أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم حجازين - علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحلقة الأولى















المزيد.....

علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحلقة الأولى


ابراهيم حجازين

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 20:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


-مقدمات تاريخية لظهور الصهيونية
الحروب الصليبية وهي الحملات الغربية التي قامت ضد الشرق الإسلامي لنهبه والسيطرة التوسعية عليه، والتي أسماها المؤرخون العرب والمسلمون (حروب الفرنجة)، كان الدين فيها مجرد غطاء ودعامة سطحية مضللة استخدمها الغزاة للتعمية على أهدافهم الحقيقية. كما يرى الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب الموسوعة الشهيرة. هذه الحملات مثلت تعبيراً عن الإرهاصات الأولى التي انشأت الصهيونية لاحقا.. ويمكن أن نطلق عليها للدقة أيضا مرحلة ما قبل الصهيونية "" prezionism. تميزا عن مرحلة ظهور الصهيونية.
في بعض أوجهها تعد هذه الحملات محاولات لحل التناقضات التي أخذت تنمو وتتضح في أحشاء النظام الإقطاعي وتشكل المقدمات الأولية لظهور نظام جديد يحل مكان النظام الاقطاعي.كان لهذه الحملات أثرين مباشرين على موضوعنا علم الآثار الفلسطيني القديم، فمن جهة أخذت هذه الحروب طابعا احتلاليا انعكس لاحقا مع انتقال أوروبا إلى الرأسمالية على علاقتها بالبلاد العربية حيت ولّدت أطماعا استعمارية توسعية تعكس طايع العلاقات الانتاجية في هذا النظام الجديد، والآثر الثاني كان نتيجته قيام الغرب بإضفاء طابعا دينيا على هذه الحروب فوظف النزعات الدينية في حركته الاستعمارية الجديدة، وكان علم الآثار الفلسطيني ميدانا له وضحية اخرى من ضحاياه.
2-أهمية علم الآثار
تنبثق أهمية علم الآثار من أنه علم معرفة القديم، والوثائق القديمة.حيث أن الآثار هي سجل الحضارة الذى يسجله باطن الأرض وسطحها، والذى يدل على هوية قاطني المكان ويلقي بعض الضوء على أساليب معيشتهم ونظامهم السياسى والاجتماعى الذى كان سائدا. وهي في نفس الوقت إثبات للهوية، وإثبات للانتماء، وسند ملكية، ووثيقة تعطى الوجود شرعتيه، والآثار إثبات عراقة، وإثبات أصالة. وهي سجل فكر وسجل تطور حضاري. لذا كان علم الآثار ميدانا لعلاقات الصراع والهيمنة التي ميزت موقف الغرب من الأرض العربية في فلسطين في سعيه لتحقيق أهدافه الاستعمارية، بما فيها زرع كيان غريب لتحقيقها خالقا له تاريخ موهوم في المنطقة.
3-المشاربع الاستعمارية البريطانية وعلاقتها بظهور الصهيونية
تضافرت على مدى التاريخ الحديث عوامل عديدة جعلت من موضوع علم الآثار الفلسطيني مادة وهدفا للغرب في علاقته مع العرب وما مثلوه عبر تاريخهم .وذلك كوسيلة للسيطرة الاستعمارية على البلاد العربية، فكامبل بانرمان رئيس وزراء بريطانبا كان واضحا في ترجمة علاقة الغرب بالعرب على ارض الواقع، فقد جاء في التقرير الذي قدمه في عام 1907 أمام مؤتمر لقادة أوروبا للخروج برؤية موحدة أزاء المشكلة الشرقية والبلاد العربية على وجه التحديد: " .. ان الخطر ضد الاستعمار يكمن في البحر المتوسط، فعلى الشواطئ الشرقية والجنوبية لهذا البحر يعيش شعب واحد له وحدة التاريخ والدين واللغة وكل مقومات التجمع والترابط، هذا فضلا عن ثرواته الطبيعية ونزعته للتحرر... فيجب على الدول ذات المصالح المشتركة ان تعمل على استمرار تجزؤ هذه المنطقة... وإبقائها في حالة تخلف مستمر... وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي وغريب... بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة".وكما هو معروف عنى بذلك إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. جاء هذا الموقف تتويجا لمسيرة تاريخية حكمت العلاقات ونظرة الغرب نحو البلاد العربية. وكان لظهور مفهوم الصهيونية كرؤية تحدد علاقة الغرب مع العرب دورا هاما في صياغة ذلك، فكانت الأداة الشاملة لتحقيق مطامعه.
4-جدلية العلاقة بين مفهوم الصهيونية وحركة الاستعمار الغربي
ظهر هذا المفهوم بداية في الاوساط غير البهودية.كانت البداية مع انتقال أوروبا من مرحلة الاقطاع إلى المرحلة الرأسمالية وبالتحديد عند حدوث الانقلاب التجاري. إذ هيمن الجيب التجاري (الذي كان منعزلاً في المدن في أوربا الإقطاعية) على الاقتصاد الزراعي الإقطاعي في بدايات القرن الرابع عشر، وأعاد صياغة الإنتاج وتوجيهه بحيث خرج به عن نطاق الاكتفاء الذاتي وسد الحاجة. وبدأ التجار يلعبون دوراً مهماً في توجيه سياسات الحكومات وخاصة في توسعها الخارجي، وقد شجع هذا الانقلاب حركة الاكتشافات الجغرافية، والاستيطان في مراكز تجارية على الساحل، وأصبحت هذه الدولة أهم قوة استعمارية، فراكمت الثروات وسيطرت على رقعة كبيرة من الأرض. وتلازم ذلك مع تحول إنجلترا عن الكاثوليكية إلى البروستانتية، أي حركة الإصلاح الديني التي أعادت تعريف علاقة الإنسان بالخالق وبالكتاب المقدَّس بحيث أصبح الخلاص عملية فردية خارج الإطار الكنسي الجمعي، ودون حاجة إلى رجال الدين، وصار من واجبه أن يفسر الكتاب المقدَّس لنفسه، وكما أصبح العهد القديم (كتاب اليهودية ) ركن من اركان الإيمان الجديد وصار التقيد به من صميمه وخاصة في المذهب البيوريتاني المتطرف كاتجاه جعل من الإيمان بالعهد القديم جزءا أساسيا من معتقدات المسيحية في حلتها الجديدة بعد الاصلاح البروتستانتي.
