أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر كالو - نحو الإصلاح و التغيير ... مشروع » الحركة الوطنية الكردية في سوريا «نموذجاً















المزيد.....

نحو الإصلاح و التغيير ... مشروع » الحركة الوطنية الكردية في سوريا «نموذجاً


عمر كالو

الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 07:26
المحور: القضية الكردية
    


منذ تأسيس أول تنظيم سياسي كردي في سوريا قدّم أبناء شعبنا الكردي في سوريا تضحيات جسام لا أحد يستطيع إنكارها وتجاهلها, منهم من تفرّغ للعمل السياسي طوعاً و دون مقابل وتحمّل أعباء العمل و النضال السياسي على حساب حياتهم الشخصية, و منهم من قضى سنين شبابهم في المعتقلات والسجون وتحملوا قسوة و مرارة التعذيب, و منهم من نفي قسراً و منهم من هاجر الوطن هرباً من الملاحقة الأمنية, و منهم من استشهد و قدّم روحه و دمائه الطاهرة. و ستبقى كل تلك الجهود والطاقات و الإمكانيات و التضحيات التي بذلت في سبيل القضية موضع تقديرنا و احترامنا إلى الأبد!!! و ربّما نطالب الحركة و قادتها أكثر من طاقاتها الممكنة أحياناً, و لكن عندما نعّبر عن رفضنا و استيائنا من الحالة الراهنة للحركة الكردية, لا يعني أنّنا ناكرين للمعروف والجميل الذي قدّم من قبل الحركة و قادتها خلال أكثر من خمسة عقود لخدمة شعبهم و قضيتهم العادلة, و إنّما هم جميعاً قيادةً و قواعد موضع تقديرنا و احترامنا كأشخاص و خاصة الشخصيات التاريخية المناضلة أمثال الخالد عثمان صبري و الدكتور نورالدين ظاظا و الأساتذة رشيد حمو و عبدالحميد درويش و صلاح بدرالدين وكمال أحمد و الشهداء سليمان آدي و الشيخ معشوق الخزنوي و عثمان سليمان و...الخ.
نرى و بكل الأسف في هذه المرحلة الجديدة و المهمة من تاريخ العالم و المنطقة بأنّ قسماً كبيراً من قيادات الحركة السياسية الكردية في سوريا مشغولة بالصراعات و المصالح الشخصية, ويقيسون الشعب الكردي و القضية الكردية على طول شخصهم و عرضه!!! و لا يوجد لديهم أدنى استعداد لتقبل أيّ إصلاح أو تغيير يمس شخصهم المقدس من قبلهم, و ذلك من خلال استغلال نفوس بعض المخلصين الأبرياء, و لا عمل و لا نضال و لا شيء يفيد الآن سوى مزيداً من الضياع للإرادة و الوقت. و استمرار هذه الذهنية و الثقافة لقيادة و تمثيل الشعب الكردي حتماً ستؤثر سلبا على مستقبل القضية الكردية وستلحق الأضرار بمستقبل الأجيال, و يوماً بعد يوم يتحول الأنا الأعمى و النفاق و الفساد و المؤامرة و الاتهام و التخوين إلى ثقافة في المجتمع الكردي, بعدها و كلّما طال الزمن سيصعب التغلب و السيطرة عليها و معالجتها.
من هذا المنطلق أرى بأنّ جميع القيادات السياسية الكردية في سوريا مدعوة إلى التنحي و الاستقالة و حل جميع أحزابهم و البدء فوراً في إعادة البناء و العمل لمشروع وحدوي جديد, يوّحد من خلاله كافة الطاقات و الإمكانيات الموجودة في المجتمع الكردي سياسياً و ثقافياً و اجتماعياً و اقتصادياً, لكي ينسجم مع تطورات المرحلة و سمات العصر نهجاً و تنظيماً و أسلوبا, كما فعلها الأستاذ صلاح بدرالدين مشكوراً عندما استقال من الأمانة العامة لحزب الاتحاد الشعبي و تعهد في مشروعه الجديد: (( أتعهد أمام الجميع بامتناعي عن المشاركة في أية لجنة أو هيئة قبل وبعد المؤتمر واقتصار دوري بالناحية الاستشارية الداعمة )), هذه هي الخطوة الأولى و الصحيحة في الاتجاه و الطريق الصحيح, لأنّ هذه التنظيمات باتت غير نافعة للقضية الكردية ولا تمثل الشارع الكردي إلاّ بنسبة ضئيلة, هذا ما أثبت في آذار 2004 .
