوجود الإجتماعي انطلاقا من النظرية الثورية يتحول إلى قوة مادية تتغلغل في أوساط الجماهير عبر قيادتها الثورية و قادرة على تحويل الواقع الملموس كما أوضح ماركس ذلك ، كما أن في كل عمل نظر و عمل حيث أن الفئات المحسوبة على العمل أثناء إنجاز إبداعاتها تفكر و تعمل في ظل النظرية الثورية معيار الممارسة ، و تضع لعملها نظرا في تفاعل دائم انطلاقا من العمل الذي يغني النظر و يعطيه اتجاهه الصحيح بنفي التناقضات الثانوية التي تعرقل مسار الحركة الاجتماعية في مرحلة معينة .
و عندما تصل الحركة الإجتماعية الصاعدة إلى مستوى معين من نضج الفكرة باقتناع الجماهير بها و بتجربتهم الخاصة تحدث القفزة النوعية/الثورة التي تلغي التناقض الأساسي المعرقل للحركة كما أوضح لينين ذلك في جداله مع المناشفة الذين يريدون عرقلة طريق الثورة الإشتراكية باسم الثورية ، و لتطور العمل تأثير عظيم على تطور النظر الذي يسعى إلى التطابق مع العمل بنفي جميع التناقضات الثانوية التي تم رفضها أثناء بلورة الفكرة كقوة مادية ، و التي لا تصلح إلى المرحلة الراهنة وفق جدلية التكتيك و الإستراتيجية كما فعل لينين مع المناشفة في توقيع اتفاقية بريشت ضد الحرب للتفرغ إلى البناء الإشتراكي ، تكتيك الإتفاقية أصبح ذا أهمية استراتيجية لفتح الطريق أمام البناء الإشتراكي عكس ما قام به المناشفة الذين تحالفوا مع الإمبريالية و أشعلوا الحرب الأهلية لعرقلة مسار الثورة ، و كان لدخول الحرب من طرف البلاشفة أساسيا رغم أن الحرب ليست تكتيكا في نظر الإشتراكية التي رفضها أصلا بتوقيعها لاتفاقية بريشت ، إلا أن الدخول فيها أصبح أمرا واقعا للدفاع عن الوطن الإشتراكي في ظل نفي التناقضات الثانوية التي تعرقل الثورة الإشتراكية و التي أصبحت أساسية في ظل تحول التكتيك إلى استراتيجية لحسم الصراع لصالح البلاشفة ، و أصبح دخول الحرب الأهلية ذا أهمية قصوى في تجرة الثورة الإشتراكية لما استجابت لها الجماهير من بروليتاريين و فلاحين ضد الطبقة البورجوازية الصغرى التي يقودها المناشفة و البورجوازية و الكولاك الذين تدعمهم الإمبريالية.