في هذه الظروف ظهرت الصيغة الصهيونية (كخلفية فكرية) للنشاط الاستعماري في أواخر القرن السادس عشر على شكل الأحلام الاسترجاعية في الأوساط البروتستانتية الاستعمارية خاصة في أنكلترا.وكانت هذه الاحلام في شكل من أشكالها استعادة لصيغة حملات الفرنجة سالفة الذكر وترافق معها عند أكثر الأوساط البروتستانتية تطرفا استعادة لسفر الخروج أي المسير الموسوي وجماعته إلى فلسطين. ويشير إيلان بابيه من قسم التاريخ في جامعة حيفا أنه قبل إعلان بلفور بنحو مائة عام كانت هناك فكرة شائعة بين بعثات التبشير البروتستانتية آنذاك وهي الربط بين تأسيس دولة يهودية وبين عودة المسيح، ولهذا عملت هذه البعثات على تكوين جماعات ضغط على الحكومة البريطانية كي تسمح بهجرة اليهود إلى فلسطين حتى قبل شروع اليهود في المطالبة بهذا الأمر...حتى تهيئ لقدوم المسيح حسب معتقداتهم. وكانت هذه الصيغة الصهيونية (الخلفية) متدثرة بديباجات دينية مسيحية بروتستانتية وخطابها الأساسي ديني متطرف واعتبرت ان الديانة اليهودية التي دعت لعبادة إله واحد هي منبع الحضارة الغربية. ويلاحظ أن هذا النوع من الصهيونية هو حركة غير يهودية، لم يشترك فيها أعضاء الجماعة اليهودية من قريب أو بعيد. ويُلاحَظ أيضا أن الخطاب الصهيوني كان مقصوراً فقط على الأصوليين البروتستانت. لكن هذا الأمر مقدمة لظهور نوع اخر للصهيونية لا علاقة مباشرة مع الدين وهي الصهيونية العلمانية.
حتى منتصف القرن التاسع عشر شهدت أوروبا تراكم رؤوس الأموال وهيمنة الملكيات المطلقة ذات التوجه التجاري على معظم أوربا، خاصة في غربها ووسطها. فإزدادت الطبقات البورجوازية قوة وثقة بنفسها وبدأت تطالب بنصيب من الحكم، بل بدأت تؤثر فيه. وقد عبَّر هذا عن نفسه من خلال عصر التنوير. وأخيراً من خلال الثورة الفرنسية التي تُعدُّ ثمرة كل الإرهاصات السابقة وتشكِّل نقطة تحوُّل في تاريخ أوربا بأسرها. لقد أدَّى تراكم رؤوس الأموال والفتوحات العسكرية والاكتشافات الجغرافية وتقدُّم العلم والتكنولوجيا إلى حدوث النقلة النوعية التي يُطلَق عليها (الثورة الصناعية)، وكانت إنجلترا في المقدمة من هذا التحول، فقد كانت أول دولة في العالم تتحول من دولة تجارية إلى دولة رأسمالية صناعية، وأصبحت قوة عظمى بعد انتصارها على فرنسا في حرب السنوات السبع، وتوقيع معاهدة أوترخت عام 1713. وهكذا في نهاية القرن الثامن عشر كانت إنجلترا قد اصبحت أكبر قوة استعمارية في العالم. ومع تصاعُد المشروع الاستعماري تراجع الخطاب الصهيوني الديني غير اليهودي لصالح النوع الجديد للصهيونية (الخلفية) وهي الصهيوينة العلمانية. وعبر بداية عن هذا الاتجاه نابليون الذي دعا إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين مستخدماً خليطاً من الديباجات الرومانسية والدينية والنفعية. لكن دون تغييب للصهيونية الدينية . ويمكن ملاحظة التداخل والتزاوج بين هذين النموذجين من الصهيونية في النشاط الاستعماري اللاحق.
في هذه المرحلة كان الضعف والوهن قد دب في أوصال الدولة العثمانية (رجل أوربا المريض) وكانت كل القوى الغربية تفكر في طريقة للاستفادة من هذا الضعف لتحقق لنفسها بعض المكاسب. وقد أخذ هذا شكل الهجوم المباشر من روسيا ، ثم احتلال نابليون لمصر، فقررت إنجلترا، ومن بعدها ألمانيا الحفاظ على هذه الإمبراطورية مع تحقيق المكاسب من خلال التدخل في شـئونها و"إصلاحـها" حتـى تقف حـاجزاً ضـد أي زحف روسي محتمل.
انشغلت الحضارة الأوروبية برمتها وخاصة بريطانيا منذ الربع الثاني من القرن التاسع عشر بالبحث عن حل لمسألتين شائكتين أقلقتا الأوساط الحاكمة: الأولى خارجية وهي المسألة الشرقية المتمثلة بالإمبراطورية العثمانية والثانية داخلية وهي المسألة اليهودية والتي عنت اهمية كبرى للسياسين الأوروبيين الذين كانوا يودون التخلص من اليهود بعد زيادة الهجرة اليهودية من أوروبا الشرقية وخاصة من روسيا إلى غربها هروبا من من موجات الارهاب التي استهدفتهم، كما أقلق ذلك الأوساط اليهودية المندمجة في أوروبا الغربية التي رأت في هذه الهجرات خطرا على المكاسب التي حققوها، لذا كان هناك اتفاق غير مكتوب بين الطرفين على ضرورة التخلص من هؤلاء المهاجرين وإخراجهم من تلك البلاد.




#ابراهيم_حجازين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغييب الديمقراطية: مدخل للتوطين وتهديد للسيادة الوطنية
- عبودية الجسد أم تماهيه مع العقل ؟اسئلة مفتوحة
- نهاية فرد فريد
- الاختبار المنزلي كاستراتيجية تعلمية/ واقع وآفاق
- همسات إلى صديقي مؤيد: هذا ما قاله الراوي على لسانه
- بعل يستطيب القرابين الجديدة
- الكونفدرالية تطل برأسها من جديد
- ديالكتيك الصراع ومشروعية المقاومة
- هل يوجد تقرير فينوغراد عربي
- العراق بين ما هو قائم وما هو قادم
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الأول
- الليبرالية الجديدة والإصلاح السياسي - الجزء الثاني
- إنها جريمة بحق الأردن ..وكانت نهاية المشهد
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الأولى
- الامبريالية لا تزال اعلى مراحل الرأسمالية – الحلقة الثانية
- صفحات من نضال اليسار -5 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -4 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار –3 في الذكرى الخمسين لإلغاء المعاهدة ال ...
- صفحات من نضال اليسار -1 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...
- صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأرد ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم حجازين - علم الآثار الفلسطيني القديم ميدانا لعلاقات العرب والغرب-الحلقة الأولى