أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - أرواح مقبورة في جسد ....















المزيد.....

أرواح مقبورة في جسد ....


حيدر تحسين

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


تبدأ أجسادنا بالحياة بعد أن تلتصق بها الروح كل صباح, لكن عند تراكم الخوف وانتهاك بعض الأمان من دواخلنا, تكون أرواحنا محجوزة في الظلام, حتى إننا ننسى أن نحلم فور انغماسنا في النوم, فأصوات الذئاب تكون حاجز ما بين عيوننا وبين النوم العميق.

بعد فوات الأوان أدركوا أصحاب المنزل أن أطفال المنطقة هم من كسروا زجاج الشبابيك, بعد محاولات مضنية للوصول إلى ثمار شجرة النبق العالية, وأبوهم الوحيد الذي كان يعلم أن الابن الصغير كان مشترك معهم في تقاسم غنائم أعمال أوقات الظهيرة.

كان يعلم الأب أن ابنه الصغير أصبح كثير التمرد في الفترة الأخيرة, خصوصا بعد رفض مدير المدرسة أن يدخله صف اعتيادي كبقية زملائه,و لأنه لم يكن يتقن الكلام جيدا و كان من الصعب عليه لفظ بعض الحروف, فقد قرر مدير المدرسة أن يدخله صف خاص, وهناك تعرف على أصدقائه الذين يجمعهم نفس التمرد على الكبار, كانوا يعتقدون بأن الكبار هم من سلبوا منهم بعض الحروف من ألسنتهم, وهذا ما دفعهم لبعض أعمال الشغب الصبيانية على بعض البيوت و خصوصا بيت أبو رائد



الأب يعلم ما تخفيه كل زاوية في هذا المنزل من أسباب و أسرار لوجودها, فلقد ساعد أبوه كثيرا في أِعمار هذا المنزل الذي يتكون من حديقة تحتوي مجموعة لا بأس بها من التنوع في الأشجار و خمس نخلات تكاد تعتبر أركان البيت وشجرة الجهنمية التي تأخذ ركنها الجميل, كأنها تتوسط جمال المنظر لمجموعة الأشجار تلك, في الداخل يوجد طابقين من البناء البسيط, ربما لا يعتبر بنائه حديث الطراز, لكنه يلبي جميع مزاجات من في المنزل, إذ مرت عليه عوائل كثيرة قبل أن يصل إلى عائلة أبو رائد, في نهاية المنزل كان يوجد تنور قديم من الطين مبني بشكل بسيط, لكن أم رائد استغنت عنه بعد أن اشترت تنور يعمل على الغاز, لكنهم أبقوه كما هو لأنه يذكرهم ببساطة ما كانت عليه الحياة, أو لأجل إحياء ذكرياتهم الجنوبية, الابن الصغير كان يتخذ مكانه مقر لتجمعه مع أصدقائه الجدد من المدرسة.



الأب يعتقد إن على جميع من في المنزل أن يحب شجرة الجهنمية, عدا الابن الصغير, فهو لا يحب كون هذه الشجرة هي من أفراح العائلة خصوصا بعد ما حدث معه منذ شهور, عندما حاول التسلق عليها لإحضار كرته الصغيرة, وإذا بِهِ يسقط بعد أن غرست في يده الصغيرة شوكة تركته مبلول في بكائه, وهذا ما جعله يفكر بخطط شبه جنونية مع بعض أصدقائه من أطفال المنطقة, ولولا إن الأب وجد أعواد الثقاب في جيوب الابن الصغير, لكان الرماد أخر ما تبقى من شجرة الجهنمية.