إنّ مشروع « الحركة الوطنية الكردية في سوريا « المطروح للمناقشة من قبل الأستاذ صلاح بدرالدين وكل المشاريع و المحاولات التي تدعو إلى الإصلاح و التغيير و وحدة الصف و الموقف و الإرادة الكردية هو الحل و الخلاص الوحيد من حيث الفكرة والمبدأ, أي فكرة الخلاص من حالة الركود و الفرقة و الشرذمة و التنافر و الضعف التي تعيشها أطراف الحركة السياسية الكردية في سوريا, و تستحق تلك المشاريع بذل كافة الجهود و الطاقات المتوفرة و الجادة في المجتمع الكردي للتوصل إلى الحل و الهدف المنشود, ألا وهو إعادة بناء الهيكلية التنظيمية و الفكرية و الأخلاقية و حتى النفسية للحركة الكردية, أو لأيّ اسم آخر الذي سيكون الممثل الجديد و القوي و الشرعي للشعب الكردي في سوريا. وتقع المسؤولية على عاتق الجميع للمضي قدماً نحو التغيير الفعلي والعملي, و بالتالي لمواكبة التغييرات و التطورات الإقليمية والعالمية و سرعة المرحلة والعصر, و لا يكفي فقط أن نبدي آرائنا و أسمائنا و صورنا الجميلة على صفحات الإنترنيت الملونة, بل علينا أن نبدأ بالتواصل و العمل الفعلي لخلق أو تطوير أو استكمال لأيّ مشروع وحدوي جديد يوحد من خلاله الإرادة و الجهود و الطاقات المجتمع الكردي المشتتة و المبعثرة و المفككة.
إن لم نقل الكل, إنّ الغالبيّة العظمى من الشارع الكردي في سوريا يائس و متشائم من الحالة الراهنة للحركة السياسية الكردية, لأنّها - الحركة - عاجزة و غير قادرة للارتقاء إلى مستوى - أو حتى الاقتراب من طموحات الشارع الكردي الذي من دونه تتحول الحركة السياسية إلى حركة غير شرعية ولا تمثل سوى الأشخاص الذين يلهثون خلف طموحاتهم الاستبدادية في الحكم و السيطرة على الغير و بعض المخلصين و الأبرياء الذين تملي عليهم ضمائرهم الحيّة للقيام بواجبهم القومي تجاه هويتهم الأم. ويطفو هذا اليأس و التشاؤم على السطح كلّما طرح دعوة أو مشروع دعا إلى وحدة الإرادة و الموقف و خاصة في الأوساط الثقافية الكردية المستقلة, و آخرها ما صدر من آراء و مواقف و ردود حول مشروع الحركة الوطنية الكردية في سوريا الذي قدّمه الأستاذ صلاح بدرالدين.
و الحل في رأيي و بكل البساطة و بعيداً عن الحركة السياسية الكردية في سوريا هو التغيير الداخلي, و التغيير يبدأ من الذات أولاً, على الجميع أن يراجع نفسه و يضع يديه على مكامن الخلل و الاعتراف بالأخطاء الذاتية في الماضي والحاضر والاستفادة منها, وأن يهيئ الإنسان الكردي نفسه - كإنسان حضاري فاعل و مواكب للمرحلة ذهنياً و نفسياً - للمستقبل و خوض صراع الإنسان مع الحياة, و يبقى الصواب نسبياً عند البشر, الكل بحاجة إلى مراجعة الذات و إصلاحه و البدء بالتغيير الذاتي أولاً و بعدها السعي نحو مواكبة المرحلة.
إنّي واثق كل الثقة بأنّ المشروع المطروح أو أيّة فكرة التي تدعو إلى الإصلاح و التغيير في الحركة السياسية الكردية في سوريا قابلة للتطبيق على أرض الواقع و بكل السرعة و السهولة, فقط إذا تخلينا قليلاً عن ذلك الأنا الأسطوري الزائف و المتربع على عقولنا وصدورنا, و بزج و تسخير قدرات و طاقات الجيل الجديد و خاصة المثقف المستقل منه و بخبرة و استشارة و دعم الجيل القديم ستتحول وتتغير مفهوم الحركة السياسية الكردية إلى حركة ليست فقط سياسية, و إنّما إلى حركة تؤمن بالعمل و النضال التخصصي و المؤسساتي في النواحي السياسية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية معاً, و بالتالي ستكون جديدة و قوية و متينة و ستمثل الغالبية العظمى من الشعب الكردي في سوريا, و ستقودها أو ستنخرط في قيادتها الجيل السياسي الجديد و المثقفون المستقلون و الذين من بينهم يستطيعون قيادة الدول من جانب توفر القدرات و الطاقات الفكرية و الإدارية لديهم.
بعض ملاحظات سريعة حول مشروع « الحركة الوطنية الكردية في سوريا « :
تأريخ المشروع بتاريخ 5 آب 2009: أرى بأنّ تدوين تاريخ "5 آب" تحت المشروع سيعيد إلى أذهان المستقلين سياسياً في الشارع الكردي الانقسام الأول في الحركة الكردية في سوريا عام 1965, و سيثير تساؤلات و تحفظات و ربّما يصل إلى درجة الاحتجاج عند بعض أطراف الحركة الكردية و خاصة الطرف أو التيار الذي قاده الأستاذ عبد الحميد درويش آنذاك و المتمثلة الآن في عدد من الأحزاب نتيجة الانقسامات, و أيضاً ربّما يفهم من هذا التاريخ بأنّه إشارة إلى وحدة - فقط الطرف أو التيار الذي قاده الأستاذ صلاح بدرالدين آنذاك و المتمثلة أيضا الآن في عدد من الأحزاب نتيجة الانقسامات, و كان من الأفضل أن يدون بغير أو بدون تاريخ, أو لو دوّن بتاريخ 14 حزيران, و أتمنّى أن يكون ذلك عن دون قصد و غاية من قبل الأستاذ صلاح بدرالدين؟!.
