|
إختبارٌ لجدية محاربة الفساد في كردستان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 13:15
المحور:
كتابات ساخرة
تّرددتْ أنباءٌ عن قُرب توجيه الإدعاء العام وديوان الرقابة المالية ، الإتهام ، لبعض المسؤولين في اقليم كردستان في قضايا فساد مالي وإداري . من بينهم نائب رئيس وزراء سابق ووزير ومحافظ ومدير عام ! - من بين المُتهمين قائمقام قضاء حلبجة السابق ، الهارب والمُختفي ، وتُهمته الرئيسية إختلاس وهدر ملايين الدولارات المُخصصة لمعالجة الجفاف في القضاء . مُراسل وكالة ( دعاياتكو ) للأنباء في حلبجة صرح بأن القائمقام قبل هربه وإختفاءهِ ، نفى نفياً قاطعاً الإتهامات الموجهة اليهِ وقال بأن " الجفاف " كان شديداً ودرجات الحرارة مرتفعة الى درجة ان ( الملايين ) قد تبخرت ! - كبير المُتهمين " عمر فتاح " نائب رئيس وزراء الاقليم السابق ، واحد قادة الاتحاد الوطني الكردستاني ، من احدى تُهمهِ إيعازهِ الى وزير الكهرباء " هشيار سيويلي " بصرف عدة ملايين من الدولارات الى شركة " ألن بورك " البريطانية على حساب إنشاء محطة توليد كهرباء في " طقطق " بطاقة 588 ميكا واط قبل سنتين تقريباً. والتي من المفروض ان لا تدفع لها مبالغ نقدية ، بل إئتمانات مصرفية لغاية إنجاز مراحل متقدمة من المشروع . وإختفى المبلغ ولم تُنفذ الشركة المشروع . على اقل تقدير فأن نائب رئيس الوزراء متورط كما يبدو لسوء إستخدامه لسلطتهِ وهدرهِ للمال العام ، ووزير الكهرباء لعدم إلتزامهِ بالضوابط القانونية المُتبعة . مكتب وكالة ( دعاياتكو ) في اقليم كردستان ، قال ، ان السيد " عمر فتاح " نائب رئيس الوزراء ، هو ضحية بريئة ، وقع في براثن الشركة البريطانية الخبيثة ، التي إسْتغلت طيبته وكرمه ، و" لَهفتْ " ملايين الدولارات من غير اي مسوغ قانوني ، ولكن ايضاً من غير دليل او إثبات ضدها ! على صعيدٍ مُتصل يروج بعض " الحاقدين " ان جزءاً مهماً من المبلغ المفقود ، كان من حصة محافظ السليمانية " دانا أحمد مجيد " والسيدة " شونم حمه غريب " مديرة عام الكهرباء ! [ سأل معاوية الأحنف بن قيس ، عن الزمان ، فقال : أنتَ الزمان ، فان صلحتَ صلح ، وان فسدت فسد ... ] ! في دولةٍ يكون " عمر فتاح " ب ( نزاهتهِ المعروفة كلش ) نائباً لرئيس الوزراء ومسؤولاً عن ملفاتٍ مهمة وحيوية ، ليس من الغريب ان " تختفي " ملايين الدولارات المخصصة لإعمار السليمانية او غيرها ! - زعمَ " جساس الفتان " مدير وكالة دعاياتكو ، ان المُتهَمين ، كلهم من الصف الثاني والثالث في ترتيب قيادات الحزبين الحاكمين ، وان صلاحيتهم إنتهت ، والأهم انهم فقدوا الدعم والإسناد الذي كانوا يتمتعون بهِ مِنْ قِبَل قيادات الصف الاول . وبما انه لم يتبقى الا شهرين ونصف على عيد الاضحى ، فيبدو ان " عمر فتاح " وبقية المتهمين سيكونون ( كبش فداء ) وأضحية على مذبح الفساد المالي والاداري ! ومن الجدير بالذكر ، ان هذه الخطوة لو فُعِلتْ بصورةٍ كاملة ، فانها ستُظهِر البرلمان الجديد والحكومة الجديدة ، وكأنها قادمة لمحاربة الفساد والمفسدين ، وستقطع الطريق على محاولات " قائمة التغيير " التي تُثير ضجةً حول الفساد المالي والاداري ! - يقول ابن خلدون في مُقدمتهِ " ان السعي والإكتساب يعجزان عن إبلاغ صاحبهما حد الثراء الفاحش ، فلا بُد من الفرص الاخرى " .! السعي والاكتساب هو الراتب والاجور العادية التي يتقاضاها المرء عن عملهِ ، ومن المستحيل ان يصبح غنياً جداً بالراتب او الاجور ، إلا بإستغلالهِ لل ( الفرص الاخرى ) ، تُرى اي فرصٍ اخرى هي التي جعلتْ الكثير من المسؤولين من اصحاب الملايين ؟ ملايين الدولارات وليس الدنانير طبعاً ؟! - " لما ماتَ عمر بن مسعدة ، رُفِعتْ الى المأمون رقعةٌ ، انه خّلفَ ثمانين مليون درهم ، فوَّقع في ظهرها : هذا قليلٌ لِمَنْ إتصلَ بنا وطالتْ خدمته لنا " ! المصيبة ، انه ليس شَرطاً ان يكون المسؤول الحزبي او الوزير او المدير العام ، سارقاً او مُختلساً بصورةٍ مباشرة ، فان المنَح والعطايا والهدايا والعيديات والمكرمات وقطع الاراضي الممتازة والسيارات الفاخرة والقصور والسفرات والإيفادات والنثريات ، كلها كما قال المرحوم الخليفة المأمون ( قليلة لِمَنْ إتصل بنا وطالتْ خدمتهُ لنا ) ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- المُعارضة العراقية - في سوريا ، أمس واليوم
-
مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
-
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
-
هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
-
فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
-
تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
-
إئتلاف دولة القانون العشائري
-
الموصل .. هل ثمة أمل ؟
-
أحداثٌ مُخجِلة وثقافة الإستقالة
-
بازار منصب - الرئيس - العراقي
-
شخصيات عراقية مؤثرة (1)
-
حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
-
نظرةٌ على اللوحة السياسية في العراق
-
آفاق زيارة المالكي الى اقليم كردستان
-
ألسواح الأمريكان والجُغرافيا الحدودية !
-
الحَمير والإنتخابات الأفغانية !
-
إضاءة على إنتخابات أقليم كردستان العراق
-
إنتخابات اقليم كردستان ، قوائم الأثرياء تحصل على اصواتٍ أكثر
-
الكويت مَدْعُوة للتصرف بحِكمة
-
ضوءٌ على شخصية : رائد فهمي !
المزيد.....
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|