أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2















المزيد.....

الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 22:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن الصراع الطبقي هو نتاج وجود الطبقات الإجتماعية المتناقضة كما هو الشأن في النظام الرأسمالي ، و الذي يتجلى في الصراع بين العمل و الرأسمال ، بين البروليتاريا و البورجوازية ، بين القوى المنتجة الجديدة و علاقات الإنتاج القديمة ، بين الصفة الإجتماعية للقوى المنتجة و صفة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ... و حدد ماركس القوانين التي تحكم الحركة في :

ـ التناقضات في ظل وحدة الحركة

إن قانون الحركة الذي يعتبر الدياليكتيك الماركسي جوهره و الذي يحكم الحركة بصفة عامة و الحركة الإجتماعية بصفة خاصة ، يقر بوجود تعايش في ظل الصراع بين العناصر المتناقضة في الحركة و يرتكز أساسا إلى المتناقضات الأساسية ، فالنظام الرأسمالي باعتباره يتسم بسمات الحركة لا يمكن وجود بدون الصراع بين الرأسمال و العمل و دون الصراع بين البورجوازية و البروليتاريا ، حيث لا يمكن للعنصر الأول/البورجوازية العيش بدون وجود الثاني/البروليتاريا و هما في صراع دائم من أجل السيطرة والسيادة و لا يمكن للأول الإستمرار في الحياة إلا باستغلال الثاني ، و الثاني و هو يتعرض للإستغلال يسعى إلى الخلاص من سيطرة الأول في صراع دائم من أجل تحقيق الثورة الإشتراكية التي تخلصه من هذه السيطرة و الإستغلال ، و كلاهما يعيش في ظل وحدة الحركة الرأسمالية ذات الصفة التناحرية و التي تتسم بدينامية دائمة في اتجاه تحقيق الثورة الإشتراكية ، التي يتحول فيها الثاني لممارس السيطرة على الأول الذي يحاول نفي الثاني بعد تحقيق نفي النفي عبر نفي النظام الرأسمالي بعد إنجاز الثورة الإشتراكية و الشروع في بناء أسس النظام الإشتراكي ، الذي يهدف إلى تحقق نفي أسلوب الإستثمار الرأسمالي بتحقيق النفي التام و يالتالي نفي الطبقات ، من أجل الوصول إلى القفزة النوعية عند توفر شروط الحياة المادية للمرور إلى المجتمع الشيوعي الذي تنتفي فيه الطبقات ، أو يحصل النفي المضاد بالرجوع إلى سيطرة الأول على الثاني كما حدث في الإتحاد السوفييتي بعد سقوط التجربة الإشتراكية .
و إلى جانب المتناقضان الأساسيان/البروليتاريا و البورجوازية يوجد متناقضان ثانويان/البورجوازية الصغرى و الفلاحين اللذان يتسمان بالإنتاج الفردي و يدخلان في الصراع لحسمه لصالح المتناقض الأول أو الثاني ، و يعتبر المتناقض الثانوي الأول/البورجوازية الصغرى أساسيا في حسم الصراع بين المتناقضين الأساسيين في الصراع الطبقي في النظام الرأسمالي لصالح المتناقض الأول/البورجوازية ، الذي يعتبر الحضن الذي ترعرعت و نمت فيه الرأسمالية قبل حدوث الثورات البورجوازية و هو دائم في تغذيتها خلال حركتها الدائمة ، فكلما تطورت الرأسمالية ظهر متناقض ثانوي أول جديد صالح لمستوى تطور النظام الرأسمالي من أجل تجاوز أزماتها الجديدة ، فالرأسمالية في حركتها و تطورها تجدد البورجوازية الصغرى التي تصلح لمستوى معين من تطورها و لكن سرعان ما تعصف بالمتناقض الثانوي الأول القديم الذي استنفذ دوره في خدمتها ، و يكون المتناقض الأساسي الثاني/البروليتاريا بدوره في حاجة ماسة للمتناقض الثانوي الأول في مرحلة إنجاز الثورة الإشتراكية و بناء النظام الإشتراكي كما أنه في حاجة ماسة للمتناقض الثانوي الثاني/الفلاحون لتحقيق الثورة الإشتراكية ، لكن لا الثانوي الأول و لا الثاني يقدران على قيادة الثورة الإشتراكية بنجاح و كلاهما يهددان الإشتراكية بالعصف بها في اتجاه الرأسمالية بحدوث النفي المضاد/الثورة المضادة.
فالثانوي الأول انتهازي بطبعه حيث يحن إلى معانقة حفيدته الرأسمالية الإمبريالية سعيا إلى السيطرة على مراكز السلطة السياسية و الإقتصادية ، و بالتالي الإرتقاء الطبقي و خاصة المثقفين الذين يعتبرون أنفسهم أرقى من المنتجين المبدعين ذوي العمل اليدوي الذي يميز الثانوي الثاني ، بينما الثانوي الثاني/الفلاحون يعتبرون من جهة هدفا حيويا للرأسمالية حيث القيمة الزائدة دون أدنى إنفاق خاصة الفلاحات الفقيرات الكادحات بدون أدنى أجر يذكر و من جهة ثانية يصبح المتناقض الثاني عبءا على كاهل المتناقض الأساسي الثاني/البروليتاريا ، فهو أساسي في التحالف من أجل إنجاز الثورة الإشتراكية و يشكل عائقا أساسيا في البناء الإشتراكي حيث البروليتاريا تسعى إلى نفيه بنفي الإنتاج الفردي في الفلاحة ، و الثانوي الأول يصبح أساسيا في البناء الإشتراكي إلا أنه سرعان ما يذهب إلى أكثر من ذلك إلى السيطرة على السلطة السياسية دون القدرة على نفي الإقتصاد الإشتراكي نفيا تاما حيث حاجته إلى المتناقض الأساسي الثاني/البروليتاريا في استمرار الإنتاج حيث لا مجتمع دون إنتاج ، لكن سرعان ما يتحول إلى غول خادم الرأسمال الذي لا يعرف إلا تغذيته بالقيمة الزائدة دون انقطاع و بذلك يصبح بورجوازيا بامتياز ، نظرا لعدم قدرته على نفي صفته البورجوازية نفيا تاما في دولة ديكتاتورية البروليتاريا كما هو الشأن بالنسبة للثانوي الثاني/الفلاحون الذين لا يستطيعون نفي صفتهم الإنتاجية الفردية الفلاحية التي تصبح عائقا أمام التطور الصناعي ، و كلا المتناقضين الثانوييين حاسمان في نجاح الثورة الإشتراكية كما بينته التجربة الإشتراكية في الإتحاد السوفييتي حيث شكلا العائق الأساسي أمام تطور القوى المنتجة الجديدة الإشتراكية.

