|
مأزق الإتحاد الوطني في كركوك
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 19:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليستْ هنالك إحصائيات دقيقة عن حجم وعدد مُنتسبي ومؤازري ، الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك ، ولا عدد مؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني هناك . حيث إتسمَتْ علاقة الحزبين في المدينة بعد 9 / 4 / 2003 بالتنافس والصراع على كسب الانصار ولم يشمل " الإتفاق الاستراتيجي " بينهما المناطق خارج اقليم كردستان . على إعتبار ان كل حزب من الحزبين كان له حساباته الخاصة وتصوراته " غير الدقيقة أحياناً " عن مدى النفوذ والشعبية التي يتمتع بها في هذه البلدة او تلك . إجمالاً كان الاتحاد الوطني الكردستاني يعتبر ان معظم جماهير " كركوك " تُدين بالولاء لهُ ، كما كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يُرّوج ان أكثرية اهالي الموصل هم من أتباعهِ . جَرياً وراء ( التقسيم ) الحاصل في الاقليم ، بإعتبار السليمانية بصورةٍ عامة ، مُغْلقة للإتحاد ودهوك خاضعة للديمقراطي ، واربيل مُقّسَمة مع رُجحان كفة الديمقراطي فيها ! هكذا كانت الأجندات ، وهكذا كانت الافكار تُطرَح ، وبسبب هذه العقلية الضيقة ، حدثت الكثير من الاخطاء والممارسات السيئة ، وتجاهل المكونات الاخرى ، وعدم إيجاد أرضية صلبة للتفاهم مع التركمان والعرب . - أثبتتْ الاوضاع خطأ حسابات الحزبين ، بالنسبة الى " نفوذ " كل منهما في كركوك . فلا الاتحاد الوطني إستطاع ان يُشكل إدارة لوحدهِ ولا الديمقراطي تمّكن ان " يفرض " الحكم مُناصفةً . بل ان التنافس المحموم بين الجانبين ، أدى عملياً الى إهمال هموم ومتطلبات الجماهير الواسعة ، وخصوصاً من الكرد العائدين الى المدينة . - إنعدام وجود إستراتيجية واضحة بالنسبة الى كركوك من قِبَل الحِزْبين ، وعدم التنسيق الكامل بينهما ، ادى الى وجود مركزين للقرار وجِهَتَين أمنيتين ، كانتا تتقاطعان أحياناً . ومن هذه " الثُغرة " الكبيرة ، إستطاع كل أعداء التغيير ومناوئي العملية السياسية عموماً ، النفاذ وتعطيل تنفيذ المادة 140 ، وعرقلة اي توجه حقيقي لحل المشكلة . إستمر هذا الوضع من 2004 لغاية اواسط 2008 ، وحين شعر الحزبان بخطورة الامر وضرورة توحيد سياستهما ومواقفها تجاه كركوك ، كان الاوان قد فات كما يبدو ، لان إنقساماً كبيراً لاح في الافق في صفوف تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك ! - زيارة السيد " جلال الطالباني " الامين العام للإتحاد الوطني الكردستاني على رأس وفدٍ حزبي ، في الآونة الاخيرة ، الى كركوك مرتين خلال إسبوعٍ واحد وإجتماعهِ مع تنظيمات الحزب في المدينة ، مؤشِرٌ على حجم الازمة الموجودة هناك . فإذا كان إنسلاخ نوشيروان وآخرين عن الاتحاد الوطني في السليمانية ، وَّجَهَ ضربةً قوية الى الطالباني ، فإن إنقساماً كبيراً [ إذا حصل ] في كركوك ، فأنه سوف يقصم ظهر الاتحاد الوطني الكردستاني وقيادة جلال الطالباني ! لسببٍ بسيط ، وهو ان الانتخابات قادمة لا محالة ، ورغم تأجيل إنتخابات مجلس محافظة كركوك ، فإنها سوف تجري في كل الاحوال وكذلك الانتخابات التشريعية العامة ، وإذا كان للتركمان والعرب تحفظات تتعلق بالإحصاء السكاني وغيرها من المسائل ، فانه ( كردياً ) هنالك إحتمال ان تُخْلَط الاوراق ويُعاد ترتيبها بصورةٍ جذرية