أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - مرثيات -فلاديمير- العشر














المزيد.....

مرثيات -فلاديمير- العشر


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 23:05
المحور: الادب والفن
    


مرثيات "فلاديمير"العشر
1-
ألبستني هذا الصقيع،
ومضيت.
وئيدا هذه الطريق ترضع رقاب أمسي، والرايات المعلنة على وجد البحر تملأ خريف الحدائق المنصوبة في سقوف الصدر.اختفت من تحت الأقدام ربوة هذه السنين،وجزائر اللحاق. قلنا ستكون الجنة هناك، أسرجنا البيوت، لكن الأرض انقلبت ترقب يومها، وقلنا للحرية باب واحد كغرفة النوم.
كنا نقول وراء الجبال العاتية تستطيل ثلوج بيضاء تلبس نسيج الآلهة، ووجوه الأصدقاء تلمع في بريق النجوم. كنا نقول شعوب واحدة تمضي نحو غرة الشمس، وتجلس في حضن الساحات الحمراء: بقع من الدم صغيرة تأتزر عبق الأحفاد. والجبال التي كانت تحتفل بميلاد النهر، كنا نقول شمس أعشابها لا تغيب، واعتذرت في آخر لحظة، بات عرقنا طريدة الأعداء.
هكذا تنام المطرقة،
وتغرق عكس الماء.
2-
رايات كليلة،
تحترق في منتهى القلب.
ما من ساحات حمراء تشفع لي
غير دمي.
3-
أشهدتك الآن على هذه القسوة لتكون الجسر أو النهر، وتفتح عناقيدي على أفنان الرغبة الموصدة كالقصب المبحوح. الأبيض للأبيض، الأسود للأسود، كنا نقول للعصافير أوكارها، لها أسرارها، وأجنحتها الرفرافة.لها الخلود. المجد لهذه الضفائر العتيدة،لكن الحائط استدار ووقفنا في العراء، تتبعنا فؤوس بليلة بالذكرى والخيول التي توردت جاءت فارغة اليدين، فما العمل؟. كنا نقول أيام هي وتستعر أبواب النار، قلنا للوردة نامي، وللثورة نامي، وانحدرت سموات من غبار أغلقت فجوة الأرض، جاء لونها وحيدا، و مات حزينا.بعض نثار يمشي الآن كالأعمى فوق سرير المهزلة.
قلنا الشمال للشمال، والجنوب للجنون، الثورة لونها الفاطر، لها ما اكتسبت، يعبر الفقراء الآن خوفهم بلا أجنحة، كنا نقول ضاق الضرع يأسنا المتوغل في جذوع النهار، جنونا تتعرى أبراج الثورة وتسقط فاكهة الدم، لا يجزع الفقراء إلا للفقر. من زنى بهذه التربة تعلن عهرها على الأشهاد، وتمضي كنجمة البراءة.
أشهدتك الآن على هذه القسوة. التعب للتعب، والشهوة زينة هذه الأسواق، قلنا ها نحن نمضي لكل الخسارات المدثرة بمرارة الصدع.كل كتب الثورة تباع على الأرصفة، وكل الأرصفة تداعت من متعة القتل.
كنا نقول للثورة خطو، أو رب، يحميها، فإذا المسافات تفتح ساقيها للغروب.
أشهدتك، لا لتكون الشاهد، إنما لتلج برزخ الأمان وتمسح دمعة الأركان.لعلها الأرض تقترب منك، أو يكون خرابها على يديك. قم قيامك، ماالفرق، يوما بيوم، وأرضا بأرض. وللسواعد كل هذا الأرق.
4 –
ملأت القارة الكبيرة،
عين القارة الصغيرة
قالت لها : أيها القاتلة.
بكت القارة الصغيرة
حتى ارتوت من مائها الحروب.
5 –
أيقظتني بعيدا،
ومضيت.
دوي رصاصات يجلجل في الأرض، كنا نقول الحائل هذا السفر في برية الأعناق، يظلل مداه شوكة الصبار، وأصابع المودة، إذ تتعب الصبوة في بيض العارض، تلقانا أطلال البدايات وحروب التحرير، هاتيك الدوالي تنام في حبق الوريد، تفكر بالموت والثورة البيضاء كالصمت تسكن نافذة الوعد، لها عبيرها أو اقترابها أونشوة هذا الخطو المحاذي للبدء.
هل كانت الثورة عاهرة لهذا الحد، كنا نقول للروسيين أجنحة كالملائكة تطير، لهم جنات النعيم، وشقائق الأحلام، أنت ابتدأت سوق النهار الماثل في الدروب، لك طفولة الشروق وتفاحة الخروج، هل رأيت أما ترعى طيبة الأعداء، وتحمل في قلبها مواويل النسيان.أكلنا التفاحة بعدك، وجاءنا الأمر بالخروج.
