أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - عراق ما بعد الانسحاب















المزيد.....

عراق ما بعد الانسحاب


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع دخول الاتفاق الأمني، الذي اُبرم بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، حيز التنفيذ، ,الذي تتوج بانسحاب الجيش الأمريكي خارج المدن العراقية في الثلاثين من شهر حزيران الماضي, إلا ان ذلك الانسحاب لم يمض بانسيابية سياسية تثلج الصدور، صحيح ان الانسحاب تم دون تعثر فني حقيقي، إلا انه يبدو قد وضع الحكومة العراقية على المحك لتدخل امتحانٍ جديدٍ من نوعٍ اخر، حيث تزامنت معه مستجدات سلبية للأوضاع الأمنية بعد ان شهدت تلك المدن أمنا ملحوظا ساهمت فيه عدة عوامل وكان أهمها الحوار الإيراني الأمريكي في جولاته الثلاث وانعكاساته على العراق، وكذلك نمو القدرات العسكرية للجيش العراقي، بيد ان التفجيرات المروعة التي سبقت موعد الانسحاب وبعد تصاعد وتيرتها عقب الانسحاب ايضا، حتى شملت الكنائس، فضلا عن تنفيذ هجمات نوعية بدا عليها التنظيم، سميت بتفجيرات الأربعاء الدامي والتي لم يشهدها الداخل العراقي منذ اشهر.
جاءت تلك التفجيرات لتطرح تساؤلات عدة وابرزها؛ التحقق من مدى قدرة الحكومة العراقية على الامساك بزمام المبادرة بعد الانسحاب، وما اذا كان للقوات الأمريكية دورا في حفظ الأمن في الأشهر الماضية، لاسيما في الجنوب، ام ان ثمة توافقا سياسيا داخليا بين المكونات السياسية العراقية، وخارجيا بين امريكا وخصومها في المنطقة، والذي من شأنه ان يُحسِّن الأمن الذي يشهده العراق ، وهل لإحداث إيران الأخيرة وقع على الوضع في العراق بحجة اذا عطست ايران يصاب العراق بالزكام نظرا للظروف الجيوسسياسية المحيطة به، والتساؤل الاخير؛ هل ان تلك التفجيرات تمثل رسائل سياسية ام أنها محاولات جادة يسوقها تنظيم القاعدة ومن تحالف معه والتي تروم العودة بالعراق إلى سنوات الدم؟؟
ان توقيتات تلك العمليات الإرهابية توحي الى ان منفذيها قادرون على خرق الوضع الأمني في أي وقت وربما في أي مكان، ما يدل على هشاشة الوضع الامني بفعل نشاط الخلايا الارهابية النائمة التي تستيقظ كيفما تشاء، واذا كان الأمر كذلك فمن يقف وراء تلك الخلايا النائمة وكيف نقرأ رسائلهم وما هي المعطيات السياسية الداخلية والخارجية الداعية لاستيقاظها. فالمالكي يصرح بين الحين والاخر على ان بعض الجهات الخارجية تحاول زعزعة الامن في العراق وقبل ذلك فأنه دائما يشير بأصابع الاتهام الى اقزام النظام السابق وتنظيم القاعدة، وتوجه هذه المرة بالاتهام المباشر لسورية وحملها مسؤلية التفجيرات الدامية التي شملت وزارات سيادية، وبايدن يعزو ارباك العملية السياسية والوضع الامني الى غياب الرغبة في المصالحة الوطنية. ترى ما الذي قلب الصورة على عقب، في السنوات الست الماضية؟ لقد كانت امريكا على الدوام ترمي جل اسباب الفوضى بالعراق في احضان دول الجوار.
لا ندعي امتلاك القدرة على اجابة تامة على تلك الاسئلة، لان كثيرا من احداث العراق مبهمة الاسباب، اذ ان كل الظروف ملتبسة ويصعب على المراقب ان يفرز ملابسات خيوطها المتشابكة.
اسئلة كثيرة ربما لم نوفق في الآجابة عليها وقد نترك ما يصعب الاجابة عليه للتاريخ فهو مسئولا عن ذلك ، واحيانا يكون رد الاسئلة بأسئلة اخرى.
في ظني انه ليس بمقدور اجهزة الامن العراقية ان تتمكن من حفظ الامن طالما بقي أداؤها بعيدا عن المهنية وعملها مرهونا بالمزاج السياسي، وتعد الاسباب السياسية اهم عقبة من شأنها ان تربك حركة واداء اجهزة الامن، وطالما يوجد اكثر من مشكلة سياسية فأن استتباب الامن يبقى مرتبطا بحل تلك المشكلات، اما السعي لفصل وتحييد اجهزة الامن وفطمها من رجال السياسة امرٌ لا بد منه ولا ينبغي على بعض السياسيين ان يثأروا للسلطة وبالسلطة، كما يعرف الجميع ان اهم شرط من شروط توفر الامن هي سياسية داخلية يقرها الساسة على اساس المصلحة الوطنية من حيث عدم تسييس اجهزة الامن وان لا يكون الاستحواذ على السلطة هو المحرك الاساس في العمل السياسي ناهيك عن انعكاس التوتر الاقليمي الامريكي وملفاته المعقدة والتي تلقي بسواد ظلالها على الوضع في العراق.
