أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - مفطر رمضان













المزيد.....

مفطر رمضان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 22:19
المحور: حقوق الانسان
    


رجعتُ لمنزلي اليوم غضبان أسفا على النفاق الإجتماعي والقومُ من حولي جلوسٌ على عاداتهم وأنا مُتعبٌ ومنهكٌ من شدة العطش ,وكان منظري وأنا أركض من غرفةٍ إلى غرفةٍ على شان أشرب شاي وماء وقهوه , كان منظري عباره عن مُهرج مثل النجم الإنكليزي مستر (بين) أو لوري وهاردي , أو شارلي شابلن وأنا مثل النجم الثاقب (جهاد العلاونه)... وكمان كانت حالتي محزنه جداً ويُرثى لها ولا أُحسدُ في شهر رمضان على شيء , كل آل بيتي ضدي يقفون , حتى الأطفال يغنون على مسمعي : يا صايم رمضان الله يعينك ويا مفطر رمضان إيكسّر طواحينك .

لو شفتوني اليوم وأنا بحاول أسرق منزلي , أو وأنا أهرب داخل منزلي من الشرطه والطغيان الإجتماعي لأشفقتم عليّ.
وكنتُ في كل شبر من أشبار المنزل أجد دورية شرطه, وكنتُ أهربُ منهم وأنعطفُ يميناً ويسارا حتى وصلتُ باب المطبخ.

حتى الأطفال صرت بالنسبه ليهم موقع اهتمام بالغ الأثر , الكل يتناقل الأحاديث عني , أبناء شقيقاتي بكونوا يحكوا بصوت عالي وبس أمر من جانبهم بخفضوا صوتهم وبصيروا يضحكوا ويتهامسوا على مسمعي , وبس أسألهم, بحكولي : والله يا خالي ما جبنا طاريك إحنا صايمين , بس عن جد يا خالي ليش ما بتصومش رمضان ؟!

ويكادُ الجوع أن يفلقني إلى فلقتين غير متساويتين , فركضتُ هذه المره من الصالون إلى باب المطبخ وتحديت كل الحواجز الجمركيه ونقاط العبور والدخول والتفتيش حتى وصلت إلى (كولر) الماء الذي ينتصبُ في زاوية المطبخ وكأنه سارية وعليها علم , ومددتُ يدي الكريمة إلى خزائن المطبخ وتناولتُ كاسة ماء زجاجية , فهرولتْ (ماما) من غرفتها المجاورة للمطبخ وأخذتْ مني كاسة الماء وقالت : بدك تفضحنا هسع الأولاد بشوفوك وبعرفوك إنك مفطر رمضان , روح من هون بسرعه.

- طيب يا (ماما) ما يعرفوا أولادي إني مابصومش شهر رمضان , هذا شيء عادي جداً, لازم يتعودوا عليه .

- كيف عادي إنت كلشي عندك عادي ؟
- آه عادي ..عادي وحياة أولادي .

- إنت مهبول أولادك إمبارح إمسولفين لتبع السوبر ماركت إنه (بابا) مفطر , شارب من الصبح شاي وقهوه .
- آه كانت القهوه زاكيه جداً هاظا اللي اشتريتها من عنده بدي أصير دايمن أجيب من عنده قهوه .
- إنت بيش وأنا بيش مش بقلك إنت قاعد بتتهبل علينا , إحنا بيش وانت بيش , بقلك أولادك حاكيين عنّك إنك مفطر رمضان .

- أولادي حاكيين هيك؟.
-آه أولادك.
-ليكن..وليقولوا للناس ..وليكن ليلنا خمرٌ.
-شو بتغني؟ في حدى بغني في شهر رمضان ؟

- طيب يا (ماما) معناته أولادي صادقين ما بعرفوش الكذب, هاي هي التربيه الصحيحه للأولاد, مش مثل ما ربيتونا إنتوا على الكذب.

-والله؟..عن جد؟ إنت بتحكي جد؟ إنت بدكيش إتبطل هبل ؟

-يا (ماما ) هذا مش هبل هذا هو الصحيح , أولادي ما بكذبوش, أنا مفطر رمضان وذنبي على جنبي إذا في حساب وعذاب بتعذب مرتين الأولى عشان إفطار رمضان والثانيه على شان تعليم أولادي الكذب , يعني ذنبي بصير مزدوج في شهر رمضان , ذنبي بذنبين ذنب الإفطار وذنب تعليم الأطفال الكذب , وأظن هذي عقوبتها أكثر بكثير من عقوبة مفطر رمضان عامد متعمد وكمان تعليم الأطفال فنون الكذب والنفاق ...وإذا ما في حساب وعذاب كمان برضه في مشكلة تعليم الأطفال الكذب ...أهم شيء قبل موضوع شهر رمضان أن نقوم بتعليم أطفالنا على الصدق , وصدقيني غير توكلوا هوى وزفت إذا طلع في حساب وعذاب على شانكوا بتعلموا الأطفال الكذب في شهر رمضان , وأنا رايح أنجو من هذه العقوبه ..وأنا بنصحكم والدين النصيحه , كل جوعكوا رايح يروح عليكوا ورايح يطلع جوعكوا جوع كلاب ودواب (حيشا السامعين), بعدين عن جد احكيلي وين بدي أشرب (ماء) ميّه؟ تراني ميّت من العطش وحاسس اليوم إني بدي أصوم بالغصب عني .