رائد .. هو الابن الأكبر, صوته يشبه صوت أبيه, إلا انه أطول بقليل... عادةَ ما يكون منهمك مع أصدقائه في اكتشاف المناطق المجاورة عندما كان في سن المراهقة, كثيرا ما كان يشترك في مباريات كرة القدم للفرق الشعبية, هذا ما كون له رصيدا لا يستهان به من الأصدقاء, ألان بعد أن بلغ السادسة والعشرين اقتصرت صداقاته على أبناء المنطقة, بسبب فدراليات بعض المناطق المجاورة..... ما اغرب أن تكون محاط بأصدقاء يطلقون على أنفسهم وحيدون, كانوا كثيرون التفاهم في الأمور التي تخص فتيات الجامعة التي تخرجوا منها قبل ثلاث سنين, جميعهم يعلم أن شهادات التخرج تعتبر كالأوراق الرسمية الأخرى التي تمكنك من التماشي مع المجتمع المتحضر, فبعد سنة أدركوا إن عليهم أن يعملوا في مجالات لا تخص ما كانوا يدرسونه لكي يتمكنوا من دخول القسم الآخر من الحياة, واحد منهم فقط هو من حضي بعمل يشابه تخصصه وهذا فضله يعود على احد أقربائه الذي يعمل بنفس الدائرة, كان هذا يشعره بالذنب قليلا لأنه يعتقد انه اخذ مكانهم وحده , لكن هذا لا يمنع أصدقائه من السرور بأن احدهم يعمل بما أحب أن يكون عندما دخلوا الجامعة سويةَ.

لقاءات المساء هي عنوان شعورهم بالراحة, وان غياب احدهم يعني قليلا من الإرباك, سرعان ما يتلاشى عند معرفة انه لا يريد الخروج من المنزل لأنه متعب
تجمعهم الضحكات المتواصلة وبعض السكوت إذا كان احدهم قد اصطدم ببعض المواقف المحرجة أثناء طريقه للعمل, بعض الأحاديث كانت تجعلهم ينصتون جيدا لآخر تعليمات الأمان في اختيار الطرق التي تؤدي إلى أعمالهم, أو ما حصل مع جيرانهم من المنطقة أو بعض المناطق المجاورة, فقد رأى احدهم كيف تنتهي الحياة في جسد احد أبناء منطقتهم وكيف تغير شكله عن ما كان قبل أيام, ربما لم يكن ممن أكمل دراسته المتوسطة وانه أهمل بعض مراحل حياته لأنه لم يحب الالتزام بقيود الدراسة, إلا انه قرر أن يمارس هواياته الصبيانية بأكثر عمق وأكثر وقت ممكن, كان مكانه المفضل هو سطح البيت والطيران في السماء مع بعض الحمائم التي حفظ أسمائها وألوانها وإشكالها بشكل يجعله خبير في مجاله, وألان قررت بعض الذئاب الشاردة أن تختصر مراحل حياته.

كانت ردة فعل رائد لا تختلف كثيرا عن باقي أصدقائه, إلا إن مخاوفه من الذئاب جعلته يأخذ الكثير من الحذر تجاه إخوته و خصوصا أخوه الأصغر والذي كثيرا ما كان يختفي عن أنظار المنزل.

................................................

"عندما تحتاج أن تكون صديق فأنك يجب أن تتعلم كيف تتسامح مع نفسك قبل أن تبدأ في مشوار الثقة المفرطة" هذا ما كان يعتقد (فلان) عندما كان زملائه في المدرسة يتخاصمون لأتفه الأسباب والتي قد لا تستحق الشجار, كان عليه أن يحذر قبل التقرب من زملائه في الصف, ربما كانت مخاوفه قبل أن يتعرف على صديقه الوحيد والذي يكبره سنة وبعض الشهور, وقليلا من الاطمئنان, كانوا دائما على رحيل مع الأيام, كل يوم يكتشفون أنهم مازالوا يبحثون عن جمال الأرض, وأناقة الأنهار, أعمارهم الصغيرة لم تعيق خيالهم المطلق والدخول في أعماق ما يريدون, كانت الشوارع تملئه أسئلة, فالمشي عادةَ يولد الأفكار والأفكار عادةَ لا تحتاج إلى أجوبة بقدر ما تحتاج إلى أسئلة, حتى حبهم للجسور كان يملا نقاشاتهم فهم يعتقدون انه الجسور لا تمنحك فقط العبور إلى الضفة الثانية من النهر, وإنما العبور إلى الضفة الثانية من النهر يعني التقرب من جميع ضفاف النهر الأخرى.