داخل البيت الكردي ، لو حصل " نوشيروان " وجماعة التغيير على الاكثرية التي تؤهلهم لتشكيل مجلس المحافظة بأغلبية مُريحة وعندها سيبرزُ واقعٌ فريد ، ليس فقط من جهة إقصاء وجوه ومسؤولي الاتحاد الوطني في كركوك ، بل كذلك في إنتفاء ركنٍ مهم من اركان " الاتفاق الاستراتيجي " بين حِزبَي السلطة ، وإنعكاس ذلك على التوازنات وتوزيع المناصب الكردية عراقياً وكردستانياً ! لا سيما وان نوشيروان أعلن بوضوح بأنه سيشترك في الانتخابات العامة في 16 / 1 / 2010 ، بقائمةٍ مستقلة . كما يبدو ، ان جماهير كركوك وخاصة الكرد منهم ، لا يريدون ان يقفوا عند نقطةٍ مهمة ، وهي ان قادة " التغيير " أنفسهم كانوا جزءاً اساسياً من الماكنة الحاكمة خلال السنوات الماضية ، بل المهم عندهم هو " إحتمال التغيير " القادم وتمنياتهم ان يكون نحو الافضل ويجد حلاً لمشاكلهم المُزمنة . لأن طروحات جماعة التغيير تُرّكز على " مسؤولية " الحزبين الحاكمين في كركوك خلال السنوات الست الماضية ، عن كل الفساد والاهمال وهدر المال العام والعجز عن خلق آلية وإيجاد أرضية مشتركة مع المكونات الاخرى في المحافظة . طبعاً ان هذه الإتهامات تجد لها صدىً عند الكثيرين من ابناء المدينة ، وربما تؤدي الى مَيلٍ نحو " مُعاقبة " الحزبين الحاكمين في الانتخابات القادمة . وحتى ان هنالك بوادر لتحركات من وراء الكواليس لإحتمال تحالف " قائمة التغيير " مع إئتلاف دولة القانون اي المالكي ، وخصوصاً في حالة تقارب " التحالف الكردستاني " مع الإئتلاف الوطني العراقي الجديد ! عموماً ، تطورات الوضع في كركوك ، إذا سارت وِفق السيناريو أعلاه ، فأنها ستشكل نقطة ضعف في " الموقف الكردي المُوَحد " تجاه الحكومة الاتحادية ، بالنسبة للمناطق المُتنازع عليها عامةً وكركوك خاصةً .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وكيل وزير مُرتشي بالصوت والصورة !
-
هل يتحالف المالكي مع الحزب الاسلامي العراقي ؟!
-
فضائية العراقية وتعليق الجثث على أعمدة الكهرباء
-
تقييمٌ أوَلي للإئتلاف الوطني العراقي
-
إئتلاف دولة القانون العشائري
-
الموصل .. هل ثمة أمل ؟
-
أحداثٌ مُخجِلة وثقافة الإستقالة
-
بازار منصب - الرئيس - العراقي
-
شخصيات عراقية مؤثرة (1)
-
حذاري من المؤتمرات المشبوهة !
-
نظرةٌ على اللوحة السياسية في العراق
-
آفاق زيارة المالكي الى اقليم كردستان
-
ألسواح الأمريكان والجُغرافيا الحدودية !
-
الحَمير والإنتخابات الأفغانية !
-
إضاءة على إنتخابات أقليم كردستان العراق
-
إنتخابات اقليم كردستان ، قوائم الأثرياء تحصل على اصواتٍ أكثر
-
الكويت مَدْعُوة للتصرف بحِكمة
-
ضوءٌ على شخصية : رائد فهمي !
-
مَزارُ صدام المُبارَك !
-
ضوءٌ على شخصية : علي بابان !
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم
...
-
البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ
...
-
كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري
...
-
بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض
...
-
السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم
...
-
وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
-
مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس
...
-
-حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع
...
-
دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|