أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الطيب آيت حمودة - هل الصحابة معصومون من الزلل؟















المزيد.....

هل الصحابة معصومون من الزلل؟


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 15:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اٍن ما يحز في النفس عند أقوامنا هو تحريف الكلم ، وقد يصل التحريف مبلغه عند البعض لغرض توظيفه كرمح سام لضرب الآخرين ، وهو ما يثبت الخلط بين الاٍسلام ، والفكر الاٍسلامي ، والحكم الاٍسلامي ، فالاٍسلام وحي معصوم لا شك ، أما الفكر الاٍسلامي فهو من عمل الفكر البشري في فهمه ، ومن ذلك يتضح ديدن الفكر الذي هو عرضة للخطأ والصواب ، أمام الخطب لم أجد نفسي اٍلا مجبرا للرد والتعقيب ، ثم ارتأيت أن التعقيب لا يفي بالمطلوب ، و بذلك تحول الرد اٍلى مقالة ، ولا غرابة في وجود أخطاء في تاريخنا السياسي، واٍنما الغرابة في التستر على هذه الأخطاء أو الاٍستحماق في معالجتها والتعفية على آثارها ..
وهذا ما يتضح في مداخلة الأخ ( محب المغرب العربي ) الرابط /
I:-الشهيد كسيله- يتهجم على الصحابي معاويه بن ابي سفيان وابنه وعلى الصحابيه هند بنت عتبه - منتديات المغرب العربي MAGREBUNITED FORUM.htm
في تفسيره لرأي فكر ٍاسلامي بنقد الذات وتوجيه الناس اٍلى مكمن الخطورة ، وما قيل عن هند بنت عتبة ، ومعاوية ،ويزيد ، حقائق لا يمكن حجبها والتستر عليها ،فكتب السير والتراجم ،وبذلك ستكتشف أن الصحابة يتباينون في صفاتهم وايمانهم وقربهم للرسول ، وأن الصحبة في تبني أقوال وأفعال الرسول ، لا في الاٍبتعاد عنها والتنكر لها كما فعل معاوية وابنه يزيد . وبذلك حكم المنصفون بعصبية الدولة الأموية وابتعادها عن تعاليم الٍاسلام في كثير من ألأمور الحياتية . و تمعن في ما يقوله سبحانه وتعالى في حرية الرأي:
[قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم، فمن اهتدى فاٍنما يهتدي لنفسه ، ومن ضل فاٍنه يضل عليها ، وما أنا عليكم بوكيل ] (1)الأنعا م 107
[انا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فاٍنما يضل عليها ، وما أنت عليهم بوكيل] (2) الزمر 41
وكتب التاريخ مليئة وطافحة بالحقائق المذكورة، ويمكن عدها من ألأخطاء البشرية التي يحتمل الوقوع فيها ، والمسلم ينظر بغضاضة لما أصاب المسلمين في بدايات دولتهم، من قتال داخلي ، كان له أثره في وقع المسلمين حاضرا ومستقبلا ، والتحول الواقع على يد معاوية بن أبي سفيان عبارة عن هزيمة للحق ، وضربة موجعة للمثل العليا التي جاء بها الاٍسلام ، دون الحاجة للتذكير بكيفية سلب السلطة وأخطاء التحكيم ، أما هند فما اقترفته يدخل في باب عفا الله عم سلف ، والاٍسلام يجب ما قبله ،أما يزيد بن معاوية فيرتبط اسمه بنكبة آل البيت وقتل الحسين ، ذاك ماهو مدون في كتب التاريخ وما تناقلته الأخبار والألسن . وتلك أخطاء لا ننكرها بقدر ما نتعظ بها حتى لا يعيد التاريخ نفسه ..؟
واٍذا كان لكم أدنى شك فيما أقول فقرأوا ما ذكره مؤرخوا الاٍسلام في الأمر ، وهو ما يرده الطبري في تاريخه ج5 ص 456 قائلا/
[زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها صريعا وهي تقول : يامحمداه، يامحمداه ؟ صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، يامحمداه ؟وبناتك سبايا ، وذريتك مقتلة ، تسفي عليها الصبا . قال فأبكت والله كل عدو وصديق .](3)
[قال حميد بن مسلم : لما دخل عبيد الله القصر ، ودخل الناس ، نودي : الصلاة جامعة ،فاجتمع الناس في المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ابن زياد فقال :الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه، وقتل الكذاب ابن الكذاب ، الحسين بن علي وشيعته .](4) ( المصدر السابق ص 459 ).
وقال أبو مخنف في نفس المصدر ص 459 [ ثم اٍن عبيد الله بن زياد نصب رأس الحسين بالكوفة ، فجعل يدار به بالكوفة ، ثم دعا زحر بن قيس فسرح معه رأس الحسين ورؤوس أصحابه اٍلى يزيد بن معاوية ]
ويذكر الطبري أن عدد رؤوس آل البيت بلغت السبعين أو أزيد ؟
[وقال أبو مخنف ، عن جعفر بن محمد بن علي ، قال: وجد بالحسين عليه السلام حين قتله ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة . ](5)
