أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مجلة العلوم الإنسانية - مهندسو الثورة















المزيد.....

مهندسو الثورة


مجلة العلوم الإنسانية

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 09:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بقلم:
المصدر: مجلة العلوم الإنسانية
ترجمة: عبد الكريم شوطا (نوفمبر 2005)

لقد حدد ماركس وإنجلز مفهوم الثورة انطلاقا من تحليل حقبتين ثوريتين: إحداهما سياسية (الثورة الفرنسية) والأخرى اقتصادية (الثورة الصناعية). ولأن ماركس شهد أحداث 1830 بفرنسا وأحداث 1848 بأوربا، فقد حدد في البيان الشيوعي الشروط الضرورية لنجاح الثورة: من جهة، معرفة موضوعية بالأسباب الحقيقية وراء بؤس البروليتاريا، ومن جهة أخرى، وجود منظمة سياسية لإيقاظ ضمائر المقهورين. وفي المرحلة الثورية يقترح ماركس الإقامة المؤقتة لديكتاتورية البروليتاريا، لكن بدون أن تتمدد أكثر من اللازم. وستشكل هذه النظرية الماركسية بخصوص المسعى الثوري موضوع عديد من التأويلات وإعادة التقييم تبعا للسياق الاجتماعي، الثقافي والسياسي. إذن فبدل الحديث عن الماركسية بالمفرد، يستحسن جدا الحديث عن الماركسيات من زاوية النظر السياسية. وإذا كانت هذه الماركسيات تتفق على ضرورة تجاوز الرأسمالية، فإنها تختلف بخصوص الوسائل الكفيلة بتسريع عملية التجاوز هاته.

- الإصلاحيون:

لقد حاولوا الجمع بين الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية بالدخول إلى الاشتراكية بدون ثورة ولا ديكتاتورية البروليتاريا. وهذا التوجه الاشتراكي الديمقراطي تم تبنيه في حياة ماركس في ألمانيا من قبل فرديناند لاسال الذي أوصى سنة 1863 بالائتلاف في ما بين مختلف مكونات الحركة العمالية. وبعده سيوصي إدوارد برنشتاين بتحويل تدريجي للمجتمع الرأسمالي إلى مجتمع اشتراكي، وهو ما أدى إلى نعته بأنه "مرتد" و"مهرطق" من قبل الماركسيين الأورثودوكسيين قبل أن يتم احتواؤه من قبل أكثرهم أهمية (كاوتسكي). في فرنسا، جعل الإرث الثوري لسنة 1789 قراء ماركس "الاشتراكيين" ينعطفون نحو نزعة إنسانية مثالية (جان جوريس، ثم ليون بلوم)، أو على العكس نحو تركيب في ما بين الماركسية والنزعة الفوضوية-النقابية (جورج سوريل). ووحده الحزب العمالي الفرنسي بزعامة جولس جيسد سينخرط في برنامج ماركسي تماما . بالنمسا ، ألهمت مسألة القومية الماركسية النمساوية حول أوتو بووير، بينما شكل الاشتراكيون مبكرا بالبلدان الأنجلو-سكسونية مكسبا للنزعة الإصلاحية. وسيلهم فشل الثورات التي حدثت بأوربا في نهاية الحرب العالمية الأولى (بألمانيا وهنغاريا) إصلاحيين آخرين، إن لم يكن رفضا للماركسية كما هو الحال لدى الإيطالي بينيديتو كروتشه. بعد الحرب العالمية الثانية، انخرطت الأحزاب الاشتراكية الغربية بشكل نهائي في النزعة الإصلاحية (التخلي بألمانيا عن الأفق الثوري من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD سنة 1957). وقد ابتعدت الأحزاب الشيوعية بدورها عن الدوغما: كنتيجة "للتوافق التاريخي" في ما بين الحزب الشيوعي الإيطالي PCI والديمقراطية المسيحية (1977)، وتخلي الحزب الشيوعي الفرنسي PCF عن فكرة ديكتاتورية البروليتاريا (1976).
- الماركسية-اللينينية:

وتنحدر من تأملات لينين حول إمكانية إطلاق سيرورة الثورة في بلد متخلف (كروسيا) أو مستعمر. ومن ثمة حدد لينين المنهجية الثورية في ما يلي: فضدّ النزعة العفوية التي دافعت عنها روزا لوكسمبورغ، أوصى لينين بتشكيل طليعة تجمع ثوريين متخصصين (الحزب البولشفيكي)، وحالما تتحقق الثورة تتم إقامة ديكتاتورية البروليتاريا. وباعتماد هذه الماركسية اللينينية كمرجع تشكلت مع الأممية الثانية (1919) الأحزاب الشيوعية ومن بينها الحزب الشيوعي الفرنسي PCF بفرنسا والحزب الشيوعي الإيطالي PCI بإيطاليا، وهما أهم التنظيمات الشيوعية الغربية. وستفرض الماركسية اللينينية ذاتها بوصفها العقيدة الرسمية لمختلف الأنظمة الشيوعية لما بعد الحرب إلى حدود سقوط جدار برلين، لكن هذه الماركسية الرسمية غطت في الواقع تنويعات مختلفة:

- أولها الستالينية التي يمكن تحديدها على المستوى النظري باعتبارها محاولة لتكييف المشروع الماركسي مع الظروف الواقعية للاشتراكية بروسيا، وفي فترة ما بعد الثورة؛ فضدّ ليون تروتسكي الذي كان مناصرا "للثورة الدائمة" استدعى ستالين السياق العالمي (صعود الفاشية، "الحصار" من قبل البلدان الرأسمالية) من أجل تبرير متابعة التجربة الاشتراكية في بلد واحد؛

- هناك ثانيا تنويعات الماركسية اللينينية التي ظهرت أساسا ببلدان أوربا الشرقية وآسيا كرد فعل على هيمنة النموذج السوفياتي، أو/و بفعل أشكال التهجين مع الثقافات الوطنية: الماوية، مذهب تيتو...؛

- وهناك أخيرا الماركسيات-اللينينية بالبلدان النامية أو المستعمرة سابقا (إثيوبيا، الكونغو، أنغولا، بينين...) التي وفرت في ما وراء تنوعها نفس الامتيازات لنخبها الحاكمة: شبكة قراءة تبرر الصراع من أجل الاستقلال، ونموذج هو في نفس الآن نموذج للتنمية الإرادية وسلطة الدولة، و"خبرة عملية" في مجال قمع "الأعداء الداخليين" وهيمنة الطبقة الحاكمة(1).

- ثيولوجيات التحرير:

ظهرت بأمريكا اللاتينية في السبعينيات، وهي ترسخ تحالفا في ما بين المسيح وماركس. ومن خلال تبني شبكة القراءة الماركسية لوصف المجتمعات الأمريكية الجنوبية فقد حددت للفئات الأكثر فقرا من الساكنة الدور الثوري المسنود كلاسيكيا للبروليتاريا من طرف الماركسية الأوربية(2). ومن بين كل بلدان أمريكا اللاتينية انخرطت كوبا ونيكاراغوا وحدهما في السبل المستلهمة من الماركسية-اللينينية: مذهب كاسترو والنزعة الساندينية.

- النزعة اليسارية:

إنها إسم جنس تحيل على تيارات جد متنوعة كالنزعة الفوضوية، التروتسكية، مذهب تشي غيفارا،... الخ، التي تطورت بالغرب خلال الستينيات والسبعينيات، كلها تتقاسم نفس ألفاظ وكلمات الماركسية المبسطة وتتقاسم بالخصوص إيمانا بـ" فعالية " الثورة.

وإذا لم يعد المشروع الثوري يشكل بديلا ذا مصداقية لليبرالية، فإنه يبدو أنه لا زالت هناك أيام جميلة أمام معجم الألفاظ الماركسي: فخيبة الأمل المنسوبة لليبرالية ولسيرورة العولمة تنحو نحو إعادة تنشيط الخطابات النقدية الموجهة للرأسمالية في غياب أحلام المساء الكبير...

(1) زكي العايدي وأليي ، الاتحاد السوفياتي منظورا إليه من العالم الثالث ، كارطالا ، 1984.


(2) ميكائيل لووي ، الماركسية بأمريكا اللاتينية ، ماسبيرو ، 1980.





#مجلة_العلوم_الإنسانية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مجلة العلوم الإنسانية - مهندسو الثورة