ـ تحولات الكم و الكيف

إن الحركة عبر تاريخها تسير في تحولات دائمة وفق بنية اجتماعية معينة و خلال تغيرها و تحولها يحدث تحول كمي ، لا نلاحظه إلا عندما يصل إلى مستوى معين يظهر فيه على شكل تحول نوعي دون إرادة الناس الذين يساهمون في هذا التحول أثناء الإنتاج ، كما هو الشأن في تراكم وسائل الإنتاج التي صنعها الإنسان دون رغبته في إحداث تحول في القوى المنتجة ، و بالتالي طهور معارف جديدة ساهم في بروزها المنتجون المبدعون أثناء استغلال الطبيعة ، و حدث تحول هائل في القوى المنتجة بفضل التراكم الكمي لوسائل الإنتاج و التراكم المعرفي الذي توازيه مما ساهم في حدوث تحول كيفي في حياة الناس أثر على مستوى الإنتاج المادي و الثقافي و بالتالي بروز أفكار جديد ، ذلك ما رأيناه في التحول الهائل من مستوى العمل الحرفي الذي تحول إلى المستوى الصناعي ببروز التقنية الصناعية ، بعد التطور الهائل لوسائل الإنتاج الذي رافقه تحول هائل في مستوى تطور المعارف و بروز الفكر البورجوازي في أحضان الإقطاع الذي تم نفيه بفعل المفاهيم البورجوازية ، و بالتالي حدوث التحول الكيفي في المجتمع بعد ظهور البروليتاريا و البورجوازية بالمدن الطبقتين الحاسمتين في الصراع الطبقي بالمجتمعات الرأسمالية ، بعد نفي التناقض الأساسي بين الإقطاع و العبيد و حدوث الثورات البورجوازية التي نتج عنها تحول تام في الأساس الإقتصادي الذي أصبح ذا صفة رأسمالية بعد نفي الصفة الإقطاعية و بروز علاقات انتاج رأسمالية ، و بالتالي حدوث تحول في حياة العبيد بالبوادي بظهور العمال الزراعيين بعد الإستثمارات الرأسمالية في المجال الفلاحي الذي تطور بفضل التقنية الصناعية ، لكن تبقى بعض مظاهر علاقات الإنتاج الإقطاعية خاصة في الدول التي لم تشهد بعد الثورات البورجوازية أو التالي لم تستطع دمج الفلاحة في الصناعة و تحديث الإنتاج الفلاحي ذلك ما نراه في جل الدول التي تعرضت للإستعمار الإمبريالي.
و يبرز التحول النوعي/الكيف نتيجة التحول الكمي الذي يصل إلى مستوى معين تطلب التحول النوعي من الكم إلى الكيف بقيام الثورة على علاقات الإنتاج القديمة التي لا تلائم تطور القوى المنتجة الجديدة ، فالتحول الكمي للصناعة بالمدن خلال القرن 17 عندما وصل مستوى معين حدث تحول نوعي/ الكيف في المجتمع و ظهرت طبقات متناقضة جديدة/البورجوازية و البروليتاريا ، و ظهر معها الصراع الطبقي بين العمل و الرأسمال و برزت حاجيات أساسية جديدة مادية و ثقافية تم تسخير التقنية الصناعية لتوفيرها ، بعد تطور الوسائل المادية الضرورية في الحياة المادية الجديدة مع تطور الإنتاج الصناعي و حدث تحول نوعي في حياة البشرية /الكيف و برزت مؤسسات اجتماعية حديثة كالتعليم والتربية و المستشفيات و دور اللهو و الملاعب و غيرها ، بعد التحول النوعي/الكيف الذي بلغ مداه عند التحول الكمي الذي وقع على الرأسمالية بالإنتقال من الرأسمال التجاري/الكيف إلى الرأسمال الصناعي خاصة بعد حدوث الثورات البورجوازية ، و حدث تراكم هائل في وسائل الإنتاج/الكم الذي واكبه تحول هائل في المعارف و بروز أفكار جديدة/ المفاهيم الإشتراكية نتيجة الصراع بين المتناقضبن الأساسيين في الرأسمالية/البورجوازية و الرأسمالية ، مما ساهم في دينامية التطور الرأسمالي من مرحلة المنافسة/الكيف إلى مرحلة الإستعمار بعد بروز الرأسمال المالي و سيطرته على الرأسمال التجاري و الصناعي و بالتالي ظهور الإحتكارات الكبرى و بروز الإمبريالية ، التي بلغت مداها في العقدين الأول و الثاني من القرن 20 مما حتم حدوث أزمات سياسية و اقتصادية تستهدف اقتسام العمل في العالم باقتسام المستعمرات بين الإمبرياليات ، و حدثت الحرب الإمبريالية الأولي كسمة من سمات الرأسمالية الإمبريالية إضافة إلى سمة الإستعمار في مرحلة متقدمة من استعمار الدول الرأسمالية للشعوب الفقيرة