ويقول المسعودي في تاريخه مروج الذهب ومعادن الجوهر ج3 ص72 ،[ وليزيد وغيره أخبار عجيبة ، ومثالب كثيرة ، من شرب الخمر وقتل ابن بنت الرسول ، ولعن الوصي ، وهدم البيت واٍحراقه ،وسفك الدماء ، والفسق والفجور ](6)
ويذكر المسعودي عن هذا التابعي يزيد أنه سير جيشا من أهالي الشام ، عليه مسلم بن عقبة المري، الذي أخاف المدينة ونهبها ، وسماها نتنة ، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة ، وقال من أخاف المدينة اخافه الله.] (7)
ويقول الطبري /ثم دخلوا على يزيد فوضعوا الرأس بين يديه .......ثم أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ، ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره ثم قال : ان هذا وايانا كما قال الحصين بن الحمام :
أبى قومنا أن ينصفونا فانصفت قواضب في ايماننا تقطر الدما
يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما(8)
فهل ترون في هذا التابعي صفة للمروءة والاٍسلام ، وهل ما اقترفه تعاونا مع أهل العراق الذين خذلوه ( رغبة أورهبة) بعد أن استقدموه ، تماما كما وقع لشهيدنا محمد بوضياف رحمه الله ، ولا غرو بأن الخليفة وهو ظل الله في الأرض له مسؤولية على كل ما يقع ، فاين زيد مما قاله خليفتنا عمر الفاروق رضي الله عنه بما معناه ( لو سقطت بهيمة بالعراق لحاسبني الله عليها).
*** لو عرف العامة ما يدور بخلد الحكام لكفروا....
هل ذكر هذه الحقائق يعد كفرا ، وارتدادا عن الاٍسلام ، أم أنه يعد من فعل الروافض ؟.
*اٍن ماذكر عبارة عن حقائق واقعة ، وليس سبا كما يتوهم الأخ ( محب المغرب العربي ) وحري به كمثقف ، أن يدرك البون الشاسع بين الحقائق التاريخية ، والشتم والسب ، أما أن وراء الاٍتهام غاية في نفس يعقوب ؟
اٍن ما ذكرتموه من آيات القرآن الكريم لا ينكرها مؤمن عاقل ، وهي حق أريد به باطل ، لأن الصحابة والتابعين لم يثبت حسب ما أعلم عصمتهم من الخطأ ، فهم بشر مثلنا يصيبون ويخطئون وكثيرا ما صحح رسولنا الكريم أخطاء صحابته المقربين ونهاهم ،وقد ترجح كفة رجل من سواد الناس ، وتطيش كفة آخر ، ولو كان من أبناءالرسول أو العكس.
[ والوزن يومئذ الحق ، فمن ثقلت موازينه فؤولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فؤولئك الذين خسروا أنفسهم ، بما كانوا بآياتنا يظلمون](9) سورة ألأعراف 8/9
من خلال ما تقدم يتضح أن تقاليد البدو فرضت نفسها على المجتمع الاٍسلامي ، بل على جانب هام من فقهنا الاٍسلامي الذي يرى بأن الهاشمية لا يكافئها عربي عادي ، وأن العربية لا يكافئها أعجمي ، وكما تسللت هذه التقاليد اٍلى الفقه ، تسللت كذلك اٍلى ميادين السياسة والحكم ، فكانت عصبيات القبائل وراء طلب الرياسة وبسط النفوذ. ولا زالت اٍلى يومنا ظاهرة تأخر الكفاءة الشخصية لصالح مكانة العائلة وقوة القبيلة وقيمة النسب ..؟ في عالم تلعب فيه المنافسة والقدرة والكفاءة في اٍحداث رجات ووثبات عملاقة في وجه التقدم لا بالقرابة واٍنما بالكفاءة والقدرة على خلق جسور التعاون والتحابب بين البشر جميعهم واٍن اختلفوا جنسا ولونا ومعتقدا .
أقول قولي هذا وأستغفر الله على كل زلة في القول .
الهوامش/
(1) سورة الأنعام ، الآية 107
(2)سورة الزمر ، الآية 41
(3)الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5 ص 456 .
(4) المصدر السابق ص 459 .
(5) المصدر السابق ص 459
(6) المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج3 ص 72 .
(7) المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج3 ص 69 .
(8) الطبري ، تاريخ الرسل والملوك ، ج5 ص 457.
(9) سورة الأعراف ألآياتان 8/9




#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنى والبنطال
- الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
- الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
- المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .
- هوية الاٍنسان أم هوية اللسان ؟ (3)
- هوية الجزائر/ لغة أم لغات ..؟( ج3)
- هويةالجزائر/ انتماءات وليس انتماء.
- لماذا يكره بعض العرب ابن خلدون .؟
- التاريخ بعيون أمازيغية .
- الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
- قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الطيب آيت حمودة - هل الصحابة معصومون من الزلل؟