و تطورت النظرية الماركسية اللينينية بعد انتصار البلاشفة في الحرب الأهلية و اقتناعهم بأن البروليتاريا و الفلاحين أصبحوا قوة قاهرة للرجعية البورجوازية و الإنتهازية التحريفية و أن آفاق نجاح الثورة الإشتراكية أبوابها مفتوحة ، بنفي التناقضات الأساسية التي اعترضت الثورة الداخلية بسحق المناشفة و البورجوازية و الكولاك و الخارجية بطرد الإمبريالية ، تطورت النظرية الثورية اللينينية وفق شروط الحياة المادية التي أنتجتها الثورة الإشتراكية التي لم تكن لحظة تاريخية عابرة كما يدعي أعداؤها ، بل هي نتاج صراع مرير ضد التناقضات الداخلية و الخارجية التي تعرضها و حاولت عرقلة إنجازاتها على أرض الواقع لكن دون جدوى ، إن قوة النظرية الماركسية اللينينية تتجلى في كونها لم يتم وضعها بشكل تأملي كما تدعي البورجوازية و معها الإنتهازية التحريفية بل هي نتاج الممارسة الثورية في ظل التناقض بين الظر و العمل ، في حركة دائمة في التطور من أجل تطوير الحركة الإجتماعية الإشتراكية و بناء الحركة المعرفية الإشتراكية و الدفع بها إلى الأمام في ظل التناقض بين حركة القوى المنتجة التقدمية و علاقات الإنتاج القديمة ، و النظرية الثورية عند تغلغلها في أوساط الحركة الاجتماعية الإشتراكية تصبح قوة مادية يمكن معرفتها عبر دراسة الصراع القائم بين القوى المنتجة الإشتراكية الصاعدة بعد الحرب الأهلية و علاقات الإنتاج البائدة التي تم نفيها نفيا تاما قاطعا ، و بالتالي استخلاص الأفكار الثورية الجدية التي تشكل الأرضية الصلبة لانطلاق البناء الإشتراكي في ظل تناقضات جديدة تم كشفها في مرحلة البناء من طرف ستالين في ظل دكتاتورية البروليتاريا لتستكمل النظرية الماركسية اللينينية أسسها العملية ، بعد القفزة النوعية التي تم تحقيقها بعد نجاح الثورة و تخطي جميع التناقضات الأساسية و الثانوية التي اعترضتها و تحقيق البناء الإشتراكي بالإتحاد السوفييتي.
و قد أطلعنا التاريخ أن وراء كل قفزة نوعية تحول كمي كما هو الشأن عند التحول في مجال العمل الحرفي الأساسي في الإنتاج البضاعي في مرحلة الإقطاع ، الذي وصل مدى من التراكم الهائل عبر جدلية العمل اليدوي و النظر وفق العلاقة التناقضية بينهما في ظل مجتمعات يطغى عليها نمط الإنتاج الفلاحي ، و برز العمل المأجور التي أصبح أساسيا في الإنتاج حين وصل العمل الحرفي مستوى من التطور تم فيه نفي دوره الأساسي في الإنتاج البضاعي ، و بالتالي ظهرت البروليتاريا التي أصبحت العامل الأساسي في عملية الإنتاج في ظل التناقضات التي يتحلى بها الرأسمال الصناعي بعد نفي أهمية الرأسمال التجاري الذي أصبح ثانويا في ظل المجتمعات الصناعية ، و برزت أهمية القيمة الزائدة في الإنتاج و تراكما في شكل رأسمال في أيدي البورجوازية التي تستغل البروليتاريا ، و كذلك الشأن عند وفرة السلع الحرفية نتيجة تطور العمل الحرفي و حدوث فائض في المنتوجات التي كان يحتاجها الإقطاع إضافة إلى فائض الإنتاج الفلاحي الذي لا حاجة للإقطاع باستعماله ، و تم تحويل هذه الفوائض إلى بضائع يتم ترويجها في الأسواق مقابل النقد و ظهر بذلك العمل التجاري و بروز الرأسمال التجاري ، و بالتالي ظهور البورجوازية الكومبرادورية التي تستغل جهد الحرفيين و الفلاحين كطبقة أساسية في الإستغلال إلى جانب الإقطاع .