أختهم كانت تحب أن تذهب مع جارتهم للتسوق فهي كانت كثيراً ما تضحكها عند ردها على تعليقات الباعة, لكن رغم أنها كانت كثيرا ما تضحك إلا أنها كانت تحمل عيون أمها الحزينة في أحداقها ,سمرتها أخذتها من أبيها مع كثيراً من الملامح, خصوصا مع ردات فعلها العفوية, جزء من ذهابها مع جارتهم أيضا لكي ترى احمد وهو ينتظر مجيئهم من قرب احد الشوارع المؤدية إلى السوق, كانت نظراتهم فيها الكثير من الكلام وقليلا من الإشارات والتي كادت الجارة أن تصاب بحمى وهي تحاول فهمها لكن دون جدوى.
الجارة لم تكمل الأربعين من السنوات, لكن عندما تبعثرت بعض السنوات زادت من ملامحها عمرا, شحوبها لم يكن يراه احد, المرآة هي الوحيدة التي تعلم ما بداخل هذه المرأة, فزوجها الذي أخذته الحروب ترك في بطنها ابن قبل أن يرحل, طفلها الوحيد هو الذي جعلها تقرر مسير في حياتها, لكنها في بعض الأوقات كانت تشتاق لأنوثتها, وهذا ما كان يجلب لها الأرق لساعات متأخرة من الليل, كانت تحب كثيرا تنشق الهواء في سطح البيت, إذ كانت تسكن بغرفة أجرتها لها عائلة ,كان أبو العائلة يعرف زوجها قبل رحيله, مع ذلك كانت تعرف كيف تصنع ضحكتها للآخرين.


الأخت لا تريد أن تفصح لجارتها عن بعض أحلامها البسيطة والتي قد لا تتعدى تلك النظرات و الاشارت, كأنها اعتبرت هذا هو أهم أحلامها في الوقت الحالي, كانت لها مخاوفها خصوصا إن أبناء المنطقة خبيرين في ملاحظة مثل هكذا أمور, ويستطيعون بكل بساطة إضافة بعض التفاصيل لكي يستمتعوا في الكلام.

كان فلان يضحك أخته كثيرا خصوصا عندما يتذكرون ما كانوا يفعلونه عند ما كانوا عليه قبل اكتمال العشرة الأولى من أعمارهم, ففرق السنة التي كانت بينهم هي ما كانت تقرب الكثير من ألعابهم, وأيضا عندما كبروا كان يعلم بأنها كانت تحتاج إلى حرية أكثر خصوصا بعد أن اخذ هو جزءا من حريته والتي هي حصلت على عكسها, هم يفكر " إن الرجل في المجتمع الشرقي يحصل على حرية التصرف والقرار بعد أن يكتمل ذقنه وملامح رجولته وان المرأة تحصل على كامل قيودها بعد أن تكتمل أنوثتها", لهذا كان يحاول أن يسعدها, فهو يعلم أيضا أن جزء من حزن العراقيين, يأتي من ما تعانيه المرأة من كبت و ضغط في ظل ما يسمى بالعادات العربية, وبالنتيجة فهو ينعكس على أطفالها.

يوم الجمعة كالمعتاد تجتمع العائلة على مائدة الفطور, أصبحت من عادات بيت أبو رائد.... الأم تستيقظ قبل الجميع بعد أن تملا البيت صوت تنظيف المنزل واستعدادات ليوم جديد, فهي تكتمل قناعاتها بمجرد إتمام علمها اليومي في المنزل, هذا ما اعتادت عليه منذ سنوات كثيرة, إقبالها على الحياة مرهون بسعادة أبنائها, تساعدها على هذا همتها, همة كل عراقية تقتنع أن بيتها هو قصر من قصور ألف ليلة وليلة, كانت تحمل ملامح أهل الجنوب فرِقتها تجعلها قوية, جبينها يضيء طيبة وصبرها يسكن ما بين حاجبيها و عيونها المليئة بالحب, البهجة التي تملأ بها البيت تجعل من أبنائها يعلمون أنها في البيت أو خارج البيت عند عودتهم كل يوم من مدارسهم,


......................................

