أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟














المزيد.....

قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


ضاقت بها فلسطين التي أحبت، حالها كحال مئات الآلاف من الشبان والفتيات الذي يسيرون في واد الموت على غير هدى وبدون هدف، هم يحبون الوطن، لكن الوطن أثقل كاهلهم، حالة كحال صخرة سيزيف يحملونه ليل نهار وعيونهم تتطلع لشاطئ الأمان دون جدوى.

قالت لي: هل تتخيل أنني أغرق في حالة لا تنتهي من الاغتراب....؟ لم أعد أطيق وطني الذي أحببت، لقد حولوه لبقرة يتناوبون عليها، تذكرت لحظتها قصة البقرة"حاحا"، تلك البقرة التي تحلب قنطار..... لكن مسلوب من أهل الدار كما أكد لنا الشيخ أمام في قصيدة التي وصفت حال مصر.

لقد وقعت"البقرة المصرية حاحا" في ألبير، ويقول الشيخ إمام أنها وقعت من الخوف ، وتساءل عن سبب الخوف قائلا، فكان الجواب حاضرا.... من عدم الشوف ومن الجوع ومن الراحة.

حال "البقرة الفلسطينية" مختلف عن البقرة "حاحا المصرية"، التي يدفعون بها إلى بئر الغربة للخلاص من عملية الحلب التي لا تتوقف، عملية حلب أرفتنا حياتنا وأصبح شبابنا وكفاءاتنا تفتش عن الخلاص في بلاد العم سام.

إن ثقافة الهجرة أو الهروب من الوطن تتسع لدرجة أنها أصبحت ظاهرة مخيفة، والمخيف لدرجة الرعب أن قطاعات واسعة من الشباب الفلسطيني يهجر الوطن داخل الوطن، فشبابنا وبالتحديد الذين في مقتبل العمر يدركون أن لا مستقبل لهم في حقبة تتسم بالسوداوية، فكانت ردة فعلهم اللامبالاة وعدم الاهتمام بما يجري حولهم.

مخيف أن يصبح الإنسان غريبا في وطنه، ومرعب أن نتحول لبقرة حلوب تستنزف قواها لصالح المتنفذين من أرباب الاقتصاد والوكلاء والبنوك التي تشاركنا حياتنا، والمرعب أكثر أن نرى من حولنا يتضورون دون أن نحرك ساكنا، ما العمل......؟ وهل الحل الناجع للاغتراب الفلسطيني الهجرة من الوطن....؟ وهل الذين يحزمون حقائبهم لمغادرة الوطن بحثا عن الخلاص الذاتي والنفسي سيجدون ضالتهم.....؟ ومن المسئول عن نشر هذه الثقافة المدمرة باعتراف الذين ينادوا بها.....؟
كان المطران عطا اللة حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس قد
أصدر فتوى تُحرم هجرة المسيحيين الفلسطينيين من الوطن، وقد أثلجت فتوى الأب المحترم صدري وصدور الغالبية من أبناء الوطن، ولكن .....المطلوب من الأب عطا اللة الذي أكن له كل الاحترام أن يضع الإصبع على الجرح ويرفع شعار الحقيقة كل الحقيقة لأبناء الوطن.

ألحقيقة يا أبو عطا اللة وكما قال سيدنا المسيح علية السلام"ليس بالخبز وحدة يحيا الإنسان"، وأضيف.... ليس بالفتوى وحدها نصمد بالوطن، فالصمود بحاجة لمقومات وعلى رأسها الكرامة، وفي حالتنا نحن الفلسطينيين كرامتنا تهدر كل يوم جراء التناطح الفلسطيني لطرفي الانقسام، تناطح ترجم نفسه بالسطو على الحريات وحقوق الإنسان المكفولة إنسانيا...... الصمود في الوطن ورفع شعار الهجرة إلية يتطلب وقفة مع ألذات، وقفة تجيب على مئات الأسئلة الصعبة التي ينام ويصحا عليها كل فلسطيني...........لماذا.

لماذا التعذيب في السجون الفلسطينية وبإسقاطات لم نعرفها إلا في زمن الاحتلال....؟
لماذا يكتب شباب غزة الوصية قبيل النزول للعمل في الأنفاق من اجل إطعام الأفواه الجائعة .
لماذا حالة الفقر الخارجة عن العادة، فقر يدفع شرائح الفقراء للجنون....؟
لماذا تبتعد عنا القدس وتتحول مع الوقت لمرتع لقطعان المستوطنين...؟
لماذا تراجعنا قيمياً وأخلاقيا وأصبحنا نأكل لحم بعضنا بلذة شيطانية....؟
لماذا يجربنا اللة بقيادة لا هم لها سوى أجندتها.....؟
لماذا وكيف ومتى نضع حدا لامتهان كرامة الإنسان الفلسطيني الذي مل الانتظار، ما أحوجنا في هذه الأيام للعن الصمت ورفع الصوت لإعادة العافية لشعبنا الذي قلنا في يوم من الأيام أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب الفلسطينيين أليس هذا شعار الشعب في الانتفاضة الفلسطينية الأولى....؟" انتفاضة الحجارة"، الانتفاضة التي انخرطت فيها كل فئات الشعب في معركة الكرامة والحرية البعيدة عن المصالح الضيقة واستغلال أوجاع الشعب.

ما أحوجنا للعودة للوطن والهجرة إليه والتخلص من ذاتنا والتطلع حولنا لنجد أن وطننا يستحق الصمود فيه، والصمود الايجابي أن نقول للفاسد أنت فاسد وللمفرط بالثوابت أنت مفرط، أن لا نخاف من يتعاملون مع الوطن كمحطة مؤقتة ورثوها عن آباءهم، هؤلاء الذين جاءوا وذهبوا بعد أن اخذوا ما اخذوا من عالمنا، إلا تتذكروهم...... لقد غادروا الوطن بعد أن امتلاءات كروشهم ومنهم من كان مصيره حاوية النفايات.
إذا كانا نعيش حالة الاغتراب في وطننا فنحن الذين يتحمل المسئولية، نحن الذين نصفق ولا نعرف لماذا، ونحن الذين نذبح بعضنا دون معرفة السبب، قد يكون أن الأوان لقول كلمة لا لكل أسباب الدمار الداخلي وتسمية الأشياء بمسمياتها.... أن الأوان لنقول لحركتي فتح وحماس كفاكم ذبحا لقضيتنا فالوطن ليس كعكة ولا شركة تتقاسمونها.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أريد قبراً في دولة الأمر الواقع
- افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة
- يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة
- رمضان والتخمة حتى الرقبة
- غزال الشيخ شيخ
- فلسطين-امارة في كل حارة
- حركة حماس: شيخوخة في عز الشباب
- نقيب الصحفيين الفلسطينيين: أنا النقابة والنقابة أنا
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين وتراكم الفشل الورقة الأولى
- عن صحافة البسطات ولحس الاحذية
- الشهيد احمد البلبول بكى في قبره وأبكاني
- يسار خمس نجوم
- المنهج التفاوضي الفلسطيني تكتيك أم تفريط
- سقطت المفاوضات سقطت المقاومة
- أحمد سعدات: مطلوب حيا
- ليئور شلاين والحقيقة المرة
- عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة
- حكومة أم خازوق
- مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري
- عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