حين ننظر في مديات الحراك السياسي الداخلي نجد ان بعض المتوهمين في انحسار الدور الامريكي يحاولون ان يفرضوا اجنداتهم في وقت حرج أي انسحاب القوات الامريكية خارج المدن الامر الذي يشكل اختبارا حقيقيا للساسة العراقيين ويبدو لي ايضا ان عنوان المصالحة الوطنية يحمل في طياته اسرار التدهور الامني اذ ان هنالك رسائل واضحة من قبل منفذي الهجمات الاخيرة مفادها ان باستطاعتنا ان نربك الوضع الامني اذا ما بقينا في الفناء الخلفي لبيت الحكم وهنا يكمن سر توقف مسيرة المصالحة الوطنية من وجهة النظر الامريكية.
ان ادارة واشنطن ترغب بدخول عناصر بعضها كان ينتمي لحقبة البعث ، حيث من شأن دخولهم ان يزيد الطين بله، والبعض الاخر من الذين تمكنت امريكا من استمالتهم للعملية السياسية وآخرين كانت لهم اليد الطولى في استتباب الامن في مناطق وسط العراق، هؤلاء اذا ما استمر إقصاؤهم فأنهم قادرون على صناعة الموت والفوضى بوجود القوات الامريكية داخل المدن او برحيلها، اذن، لاضير في مخاطبة الساسة العراقيين بعبارة مفادها؛ أنه في حال وجدتم في انفسكم مواصفات القيادة فينبغي ان لا تحكموا كلكم في وقت واحد، وهذا الامر بحد ذاته يمثل عقبة من النوع الثقيل اذ لا يمكن ان تتم المصالحة مع من تاجر بالجسد العراقي كما عبر عنه رئيس الحكومة السيد المالكي حين قال لا يمكن أن تجري المصالحة مع من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين.
وبأنسحاب قواتها خارج المدن، فضلت امريكا التحكم الخفي من الفناء الخلفي لبيت الحكم العراقي، وان ثمة ستراتيجية امريكية مفترضة للتعامل مع العراق، فمع الامكانية التي ابدتها العقلية الامريكية في استمالة قيادات التمرد في المنطقة الوسطى في سنوات الدم الماضية والتي انتهى امرها بتشكيلات مايسمى بالـ" الصحوات " حيث اشتركت عناصرها وبدعم من الجيش الامريكي بتوجيه أقسى الضربات لعناصر القاعدة وبالتالي فان ذلك يعني أن امريكا استطاعت ان تشكل لها اداوت ضغط/ ميليشيا، تستخدمها لخلق توازن في صناعة القرار السياسي العراقي وكذلك بدأت تضغط على الحكومة والاطراف السياسية بعدة اجندات ومنها موضوع المصالحة الوطنية حتى ان زيارة السيد بايدن كانت موسومة بهذا الاسم وتجلت افرازات هذا الضغط في تصريح المالكي عقب انتهاء الزيارة حيث قال " أن المصالحة الوطنية هي شأن داخلي ولا يحق للغير ان يكون وصيا عليها " وهذا التصريح ربما يعبر عن امتعاض مبطن ضد ما دار من حديث مع بايدن لان هذا الاخير كان عنوان زيارته هو دعم المصالحة الوطنية كما ان تصريح نائب الرئيس الامريكي حين قال ان "على الحكومة العراقية ان تعي في حال عودة العنف الطائفي فأن امريكا سوف تسحب دعمها للحكومة العراقية" وهذا ما يدل على ان امريكا بدأت تمارس ضغطا بغية الابقاء على وجودها السياسي بعدما انحسر نشاطها العسكري بفعل الاتفاقية الأمنية، كذلك ثمة سؤال ذو اهمية ليكن اخر الكلام في مقالنا هذا :
الى أي مدى زمني ستبقى قوات الجيش العراقي هي الحاكمة في ضبط الامن وما هي الاليات المتبعة لغربلة قوات الشرطة كي تحل بدلا من قوات الجيش بغية انهاء المظاهر العسكرية الحاكمة للامور؟
بالطبع الاجابة تكمن في قدرة وجدية الحكومة العرقية على تحسين اجهزة الامن والاضطلاع بدورها القانوني لتصبح مدننا تُحكم على وفق الطراز المدني ..

البصرة - 2009





#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان، لحظة الانهدام الشامل
- أوباما والحوار المسلح
- احداث 11سبتمبر - زلزال لم يطح بالغرب الجديد
- طبول الحرب لا بد ان تقرع في الخليج
- مسارات التغيير تبدأ من القمة
- الدكتاتورية - ذاكرة ، هاجس ، ممارسة -
- حزب الله واولمرت بين الحماقة والجنون
- الحرب الخفية في العراق
- الكرة في ملعب الشعب
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - عراق ما بعد الانسحاب