لم يكن التحالف الديمقراطي آخر ائتلاف سياسي كردي في سوريا: جاء ضمن المشروع و في الفقرة التالية ما يلي: )) إن وضع اللبنات الأولى في مدماك وحدة " الحركة الوطنية الكردية"من جانب الوطنيين الأكراد في مختلف العهود والحقب ومحاولاتهم المتواصلة على هذا الطريق وآخرها بناء - التحالف الديمقراطي )). إنّ في الحقيقة لم يكن التحالف الديمقراطي آخر حلف أو ائتلاف سياسي كردي في سوريا, وإنّما أتى بعده الجبهة الديمقراطية و لجنة التنسيق الكرديين في سوريا و ما زالوا قائمين و معلنين, إنّ عدم ذكر هذين الائتلافين في سياق المشروع, سيخلق عدة إشارات الاستفهام عند الشارع و بعض الأطراف السياسية الكردية؟!.
عدم الإشارة إلى وضع حزبي الاتحاد الديمقراطي و الوفاق الديمقراطي: إنّ هذين الحزبين يحظون بتأييد جماهيري كردي عالي في الواقع الجماهيري الكردي في سوريا, و لا يمكن تجاهله وعدم التوقف عند وضعهم المختلف عن باقي الأطراف السياسية الكردية المنحدرة من إعلان البارتي في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم.
دون أية إشارة إلى المصدر, تم الأخذ بصورة انتقائية مشوهة, التحالف الديموقراطي - سابقا: جاء في الملاحظة الأولى ما يلي: (( تم نشره - المشروع - في وسائل الإعلام بعد المصادقة عليه من جانب اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الشعبي ومن دون أية إشارة إلى المصدر تم الأخذ بصورة انتقائية مشوهة ببعض بنود المشروع من جانب - التحالف الديموقراطي - سابقا وإغفال المضمون الجوهري للمشروع ككل لا يتجزأ )). أولاً و حسب معلوماتي كان هناك اتفاق بين الأستاذ صلاح بدرالدين و حزبه آنذاك على أن ينشر و يوزّع المشروع باسم حزب الاتحاد الشعبي, و المصدر كان مذكوراً حينها ألا و هو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الشعبي. أمّا ثانياً لم يؤخذ بالمشروع بصورة انتقائية مشوّهة ببعض بنود المشروع, بل اتفق عليه أطراف التحالف الديموقراطي بما فيه حزب الاتحاد الشعبي على تلك الصيغة والمضمون, وكيف أغفل المضمون الجوهري للمشروع (( ككل لا يتجزأ )) و هو مطروح للمناقشة و التعديل؟ و بعدها اعتمد للنشر و التوزيع من قبل التحالف بعد المناقشة و التعديل. و التحالف الكردي لم يكن في السابق فقط, بل هو موجود الآن و في الحاضر بقسمين بعد انسحاب بعض الأطراف منه و لا يجوز أن ندّعي بأنّ التحالف كان في السابق.
و أخيراً أرى عند طرح ومناقشة أيّ مشروع وحدوي جديد للحركة السياسية الكردية في سوريا, يجب على جميع أطراف الحزبية و الشخصيات المستقلة الابتعاد كل البعد عن المواقف و الآراء المسبقة التي من خلالها تلغي و تقصي وتنفي وجود الآخر, الكل موجود و للكل معنى في الواقع - شئنا أم أبينا, و لكن مختلفون عن البعض, والاختلاف في الرؤى و المواقف ظاهرة صحية و حضارية بامتياز, و كذلك الابتعاد من اللهجة أوالخطاب الذي يؤدي إلى النفور و الاستفزاز فيما بين الأطراف السياسية الكردية في سوريا, و خلق أو تبني الخطاب أو اللهجة الجديدة التي تمثل وجود الجميع في أيّة فكرة وحدوية إصلاحية جديدة.
كوباني: 25-8-2009



#عمر_كالو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة السياسية الكردية في سوريا والخلاف على التأسيس؟!.
- لا... لاعلان دمشق ( ثقافة الاقصاء و الالغاء الآخر ) !؟


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عمر كالو - نحو الإصلاح و التغيير ... مشروع » الحركة الوطنية الكردية في سوريا «نموذجاً