-بدريش عنّك روح غاد على غرفة نومك واشرب ميّه وَسكّرْ الباب على حالك مليح, ولا إتخلينيش أشوفك.
-ليش عشان بيجي الأكل والشرب في نفسك؟
- فعلاً يا (إمي) دمك خفيف .

-لويش أسكّر ْ الباب ,مليح ؟ما بديش بدي أقعد براحتي .

وأخذتُ بيدي زجاجة ماء ودخلت غرفة النوم وما أن أغلقتُ الباب على نفسي حتى سمعتُ صوت شقيقتي تناديني :
-افتح الباب بسرعه.
-هلا شو في بدكوش اتحلوا عني ؟
-يا زلمه بنتي نسيت عندكوا شنطتها تاعت المدرسه .

وكان من وراءها زوجها فخبأتُ زجاجة الماء خلف ظهري وأختي تنظرُ لي من بعيد وتؤشر لي بيدها , وكانت إشاراتها تعني لف من هون من ورى الباب.....واطلع برى وخبي القنينه ورى ضهرك ...ولف من ورى .....واطلع من قدام وكأني سايق سياره في أزمة سير على دوار الداخليه في عمان , فقلت بيني وبين نفسي أحسااان...صرنا زي الحراميه الواحد قاعد وكأنه فايت على شَقه وبده يسرقها , شو هاظا الواحد في داره ولاّ في مكان عام؟!.

وذهبت بزجاجة الماء لأشرب خلف الدار فلقيتني على الباب جارتنا أم (أحمد) فنظرت لي وقالت -شو وين بدك بالميّه شايلها معاك؟ رمضان كريم.

-أيوه..أيوه..كلشي في حارتنا مكشوف الواحد مش عارف يتحرك شو بدك بي وبالميّه اللي معايه.
وظهرت زوجتي أمامها وأمامي وكأنها حارس كرة قدم , وأخذت مني زجاجة الماء وقالت : مليح إنك جبتها , هاي يا أم أحمد بدي أسقي فيها (الشفانيرا) من يومين ما شربت ولا ريحة مي, وأخذت مني زجاجة الماء البارده وسقتها للشفانيرا وأنا يكاد العطش يقتلني , وحسدت الشفانيرا على إفطارها , ولحقت بي خارج البيت وقالت : يقطعك يا زلمه إنت ما بتستحيش؟
-هلا...مالني... ما لني شو عامل أنا ؟
-شو عامل ؟...فضحتنا يا زلمه والله بّختزي فيك قدام الناس .
-بتختزي بي ؟؟ههه شر البلية ما يضحك , لكم دينكم ولي دين , بعدين صيام رمضان على شان الشبعان يشعر بالجيعان , مش على شان الجوعان يشعر بالشبعان , أنا الجوعان والمسلمين همه الشبعانين يا ألله لا تشبع حدى منهم إذا بيجي العيد وأنا طفران , يا ألله لا ترزق ولا مسلم .. أنا الذي من المفترض أن أختزي بكم أمام الله والعالم والمجتمع المدني , واحد بعرفه طيلة أيام السنه بمضيها عايش على الزنا وواحد ثاني عايش على الفساد وبعتمدوا كلهم على رمضان يغفرلهم ذنوبهم , شو هاظا الدين هاظا الدين يعلم الناس على النفاق الإجتماعي .

وتركتها ومشيت وما زلت عطشانْ وجوعانْ , فخطرت ببالي فكرة الصعود لسطح المنزل , فصعدتُ لسطح المنزل لكي أشرب الماء وآكل , وتناولت من الثلاجة ما يلزمني وكان السطح فارغاً ليس عليه أحد وما أن وضعت الطعام حتى صعد الجيران لسطحهم يريدون إصلاح (الستلايت) فقلت لهم أنني أحاول أن أشم الهواء , ونزلتُ ومعي صينية الطعام والماء والشاي والقهوة, وقلت بيني وبين نفسي : شو هاظا صار منظري زي فلم (فلم ثقافي) إذا بتعرفوه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوفْ من الموتْ
- أهداف خُطب الجمعه
- غسالتي الأردنيه وغسالة ماما اليابانيه
- ضع دائره حول الإجابه الصحيحه
- ما فيش أحلى من الشرف
- المرأة الصوفية 2
- المرأه المتصوفه1
- ابلادنا حلوه اكثير وبتجنن
- الدين للفقراء
- الدراما العربيه
- الجمال
- الوطنيون الهمج
- التوراه مصريه؟
- اللغه العربيه لغه أثريه
- ضعف القوى الإستهلاكيهْ للعامل العربي
- لُغتنا الجميله
- القطط المصريهْ وفوبيا المقدسات الاسلاميهْ
- الاردنيون يتطلعون للوراء
- كيف أعيشُ يومي؟
- نظام العائلة المتخلف


المزيد.....




- داخلية السعودية تعلن إعدام الصيعري قصاصا وتكشف كيف قتل الشهر ...
- مصر -تدقق- الأعداد.. اللاجئون في ميزان الربح والخسارة
- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - مفطر رمضان