أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك















المزيد.....

قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 20:25
المحور: الادب والفن
    


مضت ساعات طويلة وزكي جالس في مكانه يدخن سيكارة اثر اخرى يتأمل ما حوله ُ في هدوء ٍ بالغ ، انه ُ على هذه الحال منذ اكثر من اسبوع يجافيه النوم حتى الفجر ، وكيف لا وهو قد امسى مندوبا ً جديدا ً للإعلانات يقف عند أسفل السلم من هذه الوظيفة وأمامه الطريق طويل .لم تكن لزكي حيلة أخرى سوى تقبل هذا العمل وانه كأي مؤمن مبتلى سيقضي يومه صاعد نازل العمارات الطويلة والمؤسسات الكبرى ليوطد العلاقة مع الشركة التي يعمل لها وليجد عملاء جدد . ان الطواف في الشوارع والمنشآت وإلقاء المحاضرات والإجابة عن الأسئلة السخيفة وأحيانا ً الذكية وتلقي الردود والاستقبال والترحاب الرائع والعكس أحيانا ً وتلقي الوجوه الجافة وعدم اللامبالاة القاسية من البعض وتحمل السخرية من البعض الأخر لا لسبب الا لانه في بداية الطريق والاعلانات مهنة جديدة قدمت الى البلاد ، زكي في بداية حياته العملية فهو تخرج ّ حديثا ً من كلية الاعلام اضافة انه كاتب قصة ومحب للشعر الحديث ولكن متطلبات الحياة الجديدة وحركة قطار العمر كانتا سببا وجيها ً لتنبيه زكي ان الحياة لاتنتظر ولاترحم المتأخرين واول شيء عليه ان يفعله هو الزواج حتى يتخلص من ضغط الاثارة الجنسية وينتبه للمستقبل وبالفعل تزوج زكي من الفتاة التي اكملت لتوها الاعدادية ولان هناك شيء من القرابة بينهما والعائلتان متساويتان ماديا ً فلقد تزوج زينب من نفس المحلة التي يسكنها. كانت زينب تنتظر كل مساء زكي في بيتهما الجديد شقة في الطابق الرابع مكونة من غرفة ومطبخ وحمام الى الشمال من سكناهما القديم وهي في كامل زينتها ،زكي المهدود الحيل الذي مشى ساعات طوال وقفز وطفر خلف عربات الاجرة سيجلس صامتا لببعض الوقت وقدماه ٌ في ماءٍ دافىء ينتظر زينب وهي تعد طعم الغداء والعشاء معا لان زكي لم يكن يرغب في الاكل بعيدا عن بيته وهو يعتقد ان المراة التي تعد الجيد من الطعام تستحق ان تكافأ من الزوج بممارسة جنسية حارة ولان زينب ستكون وبعد فترة الراحة القصيرة قد اعدتّ له الحمام , وزكي كثيرا ً ما يحمد الله انه فاز بأمراة مثلها لذا كان يردد في ذاته انه ُ تزوج امراة خمس نجوم في المطبخ والفراش وبعد الاكل والحرث يستلقي زكي وكأنه في مركب ضائعة تتهادى وسط نهر خلاب والى جانبه زينب تسري عنه بالحديث اللطيف تارة وتارة تقراء له الجرائد والمجلات العتيقة لان زكي وبعد الزواج مباشرة كان قد قطع صلته بالعالم الخارجي . ذات ليلة وبينما الجدول ماشي حسب الخطة المرسوم لها طرأت فكرة لزينب وهي لماذا لا يكمل زكي المشوار ويدرس وينال الدكتوراه زينب التي كانت تقراء كثيرا ودّت لو انها هي التي تكمل الدراسة وتنال الشهادة العليا في قرارة نفسها لكن الآن المسالة غير ممكنة (كمل ّ الدراسة واني شتريد حاضرة حتى مشروع الاطفال هسه انجله )، زكي لم يصدق ما سمعه فالذي تحدثت عنه زينب هو ما كان يطمح إليه قبل حتى دخله الكلية ولكن ,سخر زكي في من الفكرة يعود إلى الجامعة وكيف سيدرس وهو كل يوم تقريبا منهوك القوى محطم الأعصاب كيف سيتذكر ما يقرأه ؟ كيف يتمكن من تنظيم ساعات العمل مع ساعات المحاضرات وأشياء أخرى قد لاتأتي على البال الآن , زينب التي عرفت منذ أول لحظات الزواج ورغم تجربتها البسيطة أن تتحمل عبء المسؤولية بكل ثقلها اومئت برأسها لزكي وهي تبتسم, قال زكي وكيف نؤجل الإنجاب الآن هل ستبقين تأخذين حبوب منع الحمل لأكثر من أربع سنوات ، زينب التي فرحت بالفكرة وكأن الفرصة لها راحت تذلل كل الاعتراضات وأنها ستفعل مثلما تفعله كل يوم تنتظره عند السلم وتطبخ له الأصناف التي يحبها وتقراء هذه المرة الدروس بدل الجرائد والمجلات ، نظر إليها زكي طويلا ً وهو يفكر في عمق ثم وهل هذا كل شيء ليس بالدرس وحده يحيا الإنسان قال زكي مرة اخرى نظرت زينب إليه مستفهمة ما معنى هذا الكلام ولاحظت ابتسامة ماكرة راحت ترتسم على وجه زكي وبعد برهة قفزت عليه وضمته بين ذراعيها وغابا في قبلة لم يستطع لطولها زكي السيطرة على نفسه وان هناك من ينتظره وبقي في البيت يأخذ مقدما ً جرعات إضافية من الحنان للأيام القادمة التي سيكون بها مشغولا بالدراسة . بعد عامين حصل زكي على شهادة الماجستير وبدرجة امتياز الأمر الذي شجعه أكثر فأكثر لنيل شهادة الدكتوراه ولان زينب كانت وراءه مرة أخرى ، لم يبقى في البيت شيء يذكر فكل الأثاث كان قد بيع لتوفير ثمن الكتب والباقي مصروف جيب وأخذت الدراسة كل وقت زكي فهو لم يعد قادر أن يعمل أوقات العصر حتى الزبائن باتوا لم يعرفوا زكي لذا قررت زينب ان تعمل حتى يستطيعوا أن يدفعوا إيجار البيت وفواتير الطعام وبالفعل استطاعت زينب العمل عند محامي أوقات العصر الأمر الذي شجعّ زكي لمواصلة الحرث أكثر وصولاَ ً إلى الدكتوراه وزينب أمست مثل نملة لا هم لها سوى جمع الطعام والدفاع عن جحرها (شقتها ) في الطابق الرابع وأخيرا ً وصل الأمر لبيع الذهب مهر زينب التي لم تنتظر زكي أن يطلب منها ذلك بل باعته ودفعت الإيجار المتأخر والباقي وضعته في جيب البنطلون الوحيد الذي ابتاعه زكي من اجل شهادة الدكتوراه ، وتأجلت عملية الإنجاب مرة أخرى لان أية تأخيرات سوف تؤثر على مزاج زكي الأمر الذي يؤخر نيل الشهادة التي سوف تتباهى بها زينب من ألان فصاعدا ً كذلك لأنها أصبحت الآلة الكاتبة والأرشيف الذي يساعد زكي على الدرس والتذكر.بدأت الأيام تمر سريعا وفي احد الأيام زكي إلى البيت والغيوم تعلو وجهه ,زينب التي تعودت على أن تكون كالاسفنجة تمتص كل التعب الذي يعكر صفاء البال عند زكي وبعد أدت الواجب اليومي سالت زكي وهي تضع في فمه سيكارة من النوع الذي يفضله زكي (ماالذي صار) أجاب زكي بحيرة انه بحاجة الى المال لشراء بعض الملازم المهمة والا لن يكمل البحث الذي سيقدمه للمناقشة ,زينب الحارس الأمين لزكي ولأول مرة اعتذرت عن تلبية هذا الطلب وقالت له البيت أمامك إذا عثرت به على شيء بعه من انتظار . الصدف في الحياة كثيرة ومنها الجميل ومن القبيح ولكن هناك فرصة جديدة بدأت تلوح لزكي الطالب المجتهد في كل شيء وخصوصا في الاعتماد على الآخرين تعرف على طالبة كانت معهم ولان زكي كان بحاجة إلى ملازم والطالبة الجديدة ورغم أنها كبيرة في العمر ولا نبالغ إذا قولنا قبيحة كانت ميسورة الحال فالنتيجة معلومة ففي البداية ملازم ومن ثم شيء من المال ومن ثم موبايل للاطمئنان ثم دعوة إلى البيت بيت الطالبة التي شكل والداها للتو حزب وهو دائما بحاجة لمثل واحد مثل زكي والطالبة الوفية أكملت نص دينها وعلقت زكي زوج ثالث لها ليكون قريب من البابا لأنه سيعمل سكرتيرا إعلاميا لحزبه ومندوبا ليليا لابنته التي أرادت فقط أن تقدم المساعدة للدكتور زكي زوج زينب التي لم نعرف ماذا حدث لها بعد ذلك .



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك