أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمزه الجناحي - أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)














المزيد.....

أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 15:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)
عاش العراقيين فترات ذهبية كانت بالنسبة لبعض مواطني الدول العربية مثار استغراب وتعجب من الوضع الذي ممكن تسميته بالراقي والمتميز لشخصية العراقي وخاصة في فترة السبعينات من القرن الماضي وحتى العام 1983 تقريبا كان العراق في تلك الفترة محط انظار الدول العربية وحتى الدول الشرق اوسطية وهو يسير بخطى متسارعة لبناء وطن متحظر مرسوم له ان يصل الى ما وصلت له بعض الدول الغربية مثل اسبانيا او البرتغال وهذا السير الحثيث جعلت من المواطن العراقي يعيش اجمل ايامه من وجود المدن العصرية النظيفة والقدرة الشرائية الجيدة التي وصلت الى ارتفاع قيمة الدينار العراقي الى ثلاث دولارات امريكية وتقاضية مرتب جيد في فترة كان شراء أي سلعة من السوق سهلة عليه ناهيك عن بناء شخصية مثقفة تتواصل مع الكتاب وما المدارس الثقافية والتجمعات الادبية الا صورة عن تلك الفترة الذهبية والعلوم الاخرى اما بالنسبة للتعليم فقد رسمت للعراق خطة للقضاء على الامية نهائيا وبناء منظومة تعليمية قوية مثل بناء المدارس والجامعات العراقية حتى ان الكثير من الدول العربية والاجنبية كانت ترسل بطلابها الى العراق لينالوا الشهادة العراقية الرصينة والمعترف بها اما بالنسبة للصحة فقد عايش الطب العراقي وساير العلوم الطبية الاوربية وخاصة البريطانية فأصبحت الجامعات العراقية تخرج اطباء اكفاء وترسل بهم لنقل العلوم الطبية الاخرى الى العراق وهذا ما ادى الى رسم برنامج طبي متطور والتحرك للقضاء على جميع الامراض التي كان يعاني منها العراق وبناء مستشفيات عملاقة حتى ان مناحي الحياة الاخرى كانت تسير متوازية مع كل القطاعات الاخرى مثل نظام النقل والاتصالات والمواصلات وبناء التجمعات السكنية متزامنا مع التحرك المتسارع لتهيئة بنية تحتية تلائم مجتمع جديد متطور كل تلك وبعض النقاط الاخرى جعلت ذالك المواطن يعيش في بحبوحة من الثراء النفسي والمادي والاجتماعي فكانت الشخصية العراقية تحترم القانون وتهتم بالنظام نظيفة ,,مخلصة,, متفانية,, في عملها ملتزمة تشعر وتستشعر بالجار والصديق وتلتزم بالاعراف والمبادئ العراقية تعرف حقوقها وتعرف ايضا ما عليها من واجبات وتؤثر وتتاثر بالاحداث اليومية مما اعطاها بعدا افقيا وعموديا لتصنع من العراق وطنا يحسد عليه من قبل اقرانها في بعض الدول الاخرى وكانت بغداد محط انظار العالم العربي والشرق اوسطي والمدن الاخرى العراقية ليس بمناى عن هذا التطور المتسارع بل كانت كبغداد تسير سوية نحو هذا الرقي حتى ان في احدى زيارات امير دولة الامارات العربية المتحدة وهو يرى بغداد من الجو كان يتمنى ان يرى دبي او ابو ضبي ان تصل الى ما وصلت اليه بغداد من اعمار وبناء ..
هذا الامن النفسي والقيمي للمواطن العراقي وكذالك الامن الوطني والامان الذي عاشه اهل العراق جعل المواطن مطمئنا على ماله وحلاله فبالامس القريب كان الباب الخارجي للبيت العراقي لا يوصد ليلا وكانت عجلة المواطن(سيارته) اذا تعطلت وتوقفت في مكان ما في العراق تترك على قارعة الطريق الى اليوم التالي او الذي بعده دون ان تتعرض للسرقة هذا الذي مر به ذالك المواطن لم يدم طويلا حتى مجيء النظام البعثي المتمثل براس ذالك النظام صدام واول عمل له دخوله بحرب مع ايران عندها بدأت بوادر التدهور العراقي تظهر للعيان في كل المجالات وبدات الشخصية العراقية محتوم عليها الذهاب الى جبهات القتال عنوة وكان ذالك المواطن الذي عاش تلك المرحلة السبعينية والستينية الجميلة وجد نفسه فجأة تحت وطأة دولة بوليسية بكل معنى الكلمة وتوقفت الحياة في العراق كليا التحول المفاجئ من عالم جميل متكامل في كل اساسيات العيش الانساني والبشري الى وضع اخر متمثل بموت الشباب على جبهات القتال وترحيل كل احلام ذالك المواطن وطموحاته الى المجهول جعلت من تركيبتة الشخصية العراقية تركيبة صراعية في داخلها تعاني من مرارة ذالك الصراع النفسي وهذا ما جعلها تتحول من مرحلة الهدوء والتحمل والسكينة الى مرحلة اخرى خشنة انفعالية غير ابهة بالمستقبل ولا تعرف غير القهر والحزن لا تهتم بما يجري للغير والتقوقع حول التفكير الشخصي فقط وقتل الروح المتسامحة الجميلة وانعكاساتها على العلاقات الاسرية عموما .. بدأ العراقيون مجبورين يسيرون نحو الترسيخ في تاصيل وبناء تلك النفسية الانطوائية والانعزالية وهذا ايضا ما جعله ينعكس على العائلة والطفل الذي بدأ يبتعد تدريجيا عن حنان الاب المسافر دوما نحو الحرب وحنان الام المنشغلة بضيم الحياة وضنكها وانتظارها الممزوج بالخوف على الزوج الذي هو على الدوام واضع قلبه على كفه تنتظره ايام اكثر صعوبة ربما اشد قسوة والم من التي خلفها وبدأت المدن الجميلة تعيش انسحاب بطيء نحو التاخر والانطواء فاصبحت الشوارع البغداديةغير تلك الشوارع والمتنزهات وتجمعات التسوق خالية من روادها وغلقت المسارح والسينمات وصار العراق بلد يسير الى الخلف بدأت تبتعدعنه الخدمات التحتية والصحية والتعليمية وذهاب الاموال المتخصصة لتلك القطاعات الى الالة الحربية لكن في القبال استمرت الدول الاخرى بالسير الحثيث نحو الرقي والتطور وتركها لكل ماهو قديم لتعيش مرحلة العالم الجديد على العكس مما يجري في بلد النهرين الذي كان بالامس القريب قبلة للغرباء والعالم فاصبح مجردا الا من الشرطة السرية والاعدامات والمحاكمات والمداهمات والاغتيالات وهذه التحولات الكبيرة جعلت الشباب والمناوئين للنظام والمنخرطين بالاحزاب الاخرى غير حزب البعث يتحينون الفرص للهروب من العراق وهكذا خرج من العراق الالاف من الشباب والعقول والاساتذة الى بلاد الله الواسعة هربا من ذالك النظام.
حمزه—الجناحي



