سعد الغالبي
الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 19:50
المحور:
الادب والفن
في الحوش .. لمن أهدي شكري وتقديري ؟
.... للإعلامية الشهيرة شيماء عماد ... أَم لقناة البغدادية ؟
لأن الجميع سكنوا " الحوش "
لو أُعيدَ تكرار مشهد عاطفي لمرات عديدة ، فلا أظن إن أحد يملّ مشاهدته ، وهذا ما يحدث في برنامج (الحوش ) الذي تعده وتقدمه الإعلامية (شيماء عماد زبير ) .
مشهد عاطفي ، وحين يرغب العالم بأسره أن يرى العراق على حقيقته ، عليه أن يرى جوهر تلك الحقيقة بكل تفاصيلها وهي تعرض في ذلم المشهد العاطفي في برنامج عنوانه (الحوش ) ، ولأن مفردة الحوش تعني الفضاء ، الحرية.. وتعني إجتماع الأحبة في مكان لم يخطط اليه مسبقاً ، ماذايكون الحديث ، بل كان عفوياً عندها " أصبح الجميع في الحوش ".
في الحوش حين ترى طفلة او طفل لم تتجاوز أعمارهم سبع أو ثمان سنوات وهي تتعرف لأول مرّةٍ الى نبرة البكاء ، رغم وجود الأبوين بقربهم ، ولكن لأن إحساس تولد لديهم ، بأن لهم وطن في مكان ، وإنه أكبر حتى من حنان الأبوين ، وإن شعور بالحنين لهذا الوطن قد تجاوز الحد ، وأن عليهم أن يبكوا .. ولكن من وَلّد هذا الشعور؟ أعلن إنه برنامج (الحوش ) ، لأن الطفل لا يمكن أن يُعلّم كيف يمتهن البكاء ، وحين يبكي الأطفال لتلك الغاية ، أظن أن كل العراق قد إجتمع في الحوش ، ولا أظن أن من أراد لهذا البرنامج أن يرى النور ، كانت غايته " دعاية إعلامية " أو ربح إنتاجي مادي ، لأن الناس تعرف المضمون ، وحين عُرِف المضمون ، أصبح جميع الناس في الحوش .
عندما أقبل الفنان " زهير رشيد " وطرق باب " الحوش " معلناً عن نفسه إنه فنان ،ولكن في فضاء الحوش تحول الى إنسان إختنق بعبرته وأخفى دموعه حتى على الإعلامية " شيماء " عندما تذكربأن وطنه يستحق الدموع ، لهذا أعلن لك يا زهير إنك إنسان ، وقد إمتلكت خزيناً كبير من العواطف ، كنت قد أخفيتها عنّا نحن مشاهديك ، ولم نكن نرى منك سوى الضحكات .
لا أدري ربما منحك فضاء الحوش عزيمة ، وأنت ترى فيض من العواطف تتجلي أمامك في أبهى صورة لتقول لك َ إنها عواطف حقيقية ، لا يمكن ان تراها إلا في هذا الفضاء .
فانت مثلي يازهير ،ومثلنا الملايين ، حيث أن جملة " لابد أن نعود " تهزنا من الأعماق ، لذلك حين يجتمع العراق في الحوش ، فكل كلامهم يشعرني بالقوة ، ومن خلال قوتي تلك تسعفني دموعي للحظات ، لأقول شكراً أيها "الحوش " ... ثم شكراً يا قناة الفقراء والحيارى .. يابغدادية .
8/9/2009
#سعد_الغالبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