و برزت النظرية الماركسية اللينينية كنظرية ثورية لإنجاز الثورة الإشتراكية التي حدثت في روسيا و بلدان الإتحاد السوفييتي بعد الحرب الإمبريالية الأولى و بشرق أوربا بعد الحرب الإمبريالية الثانية ، وعرف الأساس الإقتصادي للرأسمالية تحولا نوعيا من الكم إلى الكيف حيث أصبح يتسم بالصفة الإمبريالية التي ترتكز سياسيا إلى الحرب و الإستعمار و اقتصادية إلى سيطرة الرأسمال المالي على الإنتاج الصناعي و الفلاحي ، و نحن نعيش اليوم أطوارها العليا فإذا كانت الأطوار الأولى من بروز الإمبريالية قد اتسمت بسيطرة الصناعة الكهربائية و السكك الحديدية/التحول الكمي في الرأسمال الصناعي و الكيف في نشر الإستعمار، هاتان الوسيلتان ضروريتان في التوسع الإستعماري/التحول الكيفي اللتان تميزان الصفة الإمبريالية للرأسمالية سياسيا و بروز سيطر الرأسمال المالي/التحول الكيفي في الإقتصاد على طول الخط عبر العالم ، حيث يعتبر المدخل الأساسي للإستعمار و فرض السيطرة على الشعوب الفقيرة و نهب خيرات بلدانها ، و الإمبريالية تعيش اليوم مرحلة العليا فبعد تجاوز دور البترول/الكيف في الطاقة برز دور الطاقة النووية و الأسطول الجوي و البحري/التحول الكيفي في حياة الإمبريالية بعد الحرب العالمية الثانية ، التي اتسمت بروز عامل الثورة الإشتراكية في الحرب/التحول الكيفي و انتصار دولة دكتاتورية البروليتاريا على الإمبريالية في الحرب الإمبريالية الثانية التي أشعلتها ضد الثورة الإشتراكي ، و توسعت خريطة المنتظم الإشتراكي لتشمل دول شرق أوربا/تحول كمي .
و حدث تحول كيفي في العالم بعد بروز التناقض الأساسي بين المنتظم الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفييتي و المنتظم الرأسمالي بزعامة أمريكا ، الشيء الذي أحدث تحولا في مفهوم الإستعمار بعد بروز دور حركات التحرر الوطنية العالمية/التحول الكيفي في مواجهة الإمبريالية ، فإذا كانت الطبقات الإجتماعية في المجتمعات الرأسمالية تتشكل من ثلاث طبقات البورجوازية و البورجوازية الصغرى و البروليتاريا ، إثنتان أساسيتان و حاسمتان في الصراع الطبقي البورجوازية و البروليتاريا و الثالثة ثانوية البورجوازية الصغرى و هي تتأرجح بين الطبقتين المتناقضتين و تلعب دور الحاسم في نفي إحدى الطبقتين ، فإن العالم أصبح بعد الحرب الإمبريالية الثانية يتشكل من ثلاثة عوالم عالمان اثنان أساسيان في الصراع الرأسمالي و الإشتراكي و الثالث ثانوي الشعوب التي تعرضت للإٌستعمار و الحاسم في نفي أحد العالمين الأول و الثاني ، فأصبحت حركات التحرر الوطنية التي تقودها البورجوازية الصغرى و البروليتاريا الصاعدة و الفلاحون الفقراء تتأرجح بين العالمية بعد انتهاء الحرب الإمبريالية الثانية إلى حين حصول جميع الشعوب على استقلالها السياسي ، وسيطر الرأسمال المالي على المستوى الإقتصادي /الكيف و الإمبريالية على المستوى السياسي دوليا ، و تأثرت دولة دكتاتورية البروليتاريا بالإتحاد السوفييتي بأعباء الحرب و انصرفت إلى البناء الإشتراكي بعد ثقلها بدول شرق أوربا المدمرة اقتصادها على طول ، و تسلمت البورجوازية الكومبرادورية بدول العالم الثالث الفقيرة السلط بتحالف مع الإقطاع في ظل عدم نضج البروليتاريا و تدبدب البورجوازية الصغرى المثقفة و تطلعات البورجوازية ، بالإضافة إلى تدمير اقتصاد هذه الدول العالمثالثية من طرف الإمبريالية التي استغلتها في الحرب و استنزفت خيراتها و فقر ت و جوعت شعوبها ، كل هذه العوامل جعلها تعجز عن فرض استقلالها الإقتصادي الذي أصبح تبعيا للرأسمال المالي الذي فرض عليها القروض كبواب لاستعمارها اقتصاديا ، مما جعل السند الحقيقي لنجاح الثورة الإشتراكية العالمية و هو حركات التحرر الوطنية العالمية يولد أعرج و يسفر عن دول شبه مستعمرة لم و لن يكتمل استقلالها في ظل الأنظمة الرجعية القائمة بها ، و يبقى السند الأساسي المتناقض الثانوي في الصراع بين المتناقضين الأساسيين الإشتراكية و الإمبريالية يخدم مصالح هذه الأخيرة مما عجل بإسقاط التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي.

