أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ضياء حميو - حكايات جامعية (دبابات في الحرم الجامعي )














المزيد.....

حكايات جامعية (دبابات في الحرم الجامعي )


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 15:51
المحور: سيرة ذاتية
    


تمهيد

نعم هي ذكريات وانطباعات شخصية تعود لفترة دراستي الجامعية ،قبل اكثر من عشرين عام ،ورغم خصوصيتها ،لكنها جزء من تاريخ بلد هو العراق ومدينة هي " اربيل " وجيل التهمت الحرب جله ،وتدوين لحقبة مرّة هي سني الحرب العراقية الايرانية ،وديكتاتورية واجهزة قمعية ، تنظيمات سياسية سرية ،وتمرد وحركات ثورية مسلحة وغير مسلحة ، يسارية واسلامية وقومية كلها في مدينة " اربيل " من كردستان العراق.
دافعي لكتابتها هو التدوين التاريخي لسببين.. الاول: لان جيلين ممن عايشوا هذة الفترة قد انقرض جلهم بسبب الحرب والقمع ،والثاني هو ان ذاكرة البشر قصيرة تنسى او تتناسى بسرعة ولادري قد يخرج علينا جيل شبابي بعد سنين يتوهم ان ماعشناه في تلك الفترة كان نعيما واننا فرطنا بحقبة ذهبية..!
ولكي لاننسى ونتعلم مما حدث لابد من التدوين.

من السليمانية الى اربيل

في العام 1980 تقرر السلطة نقل جامعة السليمانية التي تأسست عام 1967 الى اربيل وتسميها " صلاح الدين " .
كان القرار سياسيا بحتا ،معاقبة المدينة المتمردة ،وحرمانها من اهم صرح ثقافي وعلمي فيها،وبالتالي السيطرة على حركة الطلاب ومظاهراتهم المعترضة على نظام الحكم آنذاك.
وبدلا من حرم جامعي واحد يضم اسم الجامعة ،تلجأ السلطة احترازا لمنع تجمع الطلاب بعدد كبير ،تلجأ الى توزيع اقسامها ببنايات متباعدة عن بعضها تتوزع اجزاء المدينة ،وتفرض تشددا كبير في زيارة طلبة قسم ما لقسم آخر..! أي عزل المجاميع الطلابية عن بعضها.
اوائل الشهر العاشر من عام 1986 يحمل القروي حقيبته ويتجه الى مدينة تبعد اكثر من 400 كم عن اقرب مدينة تجاور قريته ،للتسجيل كطالب جديد ،كان ذهابه بعيدا والى قسم اللغة العربية على مضض ،كان يمني نفسه باحدى جامعات بغداد ،او قسم آخر ،خصوصا انه حصل على معدل درجات عالي نسبيا 84.5% في القسم العلمي،ولكن السلطة تخصم منه 5% من المعدل بقرار آخر ،جائر ليس له علاقة بالنظام التعليمي ،الغرض منه عدم اعطاء الطلبة فرصة للرسوب والتأخر عن الالتحاق بالجامعة وانهائها ومن ثم الالتحاق كجندي في ايام الحرب.
قبل ذلك كانت السلطة قد قررت منح 5% على المعدل لرئيس الاتحاد الوطني للطلبة ،بل واكثر من ذلك يحق لمن كان ابوه شهيدا في " قادسية صدام " ان يختار القسم والجامعة التي يرغب بغض النظر عن معدله.
وبعد رحلة ست ساعات في الباص يصل الى مدينة " اربيل " وكعادة القرويين حين يدخلون المدينة " فاتحين" تتعطل كل حواسهم عن التفكير والفعل والتركيز ،وتعمي بصيرتهم " رائحة الكباب" ، وبعد ان يحفظ " حيثياته " بسيخين كباب " اربيلي " يتوجه متوازنا شيئا ما.. ليبيت ليلته في ارخص فندق ،اقتصادا لقحط الايام القادمة كما علمته القرية.
يستيقظ نشطا ومبكرا كما اعتاد الساعة الخامسة فجرا ، فرحا بزيه الجامعي ، ينزل من الفندق ولاشيء غير حركة الجند الذاهبين والعائدين من جبهة " حاج عمران " آنذاك ،يدخل الى مطعم سيعرفه كثيرا يقدم " شوربة العدس مع الخبز بسعر رخيص ،ليس هنالك من هو بزي مدني سواه ،يرقبه صاحب المطعم والجند باستغراب ،ثم يتجاهلونه ،وبعد ان يفرغ ويحتسي " استكانين" قدحين من الشاي ،يغادر المطعم ويعود ادراجه الى الفندق خوفا ،اذ بدت المدينة غريبة له...!!
قرابة السابعة صباحا استقل باصا متوجها الى منطقة " منتكاوة " حيث كليته ليسجل بها كطالب جديد ..!
عند مدخل الكلية شاهد منظرا لن ينساه طوال حياته ....ثلاث دبابات توجه سبطانات مدفعيتها اتجاه باب الكلية ..!
يدخل الى الحرم الجامعي ،واسفل درج الطابق الثاني للبناية ،تكومت اكداس عتاد الجند ..!!، فيما صور القائد تغطي كل الجدران وشعار كبير خط يقول" للقلم والبندقية فوهة واحدة ".




#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم ال ( طُزْ )
- لو كنتُ حارسا في بنك عراقي
- رسالة اعتذار الى الحيوانات
- الضوء الأخضر في إغتيال احمد عبد الحسين
- إمام جامع
- الى الكويت الحبيبة
- قراصنة سويديون
- البلدان الفاشلة
- الخلق
- تجارب دنماركية 31 (الضحك بلا سبب )
- تجارب دنماركية 30 (العراق ،إنموذج في كتاب مدرسي دنماركي )
- الحمير تلحسُ -آيس كريم-
- تجارب دنماركية 29 وزارة المساواة
- لإيران الحبيبة
- تجارب دنماركية 28 ( النوم تحت قبة البرلمان)
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج4 (دُور الحضانة وال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج3 (لايستيقظون صباحا ...
- ذيلهُ العربي
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج2(إنهم لايتحدثون ال ...
- تجارب دنماركية 27 مدرسة الجانحين الصغار ج1 (إنهم يكرهون الكب ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ضياء حميو - حكايات جامعية (دبابات في الحرم الجامعي )