أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العربية














المزيد.....

وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العربية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتأمل بعمق، في الواقع العربي الراهن ، يلحظ جلياً التمزق والتشرذم الاقليمي والانعزالي والتعصب الديني والمذهبي وانتعاش التيارات الدينية الأصولية المتطرفة. ناهيك عن احتدام الصراع الطبقي والاجتماعي في الأقطار العربية وازدياد وقاحة المؤسسة السياسية الحاكمة في التامر المكشوف وخدمة الاستعمار والامبريالية العالمية والتواطؤ مع مشاريعها ومخططاتها المفضوحة . بالاضافة الى تراجع الوعي القومي الاجتماعي التقدمي ، القائم والمؤسس على احترام التعددية والديمقراطية واختلاف وجهات النظر وحرية التفكير وكذلك انحسار قوى الثورة والتقدم واليسار ، وتعمق أزمة حركة التحرر الوطني العربية التي تعرضت لهزات ذاتية عنيفة واعترضت طريقها عوامل وحواجز كثيرة أعاقت مسيرتها الثورية وانطلاقتها الى أمام.
ومن الواضح أن النظام السياسي والمؤسساتي العربي ، الاستبدادي والقمعي هو السوط الذي يجلد طموحات وأحلام الانسان العربي ويقف عائقاً أمام تطور الفكر العربي التقدمي الديمقراطي والرؤية العلمية الحضارية، وكم من ظواهر اجهضت عبر التاريخ البشري؟؟!
ولا ريب أن الفكر التقدمي على امتداد الوطن العربي كان دائماً عرضة للاغتيال والحصار والتغييب ، الأمر الذي حال دون احداث تغيير جذري في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الوطن العربي ، وأدى بالتالي الى اضعاف واخفاق القوى اليسارية والثورية ، حاملة لواء الفكر التقدمي والديمقراطي المستنيروافساح المجال لظهور وصعود قوى ظلامية وأصولية وأوساط تكفيرية استطاعت التغلغل بين القطاعات الشعبية والجماهير المسحوقة والفقيرة ونجحت في جذب قطاع واسع واستمالته والقبول بأفكارها ومعتقداتها.
هنالك عوامل كثيرة أسهمت في انكماش وتقهقر حركة التحر ر الوطني العربية وتراجع المد الثوري القومي العربي الجارف ، ومن هذه العوامل: غياب التضامن العربي والوحدة العربية الشاملة ، والردة الساداتية وانتهاج السادات سياسة" انفتاح" مضادة للثورة أدت الى تصفية الدور الطليعي الهام لمصر في حركة النضال القومي العروبي وعزلتها من خط ودائرة المواجهة وجعلتها فريسة سهلة للامبريالية ولمخططاتها التامرية ، ومواصلة مبارك السير في ركب السياسة نفسها ، مما جعل هذا الكابوس يلقي بكلكله على صدر النيل العظيم ، اضافة الى الى الزلزال السوفييتي وانهيار ما كان يسمى بالمنظومة الاشتراكية أو المعسكر الاشتراكي، الذي شكل رأس الحربة في الدفاع عن القضايا والمسائل التحررية للشعوب المضطهدة ، وكانت سنداً قوياً لحركة التحرر العالمية ، وكذلك سيادة النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة ، وأيضاً حرب الخليج وما افرزته من تداعيات ، والعدوان على العراق ، وغياب الحلول للقضية الفلسطينية . كل هذه العوامل قادت وأدت الى انهيار الأيديولجيات واختلال الموازين في الساحة الدولية وخلق بلبلة واضطراب فكري وصدمة ايديولوجية قوية أفقدت الأحزاب والحركات الثورية الطليعية والتيارات الأيديولوجية مفاهيمها العلمية والتخلي عن الكثير من شعاراتها وبرامجها السياسية وتغيير تكتيكها السياسي على حساب الاستراتيجية ، كما زاد من حالة الركود والاحباط والتقوقع والانسلاخ عن الواقع الثوري وتقلّص أحلام التغيير ، وتراجع القيم الاجتماعية والفكرية والاخلاقية، وهجرة الادمغة العربية المتنورة والمبدعة الى الخارج بسبب انعدام الديمقراطية وحرية التعبير، وبات المثقف النخبوي العربي يحس بالعجز واستحالة التغيير في ظل هذه الاوضاع القاتمة والحالكة مفضلاً البقاء في صومعته بعيداً عن المعارك الضارية والطاحنة، والسؤال المطروح الان: ما هو الجواب الحقيق يوالمخرج من الأزمة الراهنة في الواقع العربي وحركة التحرر الوطنية؟!
برأيي ، أن الجواب في هذه المرحلة العاصفة هو اجراء مراجعة نقدية شاملة لمسيرة حركة التحرر الوطنية العربية ، والاستفادة من التجربة السابقة واعادة الاعتبارات والاضاءة للفكر التقدمي والديمقراطي التحرري ، وفتح حوار معمق حول الاشكالات المطروحة والقضايا المصيرية والمستقبلية الكبرى ، وتوسيع جبهة المواجهة والرفض والتصدي للقمع والارهاب الفكري ، وكذلك خلق وانشاء حركة تحرر وطني جديدة تحمل المسؤولية التاريخية، رغم الظروف الصعبة، وبلورة صيغة جديدة للثورة العربية القادمة ذات بعد اجتماعي وطبقي عميق وتوجه ديمقراطي وثوري حقيقي علاوة على الالتصاق بالجماهير الشعبية العريضة ، وايجاد حلول تضمن رفع المعاناة الاقتصادية لهذه الجماهير التي وصل بؤسها وفقرها واحباطها الى اللجوء والانضواء تحت خيمة الحركات السلفية والتيارات الأصولية ، كما هناك حاجة لانضاج واختمار الظروف الموضوعية ، وانتظام ما تبقى من قوى التقدم والثورة والتغيير ، القادرة على دك العروش وهدم القصور النتنة على رؤوس الأنظمة القمعية الحاكمة، واطلاع فجر الحرية والعدل والديمقراطية ، وبناء مجتمع الحضارة والتعددية الثقافية والفكرية والحزبية ومؤسساته المدنية.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاريع النهضة والعقلنة والتحديث ومعوقاتها
- الجانب الاجتماعي في أدب المرأة العربية
- حركة التنوير العربية بين الواقع والحلم
- لاجل عقلنة وعلمنة التراث
- في اغتراب وانكفاءالمرأة العربية
- صادق جلال العظم .. اشراقة للعقل النقدي والفكر العربي
- مع وجدانيات الشاعرة امال عواد رضوان
- في المشروع الثقافي الفلسطيني
- أزمة الحركة الماركسية العربية والمستقبل
- الفكر العربي المعاصر ومشروع حضاري نهضوي وتنموي حداثي عربي
- لماذا يغتالون طه حسين بعد موته؟!
- الثورة الجزائرية في القصيدة الفلسطينية
- في ذهنية التكفير والتحريم واغتيال العقل..!!
- في ثقافة العقل العربي
- الاسلام والديمقراطية
- نحو تأصيل العقلانية والتنوير في الخطاب العربي المعاصر
- أزمة الخطاب العلماني العربي
- نظرة في الواقع العربي الراهن
- في نقد الخطاب الديني السلفي
- من اجل فن يخدم التقدم والسلام والحضارة الانسانية


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - وقفة تأملية في الواقع العربي الراهن وحركة التحرر الوطني العربية