ـ النفي و نفي النفي

إن الحركة الإجتماعية في تناقضات دائمة تسعى عبرها إلى تجاوز بعض ظواهرها /التناقضات الداخلية التي تشكل عائقا في سيرورتها من أجل الرقي الإجتماعي ، و لا يتم ذلك إلا بعد نفي هذه الظواهر المعيقة لتطورها و الذي يليه بالضرورة نفي آخر في ظل وحدة الحركة الإجتماعية في سعى إلى نفي تناقضاتها الداخلية من أجل البقاء و الإستمرار ، فالرأسمالية في تحولاتها من التنافسية إلى الإحتكارية و الإمبريالية تسعى إلى تخطي تناقضاتها الداخلية بعد تراكم الإنتاج البضاعي و حدوث الفوائض الإنتاجية من أجل البقاء في ظل الإستمرار و التطور ، لكن دون الحسم مع تناقضها الأساسي الذي يلازمها و هو نفي الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج التي تتناقض و الصفة الإجتماعية للقوى المنتجة ، و تحولت الرأسمالية إلى نظام اجتماعي تناحري لن ينتفي فيه التناقض الأساسي إلا بحسم الصراع الطبقي بين البروليتاريا و البورجوازية لصالح الطبقة العاملة عند تحقيق نفي النفي ، و ذلك بإحقاق النظام الإشتراكي العالمي تحت قيادة دكتاتورية البروليتاريا العالمية بتحقيق نداء ماركس :"يا عمال العالم اتحدوا ! "من أجل الإنتقال إلى الشيوعية ، و كانت التجربة الإشتراكية بالإتحاد السوفيتيتي عظيمة في هذا الشأن حيث تم نفي النفي بشكل نسبي أعطى صورة حقيقية عن مدى صحة تصورات الماركسية حول الإنتقال إلى الشيوعية ، فكان للثورة الإشتراكية في بلد واحد أثر هام في بروز التناقضات الأساسية بين الرأسمالية و الإشتراكية على المستوى العالمي خاصة بعد الحرب الإمبريالية الثانية ، التي تعمقت فيها التناقضات الداخلية الأساسية للرأسمالية الإمبريالية بعد فقدانها أحد عواملها الإساسية في الوجود و هو الإستعمار الذي تم نفيه بفضل صعود المنتظم الإشتراكي الذي هزمها في الحرب العامل الأساسي في وجودها.
و هي لم تستطع تخطي تناقضاتها الداخلية بعد خروجها مهزومة مرتين في الحرب من جهة و الإستعمار من جهة ثانية ، و ما كان عليها إلا أن تعيش في تناقضاتها الداخلية محاولة نفها على حساب التناقضات الخارجية ضد المنتظم الإشتراكي و الدول القائمة في المستعمرات القديمة ، و باعتبار أن نفي النفي لم يكتمل بصفة تامة في مستوى حركات التحرر الوطنية و التخلص بصفة تامة من الإستعمار الصفة الأساسية للرأسمالية الإمبريالية ، فإن الدولة التي أسفرت عنها ستبقى نصف مستعمرة بفقدانها للإستقلال الإقتصادي الحاسم في الصراع الطبقي ، و يبقى الأساس الإقتصادي لهذه الدولة مرهون بالتبعية للإمبريالية بعد اشتغال المنتظم الإشتراكي بتناقضاته الداخلية بعد الهدم التام للأساس الإقتصادي الإشتراكي خلال الحرب و تعطيل البناء الإشتراكي ، فبقاء التناقض الأساسي بين البروليتاريا و البورجوازية الذي تغذيه الإمبريالية داخل المنتظم الإشتراكي أصبح عائقا أمام تطور القوى المنتجة الإشتراكية الصاعدة مما يعرقل تطور علاقات الإنتاج الإشتراكية ، في نفس الوقت الذي أصبح فيه البناء الإشتراكي في حاجة إلى توسع داخل دول الإتحاد