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتباه رجاءا ..بعد ان فرقنا الساسة وحدتنا لعبة المحيبس
- ماذا قال البهلولو ..الأسد يخفف من لهجته التصعيدية
- الأرقام تتهاوى تحت أقدام النساء.. المرأة البابلية نموذج صادق ...
- الشيطان يفر من العراق ..آخر صيحات الاغتيال في العراق (1)
- في أي يوم كانت الجنسية المكتسبة عيبا ؟؟
- يفاجئني من تفاجأ بتصريحات بشار الأسد
- اليمين الدستوري ..فقرة كمالية لدى المؤسسات العراقية..مجلس ال ...
- ليس لدى العراق شيئا يخسره لو تعامل بالمثل مع جيرانه .... ترك ...
- ليس لدى العراق شيئا يخسره لو تعامل بالمثل مع جيرانه .... ترك ...
- سحب السفير ..خطوة متأخرة لكنها أفضل من أن لا تأتي ابدا
- بعد ستين عام من انشاد اول نشيد وطني عراقي لم يشارك العراق في ...
- إلى حكام العراق .. بلا تحية أتعون ما تفعلون أم إنكم في خدر م ...
- الأربعاء الدامي ..الى اللجان التحقيقية
- لقطات واقعية قبل ..وبعد.. يوم الأربعاء الدامي
- صدقي اولا تصدقي بغداد كفى... انا لا أٌبكيك هذه المرة
- شتان بين وبين الأسعار في أعياد المسيح و الأسعار في أعياد الإ ...
- المحاكمات الحكومية الإيرانية ..خطوة خاطئة باتجاه التصعيد الم ...
- إلى فقراء العراق حصرا ..من يصدق فليصدق ومن لا يصدق فأمره إلى ...
- أجندات واحلام تصنع الفشل ..مدينة الموصل مثالا
- المتنبي ومقهى الشابندر يقفان اجلالا لأستقبال مثقفي العراق


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمزه الجناحي - أهمل السياسيين الجدد الشخصية العراقية..فوقعوا بالخطأ (1)