و الحركة الاجتماعية في ظل تناقضاتها عندما تصل إلى مستوى معين من التطور و التحول تكون في حاجة إلى الانتقال إلى بنية اجتماعية/ إلى بينية معينة عليا ، و تحول مركز الصراع الطبقي من التناقض بين الإقطاع و العبيد الذي كان أساسيا في المجتمعات الإقطاعي إلى التناقض الجديد بين البورجوازية و البروليتاريا بعد نفي مركز العمل الحرفي في الإنتاج الذي عوضه العمل الصناعي بالمعامل و المصانع الذي تقوده جماهير العاملات و العمال ، و نفي دور الحرفيين في تحريك التناقضات الأساسية في المجتمع إلى تحريكها من طرف البروليتاريا و بالتالي نفي النظام الإقطاعي الذي حل محله النظام الرأسمالي ، بعد تحول أساليب الإنتاج في البنية الإقطاعية بدخول الصناعة مرحلة جديدة و تطور التجارة و بروز المفاهيم البورحوازية و أصبح من اللازم حدوث قفزة نوعية /الثورات البورجوازية ، و تحولت الحركة الاجتماعية من حركة ذات بنية فيودالية إلى حركة ذات بنية رأسمالية و من سيطرت الحركة المعرفية المثالية إلى سيطرت الحركة المعرفية المادية التي لم تتخلص بعد من صفة المثالية و هي البورجوازية ، فكان لا بد من إسقاط نمط الإنتاج الإقطاعي و تغييره بنمط الإنتاج الرأسمالي ، ذلك ما حدث في القرن 18 مع نجاح الثورة البورجوازية الفرنسية و انتصار المفاهيم البورجوازية على مصالح الإقطاع .
من هنا استنتج ماركس أن الحركة الاجتماعية يحكمها تناقضان أساسيان هما القوى المنتجة و علاقات الإنتاج التي تتحكم في في تطويرها و تغييرها القوى المنتجة ، التي تتصف بالحركة والثورة باعتبارها عنصر الإنتاج الأساسي الذي لا يستقر على صفة معينة لمدة طويلة و الحاسم في تغيير أسلوب الإنتاج ، و الحركة و الثورة هما خاصيتان تميزان طبيعة القوى المنتجة و تجعلانها تملك القدرة على تحديد صفة علاقات الإنتاج الجديدة ، التي يجب أن توافق درجة تطور القوى المنتجة حيث لا يمكن اختيار نوع علاقات الإنتاج بين الناس الذين تربطهم علاقات يجب أن توافق بالضرورة طبيعة وصفة ودرجة و مستوى تطور القوى المنتجة ، ذلك ما حدث عند ظهور البروليتاريا باعتبارها أساسية في القوى المنتجة الجديدة و تحمل صفة الثورية انطلاقا من مركزها الأساسي في الإنتاج ، وعلاقات الإنتاج بدورها تؤثر في تطور القوى المنتجة هذا التأثر والتأثير يمكن له أن يسرع في تطور القوى المنتجة كما يمكن له أن يؤخر تطورها ويعرقله ، كما هو الشأن في دور المفاهيم البورجوازية التي سرعت في تطوير القوى المنتجة في مرحلة المد الصناعي في ظل النظام الإقطاعي ، مما أجج التناقض الأساسي بين القوى المنتجة المتقدمة و التي لعبت فيها البروليتاريا دورا أساسيا فكان لا بد من تدمير علاقات الإنتاج الإقطاعية التي تعرقل تطور القوى المنتجة الجديد التقدمية ، و حدثت الثورات البورجوازية بأوربا و في العالم فيما بعد و برز النظام الرأسمال مقام النظام الإقطاعي الذي تم نفيه و بالتالي نفي الصراع بين الإقطاع و العبيد و نفي دوره الأساسي في الصراع الطبقي ، و تحول مركز الصراع الطبقي إلى أحضان الرأسمالية في ظل تناقضاتها التي تعتبر فيه التناقض بين البروليتاريا و البورجوازية أساسيا ، و أصبحت البروليتاريا الطبقة الثورية الأساسية قي المجتمع و أصبح الفلاحون المنحدرون من الصراع بين العبيد و الإقطاع حلفاء الطبقة الجديد المنحدرة من العمل الحرفي و أصبحت البورجوازية كطبقة جديدة حليفة الإقطاع.