رائد يصر على أن شجرة الجهنمية يجب إن تزال من مكانها لكي يتمكن من بناء كراج لسيارته التي اشتراها قبل أيام, الأب لا يريد تغيير مكانها كأنه يعتقد أن إزالة الشجرة يعني حذف كثير من تاريخ هذه العائلة, فقد زرع هذا الشجرة قبل ولادة رائد بأيام, و هو يرى تفرع هذا العائلة يجري مع فروع شجرة الجهنمية, يرى في ورودها طفولة أبنائه, يتذكر كيف أرعبت رائد نحلة صغيرة بعد أن بدت تلاحقه دفاعا عن عالمها غير مدركة إن الأطفال لا ينوون الخراب, يتذكر الأب كيف إن فلان يحب الجلوس تحت ظلها أوقات الظهيرة وممارسة بعض التأملات, كثيرا من الأشياء يتذكرها الأب مع شجرة العائلة تلك, يحاول إقناعهم بأنها مغروسة في أعماق المنزل, لكن دون جدوى, فإصرار الأبناء تقلل الكثير من عزيمة الآباء....... في يوم اقتطاعها الابن الأصغر نطق لأول مرة يقول "أيه خلصنا من هاي الشجرة" بدلا من أن يقول (شِجلة) ......أما الأب بدت الحديقة تخلو من الأنوثة في نظره.

أُغلق الدكان الذي كان يشتري منه أبو رائد سكائره, فالذئاب لم تدع الأعمى صاحب الدكان أن يستمتع بحاسة السمع أيضا فقررت التهام أجزائه قبل إنهاء أنفاسه الأخيرة, الذئاب عادةَ تكسر رقبة الضحية, لكن هذه المرة قررت أن تصيد بشكل أخر كأنها تريد الاستمتاع بما يلفظه الضحية من كلمات أخيرة, أنها تريد أن ترى روح الضحية وهي تخرج, فكثيرا من الخرافات تقول بأن الذئاب تتصارع مع الجن في كثير من مراحل الحياة, لربما أرادت ألان أن تتصارع مع أروح البشر كي تملا جزء من غرورها وغطرستها.... أبو رائد بدأ بشراء السكائر عشرة علب نهاية كل أسبوع من أسواق الجملة, وخسر أيضا ساعة من الحديث الممتع من صاحب المحل والذي كان يحفظ الكثير من الشعر الهزلي والشعبي....... فلان أيضا بدا الموقف صعب عليه لأنه كان يشتري السكائر من الاعمى بمجرد تغيير صوته لكي لا يعرفه صاحب الدكان ويخبر أبيه.

أصحاب المنطقة بدئوا يشعرون بأن الخطر قد ينال أي شخص منهم, قد يكون احدهم هو الضحية التالية, كانوا كثيرا ما يختلفون لكن اليوم اتفقوا على إن المخاوف بدأت تحيط بهم فبدئوا في إغلاق بعض منافذ المنطقة في ساعات الليل, الشتاء قادم والليل ساعاته بدأت تطول...... اختلف بعض رجال المنطقة لأنهم كانوا في الصباح يجدون المنافذ مفتوحة, كأن الذئاب تعرف كيف تفتحها, أو بعض الرياح كانت أقوى من الحواجز التي كانوا يصنعونها, حتى بنائهم الجدران العالية للمنازل لم يحمي المنطقة, لان المنافذ كانت تفتح في الليل.

الأخت تفاجأت بأن احمد تخلف اليوم عن دوامه فهو لم يأتي للشارع كما كل يوم, لم تعذر غيابه, حتى إنها رجعت للبيت وهي لا تعلم بماذا تشعر, جارتها اليوم لم تكن دعاباتها مع الباعة ممتعة, إذ ما كان يضحكها هو فرحتها بمشاهدة احمد و هو يقوم ببعض الحركات الصبيانية عند رؤيتها, قلقها اليوم لم يكن مألوفا فأحمد كان يغيب أيام دون أن تقلق لأنها تعلم بأوقات دوامه للمدرسة, لم ينتهي عليها اليوم فهي لم تنم وبهذا أصبح يومها 48 ساعة, هذا ما كان يقوله الابن الأصغر بأن اليوم ينتهي بمجرد النوم ,ويبدأ عندما نستيقظ, وهكذا أكملت البنت يومها الطويل, جارتها كالعادة أتت لتصطحبها إلى التسوق, و عند وصولها مكان احمد انتهى قلقها بمجرد رؤية بعض من أحلامها قد التهمته الأنياب لتجعل منه قطعة سوداء مكتوب عليها بعض الكتابات باللون الأبيض واحمد باللون الأصفر بخط عريض واكبر بقليل من باقي الكلمات, كأن بهذا تريد عائلة احمد أن تقول لماذا احمد و هو لم يكمل مدرسته المتوسطة بعد؟, الم ترى الذئاب بعض طفولة احمد التي تملا ملامحه؟....... الأخت لم تستطع أن تحبس مشاعرها والتي أربكت مشيتها فقررت الجارة أن ترجعها للمنزل, الأم كانت تعلم بدموع بنتها, فمنحتها حرية البكاء دون علم أبوها و إخوتها.


مسألة فتح النوافذ في الليل لم يجدوا حلا لها أصحاب المنطقة ,حتى عند وضعهم دوريات حراسة في الليل ومراقبة بعض مخارج المنطقة لم تجدي نفعا, إذ إن الحراس كان أربكاهم و خوفهم يجعلهم غير دقيقين بالحراسة, خصوصا ما حصل مع احدهم من فزعه الغير مألوف عند سماعه صوت غريب, حتى عند اكتشافهم في الصباح إن الرياح مرت خلال بعض الأغصان هي ما أصدرت ذلك الصوت لم تشد من عزيمتهم, عادة تكون القصص المخيفة الي يحكيها الكبار للصغار مرعبة تبقى في مخيلة الأطفال, لكن عندما يكون الخوف حقيقي والموت يفتح أبواب الجحيم, تكون قصص الأطفال تأثيرها كبيرا على من هم اكبر منهم وأكثر إدراكا للموت.

الأب كانت تربكه قليلا من تحركات ابنه الأصغر, إذ كان اختفائه في اللعب مع بعض أصدقائه كان يأخذ ساعات طويلة, أحياننا تكون ساعات اللعب في الليل, وهذا ما كان يقلق الأب كثيراَ,رائد أيضا كان دائما ما يحاسب أخوه على غيابه المستمر,و في إحدى الليالي بعد أن كانت الجارة تستنشق بعض الهواء في السطح, رأت ما كان يكفي ليدهشها, الابن الأصغر وأصدقائه يلعبون قرب منافذ المنطقة, أرادت أن تحذرهم إلا انه لاحظت تحركاتهم غريبة بعض الشيء, بعد أن دققت أكثر تأكدت أنها ترى الأطفال يحاولون فتح المنافذ, لم تدرك ساعتها ما علاقة الابن الأصغر وأصدقائه بفتح المخارج, أصحاب المنطقة أدركوا هذا الخبر في الصباح الباكر, فعملوا ما يجب عمله.

أبو رائد غاضب من ابنه لكنه لم يقل شيئا,و رائد تذكر ما حصل مع شجرة الجهنمية وتشاؤم أبوه من قطعها, ربما إحساسه بالذنب لم يرجع شجرة العائلة لمكانها في الحديقة...... فلان يعلم أن الذئاب لن تنقطع عن الدخول للمنطقة لكنها ستجد طريقاَ آخر, الأم لا تعلم ماذا تصنع مع بنتها فقد انقطعت عن فطور يوم الجمعة.

القماش الأسود بدأ في تصاعد في الأسعار فكثيراَ من العوائل علقوا البعض منه على جدران منازلهم, ولا يعلمون هل سيأتي يوم يستغنون فيه عن اللون الأسود؟؟



الشخصيات التي في القصة ليس حقيقية ولا الأسماء, لكن بيت أبو رائد يمثل الكثير من البيوت العراقية والعوائل البسيطة التي لا تريد سوى بعض الأمان ورحيل الذئاب التي ملئت جوف التاريخ خوفا لهذه العوائل.



#حيدر_تحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقتها... سأحبك
- واخيرا
- -ذاكرة الحواس- هي دائما ما تبدأ المخيلة
- صباح الخير حبيبتي
- حلم
- في الشوارع الوحيدة
- لم أكن اعلم
- قالت ربما ......و ربما هي
- هل تحلمين بعودة المساء........؟ واقتراب السماء؟
- وحدها صديقتي تجيد الرقص في المطر


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر تحسين - أرواح مقبورة في جسد ....