السوفييتي من جهة و من جهة أخرى داخل دول شرق أوربا المتحررة من الإمبريالية ، مما ساهم في تنامي التناقضات الداخلية بالنظام الإشتراكي الذي لم يتخط بعد مرحلة البناء داخل دولة واحدة ، و فجأة طرأت الفقزة النوعية التي نتجت عن الإنتصار في الحرب بما حمله من تناقضات جديدة جعلت الحزب الشيوعي السوفييتي تقع على عاتقه أعباء نفي تناقضاته الداخلية و حماية مصالح المنتظم الإشتراكي الذي عرف توسعا هائلا في فترة وجيزة ، فدخول الحرب من طرف الإتحاد السوفييتي كان من باب الدفاع عن الوطن الإشتراكي إلا أن الأحداث تطورت و أصبح النظام الإشتراكي يواجه واقع التوسع المفاجيء ، و تنامي إستقلال الدولة المستعمرة في الجنوب العالمثالثية التي من المفروض أن يهتم بها باعتبارها العامل الحاسم في الثورة الإشتراكية العالمية ، إلا أن استقلالها لم يكتمل كما رأينا رغم تصاعد الحركة السياسية الشيوعية بالصين و شرق آسيا مما خلق للإمبريالية تناقضات جديدة تسعى إلى القضاء عليها و لم تجد أمامها إلا إحدى صفاتها الأساسية و هي الحرب اللصوصية ، من أجل تدمير المحيط الإشتراكي بعد التأكد من صحة محيطها التبعي بأفريقيا و الشرق الأوسط بعد زرع الكيان الصهيوني في 1948 للتحكم في موارد النقط الذي يعتبر أساس الطاقة خلال 50 عاما القادمة ، و تمت عرقلة تطور البناء الإشتراكي بعد صعود البورجوازية الصغرى المتناقض الثانوي في الصراع الطبقي إلى السلطة بالإتحاد السوفييتي التي ارتقت إلى مستوى البورجوازية خادمة امبريالية.

تارودانت في : 15 شتنبر 2009




#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 1
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 12
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 11
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 8
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 9
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 10
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 7
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 4
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 6
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 5
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 3
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 2
- الوضع الراهن و مهام الماركسيين اللينينيين المغاربة الجزء 1
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 8
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 6
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 7
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء5
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء4
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 3
- المادية و دحض الفكر الإنتهازي التحريفي الجزء 2


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية اللينينية و أسس الثورة الإشتراكية ج 2