و تشكلت البورجوازية الصغرى من باقي الفئات الإجتماعية و خاصة منها المثقفة أصبحت تتأرجح بين الطبقتين الأساسيتين في الصراع الطبقي و هي بطبيعتها انتهازية رهينة مصالحها الخاصة بحكم طبيعة عملها الفردي ، كما أن طبقة الفلاحين ليست أساسية في الصراع بحكم عملها الفردي في مشاريعها الصغيرة التي تعرقل ثورية العمل الإجتماعي للبروليتاريا القوة الثورية في المجتمع لكنها حاسمة في إنجاز الثورة الإشتراكية بموقع تحالفها ، و هي لم يسبق لها في التاريخ أن قادت الثورة البورجوازية إلا أنها كانت العامل الأساسي في نجاح الثورة الصينية التي قادها ماو بحكم شروط الحياة المادية للصين التي تعتمد الزراعة في الإنتاج ، إلا أنها لم تستطع قيادة الثورة البورجوازية بالصين نحو النجاح و تحقيق الثورة الإشتراكية التي سبق و أن تم تحقيقها بالإتحاد السوفييتي و شرق أوربا بعد الحرب الإمبريالية الثانية ، ذلك ما نراه اليوم في شكل الصين الإمبريالي من خلال إغراق السوق العالمية بالمواد الصناعية الإستهلاكية الصينية الرخيصة التي تمت صناعتها في ظروف من استغلال أشبه بالعبودية لجماهير العاملات و العمال بمعامل و مصانع الرأسماليين ، و النظام الصيني أخذ اليوم ينحو منحى إمبريالي في محاولته البحث عن مصادر الطاقة خارج الصين خاصة في أفريقا الفقيرة شعوبها في ما يسمى بمنافسة الإمبرياليات التقليدية ، بينما جماهير العاملات و العمال محرومين من الحقوق حتى البورجوازية منها التي تميز اختار الطبقة البورجوازية الحاكمة بالصين و التي تستغل اسم الحزب الشيوعي في السيطرة البيروقراطية ، عكس روسيا و دول الإتحاد السوفييتي المفككة و دول شرق أوربا التي لم تستطع أن تتحول بعد إلى إمبرياليات ناشيئة رغم طموح روسبا في ذلك نظرا لعراقيل التجربة الإشتراكية التي طبع القوى المنتجة بالطابع الإشتراكي الذي سيلازم هذه المجتمعات إلأى حين إعادة إعادة الثورات الإشتراكية من جديد.
هكذا تكون الجربة الثورية الصينية عاجزة عن بناء أسس النظام الإشتراكي رغم أنها حملت في حينها لواء الصراع الأيديولوجي و السياسي ضد التحريفية بالإتحاد السوفييتي خلال 20 عاما ، و ذلك لكون المجتمع الصيني ذو بنية فلاحية فقيرة و هي تفتقر لأسس الصناعة العصرية بحكم تأخر الثورة البورجوازية فيها عن جارتها روسيا بحوالي نصف قرن ، و اعتبارها شبه مستعمرة من طرف الإمبريالية إلى حدون نهاية الحرب الإمبرالية الثانية التي انتصرت فيها الثورة الصينية ، و هي بأعدادها الغفير التي بلغت أثناء الثورة البورجوازية حوالي ثلث سكان العالم 90% منهم فقراء ينخرهم الجهل و الأمية ، كل هذه الشروط و غيرها تضع أمام الثورة الصينية تناقضات هائلة تعرقل تحقيق الثورة البورجوازية ناهيك عن الإنتقال إلى البناء الإشتراكي ، و القيادة الشيوعية الصين في نظري ارتكبت أخطاء تكتيكية و استراتيجية أساسية فادحة منها :