علمتني العصيان، وأنا أقف في وجه الفتنة أعزل، تتآكل قامتي في عز الصباح، يأكلني هذا العشق المخصي، النار التي استقامت روتها البيداء، و خرجت من رمادها مفاتيح الغدر. جارفا هذا الميل يسرق ياسمين النهر، ويجلس على حافات السقوط، رمال الغربة ترتدي ستائرها، فتغدوني روابيها الصائحة، وشمس هذا السيف المتكبر ينحل سماء الله غيره.
قلت ضيعتني، يا أبي.
نمت البارحة على رغد الخطايا يوشم الأحجار، ورتبت أعنتي، أرقب بشارة يوم تنشدني فيه مواسم القرب.
6 –
كان لها الشرق
تلك الأجراس الصاعدة، تمشي مشية الخيلاء،
ولما جاءها المغرب
قالت: سأعطيك نفسي، أنت عودت الشمس كل مساء أن تغيب وتعود.
7 –
في الغابات العتيقة
المنسية في درج الحروب،
تختلي الكتب بموتاها،
والقبائل بفوضاها،
تستقيل الأشجار من ظلها
ولا تندمل جراح الخديعة.
8 –
تماما، تذبل في جلدي أغراس الذكريات، وشظايا الشوارع العذراء الموحشة كالسواعد المعطلة. أاكون أخطأت قيد الطريق، وارتميت على قوس الجدار، أم هي الريح العاتية هزمتني، آه لو تأتي الآن وتنام في مسيد الغربة تفغر عينيها الباردتين. كنا نقول للفرحة وجه روسي، ولهذه الأرض وهج " الفودكا"، ولما أطفأت الثورة صخرها، خرج الأعداء يهدمون سحائب الشدو ومرايا الأصدقاء. رفاق اليوم باءت جلودهم للعياء. كانت تصعد شقوق مرارة كحلاء تملأني، وأغصان موت يلف جرابي، أغربتني وسارت. خاوي الوفاض جاء التاريخ يتكيء على طوب الليالي الخرساء المحشوة بالعمالة وخيانات العبور.
ها هم أعداء الشعب وكيف يحاربون.
بئس هذا العتاد المترع بالسفائن المحملة بالمد ومنابت البر، إنما أنت أغريتنا بردائها المتوثب.من تكون هذه اللذة العارية ملء الذراع يغمرني بللور الحفاوة، ووحشة الرماد، أنهش هذا الجب، ما استقامت يداها، غابت عيناي في عنوة الزحام، لعلك تأتي هذه المرة كالفراغ الطائر، ليستكين هذا الغروب، وتنام على طيبها ناقة الأسوار. كنا نقول: أيها المبجل من علمك شيمة الجبال؟.
9 –
في عالم صغير، صغير كالمقبرة،
ليس للثورة إلا أن تلبس بياضها
وتمضي كالجنازة.
10 –
مضت الأرض بعيدا،
جاء يبابها المقرف يعيث في نوبة الطريق.
ماتت نبوءات العهد.
وجاءت الفلوات الداكنة، المدججة بجنون القهر والقتل الذي لا ينتهي، تضع باقات من حقد على بقايا قبرك الشرس، فلا تبارحه.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتعال المرارة
- ترقية الأساتذة الباحثين وإرادة التقويض
- كلية الآداب،مكناس استقالة جماعية من مجلس المؤسسة
- المطالب المفخخة: نظام الإطارين في التعليم العالي.
- لبن الوظيفة العمومية
- الإصلاح البيداغوجي الجديد وسحر المقاربات الجديدة
- مروج الذهاب
- المشي بحالتنا
- الذكريات والحجارة
- -ثيسوراف- ( الخطوات)
- لاقصائد
- مدونة الأهواء الشخصية
- حوليات متأخرة
- -حالة استثناء معلنة في سوق الشهادات الجامعية العليا.-
- غزة -المعصوبة العينين-
- ثيمدلالين
- حاشية حديثة إلى الكاهنة داهية
- حصريا بالمغرب:- شهادة الإعفاء من الشواهد الجامعية العليا-
- ترقية الأساتذة الباحثين و-الشبكة العنكبوتية-
- دلالات المكان في مجموعة - قمر أسرير- للشاعر محمد علي الرباوي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيدي المولودي - مرثيات -فلاديمير- العشر