محمد شرينة
الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 14:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لما كنت بعيدا عن بلدي التقيت بوذيا
وجعلت أكبر همي أن أهديه للحق
قال لي: ما الله؟
قلت: الحكيم
قال الحكمة صفة للإنسان فهل هو إنسان؟
قلت: أكثر حكمة من الإنسان بكثير
قال: إنسان فائق الحكمة؟
قلت: لا، وهو الحليم
قال أيضا هذه صفة إنسان
قلت: أكثر
قال: إنسان فائق الحلم؟
قلت: القوي، الكريم، العزيز، الجبار، المنتقم، المتكبر.
حتى عددت تسعة وتسعين صفة، بل ربما أكثر.
قال لي: هل هو إنسان فائق الصفات البشرية، خيرا وشرا؟ فأنت إنما تذكر صفات البشر حتى أنك لم تكتف بالخيّر منها فذكرت حتى الصفات الشريرة.
قلت: ليس كمثله شيء
قال: عجيب كل ما تقوله هو صفات لشيء هو الإنسان، فأنت تتحدث عن إنسان فائق القدرات الإنسانية، لم أفهم غير ذلك.
فلما حيرني، قلت: نعم تصوره إنسان فائق!
قال لي تصور أنت، أنه ليس في العالم إنسان، وقد كان العالم كذلك،وأن أفضل من في الكون هو مخلوق يسمى الزرافة
هل يكون إلهك عندها زرافة فائقة الزرافية؟
والذئاب ترى الكمال فيها وليس في غيرها، فهل لها اله هو ذئب فائق الذئبية؟
وكل إنسان يظن نفسه الأكمل، فهل هو يعبد نفسه كما يتصورها أو كما يشتهيها أن تكون؟
افهم أن تحاول معرفة من ليس كمثله شيء.
أما أن تصفه وتخبر عنه وتقول لنا رغباته وأوامره، فهذا يعني قطعا أنه مثل شيء.
هو مثلك، بل هو أنت، بل لعلك أنت هو.
#محمد_شرينة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