على مستوى الإستراتيجية إشعال الحرب ضد التحريفية ، صحيح أنه لا يجب السكوت عن البيروقراطية التحريفية في الإتحاد السوفييتي إلا أنه لا يجب أن يكون هذا الصراع أساسيا استراتيجيا في سياستها ، لكون الصين في مرحلة البناء الجنيني للمجتمع الجديد بينما أعظم تجربة اشتراكية في العالم يتم تخريبها في أقرب نقطة منها ، حيث أن الصراع الأيديولوجي و السياسي لا يمكن إنقاذ النظام الإشتراكي من الهاوية التي عصفت التحريفية في اتجاهها، الخطأ السياسي الإستراتيجي الثاني في نظري هو اعتقاد القيادة الشيوعية الصينية أن التسلح سينقد هذه التجربة العظيمة من الهلاك فسارعت إلى كسب موازين القوى العسكرية و أخذت توظف الأموال الهائلة في بناء الترسنة العسكرية النويية و مختلف أنواع الأسلحة المدمرة ، اعتقادا منها أن السباق نحو التسلح سينقد الإشتراكية و هي لم تملك القدرة على تتذكر نتائج حرب التحرير الشعبية التي انتصرت فيها ، و أن هذا الإنتصار موكول إلى سواعد البروليتاريا و الفلاحين الصامدين أمام الإمبريالية بالأمس القريب ، هذين الخطأين الفادحين في نظري دفعا القيادة الصينية في السير في الحلول البورجوازية لمشاكلها الإقتصادية العويصة مما دفعها باتكاب أخطاء تكتيكية قاتلة منها :
التسلق للحصول على مقعد يتيم في الأمم المتحدة الأداة الإمبريالية لتمرير القوانين الدولية المجحفة في حق الشعوب لاستعمارها ، و هي ترضى بهذا المقعد البئيس من أجل المنافسة السياسية البورجوازية مع التحريفية و الإمبريالية معتقدة أنها بهكذا سياسة ستهزمهما أمام أنظار العالم و تنقد الإشتراكية من الهاوية و بقيت القيادة الصينية هكذا تطحن الريح في طاحونة الهواء ، و بدأت المشاكل الإقتصادية تتعقد و التناقضات الداخلية تتعاظم و البيروقراطية تنخر النظام القائم بالصين ، و لم يفلح ماو في القضاء على التحريفية الداخلية التي رغم اكتشافها تعامل معها بشكل فج وفق الحلول السياسية البورجوازية التي تحكم تفكير القيادة الصينية ، معتقدة أنها بتصفية بعض الأشخاص في ما سمي بالثورة الثقافية يمكن القضاء على التحريفية التي أصبحت جزءا من الهيكلة التنظيمية لنوعية النظام الصيني الذي تم إقامته على أنقاض الثورة البورجوازية الفاشلة التي لعب فيها الفلاحون دورا هاما ، ناسية أن بناء القوى المنتجة في الصين هش حيث اعتماده على أنقاض الصراع بين الإقطاع و العبيد الذي تم تجاوزه تاريخيا بعد صعود البروليتاريا و تحقيق الثورة و البناء الإشتراكي بالجارة الإتحاد السوفييتي ، و لم تفلح هذه القيادة في البناء الإقتصادي الإشتراكي نظرا لعوائق موضوعية لا يمكن تجاوزها تاريخيا و إلا سقط الدياليكتيك الماركسي الذي اعتبر البروليتاريا الطبقة الحاسمة في الثورة الإشتراكية و حتى البورجوازية في القرن 20 بعد كمونة باريس و الثورة الإولى بروسيا في 1905 .
تأثير هذه الأخطاء على ارتكاب أخطاء اقتصادية قاتلة بتجاوز القيادة الصينية للحقائق الإقتصادية التي تم اكتشافها خلال التجربة الإشتراكية ، و ضيعت وقتها في الشروع في البحث عن نظريات اقتصادية جديد موهومة متناسية إنجازات التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي و بقي الإقتصاد الصيني ضحية هذه المحاولات الفاشلة ، و ذلك من طبيعة الممارسة العملية لهذه القيادة و المنفصلة عن النظرية الماركسية اللينينية معتقدة أن النظرية الثورية يمكن الرجوع بها إلى الخلف للبحث عن الحلول الممكنة للتناقضات الإجتماعية ، في ظل نمط الإنتاج الإقطاع الذي يتسم بتمركز الإنتاج في المجال الفلاحة التي لا تعتبر قوى الإنتاج التي تنبتق منها قوى ثورية في عصر الرأسمالية ، و الحلول الممكنة تم تحقيقها تاريخيا و هي لا جدال فيها لكون الرأسمالية الصاعدة و الأفكار البورجوازية التقدمية في حينها قضت على أسلوب الإنتاج الفلاحي التقليدي ، و انتقل الصراع الطبقي من صراع بين العبيد و الإقطاع إلى صراع أساسي بين البروليتاريا و البورجوازية ، هذا حل تاريخي لا يمكن زحزحته و استخلص منه ماركس قوانين تطور المجتمعات البشرية التي لا يمكن زحزحتها و إلا فإن فكر القيادة الصينية ليس بالماركسي و هو شيء آخر ، لقد أكد ماركس أن الإشتراكية هي الحل لنفي التناقض الأساسي بين البروليتاريا و البورجوازية من أجل الشيوعية ، و لتحقيقها وضع لها أسسا سياسية و تنظيمية و تم تحقيقها بفضل الماركسية اللينينة كنظرية ثورية في عصر الإمبريالية ، و الشاهد على ذلك نجاح الثورة الإٌشتراكية بالإتحاد السوفييتي و إلا فالقيادة الصينية تريد تجاوز التاريخ و تبحث عن الحلول خارج التاريخ ، الذي وضع ماركس أسسه النظرية و طورها لينين في النظرية الماركسية اللينينية التي عمقها ستالين في البناء الإشتراكي بعد الثورة.
إن التجربة التي مرت بالصين في فترة وجيزة لم تستغرق أكثر من عقدين من الزمن لا هي ببورجوازية محضة و لا هي بشيه اشتراكية و لكن شيئا آخر لم نجد له بعد مفهوما صحيحا ، و لكنها تشكل تجربة لابد لنا من قراءتها من عدة زوايا أيديولوجية و سياسية و اقتصادية ، إنصافا لقائها ماو الذي حاول الدفع بالتجربة الإشتراكية إلى الأمام لكنه صدف عدة عراقيل أساسها تخريب التجربة الإشتراكية بقيادة التحريفية بالإتحاد السوفييتي ، و التحريفية معطى تاريخي تتم بوعي أو عن غير وعي و هذه الأخيرة أشد خطرا على الفكر الماركسي اللينيني حيث يحكمها الوهم من باب الثورية ، أما الأولى فهي قابلة للتصدي و ممارستها واضحة يمكن مجابهتها بالتسلح بالنظرية الماركسية اللينينية ، أتمنى للرفاق المتشبتين بالتجربة الماوية أن يتفهموا نقدي لتجربة ماو العظيمة ، و هي عظيمة في عدة جوانب خاصة منها مستوى حرب التحرير الشعبية و تكتيك التحالف مع الخصم ضد العدو في أفق استراتيجية القضاء على العدو و الخصم معا و هنا تكمن عبقرية ماو الفذة في هزمه الإمبريالية و الإقطاع في نفس الوقت و تحقيق الثورة البورجوازية ، و لكنه فشل في فهم البنية الإقتصادية الهشة التي تعرقلها القوى المنتجة المتخلفة في ظل مجتمع زراعي و هي في حاجة ماسة إلى تطوير الصناعة من أجل تطوير الفلاحة وتنمية القوى المنتجة التقدمية التي يجب أن تلعب فيها البروليتاريا دورا هاما ، بدل تدمير الإقتصاد الصيني بالإسراع نحو التسلح الذي أثقل كاهل الشعب الجائع المحتاج إلى توفير الغذاء و الإكتفاء الذاتي.

تارودانت في : 15 شتنبر 2009

امال الحسين



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 1
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 12
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 11
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 8
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 9
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 3
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 2
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 1
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 8
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 3


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 3